TODAY - August 25, 2010
العراقية: لا وطنية لرئيس حكومة تفرضه واشنطن وطهران
إخلاء مراكز الشرطة بأنحاء البلاد إثر تدميرها في 12 مدينة
أسامة مهدي من لندن
شهد العراق سلسلة هجمات استهدفت مراكز وحواجز للشرطة في البلاد التي تشهد أزمة سياسية بسبب عدم قدرة الاحزاب الفائزة في الانتخابات على التوصل الى اتفاق لتشكيل الحكومة الجديدة بعد اكثر من خمسة اشهر على اجراء الانتخابات التشريعية في وقت جددت الكتلة العراقية رفضها للضغوط التي تمارس للتجديد لولاية المالكي.
نقل طفل اصيب بالتفجيرات الدامية
في إستهداف منسق وغير مسبوق اتهم فيه تنظيم القاعدة فقد تعرضت مراكز شرطة في 12 مدينة عراقية لتفجيرات ادت الى مصرع 76 شخصا واصابة اكثر من 250 اخرين معظمهم من افراد الشرطة وسط اوامر باخلاء المراكز الاخرى نتيجة وصول معلومات باستهدافها .. وفي اشارة لضغوط أميركية وايرانية للتجديد لولاية المالكي حذرت الكتلة العراقية بزعامة علاوي من ان هذه الضغوط ستنزع عنه الصفة الوطنية وقالت إن واشنطن تضغط حالياً باتجاه إفشال المشروع الديمقراطي عبر التنسيق مع خصومها لتنفيذ أجندتها في إشارة لطهران .. في وقت رفض نائبا الرئيس العراقي اي ضغوط خارجية لحل الازمة السياسية الحالية وسط دعوات الى النواب بالحضور الى مبنى مجلسهم وممارسة ضغوط على الكتل من عناصر الشرطة الذين ينتمون لهذه المراكز السياسية لحل خلافاتها حول الحكومة الجديدة.
وفي اعتداءات منسقة غير مسبوقة لمراكز الشرطة العراقية فقد استهدفت سيارات مفخخة وعبوات ناسفة وانتحاريين مراكز الشرطة في بغداد والبصرة وكربلاء والكوت والفلوجة والموصل والمقدادية وبعقوبة وتكريت وسامراء وكركوك والاسكندرية مما ادى الى الحاق اضرار بشرية ومادية كبيرة فيها ومقتل العشرات من عناصر الشرطة . وقد اعلنت السلطات الامنية حظرا للتجول في مدنتي الرمادي والفلوجة الغربيتيين .. كما اصدرت القيادة العامة للقوات المسلحة اوامر باخلاء مراكز الشرطة في انحاء العراق والانتقال الى مراكز بديلة اثر التوصل الى معلومات بان معظم هذه المراكز يمكن ان تتعرض لاعتداءات ايضا حيث تؤكد معلومات استخبارية استهداف اغلب مراكز الشرطة ورجالها ودورياتها.
وتأتي هذه التفجيرات بعد ايام من تحذيرات لوزارة الدفاع العراقية من انتقال مسلحي القاعدة الى مناطق جنوب العراق لضرب اهداف منتخبة امنية واقتصادية . واتهم اللواء الركن محمد العسكري المتحدث باسم الوزارة تنظيم القاعدة والفصائل المنضوية تحته بالمسؤولية عن تفجيرات اليوم معتبرا ان ذلك محاولة لعرقلة الانسحاب الاميركي من البلاد. وقال ان خلايا القاعدة تحاول ان تشتت جهد الاجهزة الامنية عن طريق فتح اكثر من محور وجهة لارباك الوضع الامني . واوضح ان تنظيم القاعدة يحاول من خلال التفجيرات التأثير على الانسحاب الاميركي من العراق .
ففي بغداد قتل 15 شخصا بينهم ثمانية من عناصر الشرطة قتلوا وجرح8 آخرين بينهم 26 من عناصر الشرطة في هجوم انتحاري على مركز للشرطة شمال شرق بغداد واصابة العديد من المباني المحيطة بمركز الشرطة باضرار نتيجة الهجوم. وفي الكوت (170 كم جنوب بغداد) فقد اسفر هجوم بسيارة مفخخة استهدفت مركز للشرطة قرب دائرة جوازات المحافظة عن مقتل عشرين شخصا بينهم 15 من عناصر الشرطة وجرح تسعين شخصا آخرين بينهم عدد كبير من النساء والاطفال وبين القتلى مدير مركز شرطة البلدة العقيد وليد سامي.
