السعادة و الشباب طريق الشباب لحياة أفضل تأليف و إعداد
محمد صابر الحسين2015
السعادة و الشباب
تأليف وإعداد : محمد صابر الحسين
الموضوع رقم الصفحة الموضوع رقم الصفحة الفهرس ......................................... 2
الإهداء ...........................................3
المقدمه.................................... ........4
المراحل العمرية للإنسان........................5
من هم الشباب ..................................7
هموم الشباب ....................................8
قضية الملل عند الشباب .......................14
مشكلة النوم عند الشباب ......................19
مشكلة الغرور عند الشباب ....................20
مشكلة الفراغ عند الشباب.....................24
مشكلة الفراغ عند الطلاب ....................26
المرض النفسي عند الشباب...................28
قضية الحب عند الشباب.......................30
الشباب والاسرة ................................34
ماهي السعادة .................................36
من أين تنبع السعادة .............................41
أبك على نفسك ...................................44
دراسات حول السعادة ...........................46
كيف تكون اسعدد الناس .........................48
السعادة حلم الشباب..............................52
كيف تتحقق السعادة الزوجية ...................56
العمل والسفر احلام يريد الشباب تحقيقها .....61
واجب على الشباب ..............................64
رسالة من القلب إلى الشباب ...................67
كيف تتغير حياتك ................................70
أبتسم للحياه ......................................82
فن التعامل مع الآخرين ..........................87
عشرين مهارة تجعلك محبوبا من قبل الناس........104
قائمة بالأصناف العشرة الغير مرغوب بهم وكيف تتعمل معهم .................................... 105
عدسة الفهم ....................................109
الإهداء
أهدي هذا العمل المتواضع للشخص الذي لو أفنيت العمر على قدميه لم أعطيه ربع حقه وهو أبي عبد الحميد الحسين وإلى المرأة العظيمة التي صنعت مني رجلا وهي أمي الغاليه
و لأصدقائي وأخوتي الأستاذ وائل العفين و محمد الأمين و عز الدين البكر و وائل الحسو و مصطفى الشيخ علي
و سعد الدين سليمان والأستاذ حسان
وإلى كل من علمني وتعب معي وكل أساتذتي وكل من يحبني في الله وأحببته
وكل من عرفني بالحسنى وذكرني بخير .........................
عزيزي القارئ إن عملي التواضع ليس بتأليف بقدر ماهو إعداد جئت به من هنا وهناك, تارة أنقل من الأنترنيت , وتارة أرجع إلى عدة مصادر من كتب شرقية أوغربية.
أردته هنا,على أني سأصنع التقدير لشخصك حين تبثه في وجوه البائسين أقول في مقدمته:
إنك لم تأتِ إلى الحياة كي تعاني, أو تذرف مآقيك حزنا, وتستسلم لمعاذير اليأس . إنك فقط تشعر بذلك أحياناً أليس كذلك إنك تعاني عندما تُبقي الألم حياً ، لأن الألم المكبوت يخلق الغض بصورة مستمرة. وينشئ سحائب معتمة ضارة، إن هذه المشاعر الدفينة تعيش بداخلك ، تؤلمك ، لأن ليس لها مكان آخر. غير أنك تستطيع إخراجها بدون ألم . إن الحزن لا يعرف ساعة ، والمعاناة يمكن أن تبتلع كل حياتك.وتكون فاقرة ظهرك,وأستاء لآلامك ,ولاشأو أن التفاؤل يحي ذلك كله,تبتسم للحياة, تحسن الظن بربك ,تؤمن بالقدرخيره وشره, تتوقع الشفاء عند المرض,وتفريج الكروب عند وقوعها, والنجاح عند الفشل, والنصر عند الهزيمة, تتوقع الخيركله " إِنْ يَعْلَمْ اللَّهُ فِي قُلُوبِكُمْ خَيْرًا يُؤْتِكُمْ خَيْرًا "[الأنفال:70]، فاجعل في قلبك خيرا وأبشر! أبشر بالسعادة, والسرور, والنجاح ,والرزق, والحياة الكريمة الهانئة واطمئن فلن تحزن أيهاالقارئ الكريم ..... لقد حاولت في هذا الكتاب, أن أوصلك إلى دروب الأمل, إلى الطريق الذي تضع به قدمك, أردت أن أهبك حديقة ملأ بالورود , وأن أطيل معك الصعود إلى قمة التفاؤل ,لأبعث لك عمرا جديدا, وألبسك ثوبا جميلا, لتبحربه في سفن العظماء ,الذين تغلبوا على لحظات اليأس والقنوط, إلى أن ترسوا بك سفنهم الماخرة إلى جزر النجاح !. تذكرأيها القارئ الكريم: أن الأشخاص العظماء هم أشخاص عاديون, غير أنهم لم يسمحوا لمسالك اليأس أن تتسلل إلى نفوسهم ,أو تعشش في زوايا قلوبهم, غمرهم التفاؤل طوحا شامخا في أغاديق السماء, طوروا من قدراتهم ومجهوداتهم. بالكفاح والمصابرة, والخطوات المتأنية.
المراحل العمرية للإنسان
المرحلة الأولى: (ا لرضاعة / الحضانة) وتبدأ من الولادة وحتى الـ3 من العمر، وفي هذه المرحلة يعبر الرضيع عن مشاعره المؤلمة بالبكاء.
المرحلة الثانية (الطفولة الأولى) وهي تبدأ من سن الـ3 سنين إلى سن ال5 سنين،ويتعلم فيها الطفل الخطأ والصواب ، ولكنه يستصعب فهم ذلك، مما يجعله على خلاف مع أفراد أسرته. ولتحقيق رغباته وأحتياجاته يعبر عن أحاسيسه ومشاعره بالكذب أو البكاء أو العنف العام .. المرحلة الثالثة ( الطفولة الثانية المتأخرة) وتبدأ من سن الـ6 سنوات إلى سن الـ12 سنة،وهي المرحلة الدراسية للطفل ويواجه في هذه المرحل مع أفراد أسرته والآخرين وسبب ذلك هو الأنانية والإلحاح في تحقيق رغباته الخاصة.
المرحلة الرابعة : (المراهقة) وهي من الـ12_21 عام، وهذه المرحلة هي أصعب مرحلة يمر بها الإنسان ، وسبب ذلك هو التغير الفزيولوجي الكبير الذي يطرأ على الفكر والفرد، وتولد ذه المرحلة للإنسان حالة من عدم الإستقرار، كما أنهيرى أنه دوماً على حق والآخرين على باطل لإنه يرى أنه بلغ الرجولة أنه مستقل عن ذويه، لذلك فهو دائماً يطالب بالتحرر الأمر الذي يجعله التصرف بعنف تجاه المواقف.
المرحلة الخامسة: ( الرشد أو النضج) وهي من سن 21 _ 30 عام، يكون الشاب فيها قد أنهى مرحلة المراهقة وهنا يبدأ بالتفكير في مستقبله وعمله وحياته الزوجية واستقراره الإجتماعي والنفسي ، فيبدأ بالتكيف مع الحياة، إلا أن مطالب الحياة أحياناً تثقل العبء عليه فيصطدم بالمشكلات والصعوبات العديدة في هذه الحياة .
المرحلة السادسة:( الشباب والرجولة) وهي من سن 31 _ 40 عام، ويكون الإنسان فيها قد بلغ أشد ما يمكنواستقر فكره على العقلانية والواقعية ويعتبر من تجاربه السابقة ويصمد أمام صراعه مع الحياة إلى أن يدرك النجاح الذي يمكن إدراكه ويطمح إليه.
(المرحلة السابعة : (مرحلة الكهولة) وهي من سن 40 _ 60 سنة، يكون الإنسان فيها على مشارف التقاعد، فيبدأ في التدقيق بما حققه ونجح به وما أخفق به أيضاً، وهنا يحاول إنجاز ما أخفق به سابقا، والعائق في هذه المرحلة أن الحيوية والنشاط ليسا في صالحه بسبب كبر عمره ، إضافة إلى تدني العلاقات الإجتماعية والروح المعنوية .
: (المرحلة الثامنة: ( مرحلة الشيخوخة المبكرة) وهي من سن 60 _ 70 عام، وفيها يكون الفرد أكثر إنعزالية وميلاً للمكوث في المنزل، ولا يخرج إلا للحاجات الضرورية فقط. ويفقد الكثير من الأصدقاء بسبب الوفاة أو انعزالهم مثله، ويعتمد في الكثير من الأحيان على الأخرين لتأدية شؤونه العامة بسبب بداية مرحلة الشيخوخة . :(المرحلة التاسعة: (مرحلة الشيخوخة) وهي من سن 70 _ 80 عام، وهي المرحلة ما قبل الأخيرة ويكون الشخص ملتزم في المنزل تماماً، وتبدو أعراض وأمراض الشيخوخة ظاهرة عليه، وقد يصاب بأمراض منها فقدان الذاكرة وهو الأكثر إنتشاراً بين كبار السن، وأمراض أخرى جسدية في العمود والمفاصل، والضعف العام في الحواس كالنظر والسمع وانخفاض الصوت عند الكلام وأمراض أخرى تتعلق بالصحة وقد تكون مزمنة أو غير مزمنة ولذلك فهو يعتمد كلياً على أداء حاجاته العامة والخاصة .
: (المرحلة العاشرة : (أرذل العمر) وتبدأ من سن 80 سنة فما فوق، وهذه المرحلة تغنى عن التعريف؛ لأن الكل يعرف ما تؤول له وهي عودة الإنسان كالطفل تماماً، فهو لا يستيع أن يحرك ساكناً إلا بمساعدة الآخرين، إلى أن يتوفاه الموت.
إذا ...... من هم الشباب ؟
الشباب هي تلك الفترة العمرية ما بين الطفولة والبلوغ، وتوصف بأنها فترة من النمو البدني والنفسي من سن البلوغ إلى مرحلة النضج والبلوغ المبكر. وتختلف المصطلحات لتحديد الفترة العمرية المحددة التي تشكل الشباب.فقد لايتوافق نضج الافراد الفعلى مع عمرهم الزمني، بسبب وجود الأفراد غير الناضجين في جميع الأعمار.
ي جميع أنحاء العالم فإن المرادفات :"الشباب"، "المراهق"، "الشخص اليافع"، و"الفتى" والمتوارث منها، غالبا ما تعني الشيء نفسه، وأحيانا متباينة. فالشباب عموما يشير إلى فترة من الحياة التي ليست في مرحلة الطفولة أو سن الرشد، بل في الزمن ما بينهما . ويحدد الشباب أيضا طريقة معينة من السلوك، كما هو في "انه ليافع جدا"
صغر السن.
روبرت كيندي " "
هذا العالم يتطلب كفاءات الشباب :
لا وقت للحياة ولكنها حالة ذهنية، اتجاه إلى المستقبل، وميزة للتخيل، وانتصار للشجاعة على الجبن، والرغبة قي المغامرة على هدوء الحياة
هموم الشباب
كل أمة من الأمم بلا شك لها عماد تعتمد عليه، وقوى فاعلة في المجتمع (فكرية، علمية، قوة السلاح، قوة المادة.. إلخ ).
فلابد لأي مجتمع من قوى! وفي وجهة نظري أن هذه القوى لا تكتمل إلا بتوافر جيل ناضج يساهم في بناء الأمة.
ولا شك في أن عماد الأمة شبابها.. فهم - على اختلاف أشكالهم وألوانهم وتعدد بلدانهم - يمثلون قوى وواجهة لهذه المجتمعات.
فالشباب فقط هم من سيرقى بالأمة، أو يهوي بها.. ولكن هل الواقع يبشر بغد واعد للشباب
من وجهة نظري أن الشباب في كل زمان ومكان يمثلون أنموذجاً فعالاً وقوياً في المجتمع.. والحمد لله لا تخلو الأمة من الشباب الأخيار الذين يبنون ولا يهدمون.. ومن الإجحاف الحكم على الجميع بالبطالة الفكرية والإنتاجية والمساهمة بالمجتمع الفعال القلة منهم، والتي تكون على النقيض من ذلك.
فالشباب - بحمد الله- لا يزالون على خير عظيم وكبير.. وخصوصاً أن قواهم الفكرية والعقلية مستمدة أولاً من الكتاب والسنة..
ولكن في الجانب الآخر والأسوأ! نجد جانباً من الشباب غارقاً في الملهيات، راكضاً خلف المتغيرات..! لا يدرك قيمة وجوده في الحياة أو متجاهلاً لها ..
اهتماماته سطحية، وأحلامه خيالية، ومحاكاته غربية، يعيش بلا هوية
فمن المسؤول عن إفساد عقول شبابنا، وإخراجه جيلاً لا يتحمل المسؤولية؟؟
إن هموم الشباب المتعددة، من بطالة، وعنوسة، وفراغ، وغيرها من الأمور المسببة لإدمان المخدرات، وارتكاب الجرائم، والفساد الأخلاقي.. إلخ.
كلها هموم مشتركة يتسبب في إيجادها المجتمع والفرد.
إن أتينا إلى الفرد، ففي أحيان كثيرة تتوافر للفرد جميع سبل الحياة الكريمة، وجميع مقومات الإعداد النفسي والاجتماعي.. ونجد أن الدول تبذل جهداً عالياً في تقديم كل الإمكانيات للشاب غير أن الشاب ذاته لا يوجد لديه الاستعداد الكامل لتحمل أعباء الحياة.. فهو غارق في الاتكالية الزائدة، والاعتماد على الآخرين، متعللاً بأمور قد تكون واقعية ولكن يستطيع تداركها بالجد والسعي خلف المصلحة الذاتية دينية كانت أم دنيوية، غير أنه ألف إلقاء التهم على الغير لأسبابه الواهية!
ومن مشكلات الشباب ما يتسبب فيه المجتمع كالمساهمة في إفساد عقولهم بالملهيات من فضائيات ذات رسالة محتقرة، وغلاء المهور، وتهميش صاحب القدرة وتفضيل الأدنى على الأعلى بفعل الوساطة غير المجدية أحياناً، وتهميش دور الشباب بالمجتمع وعدم استغلاله كمصدر قوة فكرية وعملية.. وغيرها من مظاهر يتسبب في إيجادها المجتمع.
وكذلك عدم تفكير المجتمع الجاد في حل مشكلات الشباب المتعددة على نقيض المجتمع الغربي فإنه يعطي الشباب الأولوية في كل شيء!
وبالطبع لمشكلات الشباب الإسلامي حلول متعددة..
وحبذا لو كان منها الاهتمام بتقارب الشباب العربي والإسلامي، وإبعاده عن دائرة العنصرية والاهتمام بالتوافه، وتنمية مهاراتهم الفكرية بإنشاء النوادي الأدبية والمسابقات، وفتح باب الحوار مع الشباب لتدارس همومهم وقضاياهم والسعي في حلها.. وجميل أن يكون ذلك بإنشاء منظمة عربية تهتم بقضايا الشباب العربي من الجنسين..
