عجبتِ اغترابي عن منامي ومرقدي
وأنِّــي بليلٍ طـــالَ فيـــهِ تسهُّـــدي؟!
أمِ ابتــزَّ إرهاصي نوايــاكِ عارمــاً
فأدليتِ بـالتشكيـكِ بعـــدَ التَّــــــودُّدِ؟
قفينـي علـى هــمٍّ أطـــــالَ توجُّعــي
ولــومي إذا ما كانَ حزنُكِ مقصدي
سليني: على من رحتُ أبكي صبابةً
تقــوَّت بــدمــــعٍ حـــــارقِ متشـــدِّدِ
لعشــقٍ ضنـى مني الخفــوقَ جزيلُـهُ
وحــزنٍ همــى فتكــاً عظيــمَ تجلُّـدي
أنـا مـا احترفتُ الآهَ، لكنَّهــا هـــوت
تنـــاهيدَ بوحــي واضطــرامَ توجُّدي
تعبِّــئُ بـالآلامِ صــــدري تــأجُّجــــاً
كنـــارٍ تلظَّـــت في أتــــونِ تــوقُّـدي
فرُوحــي بنـا أرضاً تناثـرَ عطـرُها
علــى ســدرةِ الأفــــلاكِ لــم يتبـــدَّدِ
ولوبـــي على أطــلالِ قـومٍ نديمُهــم
ملائــكُ ربِّ الكــونِ تُمسي وتغتدي
هنا في رمال الطَّفِّ أركزتُ لوعتي
وأُلقِمتُ من فِيها قريحي ومحتِـــدي
لَآلُ النبــيِّ المصطفى كــلُّ غــايتي
بإيحــــاءِ حـرفٍ مــولَــــعٍ مُتجـــدِّدِ
قفي نسكبِ العبــراتِ حرَّاقـــةً كمــا
بكت زينبُ الحوارءُ رئبالها الصَّدي
ونسألُ أحزانَ الصَّبـــا مــا هبوبهـا
على جسمـــهِ المحطــومِ والمتجرِّدِ
أكــانت تـواسي أمَّــهُ في مصابهــا
بنَــوحٍ علــى قربـانِهــا بتهـــدهــدِ؟
أمِ الـرِّيحُ من كوفــانَ هبَّـت وطيبةٍ
تئــنُّ على جســـمٍ صريــــعٍ مُمـدَّدِ!
ترَينــي أبــثُّ السِّبــطَ ممـــا ألمَّنـي
بــأهــوالِ قلـــبٍ عــاشـقٍ متـــزودِ
أيـــا عَلمَ الإيثـــارِ عمَّمــتَ فكــرتي
بفيضٍ من الإجلالِ والعشقِ- سيدي
تموسقــتَ للعليــاءِ دربـــاً ومنهجــاً
سيبقــى منـاراً فــي السمـــاءِ لمهتدِ
تماهيــتُ في ذكــراكَ حتى تنفَّســتْ
مضــامينُ ذرفــي من رؤاكَ بسؤدُدِ
أرأسُــكَ ذا فـوق القنــــا؟ ويكـأنَّهــم
أرادوا بــهِ رأسَ الرســولِ محمـــدِ!
وجسمــكَ من رضَّتهُ حقـداً خيولهم
أمِ الـدِّيـنُ بـــاعوا هديــــهُ بترصُّــدِ
وأمُّـــكَ من لاكــوا بذبحِـــكَ قلبَهــا
أم العِلــمُ والقــــرآنُ قـربى لمُعتـــدِ
كأنِّــي بريـبِ الموتِ هارتْ تخومُهُ
مـــذ اخترتَـــهُ دربـــاً ولــــم تتردَّدِ
تراءت لك الدُّنيـــا مع الــذُّلِّ لعنةً
فـــأركستَهـــا في غَيِّهـــا المتــودِّدِ
ووطَّـنتَ للقتــلِ الأبـــيِّ جســارةً
تلاقـــت مــع الإيثـــارِ نهجاً لمفتدِ
وحقِّـــكَ مــا نالَ الأعادي مُرادَهم
ولا ظفِـــروا إلا برعـــبٍ مؤبــــدِ
هززتَ عروشَ الظالميـــنَ كنايـةً
عن السَّيـفِ بالدمِ الزكـــي المُخلَّـدِ
ترى في رسولِ اللهِ جـدِّكَ أســـوةً
وفي حيـــدرَ الكـــرَّارِ نعمَ المؤيِّـدِ
تــذودُ عن الدِّينِ الحنيـفِ مضحِّياًودأبُـــكَ رضـوانُ الإلـــهِ المُمجَّـدِ
فثرتَ على الطُّغيانِ والظلمِ قانعــاً
بنصركَ لم تـأبـه بفجــرانِ مُلحـــدِ
وكنتَ أبا الأحرارِ روحاً وموئـلاً
وسَمتــاً على الإخلاصِ لم يتـــأوَّدِ
م