وفي بغداد ايضا قتل شخصان واصيب سبعة بجروح في انفجار سيارة مفخخة في منطقة الشالجية وسط بغداد، حسبما ذكر مصدر في الشرطة. كما قتل اثنان من عناصر الشرطة، في هجوم مسلح استهدف حاجزا للتفتيش في منطقة حي العامل جنوب غرب بغداد .. واصيب سبعة اشخاص في انفجار عبوتين ناسفتين في الكرادة وشارع حيفا وسط بغداد.
وفي الرمادي الغربية اعلنت الشرطة مقتل ثلاثة اشخاص بينهم اثنان من الشرطة بانفجار سيارة مفخخة يقودها انتحاري استهدفت حاجزا للتفتيش تابع للشرطة اضافة الى جرح اربعة اشخاص اخرين بينهم اثنان من الشرطة.
كما قتل مسلحان في الرمادي في انفجار سيارة مفخخة كانا يعملان على تفخيخها. وفي الفلوجة قتل اثنان من عناصر الجيش وجرح 13 شخصا بينهم خمسة من الشرطة بانفجار سيارة مفخخة يقودها انتحاري استهدفت حاجز مشتركا للجيش والشرطة وسط المدينة . واكد مصدر في الشرطة ان الانفجار اسفر عن احتراق نحو عشرة سيارات مدنية .
وفي المقدادية بمحافظة ديالى شمال شرق بغداد قتل ثلاثة اشخاص بينهم امرأة وجرح 13 بينهم خمسة من رجال الشرطة احدهم ضابط برتبة مقدم في انفجار سيارة مفخخة متوقفة قرب مبنى قائمقامية البلدة . ولدى وصول قوة اسناد من الجيش الى موقع الحادث، انفجرت سيارة مفخخة اخرى كانت متوقفة في مكان قريب ما اسفر عن اصابة ستة من الجنود بحروح . وفي بعقوبة مركز محافظة ديالي (60 كلم شمال شرق بغداد) اصيب خمسة اشخاص بجروح بينهم امرأة في انفجار اربع عبوات ناسفة زرعت امام منازل للشرطة في بلدة بهرز التي تبعد ثلاثة كيلومترات جنوب المدينة.
وفي البصرة جنوب العراق جرح 12 شخصا على الاقل بينهم اربعة من الشرطة في انفجار سيارة مفخخة في مرآب للسيارات قرب مركز للشرطة في حي العشار وسط المدينة . وفي كركوك (260 كلم شمال بغداد) اعلن العميد عادل زين العابدين مدير شرطة بلدة كركوك بالوكالة مقتل مدني وجرح ثمانية اخرين في انفجار سيارة مفخخة في شارع راس دوميز وسط المدينة. وفي كربلاء (110 كلم جنوب بغداد)، جرح 29 من رجال الشرطة والمدنيين في انفجار سيارة مفخخة استهدفت مركز شرطة حي النصر الذي يبعد عن مركز المدينة اربعة كيلومترات غرب المدينة. اما في سامراء (100 كلم شمال بغداد) فقد نجا العقيد مصطفى حميد هادي ضابط مديرية حماية المنشأة في محافظة صلاح الدين من محاولة اغتيال فاشلة. وفي تكريت مركز محافظة صلاح الدين شمال غرب بغداد جرح اثنان من رجال الشرطة في انفجار عبوة ناسفة استهدفت دوريتهم وسط المدينة.
وفي الدجيل التي تبعد 60 كلم شمال بغداد اسفر انفجار سيارة مفخخة قرب احد مراكز الشرطة فيها الى اصابة خمسة اشخاص بينهم ثلاثة مدنيين بينهم طفل وامرأة واثنان من عناصر الشرطة بينهم ضابط برتبة عقيد. وفي الموصل (375 شمال بغداد) حاول انتحاري يقود سيارة مفخخة اقتحام مقر للجيش العراقي في شرق المدينة لكن الجنود اطلقوا النار على الانتحاري وقتلوه قبل ان تنفجر السيارة وتصيب ثلاثة من الجنود، بحسب مصدر عسكري.
وتأتي هذه الهجمات بينما تشهد البلاد ازمة سياسية بسبب عدم قدرة الاحزاب الفائزة في الانتخابات على التوصل الى اتفاق لتشكيل الحكومة الجديدة بعد اكثر من خمسة اشهر على اجراء الانتخابات التشريعية.