فمشكلات الشباب وهمومهم تتعدد وتتزايد كلما اتسعت دائرة التكنولوجيا والتقارب بين الشرق والغرب، فاختلطت المفاهيم، وكثر أهل العلمنة ووسائل الإعلام، وزادت تكاليف الحياة المالية والاجتماعية، وسُدت الأبواب في أوجه الشباب ..
ومن المشكلات اليومية:
كثير من الأهل يجدون صعوبات في التعامل مع أبنائهم الذين يمرون بمرحلة المراهقة. ولتسارع الأحداث اليومية على كافة الأصعدة أصبح من الصعب التركيز على المشكلات التي تواجه الشباب خصوصاً الذين يمرون بفترة المراهقة.وهذه مرحلة حرجه جداً في حياة الإنسان، و يجب على الآباء الانتباه لهذه المرحلة والتعامل معها بحرص وهذا عن طريق تجنب الخلافات الغير مجدية.
ونقدم هنا بعض المشكلات التي يقع فيها الشباب بدون وعي مثل:
استعمال المواد المخدره:
تعاطى المواد المخدرة هي أكبر المشاكل التي يتعرض لها الشباب في كل المجتمعات، فهذه الطريقة تكون وسيلة لنيل القبول بين الأصدقاء و الهروب من المواجهة المشاكل. ولكن الشباب غير الواعي لا يعلم أن تعاطي المواد المخدرة لا يحل المشاكل بل يزيدها ويعقدها. ويجب على الآباء اكتشاف هذه المشكلة مبكراً و لكن كيف؟
صديق سوء :
بنظرات الانكسار والأسى تحدثت أُمّ لـ"سبق" عن معاناتها مع ابنتها المدمنة قائلة: كانت ابنتي جميلة، رقيقة المشاعر، ومتفوقة في دراستها، حتى وصلت للمرحلة الثانوية، وقد تبدل حالها، وأصبحت تميل للعزلة والتقوقع داخل عالمها الخاص، إلى جانب تدهور صحتها وانخفاض وزنها بشكل ملحوظ. حدَّثت نفسي بأن مرحلة المراهقة ربما تكون السبب، وما يختلجها من مشاعر مختلفة واضطرابات شخصية، احتضنتُ ابنتي، وتحدثت معها، وكسرت حواجز الصمت بيننا، وسألتها "ماذا بك؟" ضاعت إجابتها وسط نظرتها الزائغة وشحوب وجهها، وكنت ألمح دائماً في عينيها دمعة حبيسة تأبى السقوط خوفاً مني وتابعت حديثها قائلة: آثرت عرض ابنتي على طبيب نفسي؛ ربما يحل اللغز الذي عجزت عن فهمه، ومع مرور الوقت وجدت استجابة من ابنتي، وباتت تنتظر موعد العيادة كي تبوح بمكنونات نفسها إليه. طلب الطبيب مني إجراء فحص شامل للاطمئنان على الناحية الصحية.
توقفت عن الحديث كأنها تتذكر ذكرى مؤلمة ثم بتثاقل في الحروف واصلت: في هذا اليوم المشئوم ذهبت مع ابنتي إلى المستشفى لإجراء تحليل دم، وكانت الصاعقة عندما أخبرني الطبيب بأن ابنتي مدمنة. مادت بي الأرض، كأني سقطت في هوة سحيقة، وأسئلتي الحائرة تراودني حتى علمت أن السبب في إدمان ابنتي صديقة سوء استغلت براءتها وعلاقتها الحميمة بها؛ لتوقع بها في براثن المخدرات. للأسف أدمنت ابنتي الحشيش والحبوب المخدرة.
لم أُخبر والدها بمصيرها، وآثرت الكتمان، ومرت الأيام ودموعي رفيقتي، كان يقتلني شعور بالذنب تجاه ابنتي.
وقالت لي بكل إصرار: لقد عقدت العزم على ترميم جراحي وعلاج ابنتي؛ لتعود مرة أخرى البسمة إلى ربوع أسرتنا.
هناك علامات تدل على أن هناك مشكله مثل الرسوب في بعض المواد تغير الأصدقاء والاتجاه لسرقة المال من البيت لشراء هذه المواد، والتغير في الشخصية أو النشاط.
وإقامة حوار متبادل بين الأبناء والآباء تكون الوسيلة الوحيدة للحد من مخاوف الآباء وتعطيهم الفرصة لتوعية الأبناء بطريقه صحية لتجنب أضرار الإدمان والمشاكل الخطيرة الأخرى.
الهروب من المنازل:
ملايين الشباب يهربون من منازلهم كل عام من جميع الطبقات الاجتماعية وغالباً ما يحدث ذلك بعد خلاف قاسى بين الآباء والأبناء ويمكث الابن مع صديق ليوم أو يومين قبل أن يعود إلى المنزل ويتكرر هذا الحدث فيما بعد، ثم يتحول إلى عادة. وفي هذه المرات يمكث الولد لمدة أطول خارج المنزل، وبذلك يكون عرضة للمشاكل الخطيرة في الشارع بعيداً عن أي رقابه. وبعض الشباب لا يعود للمنزل وليس عنده أي فكره إلى أين سيذهب وبذلك يخسر حياته ومستقبله ويتعرض للمشاكل التي تقضى على حياته.
الخلافات في الأسرة:
الخلافات في الأسرة شيء عادي لا توجد أسرة بدون أي خلافات. كل الناس عندهم أيام حلوة وأيام صعبة والاحترام المتبادل هو الذي يسهل الأمور ويساعد الطرفين إلى الوصول لحل للمشكلة التي يواجهونها.
إذا كانت المشكلة بين الآباء فلا يجب على الأبناء مساندة أي طرف بل يستحسن عدم التدخل ويجب على الأهل التعامل مع المشكلة بطريقة صحيحة والوصول إلى حل وبذلك يفهم الأبناء أن وجود المشاكل شيء عادى ، ومن الطبيعي أن تنتهي المشكلة بحل فلا يؤثر ذلك عليهم بطريقه سلبية.
الاكتئاب:
يصاب المراهقون بالاكتئاب بسهولة ومن أتفه الأسباب. وتعتبر هذه المشكلة إما مشكلة طويلة المدى أو قصيرة المدى، بالنسبة للتعامل مع الاكتئاب قصير المدى يعني مواجهة مصدر الاكتئاب أو تجنبه إذا أمكن. وغالباً يكون تجنب المشكلات مستحيلاً ولكن تجنب مصدر مشكل معين لفترة مؤقتة يعطى الإنسان وجهه نظر جديدة. والتمرينات الفيزيائية تساعد على استرخاء الجسد وراحة العقل.
فمن المهم إدراك ما الذي يسبب الإحباط أو الاكتئاب. ويكون أحيانا بسبب نظرة المراهق التشاؤمية للحياة، فيجب تربيه الأبناء على أن يستمتعوا بالحياة و يكون دائماً لديهم أمل ونظرة تفاؤلية تساعدهم على الصمود أمام مشكلات الحياة التي لا تنتهي.
قضية الملل عند الشباب
في ذات ليلة ، و بعد انتهاء العشية ، و بعد أن أرهق الأب الكاهن من سماع
الاعترافات و سماعه لمختلف الخطايا ، ذهب لبيته، و بعد تناول العشاء ، ذهب
ليصلي و ينام ، و لكن في حجرة نومه وجد ضيف غير مرغوب فيه ، صرخ الأب
الكاهن و كاد أن يرشم الصليب و
لكن ذلك الضيف قال له : إياك فإنني أحترق عندما تفعل ذلك فأنا الشيطان
قال الأب الكاهن وهو مذهول : لا يمكن أن تكون أنت ، فقال : كلا ، بل أنا هو
قال الأب الكاهن ماذا تريد ؟ أجاب الشيطان في هدوء : لقد قررت التوبة و أنوي بيع أسلحتي
قال الكاهن ضاحكا كيف تنوي التوبة ؟ هذا لا يمكن
قال له الشيطان : دعك من هذا الآن ، المهم أن تجمع من الشعب التبرعات لكي تشتري
الخطايا مني ، فلا أوقع البشر في الخطايا ، فيقتربون من الله و يكون لهم ملكوت
السموات ، و هذا ما تحيا من أجله ، أليس كذلك ؟ قال الأب الكاهن : بلى ، ماذا؟
ستبيع ؟ و بكم ستبيع ؟
أجاب الشيطان في حزن لأنه سيستغني عن أسلحته : سأبيع خطايا اللسان ، من
شتيمة و كذب و حلفان و إدانة و سيرة الناس ، بمليون دولار، و سأبيع الغضب
و النهب و السرقة و القتل ب2مليون دولار . و سأبيع خطايا النجاسة من زنى
و أفكار شريرة ب3 مليون دولار ، و سأبيع......
و استمر يسرد الخطايا المختلفة التي تمثل أقوى أسلحته
وافق الأب الكاهن و لم يماطله في السعر , و استراح و شعر أن خطايا العالم انتهت
و لكن الشيطان استطرد قائلا : و لكني سأحتفظ لنفسي بسلاح واحد فقط ، غضب
الكاهن و قال : لم يكن اتفاقنا على ذلك أيها المخادع ، أجاب الشيطان : لا يمكن أن
أستغنى عنة قطعا فهو املى الوحيد.
قال الكاهن في فضول : و ما هو يا ترى؟
أجاب الشيطان في ثقة : التأجيل . قال الكاهن في سخرية : هل هذا هو أقوى أسلحتك ؟
قال الشيطان في فخر : بالطبع ، فالتأجيل هو السلاح الذي لا يفشل أبدا.
فعندما أقنع الشاب أن الاعتراف ليس مهم , يجيبني بالآيات القوية
و لكن عندما أقول له " إن الاعتراف هام و لكن ليس الآن ، ممكن أن تعترف بعد الامتحانات عندما يكون عندك وقت " .
يقتنع الشاب و يؤيد كلامي ، و عندما تنتهي الامتحانات و تأتي الإجازة ، أكون دبرت له رحلة ثم مصيف ثم أشغله بالكمبيوتر والإنترنت ، فيؤجل الاعتراف و هكذا أسرق منه الأيام حتى يجد نفسه بدون اعتراف لمدة شهور و سنين . و ما أفعله في الاعتراف ، أفعله معه في قراءة
الإنجيل و الصلاة و حضور القداس . و هذا ما أفعل.......
و استيقظ الأب الكاهن من نومه و رشم نفسه بعلامة الصليب . و قد فهم حيل الشيطان
فالتأجيل سبب رئيسي للملل
(مللت الحياة.. أشعر بالقرف من كل شيء في هذه الحياة..) وعبارات أخرى يرددها الناس.
ويبدو الأمر اكثر سوءاً عندما نجد أن هذا الشعور يتسلل الى شريحة الشباب لاسيما طلاب الجامعات إذ من المفترض أن تكون مفعمة بالحيوية والنشاط والأمل والعمل.
ترى لماذا يمل الشباب؟ وماذا يفعل عندما تأتيه هذه النوبة..؟
وما آثار الملل على الفرد والمجتمع؟ ومن المسؤول عن ملل الشباب؟
- رغم أن مارسيل /22/ عاماً ـ كلية الاقتصاد يقوم بأنشطة متعددة كاتباع دورات اللغة الانكليزية والجلوس طويلاً أمام النت واشتراكه بناد رياضي إضافة الى دوام الجامعة إلا أنه يشعر دوماً بالملل والكآبة ويقول أحس بالروتين.. لاجديد في الحياة الأمس كاليوم واليوم كالغد فسحتي الوحيدة هي صديقتي في الجامعة التي أسعد كثيراً بالحديث معها وأحسها الحافز الوحيد للذهاب الى الجامعة.
وتوقفنا أمام (شلة) من طالبات السنة الثالثة ـ كلية التربية يجلسن على الادراج وتحدثت كل منهن عن معاناتها لنوع من الروتين والملل اليومي: تقول لبنى: أحس أن منفذي الوحيد في التسلية هو المجيء الى الجامعة حيث أجلس مع صديقاتي ونراقب من ترتدي أجمل ملابس ومن هو أوسم شاب... وتضيف: إن المتعة الاساسية هي البلوتوث.
أما ميرنا فملخص حياتها أنها تخرج الى الجامعة يومياً الساعة /12/ وتعود السادسة مساءً وعندما تصل الى البيت تنام حتى صباح اليوم الثاني ولا تحب الجلوس مع أهلها حيث أفكارها لا تنسجم مع أفكارهم وتحس بالغربة داخل بيتها.
وتقول أنها تحس بالسعادة اكثر كون همومها وأفكارها منسجمة اكثر من زميلاتها والصيف بالنسبة لها قمة الملل.
وتحدثت ديانا عن مللها من المقررات فكلها حشو والمعلومات مكررة في جميع الكتب ما يختلف فقط هو العنوان بين مقرر وآخر، إذ يأتي بعض الاساتذة ليتلوا عليهم المحاضرة من المقرر ويخرج والبعض الآخر يلقي المحاضرة وعند العودة للكتاب لاتجد كلمة واحدة مما قيل في المحاضرة... في حين ترى ريما أن أهم أسباب الملل لدى جيل الشباب هو الفراغ العاطفي وحتى لوكان هناك شريك فالفتاة تفكر أينما وجدت (متى ستراه؟ متى يتصل؟ هل هو جاد أم أنه يمضي وقته...؟؟؟!!!)
- ولدى السؤال عن عدم التفكير بالعمل ولاسيما في أوقات العطلة الصيفية أجابوا بالإجماع: وأين العمل...؟ الخريجون لا يجدون فرصاً حتى نجدها نحن.
إذاً نحن أمام نماذج محبطة ومكتئبة تارة ولامبالية تارة أخرى فحين يهاجم الملل شخصاً يعتريه فتور الهمة والإرهاق والكآبة والخمول.
والملل يمكن مقاومته كبقية التحديات بملاحظة الأحداث الصغيرة والتفاعل معها بدلاً من إهمالها وممارسة الهوايات فالملل عدو يجب أن نهزمه قبل أن ينتصر علينا.
هذا ما أكده د. جمال جرمقاني الاستاذ في كلية التربية ـ قسم علم النفس في حديثه عن أسباب الملل، ونتائجه على الفرد والمجتمع، ومن المسؤول عن وصول هذه الفئة الى مرحلة الاحباط والروتين.
- إذ يرى اسباب الملل لدى جيل الشباب لاسيما طلاب الجامعات من الصعب حصرها لكن أهمها تعقد الحياة المعاصرة ومتطلباتها ورتابة الحياة النمطية حيث إن الشباب يعيشون تبعية اقتصادية إضافة لعدم وجود وسائل ترفيه كافية تنسجم مع هوايات كل شاب وفي مقارنة بين الشباب الغربي والشباب في مجتمعنا لفت الى أن الشباب في الغرب يقوم بعشرات الأنشطة التي تعزز روح الجماعة والمغامرة والاستكشاف كالمخيمات والكشافة عن طريق رحلات في الغابات والبحار والصحراء.
منوهاً أن ثقافة العمل التطوعي في مجتمعنا معدومة وهذا يعود للتربية بالاساس التي لا تنمي هذا النوع من العمل ففي كثير من الدول نرى الشباب يتطوعون لتنظيف الشوارع أوشاطئ البحر.
