نضع بين يديك عزيزي القارئ -و من مصادر مختلفة-تقويم شهر محرم الحرام مع سرد مختصر لأهم الأحداث التي وقعت في هذا الشهر العظيم .
1-اليوم الأول: رأس السّنة الهجريّة.
2-اليوم الثّاني61 هجريّة :الإمام الحسين عليه السّلام في كربلاء
وصل الإمام الحسين عليه السلام إلى كربلاء في يوم الخميس الثاني من محرّم سنة61 للهجرة، ومن ثمّ أمر بنَصب الخيام، وضرَب أخوته وأولاد عمّه خيامهم من حول خيمته، وكذلك نصب الأصحاب ومواليه خيامهم في أطراف خيمة الحسين عليه السلام. وفي الليلة الأولى أرسل الإمام عليه السلام رسالة إلى أخيه محمّد بن الحنفيّة كتب فيها: "أمّا بعد، فكأنّ الدنيا لم تكن، وكأنّ الآخرة لم تزل".
(معجم كربلاء، بور أميني، معهد سيد الشهداء)
3- الثالث من محرم/سنة 61 هجريّة:
ورود جيش الأمويّين بقيادة عمر بن سعد إلى كربلاء.
4- السابع من محرم/سنة 61 هجرية :
عمر بن سعد يأمر بمنع الماء عن أهل البيت عليهم السلام.
5-التاسع من محرم/ 61 هجريّة:
وصول كتاب ابن زياد بقتال الإمام الحسين عليه السلام وأصحابه في كربلاء،و استعداد الحسين عليه السّلام وأصحابه للشهادة :
في عصر اليوم التاسع من المحرّم وبينما كان الحسين عليه السلام جالساً أمام خيمته مستنداً إلى سيفه وقد خفق برأسه على ركبتيه، نادى عمر بن سعد بجيشه: يا خيل الله اركبي وأبشري. وسمعت زينب عليها السلام الصيحة، فدنت من أخيها تخبره بهجوم الأعداء، فقال لها الحسين عليه السلام:"إنّي رأيتُ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم في المنام، فقال لي: إنّك تروح إلينا..."، ثمّ طلب من أخيه العبّاس أن يذهب للقائهم واستعلام الحال منهم. وتوجّه العبّاس نحوهم وسألهم، فأجابوه: جاء أمرُ الأمير بأن نعرض عليكم أن تنزلوا على حكمه أو ننازلكم. ولمّا أخبر العبّاس الإمام الحسين بجواب القوم، قال له: "ارجع إليهم، فإن استطعت أن تؤخّرهم إلى غدوة وتدفعهم عنّا العشيّة لعلّنا نصلّي لربّنا الليلة وندعوه ونستغفره، فهو يعلم أنّي قد كنت أحبّ الصلاة له وتلاوة كتابه وكثرة الدعاء والاستغفار".
وبعد أن استشار ابن سعد قوّاد جيشه قَبِلَ بطرح الإمام عليه السلام بالتأجيل إلى غد.
(معجم كربلاء، بور أميني، معهد سيد الشهداء)
6-العاشر من محرم/ 61 هجريّة
يوم عاشوراء: و هو يوم استشهاد الإمام الحسين وأهل بيته وصَحبه عليهم السلام.
في صبيحة عاشوراء صلّى الحسين عليه السلام مع أصحابه، ومن ثمّ التفت إليهم قائلاً: "إنّ الله قد أذن في قتلكم فعليكم بالصبر". وفي ساعات النهار الأولى أمر ابن سعد جيشه المكوّن من ثلاثين ألف مقاتلٍ بالتهيّؤ للحرب والقتال، وفي المقابل استعدّ الحسين عليه السلام وأصحابه للدفاع، ورفع الإمام عليه السلام يديه إلى السماء وهو يقول: "اللهم أنت ثقتي في كلّ كربٍ ورجائي في كلّ شدّة وأنت لي في كلّ أمرٍ نزل بي ثقة وعدّة...."ثمّ إنّ عمر بن سعد وضع سهمه في كبد قوسه ورمى به نحو أصحاب الحسين عليه السلام وقال: اشهدوا أنّي أوّل من رمى، فرمى أصحابه كلّهم بأجمعهم في أثره رشقة واحدة. فنادى الحسين عليه السلام في أصحابه قائلاً لهم: "قوموا يا كرام، هذه رسل القوم إليكم". فقام أصحاب الحسين عليه السلام وتوجّهوا نحو الميدان ووقع قتال دامٍ بين القوم حتّى استشهد جماعة من الأصحاب. وقام عمرو بن الحجّاج قائد ميمنة جيش ابن سعد بالهجوم على ميسرة أصحاب الإمام الحسين عليه السلام واشتهرت هذه الهجمة عند أرباب التاريخ بالحملة الأولى.
