تمهيد
تصادف الأحداث المتناقضة بتشابه تام يعتبر إرتطام "برقي" يولد "عِبرة" خارقة لطبيعة العقل البسيط , فتراها الأذنان , وتسمعها العيون , وتتذوقها العقول المفكرة السابحة في بحر التساؤلات باحثةً عن الطعم السري للإتعاض العقلاني وقال الله سبحانه وتعالى في كتابه الكريم { وَلَوْ أَنَّهُمْ فَعَلُواْ مَا يُوعَظُونَ بِهِ } [ النساء : 66 ] فربّ صدفة خير من ألف (محاضرة).
الموت والحياة بوابتان لكلٍ منهما (وقت) مكتوب على (فهرست) حياة الإنسان وصفحاته مرقمة بتاريخ فتح كل بوابة , لايُفتحان سويةً ولا يقفلانِ سوية , لكلاهما أمرٌ مُناط به , أحدهم يُنهي والثاني يُبدئ بأمر من الله سبحانه , ولكن إن تصادفوا في نفس الزمان والمكان بحدثٍ واحد فتلك " أية " كالماء الساخن المسكوب على عروق المفكرين الجامدة , وكالثلج المنثور على صدور الغافلين النائمة في سُبات اللا مبالاة , يقول سبحانه : الَّذِي خَلَقَ المَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً وَهُوَ العَزِيزُ الغَفُورُ [الملك آية: (2)] .
الموت هو القطار الذي ينقل العبد من عالم "الوجود" إلى عالم الأرواح "البرزخ" لسلوك الطريق المؤدي إلى (المصير) المقدّر من القضاء الإلاهي العادل , حكم الخلود في الجنّة أو النار , فتلك هي التي يطلقون عليها "الأخرة" .
الحياة هي المعادلة ( التحوليّة ) التي نتاجها إنتقال العبد من عالم "اللا وجود" إلى عالم "الوجود" عن طريق الأمر الإلاهي "كُن" الذي خلق به الله سبحانه وتعالى عبده فـ "فتكوّن" به , فما هو عالم "الوجود" الذي يطلق عليه لقب "الدنيا" إلا محطةً أمرنا الله أنه نعبده فيها ونعمرها لحين وصول قطار الموت (الحق) , وفي روايتي هذه أذكر لكم "حادثة" يوم التضاد وصداها المتراطم في حيطان تفكيري المنتشر في هواء البحث عن الموعظة هو من سيكتب مايلي من الموضوع .
الحياة بالمعنى الوهمي
يقول سبحانه وتعالى : واضْرِبْ لَهُم مَّثَلَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا كَمَاء أَنزَلْنَاهُ مِنَ السَّمَاء فَاخْتَلَطَ بِهِ نَبَاتُ الأَرْضِ فَأَصْبَحَ هَشِيمًا تَذْرُوهُ الرِّيَاحُ وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ مُّقْتَدِرًا - الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِندَ رَبِّكَ ثَوَابًا وَخَيْرٌ أَمَلا (سورة الكهف 45-46).
في الساعة الثانية فجراً نُقلت الى المستشفى لوصول وقت إنجابها , فصادفت تلك العجوز التي تصرخ وتبكي من شدة الألم فلم تتسائل هذه الأم وإنشغلت بهمها , والجنين يرتّب أمتعته للصحوة من النوم في فراش اللا وجود ( 1- هلْ أَتَى عَلَى الإِنسَانِ حِينٌ مِّنَ الدَّهْرِ لَمْ يَكُن شَيْئًا مَّذْكُورًا 2- إِنَّا خَلَقْنَا الإِنسَانَ مِن نُّطْفَةٍ أَمْشَاجٍ نَّبْتَلِيهِ فَجَعَلْنَاهُ سَمِيعًا بَصِيرًا ) سورة الإنسان أية رقم (1) و (2) , فجهّز الجنين إبتسامته المشوّقة يسبقها (روتين) البكاء الغريزي , وأغلق يداه على صحيفته الخالية , بدأ بالركل : ( أخرجوني أخرجوني ) بنفس الوقت كانت الأم تُنقل من السيارة إلى غرفة (ربما ستموت) .
