عِشْ فِي زَمَـانِكَ مَا اسْتَطَعْتَ نَبِيلا (1)
و اتـْرُكْ حَـدِيـثَـك َ لِـلرُواةِ جَـمِـيـلا
وَلـِعِـزِّكَ اسْـتَـرْخِـصْ حَـيَـاتَـكَ ، إِنَّـه
أَغْـلَـى و إلاّ غَـادَرَتْـكَ ذَلِـيـلا ! !
أَلْـعِـزُّ مـِقْـيَاسُ الـحَـيَـاةِ ، وَضَـلَّ مَنْ
قَـدْ عـَد َّ مِـقْـيَـاسَ الـحَـيَـاةِ الـطُّـولا
قُلْ : كَـيْـفَ عَاش َ، ولا تَقُلْ: كَمْ عَـاشَ
مَـنْ جَـعَـلَ الـحَـيَاةَ إِلَـى عُلاهُ سَـبِـيلا
لا غَرْوَى(2) إِنْ طَوَتِ المَنِيَّةُ مَاجداً (3)
كَـثُـرَتْ مَـحَـاسِـنُـهُ ، وَ عَـاشَ قَـلِـيـلا
مَـا كَـان َ لِـلأَحْـرَارِ إِلا قُـدْوةً . . . .
بَـطَـلٌ تـَوَسَّـدَ(4) فِـي الطُـفُوفِ قَتِيلا
بَـعَـثَـتْـهُ أَسْفـارُ (5) الحَـقَـائِـقِ آيَـةً
لا تَـقـْبـَلُ الـتَّـفْسِـيـرَ و الـتَّـأوِيــلا
لا زَالَ يـَقْـرَؤُهَـا الـزَّمَـانُ مـُعَـظـِّمـاً
فِـي شَـأنِـهَـا ، ويـَزِيـدُهَـا تَـرْتِـيـلا
أَفْـدِيـكَ مُـعْـتَـصِـماً بِسَيْفِكَ لَـم تَـجـِدْ
إِلاهُ فِـي حِـفْـظِ الـذِّمَار ِ(6) كَـفِـيـلا
خَـشـِيَـتْ أُمَـيَّـةُ أَنْ تُـزَعْـزِعَ عَرْشَـها
والـعَـرْشُ لـَوْلاكَ اسْتَـقَام َ(7) طَوِيلا
و مـَشـَيْـتَ مـِشْـيَـةَ مُطْمَئِن ٍ، حِينَمَـا
أَزْمـَعْـت َ(8) عَـنْ هَذي الحَياةِ رَحِيلا
فَـكَـأَنَّ مَـوْقِـفَـكَ الأَبِي َّ(9) رِسَالَـةٌ
وَ بِـهَـا كَـأَنَّـك َ قَـد ْ بُـعِـثْـتَ رَسُـولا
نَهَجَ(10) الأُبَاةُ عَلَى هُدَاكَ، ولَمْ تَزَلْ
لَـهُـمْ مِـثَـالاً فِـي الـحَـيَـاة ِ نَـبِـيـلا
وتَـعـَشـَّقَ الأَحْـرارُ سـُنـَّتـَكَ الـتِـي
لَـمْ تُـبْـقِ عـُذْراً لِـلشَّجَا(11) مَقْبُولا
قَـتَـلُـوكَ لِـلدّنْـيـا... وَلَـكِـنْ لَـمْ تَـدُمْ
لـِبَـنِـي أُمَـيَّـةَ بَـعْـد َ قـَتْـلـِكِ جِـيـلا
وَلَـرُبَّ نـَصـْرٍ(12) عـادَ شَـرَّ هَزِيمَةٍ
تَـرْكَتْ بُـيُـوتَ الظَّـالِمِينَ طُلُولا ً!(13)
حَـمَـلـَتْ بِصـِفِّـيـنَ الكِـتَـابَ رِمَاحُهُمْ
لِـيَـكُـونَ رَأسـَكَ بَـعْـدَهُ مَـحْـمُـولا
يَـدْعُـونَ بِاسْـمِ (مُحَمَّدٍ).. وَبِـكَـرْبَـلا
دَمـُهُ غـَدَا بِسُـيُوفِهِمْ مَـطْـلُـولا(14)
مـا أبْخَسَ الدّنيا(15) إِذا لَـمْ تَسْتَطِعْ
أَن ْ تُـوجِـدِ الـدّنْـيـا إِلَـيْـك َ مـَثـِيـلا
بِـسَـمَـائِـكَ الـشُعـَراءُ مَهْـمَـا حَلَّقُوا
لَـمْ يَـبْـلُـغُـوا مِنْ أَلْـفِ مِـيـلٍ مِـيـلا
(( الشَّاعِر المَرْحُوم عَبد الحُسَيْن الأزرِي ))