من أدّى هذه الصّلاة في هذه اللّيلة وصام صبيحتها وهو أوّل يوم من السّنة فهو كمن يدوم على الخير سنة ...
قال الشيخ جعفر التستري في (الخصائص الحسينية): «إنّ في الحسين عليه السلام خصوصيّة في الوسيلة إلى الله تعالى اتّصف بسببها بأنّه بالخصوص بابٌ من أبواب الجنّة، وسفينة للنجاة، ومصباحٌ للهدى. فالنبيّ والأئمّة عليهم السلام كلّهم أبواب الجنان؛ لكنّ باب الحسين أوسع. وكلّهم سُفن النجاة، لكنّ سفينة الحسين مجراها في اللّجج الغامرة أسرع، ومرساها على السواحل المُنجية أيسر. وكلّهم مصابيح الهدى؛ لكنّ الاستضاءة بنور الحسين أكثر وأوسع. وكلّهم كهوف حصينة؛ لكنّ منهاج كهف الحسين أسمح وأسهل.
هلمّوا إلى هذه الأبواب الحسينية فـ ﴿ادْخُلُوهَا بِسَلَامٍ آَمِنِينَ﴾ الحجر:46، وإلى مرساة السفينة الحسينية فـ ﴿..ارْكَبُوا فِيهَا بِسْمِ اللهِ مَجْرَاهَا وَمُرْسَاهَا إِنَّ رَبِّي لَغَفُورٌ رَحِيمٌ﴾ هود:41.
ولتكتحل أعينكم بنور الحسين عليه السلام، الناظر إليكم، ثمّ ازدادوا شوقاً، وصمّموا العزم على ذلك".
1-الليلة الأولى
حول مراقبات الليلة الأولى، يقول السيّد ابن طاوس في (إقبال الأعمال): «وفي هذه العشر [عشر محرّم الأولى] كان أكثر اجتماع الأعداء على قتل ذرِّيّة سيِّد الأنبياء صلوات الله عليه وآله، والتّهجُّم بذلك على كَسْر حُرمة الله جلَّ جلالُه، وكَسْر حُرمة رسوله عليه السلام، صاحبِ النِّعم الباطنة والظَّاهرة، وكسر حرمة الإسلام والمسلمين ".." فينبغي مِن أوَّل ليلة من هذا الشَّهر أن يظهر على الوجوه والحركات والسَّكَنات شعار آداب أهل المصائب المعظَّمات في كلِّ ما يتقلَّب الإنسان فيه، وأن يَقصد الإنسان بذلك إظهار المُوالاة لأولياء الله، والمُعاداة لأعاديه".
روى لها السّيد في الاقبال عدّة صلوات :
الاولى : مائة ركعة يقرأ في كلّ ركعة الحمد والتّوحيد .
الثّانية :ركعتان في الاولى منها الحمد وسورة الانعام وفي الثّانية الحمد وسورة يس
الثّالث : ركعتان في كلّ منهما الحمد واحدى عشرة مرّة قُلْ هُوَ اللهُ اَحَدٌ .
في الحديث عن النّبي (صلى الله عليه وآله وسلم) قال : من أدّى هذه الصّلاة في هذه اللّيلة وصام صبيحتها وهو أوّل يوم من السّنة فهو كمن يدوم على الخير سنة ولا يزال محفوظاً من السّنة الى قابل فاِن ماتَ قبل ذلك صار الى الجنّة وأورد السيّد أيضاً دعاء مبسُوطاً يدعى به عند رؤية الهلال في هذه اللّيلة .
سنكون معكم و أعمال شهر محرم الحرام ليلة بليلة و يوم بيوم ...فتابعونا.
المصدر:مجلة شعائر