ولكل هذه الاسباب يجد الشاب نفسه أمام نمطية متكررة فالجميع يستيقظ صباحاً يأتي الى الجامعة ويرى الاصدقاء ويحضر المحاضرات ثم يذهب الى البيت.
وأوضح د. جرمقاني أن انتشار الانترنيت والفيديو والفضائيات تجعل الشباب يهتمون بقضايا ثانوية تساهم في عزلتهم وتقتل روح الجماعة والفريق ولاسيما بين فئة الشباب التي يكون طموحها غير متبلور فهم يجهلون مستقبلهم فلا يدري الطالب عندما يتخرج ماذا سيعمل؟ هل يسافر؟ أم يبقى في بلده..؟ الامر الذي يؤدي لمضيعة الوقت في أشياء غير هادفة لافتاً الي أن الاختلاف الطبقي والبيئي والفكري بين ابناء الجامعات يلعب دوراً لابأس به في تنمية روح المبادرة لملء الوقت بأشياء هادفة، فالطالب الذي يملك سيارة ويستطيع ارتياد أفخم المطاعم قد لا ينسجم في تفكيره واسلوب حياته مع ابن الطبقة البسيطة.
أما النتائج السلبية التي يحصدها المجتمع من ملل شبابه برأي د. جرمقاني فتجلت بعدم استغلال قدرة الشباب وطاقاتهم وزجها في الاكتشاف والإبداع والأعمال الخيرية والتطوعية وتنمية روح المبادرة إضافة الى الانفلات الاجتماعي لهؤلاء وانحرافهم بسبب التفكير بأشياء سطحية وثانوية.
أما انعكاسات الملل على الفرد فهي الشعور بالكآبة والإحباط واجترار الأفكار واحلام اليقظة والخيال..
وابسط علاج للملل هو :
- السعي الى التجديد حتى بأبسط الأمور كالشكل او الثياب.
ارجوكم الا تكونوا فريسة سهلة للملل والاكتئاب
فالحياة جميلة وقصيرة
فلنغتنم لحظاتها الجميلة حتى لا نندم بعد ذلك ولا ننسي ذكر الله دئما ألا بذكرالله تطمئن القلوب
والملل يؤدي إلى ........
مشكلة النوم عند الشباب
أوضح معهد الجودة والكفاءة الاقتصادية بالقطاع الصحي:
أن هذه الاضطرابات غالبا ما ترجع إلى أن الشباب يظلون مستيقظين فترات طويلة خلال الأسبوع،ثم ينامون فترات طويلة خلال العطلة الأسبوعية،مما يسلبهم الراحة والاسترخاء أثناء النوم ليلا.
وأشار المعهد، الذي يتخذ من مدينة كولونيا مقرا،إلى أنه إذا لم يستطع الشباب أن ينعموا بنوم هانئ ومريح لمدة تزيد على ثلاث ليال أسبوعيا
على مدار ما لا يقل عن شهر كامل، فإنهم يعانون حينئذ من اضطرابات بالنوم.
وللتغلب على هذه الاضطرابات، أكد المعهد الألماني أهمية أن يلتزم الشباب بإيقاع نوم محدد وثابت، مشيرا إلى ضرورة أن تكون غرفة النوم هادئة ومظلمة، وأنه من الأفضل ألا يتم استخدام الفراش للقراءة أو مشاهدة التلفاز أو تناول الطعام، وإنما يجب الاقتصار على استخدامه للنوم فحسب.
وبالنسبة لمن لم يستطع الخلود إلى النوم بعد الذهاب إلى الفراش،ينصحه المعهد بضرورة النهوض من فراشه مرة ثانية، مؤكدا أنه من الأفضل أن يتم النهوض من الفراش سريعا بمجرد الاستيقاظ من النوم بالصباح بدلا من البقاء فترة طويلة في وضع الاستلقاء.
الحبوب المنومة
يمنع تناولها إلا بعد استشارة الطبيب المختص ولفترة زمنية قصيرة فحسب،إذ قد تسبب الإدمان
وأردف المعهد أن التدخين يؤثر سلبا على مسار النوم ليلا، محذرا من ممارسة الرياضة المجهدة قبل الخلود إلى النوم بشكل مباشر.
أما إذا لم تُجدِ كل هذه النصائح نفعا فيشير المعهد إلى أنه ربما يكون المفيد عندها الخضوع للعلاج السلوكي المعرفي، الذي يتعلم خلاله الشباب كيفية تغيير أنماط تفكيرهم، ومن ثم يمكنهم التغلب على القلق والمخاوف المزعجة التي ربما تكون سببا في عدم قدرتهم على النوم.
مشكلة الغرور عند الشباب
قصة عن الغني والحطاب الفقير
في يوم من الأيام كان أحد الأغنياء يمشي في الطريق متباهيا بنفسه وهو يرتدي ثيابا جميلة يتمخطر معتدا بنفسه ورأى أثناء سيره رجلا فقيرا يأتي مسرعا أمامه وهو يحمل حزمة من الحطب على ظهره والعرق يغسل جبينه ... يعمل لأجل لقمة العيش
وينادي بأعلى صوته : أفسحوا الطريق ...... أفسحوا الطريق ...... أفسحوا الطريق !!!
لكن الرجل الغني وقف في طريقه متباهيا بنفسه ولم يستمع للنداء الذي قاله الفلاح الفقير ، فإذ ب الفلاح يصطدم به .. وتمزق ثوب الغني!!!
عندها ذهب الغني للقاضي ليشكو الرجل الفقير بأنه مزق له ثيابه الثمينه
فقال القاضي للرجل الفقير : لماذا لم تفسح الطريق ؟ سكت الفقير ولم يرد على سؤال القاضي... ماذا سيقول !!!!
غضب القاضي وقال للغني : كيف تقاضي رجلا لا يتكلم ؟
قال الغني : إنه يتكلم ... وكان ينادي بأعلى صوته افسحوا الطريق .... افسحوا الطريق ....
قال القاضي : إذا فأنت من يستحق العقاب لما ادعيته على هذا الرجل الفقير ولم تفسح له الطريق!!! وتلك هي عاقبة الغرور .
تعالوا نتكلم على آفة من آفات العصر الجميل :
الغرور والإعجاب بالنفس حالة مرضية تعتري الإنسان بسبب الشعور بالتفوّق على الآخرين، والاعتداد بما عنده من قوة، أو مال، أو جمال، أو سلطة، أو موقع اجتماعي، أو مستوى علمي.
وتلك الظاهرة المرضية هي من أخطر ما يصيب الإنسان، ويقوده إلى المهالك،ويورطه في مواقف، قد تنتهي به الى مأساة مفجعة، صوّرها القرآن بقوله:
(إنّ الانسان لَيطغى * أن رآه استغنى).(العلق / 6 ـ 7 )
وحذر من تلك الظاهرة في ايراده لوصية لقمان لابنه:
(ولا تُصَعِّر خدّك للناس ولا تمش في الأرض مرحاً إنّ الله لا يحبّ كلّ مُختال فخور).(لقمان) 18
(انك لن تخرِقَ الارضَ ولن تبلغَ الجبالَ طولاً). (الاسراء / 37)
وتعتبر مرحلة الشباب، لاسيما مرحلة المراهقة، من أكثر مراحل حياة الإنسان شعوراً بالغرور، والإعجاب بالنفس، والاستهانة بالآخرين، أو بالمخاطر والاحتمالات، والدخول في المغامرات وكم كان لهذا الشعور المرضي أثره السيّئ على سلوك الشباب بما يجلبه عليهم من مآسي.
فكم يكون للغرور مثلاً عند الفتى والفتاة من آثار سلبية على اختيار الزوج،أو الزوجة، أو التعامل من قبل أحدهما مع الآخر، أو مع أسرته،فالشاب المعجب بنفسه، لا يرى زوجاً مناسباً له الاّ نوادر.
وكم من الشابات بقيت عانساً لم تتزوج بسبب الغرور حتى فقدت شبابها،وتتحول الحياة الأسرية الى جحيم، وربما تنتهي الى الفراق، عندما يفشل المرء في الاقتران بمختار أحلامه، فيتعامل معه باستخفاف وتعال وغرور.
والشاب المغرور بقوته الجسدية يتعامل بتحدّ واستهتار مع الآخرين،وكم انتهى الغرور به الى السجن، أو النبذ الاجتماعي، أو الى أن يكون ضحية الغرور.
بل كم هي حوادث السير التي يذهب ضحيتها عشرات الآلاف في كل عام من الشباب،وانما تحدث بسبب الطيش والمجازفات.
وجدير ذكره أن الإحصاءات تفيد بأن عدد من تقضي عليه حوادث السير يزيد على عدد من يقضي عليه مرض الايدز والسل وأمراض اخرى، وأن ثلاثة وخمسين ملياردولار تفقدها دول العالم الثالث بسبب حوادث السير،وهي تساوي مجموع المساعدات المقدّمة اليها من الدول الغنية بل قد يستولي الغرور على البعض من الشباب فيخجل من الانتساب الى أسرته، أو ذويه، أو مدينته، أو قريته عندما يتوهم أنّ ذلك لا يناسب موقعه المغرور به،بل ويتعالى على والديه عندما يرى نفسه أصبح بوضع اجتماعي غير الوضع الذي ينتسب اليه ويعيش فيه والداه.
بل ويُكّون الشعور بالتفوق العلمي لديه حالة من الاستخفاف بفكر الآخرين وآرائهم، ولقد قاد الغرور العلمي قطاعات الغرور العصر واسعة الى الاستخفاف بالإيمان بالله وبما جاء به النبيون.
أن ظاهرة الغرور والإعجاب بما لدى الشباب من قوة،أو جمال، أو مال، أو شعور بالتفوق الاجتماعي، أو العلمي على الآخرين، هي إحدى المشاكل الكبرى في المجتمع، يجب علاجها، وتثقيف جيل الشباب ثقافة أخلاقية وتربوية، تجنبهم مخاطر الغرور، والإعجاب بالنفس، عن طريق المدرسة، والإعلام، والأسرة،والضبط القانوني، لاسيما بتعريفهم بالنتائج المأساوية التي انتهى اليها المغرورون والمعجبون بأنفسهم..
يقول الرسول صلى الله عليه وسلم ..
"لا يدخل الجنه من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر "!!!!
نسأل الله السلامه من التكبر والغرور ومن اصحابها ..
ما تعاظم أحد على من دونه إلا بقدر ما تصاغر لمن فوقه... "أبو حيان التوحيد"
من علامات الانهيار العصبي أن يظن الإنسان أن ما يفعله في غاية الأهمية... "برتراند راسل"
الغرور هو المخدر الذي يسكن ألام الغباء..."فرانك ليهي"
الغرور هو أن ترى في نفسك ما لا يستطيع الآخرون رؤيته..."جورج هيجنز"
الغرور هو ما تقدمه الطبيعة الكريمة لتخفيف ألام الحمقى..."بيلامي بروكس"
أكثر الناس تزدهيهم الأماني، ويعبث بعقولهم الإغراء، فإذا هم من صرعى الغرور."طه حسين"
عجبت لابن أدم يتكبر، وأوله نطفة وآخره جيفة..."الإمام علي بن أبي طالب"
الغرور دليل على الذل أكثر منه دليل على الكبر…"جوناثان سويفت"
لا يوجد درجات للغرور، يوجد فقط درجات في إخفاؤه…"مارك تواين"
ما يجعل غرور البعض غير محتمل هو تعارضه مع غرورنا الشخصي…فرانسوا دو لا روشفوكول
اسئلة للحوار:
1/هل الغرور مثل ماقلت افه العصر او هناك من يختلف معي؟
2/هل انت مغرور تكلم بصرحه؟
3/ماذا يعني لك الغرور؟
4/وهل الغرور يشكل نسبه عاليه في الزمن هذا ؟؟؟؟
5/وهل اصبحت هذا الظاهرة هي مرض في المجتمع اما انها شيء عرضي ممكن ان يزول؟
الفراغ عند الشباب
للوقت أهمية كبرى في حياة المسلم، فهذه الأنفاس التي تذهب لن تعود والعمر الذي قدره الله عز وجل للإنسان يجب استثماره في ما ينفع الإنسان في دنياه وآخرته.. قام أستاذ جامعي في قسم إدارة الأعمال بإلقاء محاضرة عن أهمية تنظيم وإدارة الوقت حيث عرض مثالا حيا أمام الطلبة لتصل الفكرة لهم. كان المثال عبارة عن اختبار قصير، فقد وضع الأستاذ دلوا على طاولة ثم أحضر عددا من ا لصخور الكبيرة وقام بوضعها في الدلو بعناية، واحدة تلو الأخرى، وعندما امتلأ الدلو سأل الطلاب : هل هذا الدلو ممتلئا ؟ قال بعض الطلاب : نعم. فقال لهم : أنتم متأكدون ؟
ثم سحب كيسا مليئا بالحصيات الصغيرة من تحت الطاولة وقام بوضع هذه الحصيات في الدلو حتى امتلأت الفراغات الموجودة بين الصخور الكبيرة .... ثم سأل مرة أخرى : هل هذا الدلو ممتلئ ؟ فأجاب أحدهم : ربما لا .. استحسن الأستاذ إجابة الطالب وقام بإخراج كيس من الرمل ثم سكبه في الدلو حتى امتلأت جميع الفراغات الموجودة بين الصخور .. وسأل مرة أخرى : هل امتلأ الدلو الآن ؟ فكانت إجابة جميع الطلاب بالنفي. بعد ذلك أحضر الأستاذ إناء مليئا بالماء وسكبه في الدلو حتى امتلأ. وسألهم : ما هي الفكرة من هذه التجربة في اعتقادكم ؟ أجاب أحد الطلبة بحماس : أنه مهما كان جدول المرء مليئا بالأعمال، فإنه يستطيع عمل المزيد والمزيد بالجد والاجتهاد. أجابه الأستاذ : صدقت .. ولكن ليس ذلك هو السبب الرئيسي .. فهذا المثال يعلمنا أنه لو لم نضع الصخور الكبيرة أولا، ما كان بإمكاننا وضعها أبدا. ثم قال : قد يتساءل البعض وما هي الصخور الكبيرة ؟ إنها هدفك في هذه الحياة أو مشروع تريد تحقيقه كتعليمك وطموحك وإسعاد من تحب أو أي شيء يمثل أهمية في حياتك.
تذكروا دائما أن تضعوا الصخور الكبيرة أولا .. وإلا فلن يمكنكم وضعها أبدا .. فاسأل أخي الحبيب نفسك الليلة أو في الصباح الباكر .. ما هي الصخور الكبيرة في حياتك ؟ وقم بوضعها من الآن. وهذه الأيام والأعمار والأوقات تمضي فلا تعود، ويؤكد هذه المعنى ما روي عن عمر بن عبدالعزيز في قوله: "إن الليل والنهار يعملان فيك، فاعمل أنت فيهما"، وقول الحسن البصري رحمه الله: "يا ابن آدم، إنما أنت أيام فإذا ذهب يومك ذهب بعضك".
