ترجع بداية إطلاق قوقل لنظام تشغيل الهواتف الخاص بها إلى العام 2008، وبالتحديد في 23 سبتمبر عند إطلاق الشركة لهاتف T-Mobile G1 العامل بنظام تشغيل أندرويد 1، ليعلن للجميع دخول عالم الهواتف لحقبة جديدة من التطور والمنافسة، وشكل حلبة جديدة للتفاني في عرض ميزات وخصائص في ظل الانطلاق المدوي لآيفون في تلك الفترة.
ومن المعلوم أن البدايات لا تكون كاملة فنظام أندرويد عند إنطلاقه كانت تَحُفه بعض الصعوبات، كونه يملك فقط عدد محدود من التطبيقات ضمن المتجر Google Market، والذي كان المقدمة للمتجر الحالي Google Play الذي يعج الآن بزخم التطبيقات في كافة المناحي التي يحتاجها المستخدم، بالإضافة إلى أنه لم يحتوي على لوحه مفاتيح افتراضية، حيث كان التصميم العام نسخة قريبة من تجربة بلاك بيري في ذلك الوقت، تتطورت آلية عمل نظام أندرويد تباعاً نظراً لأن قوقل جعلت نظام أندرويد مفتوح ويركز بشكل خاص على توفير خدمات الانترنت للمستخدم بجهاز يمكن التعامل معه بسهولة ووضعه في الجيب.
وفي غضون سنتين من إطلاقه أصبح من أكثر نظم تشغيل الهواتف شعبية نظراً للتحديثات السريعة التي كانت تجرى عليه، وعمله على كل من من هواتف موتورولا درويد وسامسونج جلاكسي S، والتي أصبحت في المقدمة ومنافسة مباشرة مع شركة آبل، وكان الخاسر الوحيد من هذه العملية هي الشركات التي رفضت أو كانت استجابتها بطيئة لظفر بخدمات أندرويد حيث كلفها ذلك ثمناً باهظاً.
أما اليوم فنظام أندرويد أشبه بكاسحة الألغام والمنافسين، فاليوم كل هواتف الشركات المختلفة مبينة على هذا النظام باستثناء هواتف آبل طبعاً، وبلغ عدد الأجهزة العاملة بنظام أندرويد عام 2017 حوالي 2 مليار جهاز نشط، ولا يقتصر عمل أندرويد على الهواتف الذكية فقط، فقد تعدى ذلك للأجهزة اللوحية والشاشات والتلفزيونات الذكية أيضاً، بالإضافة لأجهزة الحاسوب وذلك بفصل نظام تشغيل كروم والذي يتيح الاستفادة من تطبيقات أندرويد عبر هذه الأجهزة.
في غضون 10 سنوات فقط حصل كل هذا التطور على نظام تشغيل بدأ في فترة مليئة بالتحدي وتعتبر صعبة نوعاً ما، لكن كما نرى اليوم توسع هائل في كافة المجالات وضع قوقل في صدارة نظم التشغيل الأكثر انتشاراً، ويبقى السؤال هنا كيف سيكون العقد القادم من حياة أندرويد ؟