وصف نفسه قائلاً: أنا غريب الأطوار، وغير متجانس،
كلاسيكي، كاثوليكي، رسولي، روماني
يعتبر دالي من أهم فناني القرن العشرين، وهو أحد أعلام المدرسة السريالية.
يتميز دالي بأعماله الفنية التي تصدم المُشاهد بموضوعها وتشكيلاتها وغرابتها، وكذلك بشخصيته
وتعليقاته وكتاباته غير المألوفة والتي تصل حد اللامعقول والاضطراب النفسي.
وفي حياة دالي وفنه يختلط الجنون بالعبقرية، لكن دالي يبقى مختلفاً واستثنائياً.
في فوضاه، في إبداعه، في جنون عظمته، وفي نرجسيته الشديدة.
على لسان دالي :
أصبحت منذ صغري النموذج الممتاز للولد المنحرف المتعدد الأشكال، المتأخر عقلياً،
أنني كنت أحتفظ في ذاكرتي بكل الذكريات المثيرة للجنة الطفوليّة التي نعمت بها،
لذلك كنت أتمسك بقوة وأنانية مطلقة، بكل ما أريد أن أعمله، وبكل ما يجلب إلى قلبي المتعة.
وطبعاً، من هذه المتع، قذفه لنفسه من فوق السلالم، حيث كان يجد في إيذاء نفسه لذة لا تُوصف،
لا سيّما أمام أقرانه في المدرسة، وكانت هذه اللذة تتضاعف وهو يرى وجوههم وقد اكتساها الخوف والقلق.
درس دالي المستقبليّة الإيطاليّة. وفي العام 1924 بدأ يهتم بالمدرسة الميتافيزيقيّة ومبادئها
و رسم أول لوحة سريالية حقيقية عام 1929 بعنوان " the persistence of memory “ او " إصرار الذاكرة"
إصرار الذاكرة
ذهب دالي بعيداً في ملاحقة إيحاءات عقله الباطن، ما دفع بالفنانين السورياليين لإدراك أهميته بالنسبة لحركتهم،
حيث وجدوا أن تصويره للمواضيع اللامنطقيّة يتماشى تماماً مع المفاهيم السورياليّة التي لا ترى
في كل أسلوب فني سوى وسيلة للوصول إلى مصالحة الإنسان مع الكون.
لجأ دالي إلى أساليب ملتوية لتحقيق الشهرة العالمية كتأييده لحكم فرانكو في إسبانيا
، وخلال فترة صعود الحزب النازي إلى الحكم في ألمانيا رسم دالي العديد من اللوحات التي تُصور "هتلر"
في أوضاع عجيبة، بعضها أنثوي،
مما دفع الفنانين السرياليين عام 1950إلى إتخاذ قرار جماعي بفصله من الحركة السريالية بسبب ذلك،
إضافة لاتهامه بالولع الشديد بالمال، حتى أن بريتون كان قد أطلق عليه "جشِع الدولارات"،
غير أن دالي لم يتأخر في الرد حيث قال له:
"ليس بإمكانك طردي، فالسريالية هي أنا". مع ذلك استمر في مهنته كفنان سريالي
منحرف تماماً (كما يذكر في مذكراته) وانطلق يغزو السوق الدينيّة.
وبدءاً من العام 1950 عمل على نشر صوفيته.
دالي لم يحب سوى اثنين في حياته: ذاته وزوجته..
ولا يوجد في العالم أحد يستحق غضبه (بحسب رأيه).
وقد عاش آخر سنوات حياته منعزلاً عن العالم في قصره في (بوبول). وفي مايو من العام 1983
رسم آخر لوحة له حملت عنوان (ذيل السنونو).
بعض اعماله :
البناء الناعم مع الفاصوليا المسلوقة 1936
إغراء القديس انتوني 1946
البجعات تعكس الفيلة
وفي العام 1986 أصيب بحروق بالغة في جسمه إثر حريق شب في غرفة نومه، انتقل بعدها إلى بناية
المتحف الذي يحمل اسمه في مسقط رأسه (فيغراس) ليعيش مريضاً في برج هذه البناية حتى وافته المنية عام 1989.