أمّا بعد..
وقد وصلتك الرسائل من ذي قبل فطعنوك بعد ذلك، إلّا أنّ رسائل متّبعيك سيدي تختلف عن رسائل الذين نقضوا عهدهم، فتراهم اليوم يبعثون قلوبهم اليك دروعاً ليصدّوا عنك نبال الرسائل التي خانت بك، أكتب إليك وصرخة (لائك) تدوّي اليوم في سماء الحرّية، وقيود العبودية تتكسّر أمام رفضك.
أيّ رسالةٍ للسِّلْم تلك التي كتبتها بدمك وختمت عليها بكفّي أخيك أبي الفضل العبّاس، وأرسلتها مع خدر المخدّرات وفخر النساء أختك العقيلة زينب، لتسري في شريان الأرض وتتدفّق في عروق التاريخ خالدةً الى الأبد، من مثلك أحيى الكرامة يا مولاي بعد أن استُبِيحت على أيدي من أراقوا دم أهل بيتك.
أعزّي نفسي بالبكاء عليك، كي أرتقي بروحي اللاطمة على ما أصابك، وحبّك يسري أنهراً في أودية الضمائر، أناجيك سيّدي من دنيا رفضتَها، فلا طيب للعيش بدونك يا أبا عبدالله، كيف لا وقد قال فيك رسولُ الله محمد(صلّى الله عليه وآله): (مكتوبٌ على ساق العرش: الحسينُ مصباح الهدى وسفينة النجاة)، اعذرْ عجزي عن التعبير فنفسي لا تقوى على الكتابة بعد أن تسمع نداء يا حسين، والبحث في لغات الأرض عن وصفٍ يليق بك مستحيل، فمثلك لا يصفه إلّا أهل السماء، لذا سأكتفي بقول: لبّيك، وكلّي أملٌ فيك أن تكون شفيعاً لمن سيقرأ رسالتك سيّدي يوم النشور، وأن تدعو لنا الله أن يعجّل فرج مهديّنا المنتظر(عجّل الله فرجه الشريف)، فلن يندمل جرحُك فينا إلّا بالنيل من أعدائك، ولن تكتمل فصول الواقعة سيّدي إلّا بمهديّها، فسلامٌ عليك يوم وُلدت ويوم استُشهِدت ويوم تُبعث حيّا