أمراض عديدة تصيب الكبد من بينها الالتهابات المختلفة، سواء بسبب فيروس أو سمّ أو دواء.. إلخ، وخصوصا إذا ما تعلّق الأمر بالمدمنين على الأدوية خاصة، والسموم عامة، مثل التبغ والكحول، وكذا المخدرات، بمختلف أنواعها، التي تقوم بقتل خلايا الكبد بصفة تدريجية، وتعرّضه لأمراض خطيرة.



الكبد عضو حيوي في منتهى الأهمية بالنسبة للإنسان، نظرا لما يضمنه من وظائف عدة. وهو يقع في الجهة اليمنى من البطن، تحت الحجاب، مغطى تقريبا كليا بالأضلاع، نجد على يساره المعدة وأسفله المعي الغليظ وأعلاه الرئة، ويتكوّن من فصّين اثنين، الأيمن والأيسر، حيث يكبر الأول 3 مرات الثاني.
إن دور الكبد هام جدا، حيث أننا لا نستطيع العيش دونه، نظرا لما يقوم به من وظائف عدة ومختلفة، مرتبطة بالهضم والتحويل والتعديل والتخزين..
وقد يُصاب الكبد بالمرض الذي يظهر بأعراض مختلفة، حسب المنطقة المتضررة، علما إن تضرّر خلاياه يؤدي إلى معاناة الكبد، الذي سرعان ما يُصاب بالتهاب أو تسمّم أو أحيانا بالسرطان.. إلخ، مثل انسداد القنوات الصفراوية أو الانتفاخ أو التشمّع وغيرها.
وللكبد قدرة كبيرة على تحمّل الأضرار ومقاومة الأمراض، ومواصلة القيام بوظائفه مدّة من الزمن، كما أن علاقته مع باقي أعضاء الجسم جدّ وثيقة، كالمعدة والأمعاء والقلب وغيرها. وقد تُصاب القناة الصفراوية بالحصاة، التي تتجمّع فيها مؤدية إلى انسدادها، ومنع مرور الإفرازات الصفراوية التي تتراكم في الكبد مسبّبة تضرّره وإرهاقه. كما يُصاب الكبد بالأمراض العدوية وأحيانا بالطفيليات، مثل الكيس المائي الذي يُصيب الحيوانات آكلات الأعشاب التي تنقله للإنسان.
وغالبا ما يكون الكبد عرضة للتشمّع، الذي يتمثّل في تدمير خلاياه النشطة، وتعويضها بنسيج ميت يجعل الكبد غير قادر على أداء وظائفه، ما يؤدي إلى أن يشكو الشخص من أعراض شتى، كالأوجاع والعياء ونقص الشهية وتراجع الوزن وانتفاخ البطن وتجمّع الماء في الصفاق، مع تكرار التقيّؤ والغثيان، وظهور اليرقان في الأخير، ثم الغيبوبة والنزيف الداخلي الذي يؤدي، دون إطالة، إلى الوفاة لا محال.
بالإضافة إلى ذلك، هناك أمراض أخرى نشاهدها في الأوساط الطبية تخصّ الكبد، يسبّبها فيروس يدخل جسم الإنسان عن طريق الفم، عبر التنفس أو الأكل أو الماء، بالإضافة إلى فيروس آخر يدخل جسم الإنسان عن طريق الدم، سواء أثناء أخذ حقنة أو عملية نقل دم تكون فيها الأدوات أو الدم نفسه ملوّثا بالفيروس أو عن طريق جرح، أما النوع الثالث من التهاب الكبد فيعود إلى تناول سمّ ما (كالأدوية غير المناسبة للحالة، المخدرات، الكحول، المواد الكيمياوية..)، حيث يتم تدمير خلايا الكبد، إلى حدّ عجزه تماما في حال الاستمرار في تناول ذلك السمّ. كما أن الكبد عرضة أيضا للسرطان كباقي أعضاء الجسم الأخرى.
وعلى هذا فإن الإنسان بحاجة إلى زيارة الطبيب مرة على مرة، وإن كان يبدو له أنه في صحة جيدة. وقيامه بالتحاليل مرة كل 6 أشهر، على الأقل، يمكّنه من تدارك أي طارئ، حتى يشرع إذا اقتضى الأمر بالعلاج في الوقت المناسب.