لا أحلام لي هذه اللّيلة
و ما تبقّى من وجبة الأبجدية
لن يكفي لإطعام نصّ جديدْ
ربّما، لأنّي ما عدتُ ذلك الطّفل الذي ينتصر في نهاية كلّ حلمْ
أو ربّما لأنّ ذلك العجوز،
الذي يستوطن صوتي،
قد أصابه الخرفْ
و ما الأحلام إلّا انتصار طفل أو حكاية عجوزْ.
مازلت قهوتي الباردة ترتشف فنجان ثرثرة مع كلّ سيجارة أُعدِمُها حرقا
و أنا مازلتُ لا أُجيدُ لغة القهوةِ
و لا أفهم سبب صراخ سجائري!
و حتّى الحصان الأعرج الذي راهنتُ على فوزه
نسيَ لغة المضمارْ فلم يتوقّف عند خطّ النهاية
ربّما، هو مثلي، كان يبحث عن خطّ الوصولْ!
مازلتُ أعتقدُ كما يعتقدُ أنّ فرقا كبيرا بين خطّ النّهاية و خطّ الوصولْ!
كان فوز الحصان الأعرج حلما لذيذا
كان سيُكسبني الكثير من الأملْ
و كان سيمنحني فرصة أخيرة أجوب فيها العالمْ...
لا أحلام لي
هذه اللّيلة تقرع كنائس الحنين
أجراسها مُعلنة بداية قُدّاس الوجعْ
و كمدينة ترزح تحت خطّ الشّوق
أجدُني مُجبرا على الحضورْ
أرتدي بقايا حضور قديمْ
أضمُّ لصدري أيقونة لحبيبتي
و في حفل القُدّاس أتلو كلّ ما حفظته من أحلام المشرّدينْ
فأنا لا أحلام لي هذه اللّيلة.
هيثم الأمين