ذاتَ ليلةٍ
والناس نياما
ذهبت بمفردي في
سفرٍ مُبعِدٌ، لأكتضب
ما تخفيه الليلة القمراء.
قبل أن يغيب القمر
ويندثر شعاع الشمس
وانا على متن قاربٍ
بضفة "نهر" الوئام
حين رأيت ثلة عصافيرٍ
تحلق عالياً بثقةٍ
وأخرى تقترب من النهر
لتدحر الكآبة وتطرد
الكسل.
تمايلت العصافير
وزغردت باصواتٍ مدهشةٍ
تعْبُر الأغصان بمرحٍ
وكأنها ترقص
في استديوهاتٍ
لم يُصوّرها فنان.
تُحلّق جميعها وتتقاسم
طعامها ذات الكتلة الصغيرة
لتروي عبق الحب الحقيقي
ذات الكتلة الكبيرة.
أثناء انسجامي
لم اتصوّر انني في الأرض
أو انني في فضاءات السماء.
تدهشني العصافير حقا
دهشة عبرت أعماق ذهني
حينها وانا بنهر البراءة
اتساءل, فينفصل النهر
اتأمل؛ فتتلوّن المياة
إنها روح الطائر السامق
حبذا العصافير واخلاقها
جميلةٌ تغدو جمالاً
والبشر في وكناتهم النحيب.
أنسجمت مكيفا
وكأني تخدر واقعي القديم
هكذا الطيور تهاجر
تعتلي السموات
كي تبتعد عن وحول
البشر الجديدة
و تصقل هواها
بريش أخف.
كي تستنشق هواءً نقياً.
…
الخطاب الزيدي