العراقية : لا وطنية لرئيس حكومة تفرضه واشنطن وطهران
اكد مستشار القائمة العراقية هاني عاشور ان الضغوط الخارجية لفرض اسم محدد لرئيس الحكومة المنتظرة "لن تعطيه صفة الوطنية والاستقلال والسيادة وستضعه دائما في موضع الاتهام وامام غضب الشعب الذي سيناضل من اجل التعبير عن رغباته الوطنية وكشف المؤمرات ضده" . واضاف ان وجود ضغوط اميركية وايرانية لترشيح اسم محدد لرئاسة الحكومة المقبلة في اشارة الى رئيس الوزراء نوري المالكي يعد استخفافا بالعراقيين ونتائج الانتخابات والمشروع الديمقراطي في العراق ما يؤدي الى نزع الصفة الوطنية عن الحكومة المقبلة ومن يقودها .
واضاف عاشور في تصريح مكتوب تلقت "ايلاف" نسخة منه اليوم الاربعاء ان تكرار سيناريو الرضا والقبول من الخارج على رئيس الحكومة المقبل يدل على ان المصالح الخارجية اصبحت متقدمة على مصالح الشعب العراقي وهو امر يفسر سبب الانهيار الامني والخدمي وبروز مظاهر الفساد "لان العمل من اجل العراق يكون آخر ما تفكر فيه الحكومة التي ستحاول ارضاء من نصّبها في موقعها قبل كل شيء والا بماذا يمكن تفسير الحرص الخارجي على اسم محدد ومحاولة تسويقه رئيسا للحكومة المقبلة تزامنا مع الانسحاب الأميركي الا كمن يخرج من الباب ويعود من الشباك" .
واتهم مستشار العراقية الولايات المتحدة بالتراجع عن كل مبررات احتلالها للعراق الذي قالت انه جاء لنشر الديمقراطية وتخليص العراق من الدكتاتورية "لان الولايات المتحدة قد كشفت نواياها الحقيقية وهي الان تضغط باتجاه إفشال المشروع الديمقراطي الذي ضحى من اجله العراقيون وتنصيب من تراه مناسبا لمصالحها ضاربة عرض الحائط نتائج الانتخابات ومصالح الشعب .. وبدل ان تترك العراقيين يقودون أنفسهم ويمارسون خياراتهم الديمقراطية فهي تحاول الالتفاف على مصالح الشعب وتنسيق أجندتها مع خصومها على حساب الشعب العراقي" .
وتأتي تصريحات مستشار العراقية هذه وسط تقارير تشير الى ضغوط ايرانية على المجلس الاعلى الاسلامي برئاسة عمار الحكيم والتيار الصدري بزعامة مقتدى الصدر لرفع اعتراضاتهما على التجديد للمالكي واخرى اميركية على العراقية لكن على اساس تقاسم السلطة بين الفائزين الكبيرين في الانتخابات التشريعية الاخيرة ائتلافي المالكي وعلاوي الذي اكد إن ايران وضعت فيتو وخطا احمر على توليه المنصب . وقال في تصريح امس خلال زيارة للكويت ان استحقاق تشكيل الحكومة العراقية بات امرا مهما وان الشعب العراقي بحالة لا يحسد عليها وان الاستعجال والعشوائية في تشكيل الحكومة لا تصبان في مصلحة العراق واستقراره . وحول ما اذا كان هناك توجه من قبل الامم المتحدة لفرض حكومة جديدة على العراق اوضح ان الامم المتحدة ليس لديها القوة التنفيذية الكافية لفعل ذلك مبينا ان تلك القوة التنفيذية تتمثل في الولايات المتحدة الاميركية وهي لن تتدخل بهذا الشكل .
نائبا الرئيس العراقي يرفضان الاملاءات الخارجية
من جهته اكد عادل عبد المهدي نائب الرئيس العراقي القيادي في الائتلاف الوطني بزعامة عمار الحكيم أن الائتلاف متمسك بموقفه الرافض لترشيح المالكي لرئاسة الحكومة المقبلة داعيا النواب الى الحضور الى مجلسهم للضغط على الكتل السياسية للاسراع بتشكيل الحكومة الجديدة.
واقر عبد المهدي بوجود ضغوط اميركية وايرانية للقبول بالتجديد للمالكي وقال ان هذه الضغوط لتشكيل الحكومة العراقية "إذا كانت بمعنى الأمر فإننا نرفضها أما إذا كانت بمعنى إبداء الرأي فستتم دراستها واتخاذ القرار بشأنها".
