اعترفت غوغل بالسماح لتطبيقات الطرف الثالث بقراءة البيانات من حسابات Gmail ومشاركة هذه المعلومات مع جهات التسويق، وذلك في رسالة موجهة إلى أعضاء مجلس الشيوخ الأمريكي.
ورغم إيقاف غوغل هذه الممارسة في العام الماضي، أوضحت الشركة في رسالة تم إرسالها إلى المشرعين، في يوليو الماضي، أُعلن عنها يوم الخميس 20 سبتمبر، أن المطورين قد يشاركون بياناتك مع أطراف ثالثة لأغراض استهداف الإعلانات، "طالما أنها شفافة مع المستخدمين حول كيفية استخدامهم للبيانات".
وفي الواقع، يشير هذا الأمر إلى أن أي تطبيق يشارك بياناتك الخاصة مع المعلنين، يجب أن يكشف عن هذه الحقيقة في سياسة الخصوصية. ويظهر هذا أولا في مربع يتضمن ملاحظة تفيد بأن التطبيق يطلب الإذن "بالسماح بقراءة البريد الإلكتروني وإرساله وحذفه وإدارته".
ومع ذلك، غالبا ما يكون العثور على معلومات تفيد جهات التسويق، التي تتم مشاركة هذه البيانات معها، أمرا أكثر صعوبة.
وجاءت رسالة غوغل استجابة لطلب من أعضاء مجلس الشيوخ الجمهوريين، للحصول على معلومات حول نطاق محتوى البريد الإلكتروني، الذي يمكن الوصول إليه من جهات الطرف الثالث.
وفي رسالتهم إلى الشركة، يدعي أعضاء مجلس الشيوخ أن إحدى شركات التسويق، Return Path Inc، تقرأ محتويات خاصة من 8 آلاف رسالة بريد إلكتروني، لتدريب خوارزميات الذكاء الاصطناعي.
وفي حديث مع صحيفة "وول ستريت جورنال"، قالت Return Path إنه بينما لم تطلب صراحة من المستخدمين ما إذا كان بإمكانها قراءة رسائل البريد الإلكتروني، يتم منح الإذن في اتفاقيات المستخدم، والتي تنص على أن الشركة تجمع المعلومات الشخصية، بما في ذلك الاسم وعنوان البريد الإلكتروني واسم المستخدم وكلمة المرور.
ويمكن لـ 379 تطبيقا على الأقل متوفرة في أسواق آبل وأندرويد، الوصول إلى بيانات البريد الإلكتروني للمستخدمين. وفي رسالة غوغل إلى الكونغرس، رفضت الشركة قول متى، إذا سبق لها، أن أوقفت تطبيقا لعدم الامتثال لقواعدها.
وتجدر الإشارة إلى أن غوغل بحد ذاتها استغلت رسائل البريد الإلكتروني منذ إطلاق Gmail في عام 2004، لكنها أعلنت العام الماضي أنها ستوقف هذه الممارسة، وسط مخاوف تتعلق بالخصوصية ومخاطر رفع دعوى اتحادية.
والآن، يستعد مسؤولو الخصوصية من غوغل وآبل وأمازون، للسفر إلى Capitol Hill الأسبوع المقبل، لحضور جلسة استماع للجنة التجارة. وهناك، سيُطلب من شركات التكنولوجيا "مناقشة المناهج الممكنة لحماية الخصوصية بشكل أكثر فعالية".
وتعد جلسة الاستماع جزءا من سلسلة عمليات المراجعة التي تواجهها صناعة التكنولوجيا، منذ أن كشفت فضيحة Cambridge Analytica في مارس الماضي، أن فيسبوك سمح لطرف ثالث بجمع معلومات شخصية عن ملايين المستخدمين.
كما تمت دعوة الرئيس التنفيذي لشركة غوغل، لاري بيدج، إلى جلسة استماع للجنة الاستخبارات في مجلس الشيوخ حول التحيز السياسي، والتدخل الأجنبي والخصوصية، على منصات التكنولوجيا في وقت سابق من هذا الشهر، لكنه امتنع عن الحضور، وأرسل شهادة مكتوبة بدلا من ذلك.