دعوة عيد ميلاد تحشد 10 آلاف مراهق في العاصمة الجزائرية
المصدر: البيان الإلكتروني
صدم شاب جزائري يدعى “ريفكا” (21 عاما) من مشاهير مواقع التواصل الاجتماعي بلاده بحجم تأثيره الذي لم يمكن أن يخطر على بال، حيث لبى نحو 10 آلاف شخص دعوته واحتشدوا في ساحة رياض الفتح (مقام الشهيد) وسط العاصمة الجزائرية، بمناسبة عيد ميلاده.
واضطرت الشرطة الجزائرية للتدخل وإيقاف هذا التجمهر الحاشد بإيقاف “ريفكا” لفترة وجيزة حتى يتفرق الحضور الغفير الذي توافد من مختلف مناطق البلاد الشاسعة.
ونقل موقع إرم عن الشاب ريفكا قوله بعد الإفراج عنه من قبل الشرطة إنه لم يتوقع حضورهذا العدد الكبير، موجهًا الشكر لجمهوره الواسع.
وأثار هذا الحضور الضخم الصدمة في الجزائر وسط ردود واسعة بمواقع التواصل الاجتماعي.
وأشار البعض إلى أن الأحزاب السياسية لا تستطيع حشد ولو جزء يسير من ما تمكن ريفكا من جمعه من جمهور واسع.
ويرى المختص في العلوم السياسية، الأستاذ بن يزة يوسف، أن هذه الظاهرة ولو أنها دخيلة على الشعب الجزائري، كشفت أثر صناع الرأي الإلكترونيين في الحياة العامة، خاصة عندما يتمكنون من نقل شعبيتهم من الواقع الافتراضي إلى الواقع، وهذه المهمة منوطة أكثر بالأحزاب السياسية التي تشتغل وفق آليات بالية عافها الزمن ولم تعد الأجيال الحالية تفهمها، حيث يلجأ السياسيون إلى أساليب قديمة لملء القاعات في تجمعاتهم الشعبية وفي العادة يفشلون في ذلك، بينما استطاع الشاب رفيق أو ريفكا أن يملأ أهم ساحة للتجمعات في عاصمة البلاد بمجرد دعوة بسيطة على السناب شات.
وأردف بن يزة قائلا أن المشكلة عميقة نوعا ما بسبب بدائية الأدوات الاتصالية المستخدمة من طرف الأحزاب السياسية وحتى السلطة التي مازالت تراهن على التلفزيون، بينما تتابع الشريحة الكبرى من الشباب، الأخبار ومستجدات الحياة عبر شبكات التواصل الاجتماعي فهي تحدثهم بلغتهم الخاصة، ما يجعلهم يعيشون الاغتراب الحقيقي عن في بلدهم.
وقال بن يزة إن المطلوب إذن مخاطبة هؤلاء باللغة التي يفهمونها وفي معاقلهم على منصات التواصل الاجتماعي باستخدام الصوت والصورة والمؤثرات المرافقة لهما، فحتى الكتابة لم تعد تستهويهم.. فمن العبث الادعاء الآن بأن هذا الجيل تافه وليس له أي معنى، لأننا سنصبح نحن التافهين مستقبلا عندما يخرج الملايين من هؤلاء من قوقعتهم الالكترونية إلى الواقع ويفرضون واقعهم بكل تفاصيله..