(معجم كربلاء، بور أميني، معهد سيد الشهداء)
7-اليوم الحادي عشر من محرم/ 61 هجريّة : سَبيُ العترة الطّاهرة
"لمّا كان اليوم الحادي عشر بعد قتل الحسين عليه السلام، قالت النسوة: بحقّ الله إلا ما مررتم بنا على مصرع الحسين. فمروا بهنّ على المصرع، فلمّا نظر النسوة الى القتلى – يقول الراوي- فوالله لا أنسى زينب بنت عليّ وهي تندب الحسين وتنادي بصوت حزين وقلب كئيب: يا محمداه! صلى عليك مليك السما، هذا حسينك مرمّل بالدما، مقطّع الأعضاء، وبناتك سبايا، إلى الله المشتكى .. يا أصحاب محمّد هؤلاء ذرّية المصطفى يُساقون سوق السبايا".
(أعيان الشيعة، السيد محسن الأمين)
8-اليوم الثّالث عشر من محرم/سنة 61 هجرية:دفنُ الامام الحسين عليه السلام و سائر الشّهداء
"لمّا أقبل السجّاد عليه السلام وجد بني أسد مجتمعين عند القتلى، متحيِّرين لا يدرون ما يصنعون، ولم يهتدوا إلى معرفتهم، وقد فرَّق القوم بين رؤوسهم وأبدانهم، وربما يسْألون: من أهلهم وعشيرتهم؟ فأخبرهم عليه السلام عمّا جاء إليه من مواراة هذه الجسوم الطاهرة، وأوقفهم على أسمائهم، كما عرَّفهم بالهاشميين من الأصحاب، فارتفع البكاء والعويل، وسالت الدموع منهم كلَّ مسيل، ونشرت الأسديّات الشعور، ولطمن الخدود. ثمَّ مشى الإمام زين العابدين عليه السلام إلى جسد أبيه، واعتنقه وبكى بكاءً عالياً، وأتى إلى موضع القبر ورفع قليلاً من التراب، فبان قبر محفور وضريح مشقوق، فبسط كفّيه تحت ظهره، وقال: بسم الله وفي سبيل الله، وعلى ملّة رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم، صدق الله ورسوله، ما شاء الله، لا حول ولا قوَّة إلاَّ بالله العظيم، وأنزله وحده ولم يشاركه بنو أسد فيه، وقال لهم: إنّ معي من يعينني، ولمَّا أقرَّه في لحده وضع خدَّه على منحره الشريف قائلاً: طوبى لأرضٍ تضمَّنت جسدك الطاهر، فإن الدنيا بعدك مظلمة، والآخرة بنورك مشرقة".
9- اليوم التّاسع عشر محرّم/ 61 هجريّة
إخراج السّبايا من الكوفة و وصول الموكب الحسيني إلى الشّام
"ثمّ أُدخل ثقل الحسين عليه السلام ونساؤه ومن تخلّف من أهله على يزيد، وهم مقرّنون في الحبال، فلمّا وقفوا بين يديه وهم على تلك الحال، قال له عليّ بن الحسين عليهما السلام: أنشدك الله يا يزيد، ما ظنّك برسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم لو رآنا على هذه الصفة؟ فأمر يزيد بالحبال فقطعت. ثمّ وضع رأس الحسين عليه السلام بين يديه، وأجلس النساء خلفه لئلّا ينظرن إليه، فرآه عليّ بن الحسين عليهما السلام فلم يأكل بعد ذلك أبداً، وأمّا زينب فإنّها لمّا رأته نادت بصوت حزين يُفزع القلوب: يا حسيناه، يا حبيب رسول الله، يا ابن مكّة ومنى، يا ابن فاطمة الزهراء سيدة النساء، يا ابن بنت المصطفى. قال الراوي: فأبكت والله كلّ من كان في المجلس ويزيد عليه لعائن الله ساكت.".
(اللهوف في قتلى الطفوف، السيّد ابن طاوس)
10-اليوم الخامس والعشرون من محرم/سنة 95 هجرية:
شهادة الإمام السّجّاد عليه السّلام
عن الإمام الصادق عليه السلام أنّه قال: "كان عليّ بن الحسين عليهما السلام يقول: ما تجرّعتُ جرعةَ غيظ قطّ أحبّ إليّ من جرعة غيظ أُعقبها صبراً، وما أحبّ أنّ لي بذلك حُمْرَ النّعم. وكان يقول: الصدقة تطفئ غضبَ الربّ. وكان لا تسبق يمينه شماله. وكان يقبّل الصدقة قبل أن يعطيَها السائل، فقيل له: ما يحملك على هذا؟ فقال: لستُ أقبّل يدَ السائل، إنّما أقبّل يد ربّي، إنّها تقع في يد ربّي قبل أن تقع في يد السائل. ولقد كان يمرّ على المدَرة في وسط الطريق فينزل عن دابته ينحّيها بيده عن الطريق. ولقد مرّ بمجذومين فسلّم عليهم وهم يأكلون، فمضى ثمّ قال: إنّ الله لا يحبّ المتكبّرين، فرجع إليهم فقال: إنّي صائم، وقال: ائتوني بهم في المنزل. فأتوه، فأطعمهم ثم أعطاهم".
(الأمالي، الشيخ الطوسي)