غرفة ربما ستموت هي أفكار محبطة تولد الدمار النفسي بسبب سماع الأخبار الغير ساره من السابقين , فتلك ماتت وبقى جنينها وتلك فُجع أبنائها بها بدل الفرح بمولودها وباقي "طرقات" الأحداث والروايات فتتحول في اللا وعي كلمة "غرفة الولادة" إلى غرفة "ربما ستموت" بسبب الوفيات التي حدثت بها .
بعدما عانت الأم من سكرات الموت في غرفة (ربما ستموت) وصراعها مع مخالب "القدر" المكتوب , كَتَبت الأم "سمفونية" الكفاح الأمومي فغنتها جدران الغرفة وبينما تتراطم تلك السمفونية بين الجدران تسبق ألاف الحسنات صفحات الأم قبل ان يرجع الصدى الى مسامع هذه المكافحة , وفجأة تلاقت الأصوات المتناقضة كالنهر والبحر يتلاطمان محدثان أصوات ضجيج الامواج وإختلاط الملوحة بالعذوبة , لتحول المشهد الى صورة فوتوغرافية نادرة , ملوحة بكاء الطفل وعذوبة إبتسامة الأم , وسرعان ما يخّف مد البحر وتهدأ الأمواج ويبدا النهر بإطغاء عذوبيته , هدا الطفل ونام بيد أمّه , هدوء الطمأنينة وتعارف أرواح الأم والطفل وإلقاء التحية الروحية بكلمة (إهدأ أنا أمّك) تسبقها الدموع الهاملة على مجرى الإبتسامة , إنها دموع الفرح , هنا طعّم الطفل "ترياق" الحنان الامومي الخالد .
ركضات غير سوية , خفقان سريع , شعور لا إرادي مترجم بصرخةٍ تارة وضحكة تارة , كأنما الضحكة والصرخة بترادفهما "رجلان" تقودهما الأشواق لرؤية (فلذة الكبد) , فصادف بطريقه رجلاً يركض صارخاً باكيا فإنشغل الأب بهمه , فيبطئ ليبحث عن الطريق فيدفعه الفرح المتكدس في شهقات قلبه , أين ولدي؟ أين ولدي؟
يا جدران المشفى تنحي جانباً عن طريقه فهذا "الأب" الذي قصّت بصبره روايات ( ألف بلوه وبلوه ) , بطل رواية الشقاء التي إستبسل في ميادين صفحاتها من خلال معاناته لسنوات عمره في التعب مقابل توفير "نقود الزواج" فلربما تختتم رواياته بنهاية سعيدة لكي يطوي الكتاب راضياً بمحتواه ومرضياً لقراءه بعدما يرضي الله سبحانه بإكمال دينه .
وصل ثقيل الظهر بثوب (لهثاته) المنقّش بنبضات القلب السريعة راجياً أن يذوب ثقله المتجمد من الصبر بحرارة الفرج في رؤية الطفل الرضيع .
بعد هطول مطر "التلاقي" الأبوي على أجواء غرفة (حمدلله حييت) حُصدت وردة الفرح مابين وحول الحزن السابق ورزق الأبوان بفتاة جميلة وجهها كالعقيق لم يختفي من وجنتاها عروقها الناعمة الصغيرة التي تسير فيها دماء الحياة الجديدة , مابين إحمرار جبينها وبياض عيناها مجال مغناطيسي جمالي يصعب إبعاد العين عنه , فشكرت أمها ما "جاها" , فأذّن بأُذناها أباها , فوصلت جدّة تتباها , صلوا على المرسل طه , فبُلّغ الجد بما له جاءَ , طفلٌ قمرٌ يتراءى , أنثاً بطهارة ماءا , أفراح من اهل كساءَ , كولادة زينب زهراءَ.
وفجأة سُمع العويل في الغرف المجاورة ولم ينتبه الأبوان لتلك الأصوات لإنشغالهم بوردتهم المتفتحة في بستان حياتهم .