ومشكلة الفراغ لدى الطلاب حجمها كبير، ويزيد حجم المشكلة عند هذه الفئة من المجتمع لعدة أسباب؛ منها: وفرة الوقت وعدم تحمُّل كثير من المسؤوليات ووجود الصحة والنشاط والطاقة، والتي لا بد أن يتم استثمارها في مكانها الصحيح. ويظهر حجم مشكلة الفراغ لدى الطلاب، من خلال حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي ذكر فيه: "لن تزلا قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل - وذكر منها- عن عمره فيم أفناه، وعن شبابه فيم أبلاه"، والمتأمل هذا الحديث يعي أن النبي صلى الله عليه وسلم خصص الشباب الذي هو جزء منه من العمر لأهمية هذه المرحلة في حياة الإنسان، ولهذا قيل: مرحلة الشباب قوة بين ضعفين (الطفولة والشيخوخة) ولا شك أن الفراغ له أضرار جسيمة، وقد روي عن عبدالله بن مسعود رضي الله عنه قوله: (إني لأكره أن أرى أحدكم سبهللاً فارغًا، لا في عمل دنيا، ولا في عمل آخرة). ومن أضرار الفراغ: -1 أن الفراغ يجعل الإنسان يسير بلا هدف ولا معنى في هذه الحياة. -2 الفراغ يساعد الإنسان على ارتكاب المعاصي إذ لم يزاحم وقته بالطاعات وعمل الخيرات. -3 الفراغ يبعث في نفس المؤمن الملل واليأس، وقد حذر النبي صلى الله عليه وسلم من ذلك. -4 الفراغ يدل على ضعف الهمة وقلة الوعي وسوء التخطيط. إلى غير ذلك من الأضرار التي يجب التنبه لها والعمل على تجاوزها إلى مرحلة إشغال النفس بالخير وفيما ينفع الناس. للأسرة دور كبير في تنشئة وتربية أبنائها، وهو جزء من عملية التربية التي تشرف عليها الأسرة والتي تعتبر المحضن التربوي الأول للطفل. وتعامل الأسر مع أوقات الفراغ هو جزء من عملية التربية، ويجب على الأسرة استثمار أوقات الفراغ بالشكل الصحيح الأمر الذي ينعكس إيجابيًّا على حياة الفرد ومستوياته المهنية والشخصية والاجتماعية، كما يرى المختصون في علم الاجتماع؛ حيث يجمعون على أنه يوازي أهمية أوقات العمل كونه يُعنى بتنمية الذات الفردية وتطويرها. وتتحمل الأسرة مسؤولية تعويد الأبناء على الاهتمام بالوقت وتنظيمه منذ الصغر، إذا عودتهم الاستيقاظ في مواعيد محددة، وعودتهم الالتزام بما قطعوه على أنفسهم من مواعيد ومواثيق، ورسمت لهم كيفية تنظيم الوقت وحسن إدارته؛ من خلال تدريبهم على توزيع الوقت باعتدال بين القراءة وحل الواجبات، والاستفادة من التقنيات الحديثة؛ كالكمبيوتر والإنترنت في إثراء المعارف، وتعدُّد مصادر المعلومات، ومزاولة الألعاب المفيدة، وحضور المحاضرات والندوات، وتعويدهم الاستفادة من أوقات الفراغ بالقراءة والاطلاع، وبخاصة في أوقات الانتظار في مواقف السيارات، أو عيادات الأطباء، أو في الدوائر الرسمية وغيرها. ومشكلة استغلال وقت الفراغ مشكلة تؤرق الجميع، لا سيما الأسرة لكيفية استغلال أبنائهم لوقت فراغهم، وهذا يعود لضعف الخطط المرسومة للفئة العمرية المخطط لها، وطبيعة المرحلة من حيث خصائص النمو العقلي
المرض النفسي لدى الشباب .
قامت منظمة الصحة العالمية بدراسة كبيرة مؤخراً أشرف عليها د. رونالد كيسلر الأستاذ بكلية الطب بجامعة هارفارد بأمريكا، وعاونه فيها فريق يتكون من 100 خبير نفسى، وأظهرت الدراسة أن الأمراض النفسية والعصبية بداية من الاكتئاب إلى نوبات الغضب والتشنج أصبحت منتشرة فى كافة أنحاء العالم بصورة تبعث على القلق، وأن معظم هذه الأمراض وصل إلى حالة سيئة يصعب علاجها. كانت الام منهمكة في إعداد الطعام حينما دخلت عليها ابنتها ذات العشر سنوات ومدت يدها لها بورقة وعيناها تلمع ذكاء وحيوية. أسرعت الام وجففت يديها المبللتين ثم راحت تقرأ ما كتبته ابنتها بخط جميل: فاتورة حساب المبلغ :أجرة قيامي بتنظيف غرفتي ريال. أجرة قيامي بجلي الصحون ريالين . لعنايتي بأخي الصغير أثناء غيابك ثلاث ريالات مكافأة على علامتي الجيدة في المدرسة خمسه ريالات تطلعت الام في عيون ابنتها فطاف بخاطرها مجموعة من أحداث ماضية فكتبت على نفس الورقة: لقد حملتك 9 شهور مجانا قاسيت الم الحمل والولادة مجانا قضيت الليل للعناية بك مريضة مجانا رضيت بكل الهموم التي سببتها لي مجانا علمتك الدروس وساعدتك في فروضك مجانا اعتنيت بك وبنظافتك وألعابك وثيابك ومسح دموعك مجانا مدت الام الورقة لابنتها ،فلما قرأتها رمت بنفسها على صدر أمها خجلا ثم كتبت اسفل القائمة حسابها وأظهرت الدراسة أن حوالى 20% فقط من المرضى النفسيين فى الكثير من دول العالم يتلقون العلاج اللازم والكثير لا يتلقون علاجاً على الإطلاق رغم معاناتهم من أمراض نفسية حادة، ومعظم الذين يتلقون العلاج لا يعانون إلا من بعض المشاكل النفسية الصغيرة. وقد أجريت هذه الدراسة بمعاونة 100 خبير نفسى يعاونهم ثلاثة آلاف آخرين قاموا بإجراء مقابلات مع 60 ألف شخص فى حوالى 14 دولة على مستوى العالم
قضية الحب عند الشباب
الحب من أهم وأخطر القضايا قي حياة الشباب , والحب هو شعور مركب من الإحساس والوجدان والتواصل مع الآخرين , وهو شيْ طبيعي إذا وجه توجيهاً طبيعياً ,وانتهي بنهايته الطبيعية بالزواج , لكن المشكلة الحقيقية هي أننا لا نعرف كيف نمارس الحب بالطريقة الصحيحة فهناك نموذجان يعرفهما المجتمع في قضية الشبابالحب الأول : أن يكون الشاب منفلتاً للغاية ويقيم علاقات مفتوحة دون مراعاة للقيم والمبادئ والأخلاق والثاني : أن يكون متزمتاً ومتعصباً يرفض قضية الحب من أساسها , ويعادي كل شعور وإحساس جميل والحقيقة أن ديننا الحنيف وهو دين الوسطية والاتزان يرفض هذين النموذجين المنحرفين , فهو دين يتيح لنا علاقة نظيفة ومنضبطة داخل إطار من الوعي والضوابط الصحيحة فالحب له أبعاد كثيرة ومساحات كبيرة ومن الضروري توفير المناخ السوي الذي تتم فيه عملية الاختيار الجيد الذي يكمله ويكلله بالنجاح والزواج والحب في الإسلام يختلف عن أي حب، فهو حب يتسم بالإيجابية ويتحلى بالالتزام , وليس مجرّد كلمة أو نظريّة من غير تطبيق، فالحبّ بين المسلمين يحمل معاني وممارسات سامية لربّما لا يوجد لها مثيل في كافة شرائع وأعراف الدنيا والحبّ في الإسلام هو حالة واقعيّة ممثّلة بصدق وشفافيّة مع الآخر، ومفردات الحبّ الإسلامي هي الدعاء للآخر والنصح والتوجيه له إذا ما حارت به السبل كما تفقّده إذا ما غاب لسبب ما والتضحية والإيثار لأجله بعيدا عن المصالح الدنيوية والإسلام لم يطارد المحبّين ولم يطارد بواعث العشق والهوى في النفوس ولم يجنح لتجفيف منابع العاطفة، بل على العكس قال الرسول صلى الله عليه وسلّم مخالفاً في ذلك الكثير من الأعراف الاجتماعية القديمة في عدم تزويج المحبّين خوفاً على سمعة الفتاة: عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:لَمْ نَرَ لِلْمُتَحَابَّيْنِ مِثْلَ النِّكَاحِ.أخرجه ابن ماجة (1847) . فجعل النهاية المأمولة والمأمونة لكلا الطرفين بالزواج الذي حضّ عليه رسول الله صلّى الله عليه وسلّم متّبعاً في حديثه هذا طريقة غير مباشرة في التوصية على عدم الوقوف في وجه المتحابّين وعرقلة اجتماعهما على الخير بل وصف القرآن الكريم العلاقة بين الرجل وزوجته بأروع وأبدع وصف فقال :
" هُنَّ لِبَاسٌ لَكُمْ وَأَنْتُمْ لِبَاسٌ لَهُنَّ" (187) سورة البقرة كما أنّ الحب في الإسلام حب راق لا يضع معايير الشكل الخارجي في الحسبان فقط , بل لا بد من الجوهر السليم الذي تحرسه أخلاق فاضلة ودين قويم , فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم؛تُنْكَحُ النِّسَاءُ لأَرْبَعٍ : لِمَالِهَا ، وَجَمَالِهَا ، وَحَسَبِهَا ، وَدِينِهَا ، فَاظْفَرْ بِذَاتِ الدِّينِ تَرِبَتْ يَدَاكَ.أخرجه أحمد 2/428(9517) و"البُخاري" 5090 و"مسلم" 3625 وأما الحب المبكر أو ما يطلق عليه الشباب ( الحب من أول نظرة ) فإنه يسبب أحيانا متاعب مبكرة أهونها أن الشاب يصطدم بعقبة أن الوقت غير مناسب لعلاقة زوجية شرعية لأن إمكانات الزواج قد تكون غير متوفرة مما يخلق متاعب نفسية يكون الشاب والفتاة في غنى عنها. كما أن علاقات الحب التي تحصل أثناء المراهقة غالبا ما تكون علاقات غير ناضجة لأنها لم تقم أساسا على التفكير العقلاني، بل تتمحور على الانجذاب الجسدي فقط، ولعل قصص الشكوى والندم على التسرع في حب من هذا النوع كثيرة. والحب لدى الشباب قد يُولَد سريعا من نظرة عابرة، بل قد يولد بسماع الأذن دون مشاهدة،كما قال الشاعر قديما :
يا قوم أذني لبعض الحي عاشقةٌ * * * والأذن تعشق قبل العين أحياناً قالوا: بمن لا ترى تهذي؟فقلت لهم * * * الأذن كالعين تؤتي القلب ما كانا
فهنا قد يزول وقد يبقَى ويشتد إن تَكرَّر أو طال السبب المولِّد له من رؤية للشخص المحبوب أو الحديث معه أو تذكّره والتفكير فيه، فبمعرفة السبب الموّلد له نكون قد وضعنا أيدينا على حكم الحبّ، فإذا كان من ذلك الذي قد يصيب الإنسان من النظرة الأولى وبالمصادفة فيكون ضمن الحبّ الاضطراري والذي لم تتدخّل النيّة البشرية في حدوثه أو تغذيته وهذا بفتاوى العديد من الأئمّة يدخل ضمن المصادفة ولا يحكم عليه بحلّ ولا حرمة.
أمّا النوع الثاني وهو ذلك الذي يغذّيه مسبّبّه من رؤية وحديث مع المحبوب على هيئة لقاءات ونزهات وأحاديث هاتفية وخلوة أو رسائل وتبادل صور ومتعلّقات فذلك من النوع المحرّم قطعاً والذي قد يقود الإنسان نحو الهاوية إذا لم يتراجع ويحكّم شرع الله في كبح جماح عاطفته. فالحبّ الذي لا يتعدّى حدود الإعجاب والذي لم يصاحبه محرّمات فصاحبه يدخل ضمن نطاق المعذور. لكن إذا ما بدأت المحرّمات تتولّد بسببه فحكمه بدون جدال عند الفقهاء هو "الحرمة" فالحب المحرم إذن هو الذي يضلل صاحبه وينأى به عن طريق الاستقامة والفلاح
رووا أن عمران بن حطان تأثر بزوجته الحسناء ,فلقد كان عمران من التابعين كان رجلاً من أهل السنة وعلى خير وصلاح ، ولكن ماذا حدث له ؟؟ . تزوج ابنة عم له على مذهب الخوارج - وكانت حسناء – وطمع في هدايتها فهدته هي إلى طريق الخوارج المذموم السقيم ، فطفق يطعن في أمير المؤمنين علىّ بل ويثنى على قاتله عبد الرحمن بن مُلجم غاية الثناء , فينشد في شأن ابن ملجم قاتل علي أبياتاً ذكرها الذهبي في: سير أعلام النبلاء ( 7/ 239) وفيها :
يا ضرْبَةً من تقيًّ ما أراد بها * * * إلا لِيبْلُغَ من ذَي العرْش رضْواناً إنِّي لأذكُرُهُ حيـنـاً فأحْسَبُهُ * * * أوْفَي البريَّة عند الله ميزانــاً أكِرمْ بقومٍ بطونُ الطيرِ قبرهُمُ* * * لم يخْلِطُوا دِينهم بَغْياً وعُدْوانـاً
وذكر ابن كثير في :(البداية والنهاية (14/640) : قصة مجاهد يدعى : عبده بن عبد الرحيم وأنّه في بعض الغزوات نظر إلى امرأة من نساء الروم فهويها وتنصّر من أجلها فاغتمّ المسلمون بسبب ذلك فلما كان بعد مدة مروا عليه وهو معها فقالوا : يا فلان ما فعل قرآنك ؟ فقال : اعلموا أنّي نسيت القرآن كله إلا قوله : " رُبَمَا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ كَانُوا مُسْلِمِينَ (2) ذَرْهُمْ يَأْكُلُوا وَيَتَمَتَّعُوا وَيُلْهِهِمُ الْأَمَلُ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ (3) سورة الحجر وقد حكت لنا كتب الأدب قصص العشاق المجانين الذين وصل بهم الحب والعشق إلى حد الهذيان والجنون بل وقول ما يخالف الدين والورع .
