رائعه
وجدتُ أنني غير قادر على منحكِ الحُبَّ، الرعاية، الإهتمام و كل هذه الأشياء التي يجبُ على الرجل أن يقدّمها بشيء من الإيثار للمرأة، إذا ما قرّر الإلتزام في علاقةٍ معها، وذلك ليس لعيب فيكِ، بل في قلبي، كما أتمنّى أن لا تذهب بكِ الوساوس إلى الإعتقاد بأن فتوري هذا نابع من جزعي بسبب خيبة سابقة أو علاقة من الماضي، لأن ذلك غير صحيح بالمرّة، فلا أعتقد أنه مازال هناك شيء في هذا العالم قادرعلى إلحاق الألم بي، على الأقل بنفس الحدّة التي كان يحدث بها ذلك في السابق، ولكن أنتِ لا تزالين نضِرة، هشّة، هادئة و مُحبّة طيّبة، أما أنا فبالغ القسوة والصرامة مع نفسي قبل الآخرين.
أنتِ مُتروّية، مُتجلّدة، مُحتسبة، شديدة الصبر و رحبة الصدر، تُعبّرين عن انزعاجك بالنوم العميق و اللجوء للشرود في أغلب الأحيان، أما أنا فاقد لأدنى حدود الصبر، أعبّرُ عن استيائي بردات فعل عنيفة جنونية، أكرهها في لحظات النقاء أكثر مما يمكن لأحد تضرّر منها أن يفعل ذلك، إلا أنني عندما أكون محكوماً بنوبات الهيجان اللعينة لا يُمكنني التردّد وبأي شكل من الأشكال عن التعبير عنها أو التراجع عن إخراج جميع الشياطين التي تخلق في خضمّها من داخلي. أنتِ ولشدّة براءة نيّتك ووضوحك، كثيرة الكلام، ترغبين بمشاركتي جميع مشاكلك و يوميّاتك، أما أنا و لفداحة أخطائي واحتكامي على ماضٍ شديد السواد، أصبحتُ كتوماً كثير الصمت.
الكتب التي تقرأينها، هي تلك الكتب الإيجابية التي تبعث على السرور و التي يبدو أن من ألّفوها قد عاشوا حياة سهلة رغيدة، أما مكتبتي فمليئة بالكتب التي ألّفها أولئك الذين سجنوا أنفسهم بعيداً عن الناس في حجراتهم المُظلمة و انتحروا بعدها.
أنتِ غفورة، مُتسامحة و مليئة بالآمال والأحلام الطفولية، أما أنا فيائس، قانط و منقطع الرجاء، حقود و أسود القلب ربّما، ذلك أنني كنتُ في كثير من الأحيان أجد أنني ضامر للهمّة في المغفرة، كنتُ أقول لنفس: إنني لأفضل أن أحيا بحقدي ألف عام على التغاضي عن الإهانة وغفران الأذى ولو صدر عن أقرب الناس إليّ. الألوان التي تفضّلينها و تملأ خزائنكِ العديدة هي الألوان المُضيئة المُشرقة والسّارة المُبهجة، أما أنا فأُفضّلُ الألوان المُحايدة و المُظلمة الداكنة، لا يوجد في خزانتي الوحيدة غير الأسود و الرّمادي.
إنّكِ تجدين المُتعة والجمال في الأشياء القريبة، والإنسانية المُحبّبة البسيطة، أما أنا فلا أجدهما إلا في الأشياء المُعقّدة و القاسية التي ينفر الآخرون منها. إن كلّ إنسان مهما بلغت رعونته و ساديّته، لا يمكن أن تدفعه الأنانيّة لسحق إنسانة خضراء و غضّة مثلك في جريانه. من أجل كل هذا أبتعدُ عنكِ. ..
- الكلمات كتبت لمناقشه جمال النص "
- جل الاحترام : نورانيه "