..
كانت هي المرة الاولى التي اوصلها فيها لمدرستها , على امل ان تكون الأخيرة !!
ليلة امس وأنا انهي كتابة سطر مصاب بالحرج والارق في كراس واجب منزلي حضر امامي لم يكن ليخطر ببالي اني ساصطبح بهذه المهمة التي اتحاشاها دائماً
حُشر اخي في شريط اخبار عاجل قبل ان يتناول افطاره
فأوكل لي قضية الطريق هذه وأن أقضم شعور الضيق الذي انتباني
يصيبونني بالرعب أولاء الاطفال
لأنك معهم ينبغي أن تتوقع أسئلة صافعة ما وبعيون متسعة تتسمر على ملامحك منتظرة ما ستقول
استسلمت للأمر على مضض , فخلف هاتين الضفيرتين المائلتين للشقرة تختبأ رأس ماكرة
او هكذا شعرت لحظة انتبهت لابتسامتها التي وجهتها لأمها بعيدا عني حين علمت أني العم المتجهم دائماً قد وقعت في فخ رفقتها
تلك الرفقة التي ستستهلكني كاملاَ لشارعين فقط هما كل ما أحتاجه لنصل
في الباب , قدمتُ لها خنصري لتمسكه فقبضت عليه براحة يدها لتتركني متوجسا و متحاملا ربما على هذه المخلوقة المزعجة
ها نحن الان على أول الطريق , خطوة بخطوة
سألتني بنبرة بريئة تخفي مآربها :-
- متى ستموت ؟
استغرقت خمس خطوات كاملة لأخرج من صدمة سؤالها القاتل هذا
- أموت ؟!! البشر لا يعلمون متى يموتون سيدتي الصغيرة
- تكذب , اجابتني , بنبرة جادة هذه المرة واكملت حديثها بهدوء
لكني اعلم أنك تعرف متى يكون ذلك
- وكيف تعلمين ؟!, سألتها وأنا امارس ذات لعبة النبرة الساخرة نكاية بها
لحظتها كنا على مسافة قريبة من مدرستها , ولأن لا أحد يغلب طفلاً في ساحة لعبه
قفزت خطوتين امامي , أفلتت اصبعي , استدارت نحوي
وأطلقت ضحكتها للمكان وهي تشير لي بسبابتها
ستموت حين تغادر رأسك تلك النجمة التي تكتب عنها قصائدك ثق بذلك
وأعرف لأني اراجع كراس واجباتي باكراً كل يوم
غادرتني مسرعة وبقيت
أبتلع شقاوة هذا الدرس عن الموت والحب في الكراريس
Eezus