المستوى الثاني : في حدود الوضع التاريخي الذي كان يعيشه الإمام الحسين عليه السلام ، فإن تشخيص الإمام للوضع الإسلامي آنئذ هو ما قاله : ( وعلى الإسلام السلام إذا بليت الأمة براع مثل يزيد ) . إن وجود شخص مثل يزيد وهو ( رجل فاجر قاتل النفس المحترمة معلن بالفسق ) على رأس الحكم والقيادة ، يشبه أن تعطي قيادة حافلة مليئة بالركاب في طريق جبلي إلى سائق ثمل ، لا يعرف من السكر موضع قدميه ! بل هو أعظم .
إن ما رآه المسلمون في السنوات العجاف الثلاث التي تسلط فيها يزيد على الأمة ، وما ارتكب من مخاز ومآثم حيث قتل الحسين عليه السلام وصحبه في الأولى ، وأباح المدينة في الثانية وهدم الكعبة في الثالثة ، ولو مُد له في العمر لمد حبل الموبقات . ليشير بالصراحة إلى أنه لم يكن هناك مجال آخر أمام الحسين عليه السلام من الناحية الدينية حفاظا منه على مسيرة الأمة ، إلا الخروج والثورة .