الأربعاء 26 أيلول 2018 14:09
السومرية نيوز/ البصرة
شكى مربو جواميس في البصرة، الأربعاء، من نفوق أعداد من حيواناتهم بعد إصابتها بالعمى من جراء ملوحة المياه، فيما أكد خبير بيئي أن أزمة ملوحة المياه ألحقت أضراراً كبيرة بقطاع الثروة الحيوانية في المحافظة.
وقال المواطن حسن جليل من منطقة الجزيرة الثالثة الواقعة ضمن قضاء شط العرب في حديث لـ"السومرية نيوز"، إن "عشرات الجواميس نفقت خلال الأسابيع الماضية بسبب ملوحة المياه"، مبيناً أن "الجواميس لا تستطيع تحمل ملوحة المياه بعد ارتفاعها، والكثير من الجواميس أصيبت بالعمى ثم نفقت".
بدوره، قال المواطن حسين محمد في حديث لـ"السومرية نيوز"، إن "الجواميس العائدة لنا ترعى منذ أعوام في قضاء أبي الخصيب، ولكن بسبب الملوحة الشديدة اضطررنا الى نقلها الى قضاء المدينة، حيث نسبة الملوحة أقل بكثير"، مضيفاً أن "بعض مربي الجواميس باعوا جواميسهم لصعوبة الحفاظ عليها بسبب ملوحة المياه".
من جانبه، قال سكرتير لجنة انعاش الأهوار في مجلس محافظة البصرة علاء البدران في حديث لـ السومرية نيوز، إن "أزمة ملوحة المياه ألحقت أضراراً فادحة بقطاع الثروة الحيوانية في المحافظة، والكثير من مربي الجواميس تكبدوا خسائر كبيرة نتيجة نفوق جواميسهم، خاصة وان سعرالجاموس يتراوح ما بين ثلاثة الى خمسة ملايين دينار"، موضحاً أن " حيوان الجاموس لا يتحمل ملوحة المياه، خاصة إذا زادت نسبة التراكيز الملحية عن ستة آلاف جزء في المليون، والمياه في كثير من مناطق البصرة تجاوزت هذه الحدود، وفي البداية تصاب الجواميس بالعمى، ثم تهلك بعد فترة، وعادة ما يلجأ المربون الى ذبحها وبيع لحومها قبل نفوقها".
وأشار البدران الى أن "المناطق التي تقع في قضاء القرنة وأجزاء من قضاء المدينة لم تتأثر بالأزمة، حيث نوعية المياه فيها جيدة، ولكن توجد مشكلة حقيقة في مناطق أخرى من المحافظة، من ضمنها هور الحمار".
يذكر أن مشكلة ملوحة المياه ناجمة عن ظاهرة طبيعية كانت تعتبر نادرة الحدوث، إلا أن البصرة أخذت تتعرض لها في كل فصل صيف منذ عام 2007، وهي تقدم اللسان الملحي (الجبهة الملحية) القادم من الخليج في مجرى شط العرب نتيجة قلة الإيرادات المائية الواصلة عبر دجلةوالفرات والروافد الأخرى، وقد بلغت هذه المشكلة ذروتها خلال الصيف الحالي، وتسببت بمعاناة إنسانية هائلة وأضرار اقتصادية لا يستهان بها، كما تعد أزمة ملوحة وتلوث المياه من أبرز أسباب الاحتجاجات الشعبية التي شهدتها البصرة في غضون الأشهر القليلة الماضية.