الموت بالمعنى الوهمي
في الساعة الثانية فجراً نقلت إلى المستشفى لوصول موعد وفاتها و"الروح" ترتّب أمتعتها للصحوة من نوم " الوجود" الى اليقضة (البرزخية) المحتومة الحق , إنها عملية إخراج الروح من جسد العبد بقبضة ملك الموت "الحق" المأمور من الله سبحانه لإنهاء السبات والسفر الى بلدان رحمة الله تعالى للمحاسبة العادلة على ما بُدِرَ من أفعال دنيوية سُجّلت على صحيفةٍ قد احصت الأقصى والأدنى والاعظم والأهون والأكبر والأصغر , أفكار تتداخل خارقة لسرعة السرعة نفسها تُسمّي بلسانها هذا الإخراج بـ (سكرات الموت) , يقول الله سبحانه وتعالى : إِنَّا نَحْنُ نُحْيِي المَوْتَى وَنَكْتُبُ مَا قَدَّمُوا وَآثَارَهُمْ وَكُلَّ شَيْءٍ أَحْصَيْنَاهُ فِي إِمَامٍ مُّبِينٍ [يس آية: (12)] .
في تلك اللحظات المتسارعة كانت العجوز تُنقل من السيارة إلى غرفة (ربما ستعيش) ..!
ربما تعيش هي أفكار مشجعة تولّد البناء النفسي للمحتضر بسبب سماع الاخبار السارة من السابقين , فهناك من أحيا من تلك الغرف بعد إحتضاره , وهناك من تباشر أبنائه بإنعاشه للرجوع للحياة مابعد اليأس من حياته , فتحوّل تلك الأفكار كلمة (غرفة الإنعاش) إلى غرفة (ربما ستعيش) .
(قُلْ إِن كَانَتْ لَكُمُ الدَّارُ الآَخِرَةُ عِندَ اللّهِ خَالِصَةً مِّن دُونِ النَّاسِ فَتَمَنَّوُاْ الْمَوْتَ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ {94} وَلَن يَتَمَنَّوْهُ أَبَداً بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ وَاللّهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمينَ {95} البقرة) .
بعدما ذاقت العجوز انفاس الحياة "الشاهقة" الصناعية دون رطوبه تسهل دخولها الى انفاق الانفاس الخشنة بسبب تكالب الأمراض وتشلبثها على بقايا امال حياة العجوز , فتحولت عمليات الشهيق والزفير الى ألة (المنشار) ذا الطرفين الحادّين , تشهق فتقطع مايمر بجانب الشهيق فتزفر فلا تُبقي بأحشائها سوى ذكرى حياتية وقع على جدرانها الدم "المهاجر" من الجسد ( كانت هنا روح ) , كتِبَت العجوز "سمفونية" الخضوع لأمر الله سبحانه فغنتها جدران (ربما ستعيش) وبينما تتراطم أصداء السمفونية أرجاء الغرفة تسبق السكرات ألاف الحسنات غافرتاً معها ألاف السيئات بامر الله سبحانه وتعالى .
أُسدل ستار "الحزن" في وجوه الممرّضين المتفائلين فتحولت قصيدة "الأمل" إلى "رثاء" عامودي مخطوط (صدره) و(عجزه) بقافيةِ الدمعِ والأنين , يلقيها الإحساس بالفقدان على مسامع نقّاد العقل الضعيف فيبدأ النقد الجاهلي المحاط بضروف العاطفة الجيّاشة الذي يسود الغرفة , لا لم تَمُت , لربما يوجد نبض..! , لنحاول ثانيتاً , ماذا أقول لأبنائها المراهقين المنتظرين بفارغ "التسرّع" ..؟
صوت خافت يغوص مابين امواج التفكير "المُفجع" للدكتور , ويزيد قليلاً , فتتراجع امواج التفكير بـ"جَزر" الوعي من الصدمة , ويتّضح الصوت ويقول : يا دكتور لقد توفّت العجوز فأبلغ أبنائها بهذا الخبر الأليم , فسمع الدكتور في تلك اللحظة الأطباء في الغرف المجاورة يهللون ويصرخون : لقد رُزقت بفتاة , فتحاشى ذاك الإنتباه الذي لا يعنيه وإنشغل بإبتلائه .
