كانت الصور، وأعمال فنية أخرى، مودعة في مخازن سرية بـ "قصر الزهور"، وظهرت بين الركام بعد تهديم المبنى، الذي كان بعهدة الجهات الأمنية العراقية في عهد النظام السابق، ونتيجة لقصف الطيران الأمريكي للدوائر الأمنية العراقية المنتشرة في مختلف مناطق بغداد.
وبُني "قصر الزهور" في زمن الملك فيصل الأول، عام 1932، وأُنجز بعد بعض سنوات خلال حكم الملك غازي، وكان مخصصا لسكن العائلة المالكة، وتحول القصر الكائن في الحارثية، غربي بغداد، الى قصرٍ للضيافة في العهد الجمهوري، ومن ثم صار ضمن مباني الدوائر الأمنية للمخابرات العراقية في عهد صدام حسين، قبل أن تدمره الطائرات الأمريكية في عام 2003.
وفي مطلع عام 2004، بدأت الإدارة العسكرية الامريكية برفع الأنقاض عن المبنى، وخلال عملية الرفع ظهرت للعاملين مجموعة من الأعمال الفنية والمنحوتات والصور الفوتوغرافية بين ركام وحطام المبنى. وكانت في حالة يرثى لها بسبب الظروف الجوية السيئة خلال فصلي الصيف والشتاء.
ونشر المقدم في الجيش الأمريكي، ويليم ليير، (الذي أمضى، وفريقه، شهراً كاملاً، في العمل عليها وتنظيمها وأرشفتها وحفظها في ملفات رقمية) بعض هذه الصور في عام 2013، بالدورية البريطانية المعنونة بـ "الشؤون الآسيوية"، في مقالة بعنوان "صور الهاشميين"، قبل أن تصدر أكثر من 100 صورة منها في كتاب بعنوان "العائلة المالكة في العراق.. صور فوتوغرافية نادرة، أُنقذت من خرائب قصر الزهور في عام 2004"، إعداد علي أبو الطحين، وولييم ليير، عن #دار_الرافدين، 2018.
وأشاد ليير بـ"التقنية الفنية الرصينة والأسلوب المهني الواضح في أعمال المصور العراقي، والتي تمثلت بمجموعة بوتريهات من أعمال المصور آرشاك والمصور عبوش وألدورادو وغيرهم، التي لا تقل مهارة وخيال عن أفضل أعمال المصورين العالميين من إنكلترا وكندا والولايات المتحدة".
وتشمل الصور مراحل متعددة من حياة العائلة المالكة منذ مطلع القرن العشرين في الحجاز، وحتى نهاية الحقبة الملكية في العراق، في تموز عام 1958، وتضم فضلا عن ذلك العديد من الصور الشخصية لأفراد العائلة المالكة وبعض من المناسبات العائلية، وصورا للمراسيم والزيارات الخارجية.