ولد العلامة الشاعر والكاتب الأديب وعلامة الحقوق والإقتصاد البروفيسور السيد عبد الحسن السيد علي زلزلة في محلة المحمودية لواء العمارة ميسان (المملكة العراقية) عام 1928م في عهد المغفور له الملك فيصل الأول بن الحسين، في أسرة عريقة من السادة الأشراف الحسنية فوالده السيد علي زلزلة من شخصيات وتجار مدينة العمارة الكبار، وكانت دارهم مقابلة لدار جدي محمود إبراهيم أفندي أغا الجدة التي ولدت فيها وجدي هو الذي أسس محلة المحمودية في العهد العثماني وسميت على إسمه وكانت صداقة ومودة واحترام تربط والدي أحمد الجدة 1895-1981 (رحمه الله) بالسيد علي زلزلة والد الراحل الكبير (رحمه الله). درس الدكتور زلزلة الإبتدائية بمدرسة التهذيب، ثم مدرسة الكحلاء ومتوسطة العمارة، وانتقلت أسرته إلى العاصمة بغداد عام 1941م، فدخل الإعدادية المركزية، وتخرج من (كلية الحقوق) في بغداد سنة 1948م، وحاز على درجة الماجستير من جامعة أنديانا في الولايات المتحدة الامريكية عام 1954م، وعلى درجة الدكتوراه في الإقتصاد منها عام 1957م. تقلد الدكتور زلزلة مناصب عالية في العراق منها: محافظ البنك المركزي العراقي عام (1969)، وزير الصناعة عام (1964)، وزير التخطيط عام (1965)، ووزير المالية. كما تقلد عدة سفارات منها: سفير العراق في إيران عام (1963)، سفير العراق في النمسا عام (1966)، وسفير العراق في مصر عام (1967 - 1969)، سفير العراق في كندا عام (1973 - 1976)، وكانت آخر مناصبه الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية في القاهرة (1988-1976). ترك عدة مؤلفات مطبوعة منها: السياسة النقدية في العراق - استراتيجية العمل العربي المشترك - الخطة الإقتصادية القومية - وميثاق العمل الإقتصادي القومي المشترك. وفي أواخر حياته الحافلة بالعطاء توج كتبه بطباعة دواوينه بمجلداتها الثلاثة وأسماها: (صهيل القوافي) مجلدان، وديوان (ويستمر الصهيل) مجلد واحد، وقد أشرف على طباعتها صديقنا العلامة المؤرخ الدكتور السيد جودت القزويني صاحب موسوعة تاريخ القزويني حيث يكون الراحل الكبير خاله ونحن نتقدم منه بواجب العزاء حيث هو المعزى بفقده. قام الراحل الدكتور زلزلة بزيارات عديدة الى لبنان وبريطانيا والولايات المتحدة، ونلتقي دائماً برفقة صديق عمره معالي الدكتور الشاعر الأديب صاحب ذهب في ولاية ميشيغن، وسعادة الدكتور هشام سلمان حسن، وسماحة العلامة الشيخ محمد عسيران (مفتي صيدا الجعفري) في لبنان. منحته جامعة الحضارة الإسلامية المفتوحة التي نترأسها شهادة الدكتوراه الفخرية وذلك في مؤتمرها السنوي الثالث في بيروت عام 2006م، بحضور نخبة من الشخصيات الأكاديمية والدبلوماسية والقضائية من الوزراء والسفراء والأدباء حيث وقع مجموعة دواوينه الشعرية (صهيل القوافي) وقد أخبرني العلامة المؤرخ الدكتور السيد جودت القزويني أن للراحل الكبير ديوان شعر مخطوط و ضخم لم يطبع بعد بعنوان (ما قبل الرحيل) .
بقلم : مخلص الجدة - الرئيس الأسبق لمنظمة الأويسكو لحوار الأديان والحضارات