النتائج 1 إلى 2 من 2
الموضوع:

دعاء اليوم الثالث عشر من ايام شهر رمضان المبارك

الزوار من محركات البحث: 18 المشاهدات : 925 الردود: 1
جميع روابطنا، مشاركاتنا، صورنا متاحة للزوار دون الحاجة إلى التسجيل ، الابلاغ عن انتهاك - Report a violation
  1. #1
    من أهل الدار
    تاريخ التسجيل: July-2010
    الدولة: العراق
    الجنس: ذكر
    المشاركات: 3,209 المواضيع: 396
    التقييم: 420
    مزاجي: متفائل
    المهنة: خريج كلية التربية قسم التاريخ والآن طالب
    موبايلي: Galaxy Duos
    آخر نشاط: 25/February/2021
    الاتصال: إرسال رسالة عبر Yahoo إلى امير النحل
    مقالات المدونة: 19

    دعاء اليوم الثالث عشر من ايام شهر رمضان المبارك

    دعاء اليوم الثالث عشر من ايام شهر رمضان المبارك



    (اَللّـهُمَّ طَهِّرْني فيهِ مِنَ الدَّنَسِ وَالأَقْذارِ ، وَصَبِّرْني فيهِ عَلى كائِناتِ الأَقْدارِ ، وَوَفِّقْني فيهِ لِلتُّقى وَصُحْبَةِ الأبْرارِ ، بِعَوْنِكَ يا قُرَّةَ عَيْنِ الْمَساكينَ).

    - (اَللّـهُمَّ طَهِّرْني فيهِ مِنَ الدَّنَسِ وَالأَقْذارِ...) :
    (الأقذار) جمع محلى بأل ، وفي اللغة العربية الجمع المحلى بأل يفيد العموم..
    والأقذار على نوعين : هناك قذر في عالم الأعمال ، وهناك قذر في عالم الذوات..
    فالقذر في عالم الأفعال هو القذر المتعلق بالجوارح : سمعاً وبصراً ، ولمساً وقولاً ، وبطناً وفرجاً ؛ فكل هذه الأمور ، هي أدناس عالم الأفعال.. ولكن لا ينبغي أن ننسى أن هذه الأدناس -التي عليها يسجل العقاب- مترتبة على أدناس وأقذار في الباطن ، وإن كان الإنسان لا يؤاخذ على الأقذار الباطنية.. ولو يؤاخذ الله تعالى الناس ببواطنهم ، لما دخل الجنة أحد ، إلا الأنبياء والمعصومون من الأوصياء.. إذ أن الإنسان قد يكون موفقاً في تصفية أقذاره العملية ، ولكن أقذاره الباطنية تبقى على ما هي عليها ، فيكون ذا باطن قذر : فيه الحسد ، وفيه التكبر ، وفيه الحقد ، وفيه البغضاء ، وفيه حب الشر للغير...

    والقذر الباطني فيه إشكالان :
    الإشكال الأول : أن هذه الأقذار بمثابة الجذور في أعماق الأرض ، فإن الإنسان يكافح الأوراق الخارجية ، وكلما نبت نبت من هذه الجذور قضى عليها وقصها ، ولكنه لو يغفل عن التشذيب يوماً أو يومين ، أو شهراً أو شهرين ، وإذا بهذا النبات قد نبت.. إذن، الأقذار الباطنية مشكلتها : أنها لو لم تعالج ، ولم يراقب العبد سلوكه ، فإنه ستوقعه في الكدر والقذر العملي.. هذا أولاً..

    وثانياً : الذات القبيحة وإن لم تصدر منها الأفعال القبيحة ، فهذه الذات ليست محبوبة لله عزوجل ؛ لأن صاحبها ذا باطن قذر ، وباطن مظلم ، وقلب غير سليم ، والله عزوجل لا يحب هكذا إنسان.. وقد قال الرسول (ص) : (إنّ الله يحبّ العبد ويبغض عمله ، ويحبّ العمل ويبغض بدنه).. لو أن إنساناً طيب الباطن ، وزل قدمه وأذنب ذنباً من دون اختيار ، أو باختيار مع استغفار ؛ فإن الذات محبوبة لله عزوجل ، وإن وقع منه ما وقع.. والعكس : لو أن إنساناً سيئ الباطن ، قذر ، كدر ، له ملكات خبيثة ، ولكن في مقام العمل هو إنسان يعمل الخيرات ، وقد يتعبد ؛ فإن هذه الذات لا يمكن أن تكون ذات محبوبة عند الله عزوجل..
    إذن، ينبغي أن يعمل الإنسان في الحقلين معاً : الكدر الفعلي ، والكدر الذاتي.