كما قال مجنون ليلى:
أصلّي فلا أدري إذا ما ذكرتها * * * أثنتين صلّيت الضّحى أم ثمانيا أراني إذا صلّيت أقبلت نحوها * * * بوجهي وإن كان المصلّى ورائيا وما بي إشراكٌ ولكنّ حبّها * * * وعظم الجوى أعيا الطّبيب المداويا
وكقوله:
ولو أنَّ أنفاسي أصابتْ بحرّها * * * حديداً إذاً كانَ الحديدُ يذوبُ ولو أنَّني أستغفرُ اللهَ كلّما * * * ذكرتُكِ لم تُكتبْ عليّ ذُنوبُ
وكقول جميل بثينة:
أرى كل معشوقين غيري و غيرها * * * يلذان في الدنيا و يغتطبان و أمشي و نمشي في البلاد كأننا * * * أسيران للأعداء مرتهنان أصلي فأبكي في الصلاة لذكرها * * * لي الويل مما يكتب الملكان
ولمعالجة قضية الحب لا بد أولا أن يكون هناك إشباع عاطفي داخل الأسرة ,لأن الشاب وكذلك الفتاة يبحث كل منهما عن الدفْ والحنان فإذا لم يجداه داخل الأسرة بحثا عنه خارجها . كما لا بد من توعية الشباب وحثهم على حسن استغلال الوقت حتى لا يجد الشيطان فرصة للفراغ لديهم لإشغالهم ما من شأنه أن يوقعهم في الحب المحرم .
الشباب... الأسرة... الفراغ
الحديث عن الشباب وعلاقته بالأسرة ومكانته داخلها يتميز بخصوصيات متعددة، ولكن سوف لا نحيط بكل هذه الخصوصيات وإنما نكتفي بالإشارة إلى أهم الروابط التي تربط الشباب بالأسرة. ففي المناخ العائلي يتم إعداد الشباب وتكوينه الأساسي وتربيته ونشأته الأولى بكل ما تتطلبه هذه الظروف من جهد وتضحية من قبل ركائز الأسرة أي الأبوين اللذين يسعيان في خلق الجو الملائم للأبناء كي يشبوا في ظروف حسنة ويعاملونهم معاملة طيبة حتى إنّ البعض من الشباب ذكوراً وأناثاً يعتبرون الآباء مثلهم الأعلى وقدوتهم في حسن السلوك والتصرف ويرون في الأُمّهات مصدر الرأفة والحنان والرقة ويعيشون داخل بيوت يعمها التفاهم والوئام حيث يشعرون بأن لهم داخل أسرهم الشخصية الكاملة يستقبلون أصدقاءهم ويعبرون عن آرائهم بكل حرية. وإذا بحثنا في هذا النوع من الأسر نجد إنها على قدر لا يستهان به من الوعي الشيء الذي يساعدها على ترشيد الأبناء والقيام بالمسؤوليات بينما توجد فئات أخرى من الشباب تعاني من الحرمان والقهر والتفكك العائلي نتيجة إهمال الأسرة أو الطلاق أو سوء التفاهم في المعاشرة الشيء الذي ينعكس سلباً على الأبناء ويقحمهم في دوامة من الحيرة والتوتر والقلق، بل كثيراً ما يؤدي هذا السلوك إلى المصير المجهول. وقد أفرزت بعض البحوث بأنّ المحيط الأسري له تأثير كبير في الإستقرار النفسي والاجتماعي في حياة الإنسان بصفة عامة والشباب بصفة خاصة ولعل من أسباب الخلل في العلاقات بين الشباب والأسرة عدم توفر جو الحوار بحيث أن بعض الأسر تعتمد في التعامل مع الشباب على الأسلوب السلطوي بكل ما يتميز به هذا الأسلوب من قمع وتجاوز وتهميش للشباب وفي هذا إحباط للهمم الشابة وتحطيم للجانب المعنوي وفقدان للثقة بالنفس والشك في المصداقية، بل إنّ هذا الأسلوب الذي يتلقاه بعض الشباب من الأسرة يؤدي إلى الفشل والتراجع والانطواء وعدم الادلاء بالرأي والتزام الصمت خصوصاً إذا كان الأمر يتعلق بمناقشة القضايا الدينية والسياسية. لأن أنانية الآباء والأُمّهات تحول دون إشراك الأبناء في مثل هذه المناقشات. وليس بإمكان أي طرف إقناع الطرف الثاني وبذلك تبقى الرؤى ضبابية وغير واضحة، لأنّ الشيء الذي يفتقد الوضوح يعتبر في حساب المجهول. وهذا في الحقيقة خلل واضح في مسؤولية الأسرة التي ينبغي لها أن تقنع بكل الوسائل والحجج الشباب بما تتوفر عليه من خصوصيات وتجارب ذلك لأنّ الأسرة التي لا تحاول الشباب لا يمكن أن تحظى بثقته وبالتالي كيف يمكنها لها أن تقوم بترشيده في حياته الدراسية والعملية والإجتماعية.
لماذا يهرب الشباب من الحياة الزوجية؟
لم يعد خافياً على أحد إن نسبة كبيرة من الشباب أخذت تعرض عن الزواج وتهرب من الدخول في قفص الحياة الزوجية مع إنّ هذه المؤسسة مهمة جدّاً لتأمين الحياة الأفضل للإنسان إذ فيها يشعر بمسؤولياته وبواسطتها يحدد آفاق مستقبله كزوج وكأب وكرجل، لأن بدخول الإنسان في المؤسسة الزوجية يودع حياة الشباب ويستقبل حياة الرجولة بكل ما تتميز به من المسؤوليات والتبعات. والحوار مع الشباب في هذا المشكل يفيد بأنّ الأحلام تبددت في الحصول على رفيقة العمر ومن العسير إيجاد الزوجة المناسبة لتكون ربة بيت ناجحة وقادرة على أن تكون أماً صالحة لتربية أبناء صالحين ثمّ يسترسل في الكلام عن متاعب متطلبات الحياة التي تضاعفت بشكل ما أنزل الله به من سلطان وإنما جاء به عصر التطور في الإستهلاك، وطغيان الأنانية وحب الذات، وكثرة التكاليف التي تعزى إلى التباهي وهذا ما جعل مسألة الزواج متروكة للمستقبل مع إنّ الواقع يقتضي مواجهة الإشكالية بمنطق الاصالة والعفاف والإحتكام إلى الشريعة.
الشباب والبرامج التعليمية:
إنّ أغلبية الشباب يرون أنّ البرامج التعليمية أكثرها يتسم بالإرتجال والعقم، وإنها لا تتجاوب مع تطلعات الشباب وأهدافه وطموحاته، ولا تفي بحاجياته الأساسية من حيث ضمان مستقبله وتثقيفه ثقافة متينة، فالجانب النظري يطغى على الجانب التطبيقي حتى إنّ الشباب يخرج من حياته التعليمية جاهلاً لأبسط معطيات الحياة العملية والإجتماعية مع إنّ العديد من الشباب يركبون قطار التعليم بغية الوصول إلى محطات العمل في المكاتب الإدارية والحصول على الوظائف والظهور بمظاهر استهلاكية، وهذه المتناقضات تترسخ في أذهانهم نتيجة التلقين والتوجيه بحيث لم تكن هناك روح عملية جادة ولا برامج قادرة ذات أبعاد مستقبلية واضحة وهذا ينعكس على الشباب ويبعث فيه الخمول والركود والكسل وفقدان المبادرة والمنافسة والمواظبة والاجتهاد في الدرس والتحصيل، بل يحدث فيه تحايلاً من أجل الحصول على النقط وتحايلاً في التعامل مع الامتحانات ومراهنة على النجاح أحياناً بالصدفة، وإن دل هذا على شيء فإنما يدل على إنّ البرامج التعليمية لا تتناسب مع طبيعة العمل الذي ينتظر الطالب بعد تخرجه من التعليم الثانوي والجامعي وهذا ما يؤدي إلى الخلل في ممارسة بعض الأعمال والوظائف من طرف الشباب الذي يخلف في مرافق الشغل أولئك الذين تنتهي مدة عملهم باحالاتهم على التقاعد وقد نلتمس العذر للشباب لكونه يفتقر إلى التجربة.
ما هي السعادة؟
يحكى ﺃﻥ ﺷﻴﺨﺎً ﻋﺎﻟﻤﺎً ﻛﺎﻥ ﻳﻤﺸﻲ ﻣﻊ ﺃﺣﺪ ﺗﻼﻣﻴﺬﻩ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺤﻘﻮﻝ
ﻭﺃﺛﻨﺎﺀ ﺳﻴﺮﻫﻤﺎ ﺷﺎﻫﺪﺍ ﺣﺬﺍﺀ ﻗﺪﻳﻤﺎ ﺍﻋﺘﻘﺪﺍ ﺃﻧﻪ ﻟﺮﺟﻞ ﻓﻘﻴﺮ ﻳﻌﻤﻞ ﻓﻲ ﺃﺣﺪ ﺍﻟﺤﻘﻮﻝ ﺍﻟﻘﺮﻳﺒـﺔ ﻭﺍﻟﺬﻱ ﺳﻴﻨﻬﻲ ﻋﻤﻠﻪ ﺑﻌﺪ ﻗﻠﻴﻞ ....
ﺍﻟﺘﻔﺖ ﺍﻟﻄﺎﻟﺐ ﺇﻟﻰ ﺷﻴﺨﻪ ﻭﻗﺎﻝ :
ﻫﻴﺎ ﺑﻨﺎ ﻧﻤﺎﺯﺡ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻌﺎﻣﻞ ﺑﺄﻥ ﻧﻘﻮﻡ ﺑﺘﺨﺒﺌـﺔ ﺣﺬﺍﺀﻩ ﻭﻧﺨﺘﺒﺊ ﻭﺭﺍﺀ ﺍﻟﺸﺠﻴﺮﺍﺕ
ﻭﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﺄﺗﻲ ﻟﻴﻠﺒﺴﻪ ﻳﺠﺪﻩ ﻣﻔﻘﻮﺩﺍً ﻓﻨﺮﻯ ﺩﻫﺸﺘﻪ ﻭﺣﻴﺮﺗﻪ !
ﻓﺄﺟﺎﺑﻪ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﺍﻟﺠﻠﻴﻞ :
"ﻳﺎﺑﻨﻲ ﻳﺠﺐ ﺃﻥ ﻻ ﻧﺴﻠﻲ ﺃﻧﻔﺴﻨﺎ ﻋﻠﻰ ﺣﺴﺎﺏ ﺍﻟﻔﻘﺮﺍﺀ ﻭﻟﻜﻦ ﺃﻧﺖ ﻏﻨﻲ ﻭﻳﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﺗﺠﻠﺐ ﻟﻨﻔﺴﻚ ﻣﺰﻳﺪﺍً ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻌﺎﺩﺓ ﻭﺍﻟﺘﻲ ﺗﻌﻨﻲ ﺷﻴﺌﺎً
ﻟﺬﻟﻚ ﺍﻟﻔﻘﻴﺮ ﺑﺄﻥ ﺗﻘﻮﻡ ﺑﻮﺿﻊ ﻗﻄﻊ ﻧﻘﺪﻳﺔ ﺑﺪﺍﺧﻞ ﺣﺬﺍﺋﻪ ﻭﻧﺨﺘﺒﺊ ﻛﻲ ﻧﺸﺎﻫﺪ ﻣﺪﻯ ﺗﺄﺛﻴﺮ ﺫﻟﻚ ﻋﻠﻴﻪ!! " ﺃﻋﺠﺐ ﺍﻟﻄﺎﻟﺐ ﺑﺎﻻﻗﺘﺮﺍﺡ ﻭﻗﺎﻡ ﺑﻮﺿﻊ ﻗﻄﻊ ﻧﻘﺪﻳﺔ ﻓﻲ ﺣﺬﺍﺀ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻌﺎﻣﻞ ﺛﻢ ﺍﺧﺘﺒﺄ ﻫﻮ ﻭﺷﻴﺨﻪ ﺧﻠﻒ ﺍﻟﺸﺠﻴﺮﺍﺕ ؛ ﻟﻴﺮﻳﺎ ﺭﺩﺓ ﻓﻌﻞ ﺫﻟﻚ
ﺍﻟﻌﺎﻣﻞ ﺍﻟﻔﻘﻴﺮ ..
ﻭﺑﻌﺪ ﺩﻗﺎﺋﻖ ﺟﺎﺀ ﻋﺎﻣﻞ ﻓﻘﻴﺮ ﺭﺙ ﺍﻟﺜﻴﺎﺏ ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﺃﻧﻬﻰ ﻋﻤﻠﻪ ﻓﻲ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻤﺰﺭﻋﺔ ﻟﻴﺄﺧﺬ ﺣﺬﺍﺀﻩ ، ﻭﺇﺫﺍ ﺑﻪ ﻳﺘﻔﺎﺟﺄ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻭﺿﻊ ﺭﺟﻠﻪ ﺑﺪﺍﺧﻞ ﺍﻟﺤﺬﺍﺀ ﺑﺄﻥ ﻫﻨﺎﻟﻚ ﺷﻴﺌﺎ ﻣﺎ ﺑﺪﺍﺧﻠﻪ ﻭﻋﻨﺪﻣﺎ ﺃﺧﺮﺝ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺸﻲﺀ ﻭﺟﺪﻩ ﻧﻘﻮﺩﺍً ﻭﻗﺎﻡ ﺑﻔﻌﻞ ﻧﻔﺲ ﺍﻟﺸﻲﺀ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺬﺍﺀ ﺍﻵﺧﺮ ﻭﻭﺟﺪ ﻧﻘﻮﺩﺍً ﺃﻳﻀﺎً !! ﻧﻈﺮ ﻣﻠﻴﺎً ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻨﻘﻮﺩ ﻭﻛﺮﺭ ﺍﻟﻨﻈﺮ ﻟﻴﺘﺄﻛﺪ ﻣﻦ ﺃﻧﻪ ﻻ ﻳﺤﻠﻢ ..
ﺑﻌﺪﻫﺎ ﻧﻈﺮ ﺣﻮﻟﻪ ﺑﻜﻞ ﺍﻻﺗﺠﺎﻫﺎﺕ ﻭﻟﻢ ﻳﺠﺪ ﺃﺣﺪﺍً ﺣﻮﻟﻪ !! ﻭﺿﻊ ﺍﻟﻨﻘﻮﺩ ﻓﻲ ﺟﻴﺒﻪ ﻭﺧﺮ ﻋﻠﻰ ﺭﻛﺒﺘﻴﻪ ﻭﻧﻈﺮ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ ﺑﺎﻛﻴﺎ ﺛﻢ ﻗﺎﻝ ﺑﺼﻮﺕ ﻋﺎﻝ ﻳﺨﺎﻃﺐ
ﺭﺑـﻪ : "ﺃﺷﻜﺮﻙ ﻳﺎ ﺭﺏ ﻳﺎ ﻣﻦ ﻋﻠﻤﺖ ﺃﻥ ﺯﻭﺟﺘﻲ ﻣﺮﻳﻀﺔ ﻭﺃﻭﻻﺩﻱ ﺟﻴﺎﻉ ﻻ ﻳﺠﺪﻭﻥ ﺍﻟﺨﺒﺰ ؛ ﻓﺄﻧﻘﺬﺗﻨﻲ ﻭﺃﻭﻻﺩﻱ ﻣﻦ ﺍﻟﻬﻼﻙ" ﻭﺍﺳﺘﻤﺮ ﻳﺒﻜﻲ ﻃﻮﻳﻼً ﻧﺎﻇﺮﺍ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ ﺷﺎﻛﺮﺍ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﻨﺤﺔ ﺍﻟﺮﺑﺎﻧﻴﺔ ﺍﻟﻜﺮﻳﻤﺔ .