الحياة في المعنى الحقيقي (النفس)
سرعان ما هدات "إرتعادات" الموت وإنجلت غيمة الوهم الدنيوي , تدافعت نسمات "البرزخ" النسناسة للوصول الى روح العجوز تلك الناظرة لجسدها الخالي من الحياة لتخبرها "بالطمأنينة الإلاهية" فتتحول النسمات إلى أصوات ( يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً فَادْخُلِي فِي عِبَادِي وَادْخُلِي جَنَّتِي ) سورة الفجر من الأية (27) إلى الأية (30) , فرطّبت نسمات البرزخ جفاف الإرتباك الخوفي فحولت الطمئنينة الخوف إلى (معرفة) شاملة تُشعر بدفئ الحقيقة وسط برد الوهم الدنيوي السابق , فما هي تلك الحياة إلى حلم عابر أوقِضَت منه الروح للذهاب إلى الشعور بإقتراب رحمة الله سبحانه , إهدأ فأنت في رحمة الرحمن الرحيم , فتُطعّم تلك الروح "بترياق" الرحمة الإلاهية , (
كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَمَنْ زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ) (آل عمران:185) . عودة إلى الموت بمعناه الوهمي
ركضات غير سوية , خفقان سريع , شعور لا إرادي مترجم بصرخةٍ تارة , وتارةً ببكاءِ , فكأنما الصرخة والبكاء هم رجلاه الذان يعرفان طريقهما غريزياً إلى جناح "الإنعاش" تقودهما الأشواق لرؤية من هو نفسه (فلذة كبدها) , فلمح الولد رجلاً يركض بجانبه فرحاً مسرورا , وركز الولد على مصابه الجلل .
يبطئ ليبحث عن الطريق فيدفعه "الحزن" المتكدّس في شهقات قلبه صارخاً , أين امي؟ أين امي؟
يا جدران المشفى إرمي نفسكي مبتعدتاً عن طريقه فهذا هو ( الإبن الأصغر ) الذي قرا بصبرها روايات ( ألف ضيم وضيم ) , إنها بطلة قصته "الحنينة" التي استبسلت في صفحاتها من خلال معاناتها بسنوات عمره مقابل ان ( يبقى لها ) لكي تهواه بفعل العشق الامومي الذي غرزه الله سبحانه في قاموس قلبها العاطفي المرهف , فلربما لا تختم رواياته بنهاية حزينة تقطّع احشاء حياته عند قراءتها .
وصل ثقيل الظهر على متنه "هندام" لهثاته يتدلدل منه (اليأس التام) مع إيقاع الضربات القلبية السريعة و"ناي" الأنين الحزين متناغماً مع صوتٍ شجي ( أماه أماه ) .
بعد سقوط اوراق "التلاقي" عصِفت رياح خريف (اليأس) من بعد شتاء (الأمل) والسعادة بوجود الام العجوز , وحُصِدَت اوراق "الحزن" باهتة اللون كئيبة المنظر مابين أرض غرفة (الإنعاش) القاحلة , وأُخبِرَ الأبناء بوفات امهم , فتعالت أصواتُ أنينِ , وبكاءُ وضربُ الخدّينِ , وتنادى الولدان ثنَينِ , أُمّاه دَمَت بعدَكِ عيني , كبكاءٍ قَبلُ السبطين , على زهرةِ حسناً وحُسيني .
أجسادٌ على أكتافها سلاسل (الحزن) ووجوهٌ تتفتّح بمقبلها شبابيك (الفرح) على ممرٍ واحدٍ يجرّون مشاعرهم في نفس الوقتِ ونفس المكان , ذهاباً إلى قسم "البلاغات" لنيل رشّات الفرح أو الحزن المصنوعة من الوثائق المركزة التي تثبت رائحتها على رداء العقل الضعيف الجاهل .
