ولكن ليس هناك مؤرّخ واحد يشير إلى حضورها لمعركة كربلاء، ومع ذلك فما أكثر المآتم التي تقرأ لنا قصّة احتضان ليلى لابنها علي الأكبر في ساحة الوغى والمشهد العاطفي والخيالي المحض.فأين هي الحقيقة؟
لم يعثر في كتب المقاتل والتواريخ المعتبرة تصريحاً في حضور ليلى في واقعة الطف لا نفياً ولا إثباتا، ولذلك يختلف المورخون في حضورها في كربلاء:
يعتقد البعض كالمحقق التستري والشيخ القمي بأن عدم ذكر اسم ليلى في الكتب المعتبرة والمقاتل لا في واقعة كربلاء ولا في الكوفة والشام، يدلّ على عدم حضورها.
يقول الشيخ عباس القمي ": لم أظفر بشيء يدلّ على مجيء ليلى إلى كربلاء."
يقول العلّامة مرتضى العاملي :": هناك نموذج آخر للتحريف في وقائع عاشوراء، وهو القصّة التي أصبحت معروفة جدّاً في القراءات الحسينية والمآتم، وهي قصّة ليلى أُمّ علي الأكبر، هذه القصّة لا يوجد في الحقيقة دليل تاريخي واحد يؤكّد وقوعها، نعم فأُمّ علي الأكبر موجودة في التاريخ، واسمها ليلى بالفعل، ولكن ليس هناك مؤرّخ واحد يشير إلى حضورها لمعركة كربلاء، ومع ذلك فما أكثر المآتم التي تقرأ لنا قصّة احتضان ليلى لابنها علي الأكبر في ساحة الوغى والمشهد العاطفي والخيالي الم."
ولكن يخالف البعض هذا الرأي وهم يعتقدون بأنّ عدم ذكر التاريخ لحضور ليلى لا يدلّ على نفي حضورها، كما أنّ التاريخ قد أهمل عن ذكر أسماء الأكثرية الساحقة في وقائع مختلفة.
و في هذا الخصوص يقول المحقّق العلّامة السيّد جعفر مرتضى العاملي: «ويقول الشهيد السعيد العلّامة الشيخ مرتضى المطهّري فيما يُنسب إليه: هناك نموذج آخر للتحريف في وقائع عاشوراء، وهو القصّة التي أصبحت معروفة جدّاً في القراءات الحسينية والمآتم، وهي قصّة ليلى أُمّ علي الأكبر، هذه القصّة لا يوجد في الحقيقة دليل تاريخي واحد يؤكّد وقوعها، نعم فأُمّ علي الأكبر موجودة في التاريخ، واسمها ليلى بالفعل، ولكن ليس هناك مؤرّخ واحد يشير إلى حضورها لمعركة كربلاء، ومع ذلك فما أكثر المآتم التي تقرأ لنا قصّة احتضان ليلى لابنها علي الأكبر في ساحة الوغى والمشهد العاطفي والخيالي المحض.
ويقول المحقق التستري: ولم يذكر أحد في السير المعتبرة حياة أُمّها (الصحيح: أُمّه) يوم الطف، فضلاً عن شهودها، وإنّما ذكروا شهود الرباب أُمّ الرضيع وسكينة.
ويقول الشيخ عباس القمّي: لم أظفر بشيء يدلّ على مجيء ليلى إلى كربلاء.
ونقول: إنّنا نسجّل ملاحظاتنا على هذه الفقرات ضمن الأُمور التالية:
أوّلاً: ليلى حضرت في كربلاء:
إنّ حضور أُمّ علي الأكبر في كربلاء مذكور في الكتب المعتبرة، وأنّ هناك من أشار بل صرّح بهذا الحضور.
ثانياً: لا بد من شمولية الاطلاع:
إنّ من الواضح: أنّ من يريد نفي وجود شيء ما، لابدّ له أن يقرأ جميع كتب التاريخ، بل كلّ كتاب يمكن أن يشير إلى الأمر الذي هو محطّ النظر.
ولا نظنّ أنّ العلّامة المطهّري المنسوب إليه هذا الكلام ـ ولا غير المطهّري أيضاً ـ قد قرأ جميع كتب التاريخ، فإنّ ذلك متعسّر بل هو متعذّر بلا شكّ على كلّ أحد.
ثالثاً: الأمر لا يختصّ بكتب التاريخ:
كما أنّ ذكر حضور ليلى في كربلاء، لا يختصّ بكتب التاريخ، فقد تشير إلى ذلك أيضاً كتب الأنساب، والجغرافيا، والحديث، والتراجم، وكتب الأدب، وما إلى ذلك.
والكثير من كتب التراث لا يزال يرزح تحت وطأة الغبار، ويئن في زنزانات الإهمال، ويعاني حتّى من الجهل بأماكن وجوده.
بل إنّنا لا نزال نجهل حتّى ما في طيّات فهارس خزّانات الكتب الخاصّة والعامّة ـ فضلاً عن أن نكون قد اطلعنا على محتويات تلك المكتبات ـ من مؤلّفات في مختلف العلوم والمعارف.
فهل يمكن والحالة هذه أنّ يدّعي أحد منّا أنّه قد رصد حركة ليلى في حياتها وتنقّلاتها؟!
وهل يصحّ أيضاً من هذا الشهيد السعيد إن كان قد قال ذلك حقّاً أن يحصر هذا الأمر بالمؤرّخين دون سواهم؟!.
وهل قرأ رحمه الله كلّ هذا الكم الهائل من هذه الأنواع المختلفة من كتب التراث، المخطوط منها والمطبوع، حتّى جاز له أن يصدر هذا الحكم القاطع بنفي حصول هذا الأمر من الأساس؟»
ويستمر العلّامة العاملي في سرد الأدلّة على حضورها(رضوان الله عليها) في كربلاء، إلى أن يقول: «ثمّ تطرقنا باقتضابٍ واختصار إلى مناقشة الأدلّة التي استند إليها النافون لحضور أُمّ علي الأكبر في كربلاء».
المصدر: مواقع مختلفة بتصرف