(يا لثارات الحسين)
شعار للامام المهدي عجّل الله تعالى فرجه الشريف المبارك
مكتوبٌ على الراية التي يرفعها عند خروجه
فما المقصود بهذا الشعار؟
ليس المقصود بثارات الحسين(ع) ثارات شخصية أو ثارات إنتقامية أو ثارات دموية , ليس الحسين (ع) ثأراً شخصيا و
ليس الحسين( ع) ثأراً قبليا و ليس الحسين(ع) ثأراً طائفياً , كما يحاولبعض النواصب أن يقوقع حركة الحسين(ع) في الطائفة الإمامية ,
ليس الأمر كذلك , ثأر الحسين(ع) كما نطقت النصوص الشريفة ثأر الحسين(ع) هو ثأر الله , و لذلك نقرأ في زيارة وارث : (السلام عليك يا ثار الله و ابن ثاره).
ليس الحسين (ع) شخص و لا قبيلة و لا طائفة و لا عرق , الحسين (ع) حركة الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر,وهذه الحركة القرآنية (وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ) هذه الحركة القرآنية ثأرها بأن تحقق أهدافها و أن تُفعّل مبادئها وليس ثأرها ثأراً شخصيا أو قبلياً أو طائفياً .
هذا هو المقصود (يا لثارات الحسين) أي يا لأهداف الحسين (ع) , و يا لمبادئ الحسين (ع) التي نادى الحسين (ع) و ضحى و بذل النفس و النفيس من أجلها .
قال الإمام الحسين (ع) : (أَنِّي لَمْ أَخْرُجْ أَشِراً وَ لا بَطِراً وَ لا مُفْسِداً وَ لا ظَالِماً ،وَ إِنَّمَا خَرَجْتُ لِطَلَبِ الاصْلاحِ فِي أُمَّةِ جَدِّي ( صلى الله عليه و آله ) ، أُرِيدُ أَنْ
آمُرَ بِالْمَعْرُوفِ ، وَ أَنْهَى عَنِ الْمُنْكَرِ ، وَ أَسِيرَ بِسِيرَةِ جَدِّي وأَبِي عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ ( عليه السَّلام ) ، فَمَنْ قَبِلَنِي بِقَبُولِ
الْحَقِّ فَاللَّهُ أَوْلَى بِالْحَقِّ ، وَ مَنْ رَدَّ عَلَيَّ هَذَا أَصْبِرُ حَتَّى يَقْضِيَ اللَّهُ بَيْنِي وَ بَيْنَ الْقَوْمِ بِالْحَقِّ وَ هُوَ خَيْرُ الْحاكِمِينَ ) .
فأهل البيت عليهم السلام هم الرحمة, لم يكن هدفهم أبدا استعباد الناس و لا قتلهم بالسيف و لا تشريدهم و لا نشر الظلم و الفساد .
إنّما هدفهم هو إحقاق العدل السماوي الذي يتحقق بإرساء مبادئ الإسلام و نشره .. و هداية الناس إلى دين الله دين الحق القويم بالكلمة الطيبة ..
فالتاريخ لم يخبرنا بأن المعصومين (ع) الذين كانت لهم حروب قد ابتدؤا القتال .. بل كانوا يبدءون بالنصح و الأمر بالمعروف
و النهي عن المنكر .. من دون ملل و لا كلل و لا يرفعون السيف في وجه أحد إلا إذا ابتدأهم
و رأوا منه الكفر و العصيان و الظلم .. و بهذا يسير الإمام المهدي عجل الله فرجه الشريف
بسيرة أجداده عليهم السلام .. و بهذه السيرة تملأ الأرض في عصره بالعدل
و القسط كما مُلئت ظلما و جورا.. لا بالدم , لا بثأر شخصي .. و إنما بالعدل و القسط..
فليكن شعارنا: (يا لثــــــــارات الحســـــــــــــــــــين )...
رد مع اقتباس
