أيها الظلُّ البعيدُ
في هدوءٍ لا مبرر على أشواكِ العمر
نمضي في مسيراتٍ صاخبة
تغوص أقدامُنا الهزيلةُ
في وحل مؤامراتٍ تلاحق بعضَها دون توقف
وكأنها بيادقَ متناثرةً على رقعة شطرنج
خلف آهاتٍ لا تروق ...
كلغةٍ تتخبط في جمجمتي
مثلَ نزيفِ حروفِ الكتبِ المهملةِ
و مُسمياتٍ عديدةٍ لحكوماتٍ لها مآربُ أخرْ.....
هناك غابةٌ من جرار الويل و السعار
وكذا هنا مثلُ هناك
أملٌ يقطر تنهداتٍ خرساءْ
وعلى أبواب المدينة شمسٌ
تشق ملامحَ الغيم من بعيد
لعيني أن تريا أسرابَ الطيور الصاعدة إلى أزرق الله
لأجل الحب ولا من مجيبْ
نداءاتٌ خائبةٌ للحياة دون جدوى
بين صخور لا يطيبُ لهاالصفاءْ .....
ومثلُ ذراعِ عابثةٍ ليس يسعفها الرجا
أمسيت استجدي
لحظةَ ضياءٍ على شرفات المدى
يا واهبَ القلب أسرار الحياة أعدنا الحياة !!
ولسوف أرحلُ في وقتٍ قريبٍ لا مفر
لأنجوَ من هذا الضياع
لفجر آخر باعث للسكينة
بعيدًا عن صدى أصوات القصف المباغتِ
أو انفجار لغمٍ مجاور ...
إثر صفقةٍ مشبوهةِ الخُطا
أيها الظلُّ البعيدُ أما اقتربت قليلا
كم علينا أن ننتظرَ لتهدأَ مآقينا
وليزهرَ اللوزُ ويفيضَ وجهُ الأرضِ بالريحان
فلم يزل في الروح زقزقةٌ وابتهالاتٌ
وحنينٌ يذوب بين كلمتين
ورحيقٌ مشتهى في قاع زجاجةِ عطرْ...
ناريمان إبراهيم