    - (وَصَبِّرْني فيهِ عَلى كائِناتِ الأَقْدارِ ...) :
    الأقدار قسم منه منوط بالدعاء.. هناك قضاء وقدر قد يكون قضاء وقدر مؤلماً غير محبوب ، ولكن يرده الدعاء.. مثل : إنسان كتب الله عزوجل له الفقر ، ولكنه استيقظ بين الطلوعين ، ودعا ربه في جوف الليل ، ففتح الله عزوجل له في الرزق.. فقدره الفقر ، ولكنه قدر معلق بالدعاء..

    وهناك نوع آخر من القدر ، وهو القدر الذي كان وسجل ، كما يشير إليه قوله تعالى : {يَمْحُو اللّهُ مَا يَشَاء وَيُثْبِتُ وَعِندَهُ أُمُّ الْكِتَابِ}.. فالعبد قد يريد من الله عزوجل شيئاً ، وهذا الشيء لا يرده حتى الدعاء ؛ ومن هنا فيقول : يا ربي !.. ما دمتَ لم تستجب لي دعائي ، فصبرني على كائنات الأقدار !.. يا ربي !.. هذا قدر سجلته علي ، حتى الدعاء لا يرفعه- وإن تحول الدعاء إلى أجر يوم القيامة- ، ولكن صبرني عليه !..

    ولا شك أن الصبر على القضاء والقدر مرتبة جيدة ، ولكن هناك مرتبة أعلى من الصبر ، وهو الرضا بالقضاء والقدر.. ففرق بين إنسان مستسلم ، وبين إنسان لا يحب إلا ما أحبه المولى.. ولهذا سر عظمة يوسف في ماذا ؟.. لو أن يوسف قال : ربي !.. السجن أصلح لي ؛ لما كتبت له تلك العظمة.. لو قال : يا ربي !.. السجن ، فرار لي من الذنب ، أيضاً ما وصل لما وصل إليه.. ولكن يوسف (ع) قال تعبير ، وهنا نعلم سر عظمة يوسف ، عندما قال : {قَالَ رَبِّ السِّجْنُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا يَدْعُونَنِي إِلَيْهِ}..

    نعم، هذا الذي يتهافت عليه الشباب ، أن يكونوا عند النساء الجميلات !.. وخاصة امرأة العزيز في البلاط الملكي ، وهو عبد.. أيُّ عبد لا يتمنى أن يكون بجوار الملكة ؟!.. ولكن يوسف ينظر إلى هذه المعاشرة ، وإلى هذا الاقتران ، الذي يصده عن ذكر الله عزوجل ، فلا يرى مجالاً للقياس.. يوسف ما قال شعراً ، وما قال نثراً ، ولا قال مجاملة ، عندما قال : {قَالَ رَبِّ السِّجْنُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا يَدْعُونَنِي إِلَيْهِ}.. ولهذا كتب له الخلود ، وصار صديقاً ، وآتاه الله عزوجل الملك ، وعلمه من تأويل الأحاديث ، واختصه بسورة من القرآن الكريم ، خَلّد في هذه السورة اسم هذا النبي الذي لم يكن من أولي العزم ، ولكن لموقفه هذا ولغيره من المواقف ، سجل الله عزوجل له الذكر الحسن.
    وفقنا الله وإياكم ، لأن نكون من المستنين بسنة نبيه وأوليائه !.


    منقول للفائدة

  2. #2
    صديق مؤسس
    صاحبة الامتياز
    تاريخ التسجيل: January-2010
    الدولة: البصرة
    الجنس: أنثى
    المشاركات: 27,178 المواضيع: 3,882
    صوتيات: 103 سوالف عراقية: 65
    التقييم: 5826
    مزاجي: هادئة
    أكلتي المفضلة: مسوية رجيم
    موبايلي: Iphon 6 plus
    آخر نشاط: 5/August/2024
    مقالات المدونة: 77
    شكرا لك اخ ابو الحسن على النقل الرائع
    وفقك الله لكل ما يحب ويرضى

تم تطوير موقع درر العراق بواسطة Samer

قوانين المنتديات العامة

Google+

متصفح Chrome هو الأفضل لتصفح الانترنت في الجوال