لا يزالُ العطار جعفر القطان صامداً منذ ربع قرن، حتى شاب وجهه وشاخت هيبته، وهو يروج لسحر الجمال النسائي العتيق، يطحن الحِنّا، ويقطع الدِيرَم، ويبيعُ الكحلة العربية ومساحيق الجمال الشعبية، منافساً الماركاتِ العالمية بمنتجات طبيعية.
والقطان أحد أشهر العطارة في سوق القيصرية التاريخي بالأحساء شرق السعودية. وتحدث العطار لـ "العربية.نت" عن عشقه لهذه المهنة، مؤكداً أن مكياج زمان أول، له رواد ويقتنون مواد الزينة بكثرة من المحلات الشعبية خلال هذه الأيام.
وبين القطان الذي قضى نصف قرن يبيع ويشتري ويستورد ويصدر في أدوات المكياج الشعبية، يقول: "المكياج القديم هو تراث وسلعة مستمرة لإبراز جمال المرأة، والمواد التي تستخدم لم تتأثر كثيراً بالماركات الجديدة".
وعند مرورك بالأسواق الشعبية، تشاهد النساء يبحثن عن أجود أنواعِ "مكياج الطيبين" ليس للتجميلِ فقط بل لعلاجِ أمراضٍ مزمنة خاصة المتعلقة بالبشرة والشفاه.
السيدة وردة عبدالرزاق، كانت جائلة في سوق القيصرية، أوضحت أن العديد من أنواع المكياج الذي يستخدم قديماً يعالج أمراضاً ويترك أثراً رائعاً في جمال المرأة، مثل الكحل العربي المسمى بالإثمد الذي يعالج التهاب العيون، وكذلك الحناء التي تساعد على إزالة الميكروبات وتستعمل على الجروح، كما أن "الديرم" يعالج تشقق الشفاه واللثة ويترك لوناً لامعاً على الشفاه لأكثر من أسبوع.