ﺗﺄﺛﺮ ﺍﻟﻄﺎﻟﺐ ﻛﺜﻴﺮﺍ ﻭﺍﻣﺘﻸﺕ ﻋﻴﻨﺎﻩ ﺑﺎﻟﺪﻣﻮﻉ .. ﻋﻨﺪﻫﺎ ﻗﺎﻝ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﻟﺠﻠﻴﻞ : "ﺃﻟﺴﺖ ﺍﻵﻥ ﺃﻛﺜﺮ ﺳﻌﺎﺩﺓ ﻣﻤﺎ ﻟﻮ ﻓﻌﻠﺖ ﺍﻗﺘﺮﺍﺣﻚ ﺍﻷﻭﻝ ﻭﺧﺒﺄﺕ ﺍﻟﺤﺬﺍﺀ ؟ ﺃﺟﺎﺏ ﺍﻟﺘﻠﻤﻴﺬ : "ﻟﻘﺪ ﺗﻌﻠﻤﺖ ﺩﺭﺳﺎ ﻟﻦ ﺃﻧﺴﺎﻩ ﻣﺎ ﺣﻴﻴﺖ .. ﺍﻵﻥ ﻓﻬﻤﺖ ﻣﻌﻨﻰ ﻛﻠﻤﺎﺕ ﻟﻢ ﺃﻛﻦ ﺃﻓﻬﻤﻬﺎ ﻓﻲ ﺣﻴﺎﺗﻲ : "ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗﻌﻄﻲ ﺳﺘﻜﻮﻥ ﺃﻛﺜﺮ ﺳﺮﻭﺭﺍً ﻣﻦ ﺃﻥ
ﺗﺄﺧﺬ. " "اعطو بسخاء تحصدو بركات لا حصر لها" إذا {ما هي السعادة؟} السؤال الذي بحث له العالم عن اجابة صحيحة عبر تاريخ طويل: أهي أطابة طعام، وتكييف البيئة وفق الحاجات أهي هذا فقط ام هي ايضا احلام تتسع حتى تكتنف طموح الإنسان الكبير. لقد قال بكلٍ فريق ولكني احسبه حقاً الجواب التالي: متى وافقت الحياة متطلبات الإنسان ومشتهياته فقد سعدت الحياة وسعد فيها الإنسان فهي نبت في القلب فيفرع عنه وفاق الحياة. الذي لا يطلب مَن الدنيا سوى كسرة رغيف. وشربة ماء. وسعة مترين مَن حافة الرصيف فهو سعيد إذا اعطته الحياة ما أراد. أما إذا وسع هذا الفرد طلبة بامتلاك بيت حقير وراء تلك الأمور فلم تهب له الدنيا سواها فهو مَن الاشقياء وقد يكون سعيداً كالإمام أمير المؤمنين الذي يكتفي مَن الحياة بقرصين ومن اللباس بطمرين إذا عمل الناس بالحق. وعافوا الباطل، اما إذا عند معه الزمان فعد فيه المحسن مسيئا، والمسيئ محسنا فخير له ان يرحل مَن الدنيا لانها لم تعطه ما اراد. وقد لا يكون سعيداً كـ{روكفلر} ملك الدولار في العالم لانه اراد اكثر مما اعطى فشقى وشقت به الحياة وبكلمة واحدة نقول::
السعادة هي الملائمة بين قلب الإنسان وواقع الحياة التي يعيشها}}
إليك هذه القصة ....
في أحد المستشفيات كان هناك مريضان هرمين في غرفة واحدة. كلاهما معه مرض عضال. أحدهما كان مسموحاً له بالجلوس في سريره لمدة ساعة يوميا بعد العصر. ولحسن حظه فقد كان سريره بجانب النافذة الوحيدة في الغرفة. أما الآخر فكان عليه أن يبقى مستلقياً على ظهره طوال الوقت كان المريضان يقضيان وقتهما في الكلام، دون أن يرى أحدهما الآخر، لأن كلاً منهما كان مستلقياً على ظهره ناظراً إلى السقف. تحدثا عن أهليهما، وعن بيتيهما، وعن حياتهما، وعن كل شيء.
وفي كل يوم بعد العصر، كان الأول يجلس في سريره حسب أوامر الطبيب، وينظر في النافذة، ويصف لصاحبه العالم الخارجي. وكان الآخر ينتظر هذه الساعة كما ينتظرها الأول، لأنها تجعل حياته مفعمة بالحيوية وهو يستمع لوصف صاحبه للحياة في الخارج:
ففي الحديقة كان هناك بحيرة كبيرة يسبح فيها البط. والأولاد صنعوا زوارق من مواد مختلفة وأخذوا يلعبون فيها داخل الماء.
وهناك رجل يؤجِّر المراكب الصغيرة للناس يبحرون بها في البحيرة. والنساء قد أدخلت كل منهن ذراعها في ذراع زوجها، والجميع يتمشى حول حافة البحيرة.
وهناك آخرون جلسوا في ظلال الأشجار أو بجانب الزهور ذات الألوان الجذابة. ومنظر السماء كان بديعاً يسر الناظرين فيما يقوم الأول بعملية الوصف هذه ينصت الآخر في ذهول لهذا الوصف الدقيق الرائع. ثم يغمض عينيه ويبدأ في تصور ذلك المنظر البديع للحياة خارج المستشفى.
وفي أحد الأيام وصف له عرضاً عسكرياً. ورغم أنه لم يسمع عزف الفرقة الموسيقية إلا أنه كان يراها بعيني عقله من خلال وصف صاحبه لها.
ومرت الأيام والأسابيع وكل منهما سعيد بصاحبه.
وفي أحد الأيام جاءت الممرضة صباحاً لخدمتهما كعادتها، فوجدت المريض الذي بجانب النافذة قد قضى نحبه خلال الليل. ولم يعلم الآخر بوفاته إلا من خلال حديث الممرضة عبر الهاتف وهي تطلب المساعدة لإخراجه من الغرفة. فحزن على صاحبه أشد الحزن.
وعندما وجد الفرصة مناسبة طلب من الممرضة أن تنقل سريره إلى جانب النافذة. ولما لم يكن هناك مانع فقد أجابت طلبه..
ولما حانت ساعة بعد العصر وتذكر الحديث الشيق الذي كان يتحفه به صاحبه انتحب لفقده. ولكنه قرر أن يحاول الجلوس ليعوض ما فاته في هذه الساعة. وتحامل على نفسه وهو يتألم، ورفع رأسه رويداً رويداً مستعيناً بذراعيه، ثم اتكأ على أحد مرفقيه وأدار ! وجهه ببطء شديد تجاه النافذة لينظر العالم الخارجي. وهنا كانت المفاجأة!!. لم ير أمامه إلا جداراً أصم من جدران المستشفى، فقد كانت النافذة على ساحة داخلية.
نادى الممرضة وسألها إن كانت هذه هي النافذة التي كان صاحبه ينظر من خلالها، فأجابت إنها هي!! فالغرفة ليس فيها سوى نافذة واحدة. ثم سألته عن سبب تعجبه، فقص عليها ما كان يرى صاحبه عبر النافذة وما كان يصفه له.
كان تعجب الممرضة أكبر، إذ قالت له: ولكن المتوفى كان أعمى، ولم يكن يرى حتى هذا الجدار الأصم، ولعله أراد أن يجعل حياتك سعيدة حتى لا تُصاب باليأس فتتمنى الموت.
نصيحه.... إسعد الناس لتسعد.
إذا جعلت الناس سعداء فستتضاعف سعادتك، ولكن إذا وزعت الأسى عليهم فسيزداد حزنك.
إن الناس في الغالب ينسون ما تقول، وفي الغالب ينسون ما تفعل، ولكنهم لن ينسوا أبداً الشعور الذي أصابهم من قِبلك. فهل ستجعلهم يشعرون بالسعادة أم غير ذلك.
من أين تنبع السعادة؟
إن الشباب مهما اختلفت توجهاتهم وأفكارهم فإنهم يبحثون عن شيء واحد في هذه الحياة، إنهم يبحثون عن السعادة ومهما اختلفت تعبيراتهم حول ما يبحثون عنه إلا أن كل ذلك يُرد إلى كلمة واحدة وهي: (السعادة).
يحكى عن رجل مسن خرج في سفر مع ابنه
إلى مدينة تبعد عنه قرابة اليومين، وكان معهما حمار وضعا عليه الأمتعة، وكان الرجل دائما ما يردد قول: ماحجبه الله عنا كان أعظم ..
وبينما هما يسيران في طريقهما؛ كُسرت ساق الحمار في منتصف الطريق، فقال الرجل: ما حجبه الله عنا كان أعظم!!
فأخذ كل منهما متاعه على ظهره، وتابعا الطريق، وبعد مدة كُسرت قدم الرجل، فما عاد يقدر على حمل شيء، وأصبح يجر رجله جرًّا، فقال: ما حجبه الله عناكان أعظم
فقام الابن وحمل متاعه ومتاع أبيه على ظهره وانطلقا يكملان مسيرهما، وفي الطريق لدغت أفعى الابن، فوقع على الأرض وهو يتألم، فقال الرجل: ما حجبها الله عنا كان أعظم
وهنا غضب الابن وقال لأبيه: أهناك ما هو أعظم مما أصابنا؟؟
وعندما شفي الابن أكملا سيرهما ووصلا إلى المدينة، فإذا بها قد أزيلت عن بكرة أبيها، فقد جاءها زلزال أبادها بمن فيها.
فنظر الرجل لابنه وقال له: انظر يا بني، لو لم يُصبنا ما أصابنا في رحلتنا لكنا وصلنا في ذلك اليوم ولأصابنا ما هو أعظم، وكنا مع من هلك.
ولكن السؤال الذي يطرح نفسه: من أين تنبع السعادة؟
هل السعادة تأتي من المال الكثير، أو هي نتيجة الحصول على مسكن مريح أو وظيفة مرموقة أو سيارة فارهة؟
وإذا كان الأمر كذلك فلماذا نجد شبابًا كثيرين لا يمتلكون الكثير من المال ولا يملكون سيارات فارهة ومع ذلك نراهم سعداء؟!
والإجابة باختصار: إن السعادة تنبع من الداخل، من أعماقك، إذا كان داخلك يحمل السعادة فإن حياتك كلها ستلون بألوان الفرحة والبهجة.
لكن البعض يشكك في هذا ويقول: أين ما تتحدث عنه الدعاية من متعة المنصب الرفيع والسياحة والسفر واللهو... وهل هذه أشياء داخلية؟! أم أنكم تريدون إيجاد شيء لتعزية من لا يستطيعون السياحة والحصول على المناصب و... إلخ؟!
والجواب: لا، لا نريد تعزية، بل ما نخبرك به هو الحقيقة، إن السعادة تنبع من داخلك، وحتى تتأكد من ذلك عليك أن تفرق بين أمرين.
فمن المهم (أن نفرق بين السعادة واللذة. اللذة فعلاً تأتي في الغالب من وراء تناول شيء أو لمس شيء أو النظر إلى شيء محسوس.. وهي تتصف بكونها عابرة ومؤقتة، فالتلذذ بالطعام والشراب والنوم على فراش وثير... يكون ما دمنا متلبسين بذلك ومباشرين له، فإذا انصرفنا عنه إلى شيء آخر، انتهت اللذة، وصارت ذكرى.
وإذا كان التلذذ بشيء محرم، فإن المتلذذ يشعر بشيء من العتمة الروحية، وشيء من اللوم والندم؛ لأنه يشعر بأنه قد عصى الله تعالى وأنه كان ضعيفاً أمام رغباته.
أما السعادة يا شباب، فإنها ليست شيئاً عابراً، إنها نوع من التربع على قمة السرور ولانشراح والرضا والطمأنينة، وهذا ينشأ في معظم الأحيان من شعور المرء أنه على الطريق الصحيح وأنه في المكان الصحيح والموقف الصحيح والعلاقة الصحيحة، باختصار إنه الشعور الذي ينشأ من اعتقاد المرء أنه يعيش وفق مبادئه وقيمه وقناعاته، ولهذا كان أهل الإيمان والصلاح أسعد الناس وأشدهم شعوراً بالطمأنينة والأمان، كما قال سبحانه: {مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ}، وقال سبحانه: {الَّذِينَ آمَنُواْ وَلَمْ يَلْبِسُواْ إِيمَانَهُم بِظُلْمٍ أُوْلَئِكَ لَهُمُ الأَمْنُ وَهُم مُّهْتَدُونَ}) [إلى أبنائي وبناتي 50 شمعة لإضاءة دروبكم، بتصرف يسير].
متى نشعر بالسعادة؟
وعلى سبيل العد لا الحصر، فيمكننا أن نقول إننا نشعر بالسعادة مع هذه الأشياء:
عندما ينتصر الإنسان على نفسه ومغرياته وشهواته.
عندما نفتقر إلى رب العالمين ونتذلل له سبحانه، ونتبرأ من حولنا وقوتنا.
عندما نسعى في خدمة الآخرين ومساعدتهم وتقديم الدعم لهم،
عندما تمتلك عقولنا الكثير من الأفكار الإبداعية والجديدة.
- حين ننجز عملاً كبيراً، وتمتلىء قلوبنا بالرضا عما أنجزناه.
- حين تظل نفوسنا وأيدينا مشغولة بالعمل من أجل تحقيق شيء نريد الحصول عليه.
عندما نتفاعل مع الكون الفسيح ونتدبر آيات الله عز وجل فيه، فنبتسم لابتسامة طفل صغير وتطرب قلوبنا عندما تتأمل سماء وأرض وجبال .. إلخ.
.......أبك على نفسك ......