على يمين الكاتب :
مابلاغك...؟
الوالد : بلاغ ولادة
على يسار الكاتب:
مابلاغك...؟
الولدان: بلاغ وفاة
الكاتب : سبحان الله غَفَت المولودة وصَحَت العجوز..!
فصُدم الثلاثة من هذا الجواب الغريب فإعتقدوا أنه يهذي او مجنون , فإستلموا البلاغات ورحلوا من المكان وكانت الصدمة من الجواب كافية لإنشغالهم عن حزنهم وفرحهم بهذا الرد , فإنقلب الفضول على اللا مبالات ورجع الجميع ليسأل الكاتب ماذا تقصد..!؟
فقال الكاتب : الدُنيا حُلم والاخرة يقضة ونحن بينهما أضغاث احلامِ , فتلك إبنتك سيدي قد بدأت النوم السبات وسرعان ما ستحلم معنا في هذا الحلم الوهمي , وتلك أمّكُما قد صَحَت من هذا الحلم الوهمي ونومها في سبات الدُنيا إلى عالم اليقضة وهو (الأخرة) فما تعليقكما..؟
فخُرس الثلاثة بسبب تلك الموعظة الرائعة التي حولت الإفراط في الفرح والإفراط في الحزن إلى الرضا بما قسمه الله سبحانه برمشة عين من التفكير , فالله أعطى والله قد أخذ , وإنا لله وإنا إليه راجعون .
جُلَّ ما ذُكِرَ في السابق هو "حكمة" قابلة للتشعّب في فضاء العقول اللبيبة المفكرة لتحدث تفاعل نفسي بالتعاون مع أدوات العقل الخارقة يسمى بـ "الإتعاض" .
وبشفافية أقص لكم دافع كتابتي لهذه الرواية , ففي أحد الأيّام وصلني خبر بوفاة والدة احد أقربائي فأدّيت الواجب مع والدي لثلاثة أيام , للمواسات بوفاة والدة هذا الشخص ومساندته مادياً ومعنوياً , وكان هناك في أخر يوم من العزاء "مأتم" حسيني لأحد القرّاء في ذاك المسجد وكانت القراءة جميلة ومفيدة , بدأها بقراءة بعض مصائب أل البيت ثم ختمها ببعض العبر والمواعض التي تتعلق بحق الوالدة متناسقاً مع الحدث الذي نحن به وهو وفاة والدة قريبنا , ثم نعى وفاة سيد نساء العالمين الزهراء ام أبيها عليها السلام, وذكر كيف بكى عليها أبنائها الحسن والحسين عليهما السلام , وإنتهى بأجر "زهيد" قيمته (دينار كويتي) واحد أودعه في صندوق الصدقات الذي صادفه عند خروجه من المسجد , ثم في ذاك المشهد الحزين وصلتني رسالة هاتفية مكتوب بمجملها ( حُسين أصبحت عَم ) , لذلك ركّزوا معي , تلك اللحظة التي تصادم بها الحزن مع الفرح ( ولّدت ) هذي الرواية من خلال تفكير لمدة إسبوع بهذه الحادثة , وللعلم احداث الرواية غير حقيقية ومن وحي خيالي والمراد من هذه الرواية هي مجرد الإعتبار والتذكير واختم معكم بقول الله
سبحانه وتعالى : {اعْلَمُوا أَنَّمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَزِينَةٌ وَتَفَاخُرٌ بَيْنَكُمْ وَتَكَاثُرٌ فِي الْأَمْوَالِ وَالْأَوْلَادِ كَمَثَلِ غَيْثٍ أَعْجَبَ الْكُفَّارَ نَبَاتُهُ ثُمَّ يَهِيجُ فَتَرَاهُ مُصْفَرًّا ثُمَّ يَكُونُ حُطَامًا وَفِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَمَغْفِرَةٌ مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانٌ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلاَّ مَتَاعُ الْغُرُورِ}[الحديد: 20].