قصائد التأبين ، وهي مجموعة قصائد منبرية :
القصيدة الأُولى / في استقبال هلال شهر محرم الحرام . نُظمت هي وأغلب هذه القصائد المنبرية في إحدى ضيعات مدينة صور في العشرة الأخيرة من ذي الحجّة سنة 1418 :
هلال الأسى
يا هِلالَ المُحَرَّمِ المَحزونا === اِنطفَتْ فيكَ آتياتُ السِنينا
كُلُّ مَنْ يَبتدي بعامٍ جديدٍ === يَتملاّهُ آملاً مَفتونا
أوّلُ العامِ عندَهُ يومُ عيدٍ === فيه يرجو أحلامَهُ أنْتحينا
غيرَ أنا وَلَهْفَ قلبي علينا === ما نرى فيكَ عيدَنا المَظنونا
انكساراتُ لونِكَ الرّاجفِ الخابي === تلاقتْ مع الظلامِ شُجُونا
وأماطَتْ ذكرى الجراحِ فأدْمَتْ === بأساها قلوبنا والعُيونا
يا هلالاً ما كانَ إلا انطفاءً === كنْ بِطُوفانِ دَمعَتَيَّ سَفينا
أبحَرَتْ في الدُموعِ روحي وطافتْ === حسراتي ، وذوّبتني حنينا
عجباً من عذابِنا يتنامى === ونُساقيهِ نبضَنا والأنينا
وخيالُ الحُسينِ يُشْرِقُ في الأُفْقِ === لِتهدي دماؤهُ التائهينا
ألفُ جُرْحٍ ومِن مِئاتِكَ تِسْعٌ === وسعيرُ الآلامِ يضري المَنونا
يا تُرى هلْ دَرَتْ أذاهُ قلوبٌ === ماتَ مِن أجْلِها ليُحيي الدِينا
وينادي : لقدْ تفَتَّتَ قلبي === عطَشاً ، فانضحوهُ ماءً مَعينا
فإذا سَهْمُهُ المُثَلَّثُ ماضٍ === في حشاهُ .. فخَرَّ منهُ طَعينا
جِسْمُهُ للسُيوفِ قدْ صارَ نَهْباً === وحواليْهِ أهلهُ ظامئينا
وعلى الرُّمحِ رأسهُ رفعوهُ === وهو يرعى مِن فوقِهِ المسلمينا
تخميس مناسب لليلة الأولى :
دمعي بشهرِ محرّمٍ يتفجّرُ === ودماءُ قلبي للحسينِ تسعّرُ
ناديتُ حينَ بدا الهلالُ الأكدرُ === ( هذا هلالٌ لاحَ أم هو خنجرُ )
طعنَ الفؤادَ فبان طيبُ هجوعي)
قلبي أُذيبَ ودمعُ عيني أُسبِلا === من ذكرياتِ مصابهِ في كربلا
هذا الهلالُ أصابَ منّي مَقتلا === ( إذ كان يُذكِرُني مصيبةَ ذي عُلا )
فوقَ السماواتِ العُلى مرفوعِ )
الدكتور الشيخ عبد المجيد فرج الله