.•:*¨`:•ابك على نفسك.•:¨`*:•. عندما تجدها ضعيفة أمام الشهوات ، عظيمة أمام المعاصي
.•:*¨`:•ابك على نفسك.•:¨`*:•. عندما ترى المنكر ولا تنكره .. وعندما ترى الخير فتحتقره
.•:*¨`:•ابك على نفسك.•:¨`*:•. عندما تدمع عينك لمشهد مؤثر في فيلم .. بينما لا تتأثر عند سماع القرآن الكريم
.•:*¨`:•ابك على نفسك.•:¨`*:•. عندما تبدأ بالركض خلف دنيا زائلة .. بينما لم تنافس أحدا على طاعة الله
.•:*¨`:•ابك على نفسك.•:¨`*:•. عندما تتحول صلاتك من عبادة إلى عادة .. ومن ساعة راحة إلى شقاء
ابكِ على نفسكِ.. ! عندما يتحول حجابكِ إلى شكل اجتماعي .. وتستركِ إلى أمر تجبرين عليه
.•:*¨`:•ابك على نفسك.•:¨`*:•. إن رأيت في نفسك قبولا للذنوب .. وحبا لمبارزة علام الغيوب
.•:*¨`:•ابك على نفسك.•:¨`*:•. عندما لا تجد لذة العبادة .. ولا متعة الطاعة
.•:*¨`:••ابك على نفسك.•:¨`*:•. عندما تمتلئ بالهموم وتغرقها الأحزان .. وأنت تملك الثلث الأخير من الليل
.•:*¨`:•ابك على نفسك.•:¨`*:•. عندما تهدر وقتك فيما لا ينفع .. وأنت تعلم أنك محاسب فتغفل
.•:*¨`:•ابك على نفسك.•:¨`*:•. عندما تدرك أنك أخطأت الطريق .. وقد مضى الكثير من العمر
.•:*¨`:•ابك على نفسك.•:¨`*:•. بكاء المشفق .. التائب.. العائد .. الراجي رحمة مولاه.. وأنت تعلم أن باب التوبة مفتوح
دراسات حول السعادة
........كان شابان صديقين حميمين ، إذ قضيا أيام طفولتهما سوياً ، لعبا معاً وذهبا الى المدرسة ثم الى الكلية معاً ، تخرَّج أحدهما محامياً ثم أصبح قاضياً ، أما الآخر فاشتغل في الأعمال الحرة ، غير أن أعماله لم تكن مستقيمة ، وأخيراً أكتُشف غشه واعتُقل وقُدم الى المحاكمة وكم كانت دهشته حينما وجد نفسه أمام صديقه القديم .كانت قاعة المحكمة ممتلئة بالحضور . وإذ علم البعض أن هذين الشخصين كانا معاً منذ الصغر ، زاد فضولهم ورغبتهم في معرفة تصرف القاضي ، وظنوا بأنه سيحاول تبرئته بقدر المستطاع .ولما طرحت القضية واستدعي الشهود ظهرت جريمة المتهم ، وبدل ان يتساهل القاضي مع صديقه ، حكم عليه بأقصى ما يفرضه القانون في مثل هذه الجريمة . حينئذ سرت موجة من الهمس والتذمر بين الجمهور المجتمع في القاعة ، ولكنهم صمتوا فجأة حينما شخصوا الى القاضي فوجدوه يخلع جانباً ثوب القضاء ، ويخطو الى خارج المنصة حيث السجين واقفاً . وتناول من جيبه دفتر الشيكات وحرر شيكاً بالمبلغ كله وسلمه للسجين !!! كقاضي ما كان في وسعه أن يعمل شيئاً سوى إدانة المتهم ، ولكنه كمُحب وفّى دين صديقه وأطلقه حراً .إذا نظرنا من هذا المنظور الجديد وسعينا لتحقيقها في حياتنا، فنحن بذلك نفتح لأنفسنا الطريق نحو حياة صحية أفضل وعمر أطول بإذن الله، فمن خلال أكثر من 160 دراسة وجد فريق من الباحثين (أدلة قوية تربط ما بين النظرة المتفائلة للحياة وحياة أكثر صحية مما هو قائم ما بين البدانة وتقصير العمر الشخصي.
ووجد فريق العلماء من جامعة الينويس أن المزاج الإيجابي يقلل من التوتر ذي العلاقة بالهورمونات ويزيد من عمل المناعة في الجسم.
ونشر البحث في مجلة “الصحة النفسية التطبيقية والرفاهية”، وفيه تم التوصل إلى أن السعادة تؤول إلى الشفاء بشكل أسرع من التمارين الرياضية.
وحسب الدراسة فإن القلق والكآبة والتشاؤم مرتبطة بمعدلات أعلى من المرض والعمر الأقصر. فالأشخاص الذين يشعرون بالغضب الكثيف أو يعيشون ضمن مناخات مسببة للتوتر هم الأكثر استعدادا للإصابة بالمرض ومن المرجح أنهم يموتون بشكل مبكرا.
وقال البروفسور أد دينر الذي قاد البحث لمراسل صحيفة التلغراف إنه صدم تقريبا وفوجئ كثيرا حين شاهد ثبات النتائج في البيانات.
وأشار دينر إلى أنه في الوقت الذي يجري التركيز حاليا على البدانة والتدخين وعادات الأكل والتمارين الرياضية، فإنه قد يكون مناسبا الآن إضافة السعادة وتجنب الوقوع في مطب الغضب والكآبة المزمنتينن إلى القائمة.
وفي هذه الدراسة تم تعقب 5000 طالب جامعي لأكثر من 40 سنة واتضحت الأدلة على أن الطلبة الأكثر تشاؤما هم الأكثر استعدادا للوفاة عند وصولهم إلى سن أصغر من غيرهم. وفي دراسة أخرى استندت إلى 180 راهبة كاثوليكية وجد الباحثون أن أولئك اللواتي كتبن مذكرات إيجابية خلال أوائل العشرينيات من أعمارهن قد تجاوزت أعمارهن أولئك اللواتي كتبن شهادات سلبية خلال سنوات شبابهن المبكر) [كن سعيدا تعش أطول، موقع وجهات].
كيف تكون أسعد الناس ؟:
1- الخطوة الأولى: لنسع دائمًا في تحصيل المسرات، وأعظم ما يجلب المسرات عمل الصالحات.
2- الخطوة الثانية: الشخصية الفارغة التي بضاعتها الكسل والتقاعس دائمًا ما تشعر بضعف قيمتها وقلة تأثيرها في الحياة ومن ثم تشعر بالكسل الدائم والتقاعس، فعلينا أن نتخلص من الفراغ والبطالة والكسل ومشتقاتهم.
3-الخطوة الثالثة ادخلوا السعادة والسرور على غيركم تنالوه، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أحب الناس إلى الله أنفعهم للناس، وأحب الأعمال إلى الله سرور يدخله على مسلم: أو تكشف عنه كربة، أوتقضي عنه ديناً، أوتطرد عنه جوعاً، ولأن أمشي مع أخي المسلم في حاجة أحب إلي من أن أعتكف في المسجد شهراً، ومن كف غضبه ستر الله عورته، ومن كظم غيظاً، ولو شاء أن يمضيه أمضاه، ملأ الله قلبه رضى يوم القيامة، ومن مشى مع أخيه المسلم في حاجته حتى يثبتها له، أثبت الله تعالى قدمه يوم تزل الأقدام، وإن سوء الخلق ليفسد العمل، كما يفسد الخل العسل.
4-الخطوة الرابعة اجعل ما بين يديك دائمًا مصدرًا لسعادتك وبهجتك، حتى إذا كان قليلًا، ولا يكون ذلك إلا إذا تحليت بالرضا، ويالها من سعاده من وطد نفسه على الرضا بما معه وتطلعه للأفضل طالما أنه في طاعة الله عز وجل.
حتى تكون أسعد الناس
إن لذةَ الحياة ومتعتَها أضعافُ أضعافِ مصائبِها وهمومِها، ولكنَّ السرَّ كيف نصل إلى هذه المتعةِ بذكاءٍ
لو ملكت المرأةُ الدنيا، وسيقتْ لها شهاداتُ العالمِ، وحصلتْ على كلِّ وسامٍ وليس عندها زوجٌ فهي مسكينة
الحياةُ الكاملةُ أن تنفق شبابك في الطموحِ ،ورجولتك في الكفاحِ ،وشيخوخَتَكَ في التأملِ
لُمْ نفسك على التقصير، ولا تَلْمْ أحداً، فإن عندك من العيوبِ ما يملأُ الوقتَ إصلاحُه فاتركْ غيرَك
أجملُ من القصوِر والدورِ كتابٌ يجلوُ الأفهام، ويُسِرُّ القلوب، ويؤنسُ النفسَ، ويشرحُ الصدرَ، وينمي الفِكْرَ
رغيفٌ واحدٌ، وسبعُ تمراتٍ، وكوبُ ماء، وحصيرٌ في غرفة مع مصحفٍ، وقلْ على الدنيا السلامُ
السعادة في التضحية وإنكارِ الذاتِ، وبذلِ الندى وكفِّ الأذى، والبعدِ عن الأنانيةِ والاستئثارِ
الضحكُ المعتدلُ يشرحُ النفسَ، ويقوي القلب ويُذْهِبُ المَلَلَ وينشطُ على العملِ، ويجلو الخاطرَ
العبادةُ هي السعادةُ، والصلاح هو النجاحُ، ومن لزِمَ الأذكارَ، وأدمنَ الاستغفارَ وأكثرَ الافتقارَ فهو أحدُ الأبرار
خيرُ الأصحابِ من تثِقُ به وترتاحُ، وتفضي إليه بمتاعِبك، ويشاركُكَ همومَك ولا يفشي سرَّك
لا تتوقعْ سعادةً أكبر مما أنت فيه فتخسرَ ما بين يديك، ولا تنتظرْ مصائب قادمةً فتستعجل الهمَّ والحَزَنَ
لا تظن أنك تعطي كل شيء، بل تعطي خيراً كثيراً، أما أن تحوي كل موهبة وكل عطية فهذا بعيدٌ
امرأةٌ حسناءُ تقيةٌ، ودارٌ واسعةُ، وكفافٌ من رزقٍ، وجارٌ صالحٌ .. نِعمٌ جهلُها الكثيرُ
فنُّ النسيانِ للمكروهِ نعمةٌ، وتذكُّرُ النعمِ حَسَنَةٌ، والغفلةُ عن عيوبِ الناسِ فضيلةٌ
العفْوُ ألذُّ من الانتقامِ، والعملُ أمتعُ من الفراغِ، والقناعةُ أعظمُ من المالِ، والصحة خَيْرٌ من الثروةِ
كان شابا من أسرة ثرية و اقترب موعد تخرجه من الجامعة و كان يحلم منذ شهور عديدة بسيارة رياضية فارهة رآها في أحد المعارض و لعلمه أن والده لديه من الأموال ما يمكنه به شراء كل ما يريد فقد أبدى له رغبته الشديدة في امتلاك هذه السيارة و انتظر الشاب يوم تخرجه بفارغ الصبر منتظرا علامة من والده تفيد انه اشترى له سيارة أحلامه و أخيرا أتى اليوم الذي طال انتظاره و استدعى الأب ابنه في مكتبه الخاص و قال له كم هو فخور به و كم يحبه و كم هو ابن بار ثم أعطاه علبه مغلفة على شكل هدية جميلة اخذ الشاب
الهدية بمزيج من الدهشة و خيبة الأمل و فتحها فوجد انجيل مغلف بغلاف من الجلد الفاخر و عليه أول حروف اسمه بالذهب غضب الشاب و صرخ بمرارة في أبيه على الرغم من كل أموالك كل ما تقدمه لي هو مجرد انجيل و ترك الإنجيل و اندفع خارجا و لم يعد.لم يتصل الشاب بأبيه لمده طويلة جدا و مرت سنوات طويلة و تزوج الشاب و كون أسرة جميلة و نجح في عمله و امتلك منزل رائع و ذات يوم فكر في والده و أدرك انه قد تقدم به السن جدا و ربما يكون محتاج إليه في شيخوخته فقال أقوم و اذهب إليه و لكن قبل أن ينفذ قراره وصلت إليه برقيه تخبره بوفاة والده و بانه قبل وفاته قد نقل إليه كل أملاكه انطلق الشاب مسرعا إلى بيت أبيه و ما أن دخل حتى امتلأ قلبه بحزن و ندم شديد وفى مكتب
والده وجد الإنجيل الذي تركه منذ سنين كما هو فتحه و الدموع تسيل من عينيه و بدأ يقلب في صفحاته و بينما كان يتصفحه سقط من غلاف الإنجيل شئ معدني ارتطم بالأرض و انحدرت دموعه كالسيل على خديه عندما رأى انه به مفتاح السيارة الرياضية التي كان يحلم بها و على ميدالية المفتاح بطاقة عليها عنوان المعرض و تاريخ يوم تخرجه من الجامعة و عبارة ا لثمن مدفوع بالكامل
الوحدةُ خَيْرٌ من جليسِ السوءِ، والجليسُ الصالحُ خَيْرٌ من الوحدةِ، والعزلةُ عبادةٌ، والتفكرُ طاعةٌ
العزلةُ مملكةُ الأفكار، وكثرةُ الخلطة حُمْقٌ، والوثوقُ بالناسِ سَفَهٌ، واستعداؤُهم شُؤْمٌ
سوءُ الخُلُقِ عذابٌ ،والحقدُ سُمٌّ، والغيبةُ رذالةٌ ،وتتبعُ العثراتِ خِذْلانٌ
شكرُ النعمِ يدفعُ النقمَ، وتركُ الذنوبِ حياةُ القلوبِ، والانتصارُ على النفسِ لذةُ العظماءِ
خبزٌ جاف مع أمنٍ ألذُّ من العَسَلِ مع الخوفِ، وخيمةُ مع سترٍ أحبٌّ من قَصْرٍ فيه فتنةٌ
فرحةُ العلمِ دائمةٌ، ومجدُه خالدٌ، وذكرُه باقٍ، وفرحةُ المالِ منصرمةٌ، ومجدُه إلى الزوالٍ، وذكرُه إلى نهايةٍ
الفرحُ بالدنيا فرحُ الصبيانِ، والفرحُ بالإيمانِ فَرَحُ الأبرارِ ،وخدمةُ المالِ ذلُّ، والعملُ للهِ شَرَفٌ
عذابُ الهمةِ عَذْبٌ ،وتعبُ الإنجازِ راحةٌ، وعَرَقُ العملِ مِسْكٌ ،والثناءُ الحَسَنُ أحسنُ طِيبٍ
السعادةُ أن يكون مصحفُك أنيسَك، وعملُك هوايتك، وبيتُك صومعتَك، وكنزُك قناعتَك
الفرحَ بالطعامِ والمالِ فرحٌ الأطفالِ، والفَرَحُ بحسنِ الثناءِ فَرَحُ العظماءِ، وعملُ البرِّ مجدٌ لا يفَنى
صلاة الليل بهاءُ النهارِ، وحبُّ الخيرِ للناسِ من طهارةِ الضميرِ، وانتظارُ الفرجِ عبادةٌ
في البلاءِ أربعةُ فنون : احتسابُ الأجرِ، ومعايشةُ الصَّبْرِ، وحُسْنُ الذِّكْرِ، وتوقُّعُ اللطفِ
الصلاةُ جماعة، وأداءُ الواجبِ، وحبُّ المسلمينُ، وترك الذنوبِ، وأكلُ الحلالِ صلاحٌ الدنيا والآخرةِ
اسأل الله العَفْوَ والعافيةَ، فإذا أعطيتهُما فقد حزت كلَّ خَيْرٍ، ونجوت من كل شرٍّ، وفُزْتَ بكلَّ سعادةٍ
السعادة حلم الشباب ...
قال تعالى في محكم التنزيل: {مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} [النحل: 97].
(فإن الإيمان شرط في صحة الأعمال الصالحة وقبولها بل لا تسمى أعمالاً صالحة إلا بالإيمان والإيمان مقتض لها فإنه التصديق الجازم المثمر لأعمال الجوارح من الواجبات والمستحبات فمن جمع بين الإيمان والعمل الصالح {فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً} وذلك بطمأنينة قلبه وسكون نفسه وعدم التفاته لما يشوش عليه قلبه ويرزقه الله رزقًا حلالاً طيبًا من حيث لا يحتسب {وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ} في الآخرة أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} من أصناف اللذات مما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر فيؤتيه الله في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة) [تفسير السعدي، (1/448)].
