انضمت شركةُ Amazon Inc يوم الثلاثاء 4 سبتمبر 2018 إلى نادي الشركات التي تبلغ قيمتها 1 تريليون دولار أمريكي، لتكون بذلك ثاني شركة أمريكية مدرجة في القائمة العامة تصل قيمتها لتريليون دولار بعد شركة آبل؛ وذلك بعد أن تضاعف سعر أسهمها بأكثر من الضعف خلال عام، حيثُ نمت بسرعة في مجالي الحوسبة السحابية والتجزئة، مع توسع عملاق التكنولوجيا إلى خطوط أعمال جديدة تساعد في تحقيق أرباح قياسية.
فقد ارتفعت أسهم شركة التجارة الإلكترونية العملاقة بحوالي 2٪ في جلسة التداول يوم الثلاثاء، لتصل إلى أعلى مستوى لها على الإطلاق عند 2.050 دولار. مضروبًا في العدد الحالي للأسهم المتداولة (487.741.189 سهم)، مما يضع القيمة الدفترية للشركة على نفس المعيار الرمزي الذي سجلته شركة آبل قبل أقل من شهر.
وإذا استمرت أسهم الشركة في النمو بنفس الوتيرة، فستكون مسألة وقت فقط كي تتجاوز قيمتها شركة آبل التي وصلت إلى 1 تريليون دولار في آب اغسطس 2018.
مبلغ تريليون هو رقم صعب تخيله، بغض النظر عن إمكانية عدّه، ويمثل هذا الإنجاز الجديد أحدث فصل في قصة نمو الشركة، فعندما تكون قيمة شركة عمرها 24 عامًا مزودة بعدد كبير من وحدات الأعمال، بالإضافة إلى التركيز الأساسي للبيع بالتجزئة. على سبيل المثال، بلغ إجمالي سوق الأسهم الأمريكية أي مجموع كلّ الشركات الأمريكية المتداولة علنًا بما في ذلك أمازون 30 تريليون دولار في يناير 2018.
Amazon Vs Apple
ويأتي هذا الإنجاز لأمازون بعد شهر واحد من اجتياز شركة آبل لحاجز التريليون دولار في 2 أغسطس، وقد استغرقت آبل قرابة 38 عامًا كشركة عامة لتحقيق إنجاز الوصول لقيمة سوقية تُقدر بتريليون دولار، فيما بدأت شركةُ آبل التداول في شهر ديسمبر عام 1980، لكن أسهمها لم تبدأ فعليًا بالانطلاق لمدة 25 عامًا أُخرى، بعد إطلاقها لهاتف iPhone الذي قلب الطاولة على المنافسين، وغيّر سوق الهواتف المحمولة في العالم.
ومع ذلك فقد استغرقت شركة أمازون 21 عامًا فقط لتحقيق ما حققته آبل في 38 عامًا. فعلى الرغم من كلِّ الشعبية التي حظي بها آيفون، إلَّا أنَّ مبيعات شركة أمازون كانت أسرع نموًا.
وقد أثارت أمازون إعجاب المستثمرين من خلال التنويع في كلِّ ركن من أركان صناعة البيع بالتجزئة، مما غيّر طريقة شراء المستهلكين للمنتجات، وشكّل ضغطًا كبيرًا على العديد من متاجر البيع التقليدية.
وقد حقّقت خدمات Amazon Web Services كوحدة توفّر الاستضافة والحوسبة السحابية للشركات الأُخرى، أرباحًا بقيمة 20 مليار دولار في عام 2017.
وكانت شركة أمازون تتنافس مع شركة آبل للوصول إلى هذا الرقم القياسي لأشهر طويلة، لكنّها خسرت عندما استجابت أسواق الأسهم بشكلٍ إيجابي لنتائج شركة آبل المالية الشهر الماضي، ولدى الشركتان الآن قيمة سوق أكثر من ثلث حجم اقتصاد المملكة المتحدة، وأكبر من اقتصادات تركيا وسويسرا.
ويتوقع المحللون أن تنخفض إيرادات آبل بنسبة 14.9% في السنة المالية المنتهية في سبتمبر، وفقًا لبيانات تومسون رويترز، وهي زيادةٌ كبيرةٌ لكنّها ما زالت أقل بكثير من نمو الإيرادات المتوقعة في أمازون بنسبة 32% لعام 2018، كما ارتفع السهم بنسبة 74.5% منذ بداية العام، في المقابل ارتفعت آبل حوالي 35% في 2018.
رحلة ريادية
تأسست شركة أمازون كمتجر إلكتروني لبيع الكتب بالتجزئة عبر الإنترنت في مرآب / كراج منزل الرئيس التنفيذي جيف بيزوس في عام 1994، تحت اسم “Cadabra – كادابرا”، وهو مستوحى من كلمة “أبرا كادابرا”، وكانت أول شحنة يرسلها بيزوس عبارة عن كتاب تحمل اسم (Fluid Concepts & Creative Analogies) في يوليو 1995، أي بعد عام كامل من تأسيس الشركة.
وبعدها في 15 مايو 1997 قيمت أسهمها بسعر 1.50 دولار على أساس معدل التقسيم، وبحلول أكتوبر 2009 ارتفعت إلى 100 دولار، وبلغ السهم 1000 دولار للمرة الأولى في 30 مايو 2017، وقد بقي فوق هذا المستوى منذ 27 أكتوبر 2017.
بعد 10 أشهر فقط في 30 أغسطس، بلغت أسهم أمازون 2000 دولار للمرة الأولى، فقط 50 دولار للسهم الواحد بعيدًا عن منح الشركة قيمة سوقية بقيمة 1 تريليون دولار.
تعتمد على شبكة واسعة من مصادر الدخل، أبرزها عمليات التجارة الإلكترونية العالمية والحوسبة السحابية، والتي تُعدُّ بمثابة “جوهرة التاج”، بعدما أصبحت خدمات الحوسبة السحابية للشركات هي محرك الربح الرئيسي. هذا فضلًا عن بيع تقنيات الذكاء الصناعي، والبث التلفزيوني.
هذا النمو الفلكي من بائع كتب صغير في سياتل إلى واحدة من أكبر الشركات في العالم، جعل مؤسسها ومديرها التنفيذي Jeff Bezos – جيف بيزوس – 54 عام، أغنى شخص في العالم، حيث تبلغ ثروته الآن أكثر من 166 مليار دولار، وفقًا لمؤشر بلومبرغ الملياردير يوم الثلاثاء، ولقد أتت الثروة إلى حدٍّ كبيرٍ من خلال ملكيته لما نسبته 16.3٪ من أسهم شركة أمازون الممتازة.
للامانة منقول