كشف المصور السعودي وهاوي الطقس مهدي السليمي، في اتصال هاتفي مع "العربية.نت"، قصة 4 ساعات أمضاها في محمية "عروق بني معارض" الواقعة على الحافة الجنوبية الغربية لصحراء الربع الخالي، التقط فيها صوراً لمجموعة من الكائنات التي كانت مهددة بالانقراض، وتم إعادة توطينها بإشراف الهيئة الوطنية لحماية الحياة الفطرية وإنمائها.
وقال السليمي: "دخلت إلى المحمية في الصباح الباكر يوم الثلاثاء الماضي، وكان بصحبتي شقيقي، وبدأت أتتبع آثار بعض الكائنات المرسومة على الرمال، حتى رأيت المها العربي والغزلان والأرانب البرية"، وأضاف: "كنت سعيداً جداً والبهجة تغمرني ولا توصف، لأن الحياة في هذا المكان الذي يخيل لك لأول وهلة أنه مقفر من أي حركة أمر بحد ذاته مدعاة للسعادة".
وذكر السليمي، الذي بدأ رحلته من نجران قبل شروق الشمس، أنه شاهد مناظر ساحرة للكثبان الرملية وشروق الشمس، وعندما لمح بأن الحياة بدأت تدب في المكان أخرج الكاميرا وسارع في التقاط الصور وسط شعوره بارتياح نفسي عميق، على حد وصفه، انعكس على الكائنات اللطيفة التي بدورها بادلته نفس الأحاسيس والشعور كونه لم يصوب تجاهها فوهات البنادق كما يفعل البعض، بحسب قوله.
وعن طريقة دخوله للمحمية والإجراءات المتبعة لذلك، قال المصور مهدي السليمي: "كنت شغوفاً بخوض التجربة، وتقدمت عبر الموقع الإلكتروني لهيئة حماية الحياة الفطرية بطلب زيارة لمحمية "عروق بني معارض"، "وبعد 10 أيام جاءني الرد بالموافقة".
وتابع حديثه: "وصلت إلى المركز بعد صلاة الفجر بصحبة شقيقي، فاستقبلني موظفو الهيئة خير استقبال وأوقفت سيارتي عندهم، وطلعنا على سيارة خاصة بالهيئة يقودها أحد الموظفين باتجاه المحمية، وكان يوضح ويشرح لنا ومتعاون معنا، وأوجه لهم الشكر والامتنان على
ذلك".
وأبدى السليمي في ثنايا حديثه تألمه من مناظر الصيد العشوائي للحيوانات والتي يتم تداولها بين فترة وأخرى في مواقع التواصل الاجتماعي، مطالباً بسن قوانين صارمة تحمي التوازن الطبيعي وتكفل الحياة الآمنة للكائنات المنقرضة على حد قوله.
وفي ختام كلامه، أبدى السليمي حزنه لسوء حظه على حد وصفه في عدم رؤيته للنعام العربي الذي تم توطينه منذ عام، مبدياً شكره للهيئة ومثمناً جهودها وداعياً المواطنين الفخر بالجهود المبذولة ومساعدة الجهات الرسمية في حماية البيئة.
يُذكر أن محمية "عروق بني معارض" الطبيعية التابعة لمنطقة جنوب السعودية تمتد على مساحة 11.980 كيلو متراً مربعاً، وهي آخر المواطن التي شوهد فيها المها العربي قبيل انقراضه عام 1970 قبل أن يبدأ العمل في توطينه مجدداً هو وظباء الريم عام 1995، وتضم في أرجائها القطط والثعالب الرملية والأرانب البرية والنعام العربي بالإضافة إلى 104 أنواع من الطيور.