وقد حضر عبد المهدي اليوم الى مبنى مجلس النواب لليوم الثاني على التوالي مطالبا النواب بالحضور لمبنى مجلسهم من اجل تشكيل ضغط على الكتل السياسية والاسراع بتشكيل الحكومة اضافة الى ممارسة دورهم الدستوري وقال انه سيحضر يوميا الى المجلس للتشديد على اهمية استئناف جلسات المجلس المتوقفة منذ حوالي الثلاثة اشهر.
واكد على ضرورة انعقاد جلسات مجلس النواب وعدم تأخيرها لفترة اطول موضحا ان المجلس هو من اهم مؤسسات الدولة ومن الاهمية حضور اعضائه وانعقاد الجلسة بنصابها القانوني وعدم تعطيل ادائه لاكثر من الوقت الذي مضى . ودعا النوال الى الحضور الفاعل تحت قبة البرلمان والعمل بشكل يومي من خلال البرلمان ومهماته وصلاحياته لتشكيل وسيلة ضغط على القادة السياسيين من اجل الاسراع بتشكيل الحكومة .
وكشفت القائمة العراقية امس عن رفضها لورقة الإصلاح السياسي التي قدمها ائتلاف دولة القانون اليها في إطار المباحثات التي تجري بين الطرفين لتشكيل الحكومة وقالت انها سلمت ردها الرافض للورقة .
من جهته اكد أكد نائب الرئيس العراقي القيادي في الكتلة العراقية طارق الهاشمي إن التدخلات الخارجية ضارة وتسهم في تعقيد المشهد السياسي خصوصا عندما يضع البعض خطوط حمراء على تولي القائمة الفائزة في الانتخابات رئاسة الحكومة وهو موقف يساهم في تأخير تشكيل الحكومة الجديدة .
وقال خلال اجتماعه مع السفير الاميركي الجديد لدى العراق جيمس جيفري ان اقامة علاقات طيبة مع دول الجوار لا ينبعي ان تقود او تغري الاخرين على التدخل كما نقل عنه بيان صحافي لمكتبه الاعلامي اليوم . واشار الى ان القائمة القائمة تتطلع الى تشكيل حكومة شراكة وطنية تضمن للجميع حق المشاركة الفعلية بمن فيهم التيار الصدري الذي تعده العراقية ركيزة مهمة لبناء حكومة وطنية قادرة على تجاوز سلبيات المرحلة الماضية والنهوض بالبلاد الى مرحلة جديدة من الاعمار والتغيير المنشود. وجدد تمسك كتلته باستحقاقها الانتخابي مؤكدا ان الكتلة لا تمتلك حق التنازل عن هذا الاستحقاق فهو ملك ناخبيها الذين طرحوا ثقتهم بها وبمشروعها الوطني وان سلب حق العراقية في تشكيل الحكومة هو تفويت لفرصة تشكيل حكومة نموذجية . وقال ان الحكومة السابقة لم تكن موفقة ولذلك صوت المواطن لصالح كتلة العراقية التي تبنت مشروع التغيير .
أما السفير جيفري فقد أكد ان الادراة الاميركية وبرغم حرصها على تشكيل الحكومة في القريب العاجل فانها لا تمتلك الحق بالتدخل وهو قرار يصنعه العراقيون بانفسهم. وقال ان ادارة الرئيس اوباما تعمل على تقديم المساعدة للفرقاء السياسيين لتجاوز الازمة الراهنة وللاسراع في تشكيل الحكومة. و شدد على ان ما يهم الولايات المتحدة الامريكية هو حكومة عراقية وطنية قادرة على اعادة الامن وتقديم الخدمات ورفع المعانات عن كاهل المواطن العراقي.
وكانت الانتخابات التشريعية الاخيرة قد افرزت فوز اربع كتل رئيسية هي ائتلاف العراقية بزعامة اياد علاوي (91 مقعدا) وائتلاف دولة القانون بزعامة نوري المالكي (89 مقعدا) والائتلاف الوطني (70 مقعدا) والذي يضم المجلس الأعلى الاسلامي والتيار الصدري وحزب الفضيلة وائتلاف القوى الكردستانية (57 مقعدا) والذي يضم التحالف الكردستاني وعدة احزاب كردية اخرى وهو ما يفرض تحالف عدة اطراف لضمان الأغلبية اللازمة في مجلس النواب الذي يضم 325 مقعدا لتشكيل الحكومة.
elaph
رد مع اقتباس
