حديثُ المجالسْ
***
بيننا مجالسٌ قُدِّسَتْ في كلِّ آنْ
أمانةٌ في العقلِ والوجدانْ
حِفظُها واجبٌ كالصَّلاةْ
هِيَ سِرٌّ جميلٌ في الحياةْ
والخطَرُ الأكبرُ عليها ضميرٌ ماتْ
مَنْ خانَ مُدانْ
أنا الإنسانْ
أعطيتُ السِّرَّ الأمانْ
ولو طُعِنْتُ بظهري عليه الأمانْ
ولو أساؤوا لأمري عليه الأمانْ
ولو امتُحِنْتُ بصبري عليه الأمانْ
أُصلِّي للمُسيءِ لعلَّهُ يهتدي
أتخطَّى الإساءَةَ وأمُدُّ يدي
لن أخونَ ولو خانْ
فأنا لستُ حقيراً لأُمارسَ الفِعْلَ الدنيءْ
ولستُ بعيراً لألعبَ دَوْرَ المسيءْ
حسبيَ اللهُ ونِعمَ الوكيلِ للبريءْ
ستبقى مجالسي سجينةَ السِّرِّ المُصانْ
لن يمُسَّني الشيطانْ
لن أظلِمَ ولو ظلموني
لن يكونَ " العينُ بالعينِ " شعاري
لن يكونَ " السِّنُّ بالسِّنِّ " قراري
سأُسامحُ بالمجَّانْ
بلا أثمانْ
فأنا كالمطَرْ
أزيلُ الغُبارَ عن الصُّخورْ
أروي الزُّهورْ
لا أفرِّقُ بين التُّرابِ والحجَرْ
فلا بُدَّ للحجرِ أنْ يلينْ
ولا بُدَّ للمسيءِ أنْ يبلغَ اليقينْ
سيعودُ إليَّ نادمًا
سيعودُ مُسالماً
والعدلُ يأتي كفُّةَ الميزانْ
وسيسقطُ العُدْوانْ
وتبقى المجالسُ سجينةَ الكِتمانْ
******
حسن رمضانْ