كلما نظرت اليه ....كفرت بكل معاني الحب ، كلما تحدث ، غابت عنه ، الى شواطىء حكايته التي تناهت الى مسامعها ، فشوهت تقاطيع رجولته حتى صارت ترغب بأغماض جفنيها عنه كلما واجهته .
كان التساؤل المزمن الذي يبدأ ب " كيف " ، و لا ينتهي الى جواب شافٍ يجعل منه احجية ، رجلا ً يناقض نفسه ...تلك التي تعلن عن خصالها المائزة ..كيف اذن ؟ بالله كيف !
كيف اختار ان يتشبث بغيمة و هو ابن الشمس ؟ كيف انتمى الى الرمادي و هو كل ما في قوس قزح !
كيف انهار الرجل فيه امام ظل امرأة هكذا ؟ و مَن معه تتساقط الى نورها كل الفراشات !
تمنت ان تسأله ..بكل صراحة و وضوح و استقامة : لم ََ فعلت بحبيبة عمرك ما فعلت ؟ ما كان في قلبك حين جَرُؤت ان تواجهها بكل هذه القسوة ، و تقدُم اليها و بيدك امرأة اخرى ؟
كم مرة ماتت تُراها ...امامك ...امام الاخرين ، و كم مرة فكرتْ ان تموت ميتة اخيرة صادقة ؟
ايها الجاحد الذي خلع رداء العمر و بقي عاريا ً ...
الشيء الوحيد الذي لم تكن بحاجة لأن تسأله عنه ، إن كان نادماً ام لا ..
فكل ما فيه يشي بغصته ...بجوعه ..بانحناءة ...بمرارة يحاول ان يغالبها حين يكذب متلفظاً بمرح مُغتَصَب اسم امرأته الجديدة ...
لم يكن صعبا ابدا ان يشي بنفسه ، اذ كان كل ما فيه يتوق للأعتراف بالندم .
مرة ...قالت لها صديقة تعرف الحكاية عن قرب ، ان العتب لا يكون في هذه الحوادث على الرجال .. اذ للمرأة اذا ارادت شيئا الف درب للوصول اليه.
لم تدر ِ ان كان عليها ان تعذره ، ان تشفق من القدر الذي جعل الأفعى قرب عش النسر ..ان تصدق ان النسر لا يدرك ان الافعى ، افعى و إن وجدها في عشه ...!
في النهاية شعرت بالخوف ...
خوف يتجدد ....كلما التقت به .