هل كنتَ تهذي
يا عابراً بينَ الورودِ لمحتَني
مثلَ النَّسيم ِ المُستهام ِ لفَفْتَني
و حَلَمْتَ أَنْ أَسْقِيَكَ مِنْ بِئْرِ الْهَوَى
علَّقتني بالحبلِ ثمَّ رميتَني
ناديتُ حتَّى بُحَّ نهرُ مَدامِعي
رَدَّ الصَّدى
و إلى ضياعي ردَّني
أَرْسلْتُ قَلْبَيْ خَلْفَ طَيْفِكَ رَاجِيًا
أَنْكَرْتَ طَيْفَكَ مثلما أَنْكَرْتَنِي
ساءلتُ نفسي و السُّؤالُ معذَّبٌ
هل كنتَ تهذي عندمَا أحببتَني
و جَعَلتَ لي في الحبِّ موطنَ آيةٍ
الآن تكفرُ بعدما قدَّستَني
الليلُ جرَّ الليلَ فوقَ ملامِحي
مدَّ الجوى و على جِماركَ مَدَّني
ماعادَ لي فجرٌ أُرتبُ صبرَهُ
عَهْدُ الْوَفَاءِ لِمُسْتَحِيلِكَ هَدَّنِي
كَمْ كَانَ وَصْلُكَ فِي الحَنَايا لاَمِعًا
يا ليتَني كذَّبْتُهُ
يا ليتَني
وكَّلتُ نجماً في السَّما يشدو له ُ
( يا من هواهُ أعزَّهُ و أذَّلَّنِي )