سكان العاصمة بغداد يطلقون على سكنة المحافظات تسمية ( المعدان) وسكنة مراكز المحافظات يطلقون على سكنة الأقضية تسمية ( المعدان) وسكنة مراكز الأقضية يسمون سكنة القرى والأرياف ( المعدان) وسكنة الأرياف يسمون سكنة الأهوار ( المعدان) وكلٌ ينفي التسمية عن نفسه ويأباها ويلصقها بغيره........
فمن هو المعيدي الحقيقي ياترى ....؟
في الأمثال العربية ( أن تسمع بالمعيدي خير من أن تراه) أطلق على رجل اسمه المعيدي أيام الملك النعمان بن المنذر فقال له النعمان هذا القول الذي صار مثلا ويضرب لمن خبره خير من رؤيته وقيل أن الرجل أجابه( أن الرجال مخابر لا مناظر) ......
وجاء في لسان العرب أن التمعدد هو التشظف بالعيش وفي حديث عمر ( اخشوشنوا وتمعددوا ) ولهذا سمي سكان الأهوار بالمعدان من قسوة حياتهم....
لقد اعتاد العراقيون أن يطلقوا كلمة معيدي على ساكن الأهوار كما اعتادوا أن يقصدوا منها معنى سلبيا والتصغير من قيمة الشخص والتقليل من شأنه بينما في الحقيقة أن ساكني الأهوار ذوو أخلاق أصيلة مااستطاعت قسوة الحياة النيل من معادنهم حتى وإن مست مظاهرهم....وقد قيل أنهم إنما سموا بهذه التسمية لمعاداتهم الاحتلال الإنكليزي فالمعيدي هو المعادي للاحتلال ثم أنهم كانوا على الدوام معادين للدولة أياً كانت من بعد ذلك ، لفظ إذن يفتخر به لايستعار منه...
وهناك لفظ مرادف للمعيدي في اللهجة المصرية هو المَعَدي بفتح الميم والعين أو المعداوي والمصريون يطلقونها على من يستخدم قارباً للتنقل في الأنهار والبحيرات والمسطحات المائية وهو نفس المعنى الأول الذي أوردناه ولكن العراقيين مولعون بالتصغير فقلبوا المَعَدي الى المعيدي والمعداوي إلى المعيداوي........