بين السعادة الحقيقية والسعادة الزائفة:
كثير من الشباب في هذه الأيام يحلمون بالسعادة، فمنهم من يرى السعادة في أن يمتلك الأموال الكثيرة فيعيش حياة الترف والنعيم، ومنهم من يرى أن السعادة في أن يتزوج امرأة حسناء جميلة فيعيش معها أحلى حياة، ومنهم من يرى أن السعادة تتحقق عندما يكون المرء في موضع الجاه والسلطان، ولذا يجب أن نوضح لك أخي الشاب حقيقة السعادة، وأين تجد تلك السعادة؟
1. هل السعادة في المال؟!
هل تعرف كرستينا أوناسيس؟ ابنة الملياردير اليوناني أوناسيس، والتي ورثت عن أبيها المليارات من الدولارات، ولكنها عاشت حياة وصفتها بالشقاء، حين سئلت: (هل أنت أغنى امرأة في العالم؟)، فقالت: (نعم، أنا أغنى امرأة في العالم، ولكني أشقى امرأة في العالم أيضًا)، فبعد وفاة أبيها، تزوجت أمها من رجل آخر وعاشت حياة مأساوية انتهت بطلاقها، ومات أخوها في حادث طائرة، وتزوجت هي أربع مرات من أربع دول مختلفة وثقافات متباينة، من اليونان، فرنسا، روسيا، أمريكا، وهي تبحث في ذلك عن السعادة رغم ما تملك، حتى انتهت حياتها حين وُجدت ميتة في شقة بالأرجنتين، وحيدة شريدة، وهي لم تبلغ بعد السابعة والثلاثين من عمرها، فهل أغنى عنها مالها شيئًا؟) [السعادة بين الوهم والحقيقة، د.ناصر العمر، ص(5-6)].
فأصحبت حياتها كما يقول الشاعر:
ولست أرى السعادة جمع مال ولكن التقي هو السعيد
2. هل السعادة في الجاه والسلطان؟!
هل تعرف المعتمد بن عباد؟ هذا الذي تربى في قصور الأندلس الإسلامية في ظل الترف والنعمة، وورث الجاه والمجد أبًا عن جد، حسب أن الجاه والصيت سيمنحانه السعادة، فعاش سنين يتمرغ فيهما، ولكن تدور الأيام عليه من بعد هذا العيش الرغيد والسلطان العتيد، ليطرد من سلطانه، وينفى في صحراء الأندلس، يعيش في منزل متواضع لم يألفه، يخدم نفسه بنفسه، بعد أن كان قصره يعج بمئات الخدم، ظل في هذه الحالة حتى مات وحيدًا شريدًا غريبًا، حتى لما صلى عليه الناس لم يعرفوه، فأخذوا يدعون إلى الصلاة قائلين : (الصلاة على الغريب! الصلاة على الغريب!) [الوافي بالوفيات، الصفدي، (1/373)].
هل النجاح يؤدي إلى السعادة؟
قبل أن نُعمِّم ونقول: إن أي نجاح يؤدي إلى السعادة، علينا أن نضع حدودًا وضوابط؛ فليس أي نجاح يؤدي للسعادة، إلا بشرطين وهما:
1. النية الصالحة:
وذلك بأن تنوي بنجاحك هذا وجه الله تعالى، لا مجرد حظوظ النفس الدنيوية، فهذا وحده يجلب لك السعادة من وراء نجاحك، ويجعل له قيمة دائمة، تمتد لتشمل النجاح في الآخرة، إذ يكتب الله لك بكل ساعة تقضيها في عملك أجرًا ومثوبة من عنده سبحانه.
2. التوازن:
يجب أن تعيش حياتك باتزان وصدق، تمامًا كسلمان الفارسي رضي الله عنه حيث يقول: (إن لنفسك عليك حقًّا، ولربك عليك حقًّا، ولضيفك عليك حقًّا، وإن لأهلك عليك حقًّا، فأعط كل ذي حق حقه)، فلما بلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (صدق سلمان) [رواه البخاري] فكما لا يقوم البناء على ركن واحد، فكذلك بناء الحياة السعيدة الناجحة، لا يقوم إلا على أركان أربعة، وهي:
الأركان الأربعة للحياة المتوازنة:
1. الإيمان الصافي: وهو الأساس المتين، والركن الركين، وحجر الزاوية في بناء السعادة الحقيقية، وفي تحقيق النجاح المتكامل، الذي لا يكون إلا بتوفيق الله ومعونته لعبده.
2. الشخصية: وهو الجانب الذي يشمل تحديدك لغاياتك وقيمك وأهدافك في الحياة، وتطويرك وارتقائك بنفسك وتنميتك الذاتية.
3. العلاقات الاجتماعية: وهو الذي ينظم علاقتك بالآخرين، بداية من دائرة أسرتك من زوجتك وأولادك ووالديك، وانتهاء بدائرة المجتمع.
4. الوضع المادي: وهو الجانب الذي يعتني بوضعك المادي، وطرق كسب المال.
وحتى نخرج من جملة هذا الكلام بشيء عملي، فعليك أن تبدأ طريق السعادة بإخلاص النية، فإن النية الصالحة شرطٌ أساسي لقبول الأعمال ونيل الأجور من الله تعالى يقول تعالى: {قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَمَنْ كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلاً صَالِحًا وَلا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا} [الكهف: 110].
كيف تتحقق السعادة الزوجية
قال - تعالى -: (وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ)(الروم 21).
فالحياة الزوجية رحلة طويلة تتحقق فيها السعادة والهناء إذا أخلص كل من الزوجين وابتغى بعمله وجه الله، فابتسامة الزوج تضفي إشراقة على الأسرة، وابتسامة الزوجة تدخل السرور على الزوج، وتكريس كل منهما وقته وجهده في سبيل إسعاد الآخر مما يعين على بقاء هذه اللبنة وامتدادها على مر السنين والأعوام، فالزوجان هما دعامة الأسرة وسر سعادتها.
ولا تتحقق السعادة في الأسرة إلا بالعمل على البذل والتضحية ونكران الذات، وشيء من الأناة وسعة التفكير وإذابة أي مشكلة قد تعترض هذا العش الهانئ، فالأسرة هي ركيزة المجتمع فإذا سعد بناء الأسرة سعد المجتمع كله؛ لأن الإنتاج يكون سليماً، وإن سلم نتاج الأسر من الأبناء سلم المجتمع ككل، وإذا عرف الزوجين عبء هذه المسئولية وخطورتها شمر كل منهما عن ساعد الجد لتنشئة جيل مسلم نقي السريرة قوي الإيمان ثابت البنان، لا تهزه الأعاصير.
ومن أسباب سعادة هذا الكيان الأسري اهتمام المرأة وهي الأساس في بناء هذه الأسرة بما يلي:
1 - بطاعة زوجها، وذلك بمعرفة عظم حقه عليها، وأن طاعته من طاعة الله، قال - صلى الله عليه وسلم -: (إِذَا صَلَّتْ الْمَرْأَةُ خَمْسَهَا وَصَامَتْ شَهْرَهَا وَحَفِظَتْ فَرْجَهَا وَأَطَاعَتْ زَوْجَهَا قِيلَ لَهَا ادْخُلِي الْجَنَّةَ مِنْ أَيِّ أَبْوَابِ الْجَنَّةِ شِئْتِ) ، وقال - صلى الله عليه وسلم -: (أَيُّمَا امْرَأَةٍ مَاتَتْ وَزَوْجُهَا عَنْهَا رَاضٍ دَخَلَتْ الْجَنَّةَ))
"ويرسم الرسول الكريم صورة وضيئة مشرقة محببة للزوجة الصالحة الودود السمحة الحسنة الخلق السعيدة في الدنيا والآخرة فيقول: ألا أخبركم بنسائكم في الجنة؟ قلنا: بلى يا رسول الله. قال: ولود ودود إذا غضبت أو أسيء إليها أو غضب زوجها قالت: هذه يدي في يدك لا أكتحل بغمض حتى ترضى.."
وإن المرأة المسلمة الرشيدة لتعلم أن الإسلام الذي أجزل لها المثوبة بطاعتها لزوجها، وادخلها الجنة، هو الذي توعد كل امرأة تنكبت طاعة الزوج وأعرضت عنه، ولم تبال به، توعدها بالإثم والسخط ولعنات الملائكة، ففي الصحيحين عن أبي هريرة - رضي الله عنه -، أن نبي الله - صلى الله عليه وسلم - قال: (إِذَا دَعَا الرَّجُلُ امْرَأَتَهُ إِلَى فِرَاشِهِ فَأَبَتْ أَنْ تَجِيءَ لَعَنَتْهَا الْمَلَائِكَةُ حَتَّى تُصْبِحَ).)
2- الاهتمام بمظهرها، وذلك باللبس الأنيق الجميل والرائحة الطيبة (5)، فتختار من اللباس ما يعجبه ويروق له وترتاح نفسه إليه، ومن الروائح الجميلة التي تميل إليها نفسه، محتسبة ذلك عند الله
3- الابتسامة الحلوة والدعابة المحببة إلى النفس، والمنطق الحلو وجمال الروح وخفة الدم، وهذا يضفي على الأسرة جواً من المرح والألفة تزيل عن كاهل الزوج كثير من الأعباء التي يحملها من خارج البيت.
4- الاهتمام بالبيت من ناحية النظافة والترتيب وحسن التنسيق، مع المحافظة على الهدوء والسكينة وخاصة عند عودته من العمل، مع إظهار الفرح والسرور بقدومه وعودته سالما.
5- إذا استطاعت إرسال رسالة عبر الجوال قبل عودته أو أثناء وجوده في العمل فيها من عبارات الشوق والحب، والدعاء له فهذا مما يدخل السرور إلى نفسه قبل عودته إلى البيت، وتحرص على الاستحمام وتغيير ملابسها قبل عودته، وتحتفي بقدومه، وتقدم الطعام فور عودته وتهيئ له كل ما يحتاجه.
6- التفنن في اختيار أشهى المأكولات التي يحبها، لترضيه بذلك وتنال استحسانه، ولا تعتمد في إعداد الطعام على الخادمة، حتى تشعره باهتمامها به وحرصها على إرضائه، وأنها تتفانى في سبيل إسعاده .
7- أن تقدم له الهدايا كلما سنحت الفرصة، مبتغية بذلك إدخال السرور على نفسه، وهذا مما يسعد الزوج ويشعره بمكانته في قلب زوجته فيبادلها الشعور وتدوم المحبة بينهما كما قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: (تهادوا تحابوا
8- أن تكرم أهله وتظهر الاحترام لوالديه، وتحرص على أن تبادر بدعوتهم لزيارتها، وتشعرهم أنهم عماد الأسرة ومنبع الخير، فالرجل يقدر للمرأة ذلك وتزيد مكانتها لديه.
9- إشباعه من الناحية الجنسية، وهذا مما قد لا يروق لبعض الزوجات، فتقع المشكلات بسبب نفورهن أو تهربهن والتعلل بحجج واهية قد تغضب الزوج وتسخطه، "ذلك أن قضية إحصان الرجل وإبعاده عن الفتن أهم من كل عمل تقوم به المرأة؛ لأن الإسلام يريد للرجل والمرأة على السواء أن يعيشا في جو كله نقاء وصفاء وطهر وبعد عن أي إثارة من آثار الفتنة والتطلع إلى اللذة الحرام، ولا يطرد خاطرة الجنوح إلى الحرام إلا تفريغ الطاقة الطبيعية في مصارفها الحلال الطبيعي والمشروع"(6)، وهو ما أرشدنا إليه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في الحديث النبوي: (إِذَا أَحَدُكُمْ أَعْجَبَتْهُ الْمَرْأَةُ فَوَقَعَتْ فِي قَلْبِهِ فَلْيَعْمِدْ إِلَى امْرَأَتِهِ فَلْيُوَاقِعْهَا فَإِنَّ ذَلِكَ يَرُدُّ مَا فِي نَفْسِهِ)).
فلتنظر الزوجة في هذه الفتن وقد احتوت الرجال من كل جانب: الفضائيات، الانترنت، النساء في المركز والأسواق... وفي كل مكان، ولتجتهد في تطبيق هذه الأحاديث مستعينة في ذلك بالله، مبتغية الأجر والمثوبة منه ومتطلعة إلى جنة عرضها السموات والأرض تدخلها من جميع الأبواب إذا شاءت.
10- لا تكلف الزوج فوق طاقته المادية، فتراعي أن تتناسب متطلباتها ومتطلبات البيت والأبناء مع دخل الزوج وقدرته المادية، وتبتعد عن الإسراف والبذخ وحب المظاهر، فإرهاق الزوج ماديا من أكثر دواعي تنكيد عش الزوجية.
11- أن تعلم أن سعادة أسرتها منوطة بحسن تبعها لزوجها والحرص على مرضاته، فتبذل وسعها في إسعاده، بالخلق الحسن والكلمة الطيبة، والابتسامة المشرقة، والتعامل الراقي البعيد عن التعالي والكبر وحب الذات، يقول - صلى الله عليه وسلم - (مِنْ سَعَادَةِ ابْنِ آدَمَ ثَلَاثَةٌ وَمِنْ شِقْوَةِ ابْنِ آدَمَ ثَلَاثَةٌ مِنْ سَعَادَةِ ابْنِ آدَمَ الْمَرْأَةُ الصَّالِحَةُ وَالْمَسْكَنُ الصَّالِحُ وَالْمَرْكَبُ الصَّالِحُ وَمِنْ شِقْوَةِ ابْنِ آدَمَ الْمَرْأَةُ السُّوءُ وَالْمَسْكَنُ السُّوءُ وَالْمَرْكَبُ السُّوءُ))
وكما أن للمرأة دور كبير في إسعاد الأسرة وتذليل أكبر العقبات التي تعترض الحياة الزوجية، فإن
دور الرجل في السعادة الزوجية :
1- تفهم الرجل لنفسية الزوجة فقد تتعرض المرأة في كثير من الأحيان لضغوط نفسيه سواء من أطفالها وكثرة متطلباتهم وتعليمهم أو مشاكل أسرية تتعلق بأسرتها أو مرض جسدي كالآم الدورة الشهرية كل ذلك يحتاج إلى تفهم من الزوج وتقدير لهذه الظروف فيتلطف معها ويشعرها باهتمامه بها وحبه لها مما يزيح الكثير من ألامها فتسعد برفق هذا الزوج ولطفه.
2- احترام الزوج للزوجة وأخذ رأيها في كثير من أمور الأسرة يشعرها بأهميتها وأنها جزء من كيان هذه الأسرة وموافقتها والثناء على رأيها وامتداحها مما يعزز ثقتها بنفسها، فتكن بذلك الاحترام والود والحب لزوجها، وبذلك تشعر الزوجة بالطمأنينة والاستقرار مما ينعكس على تصرفها وسلوكها مع زوجها وأطفالها.
3- مساعدة الزوج لزوجته في أعمال البيت اقتداء بالرسول الكريم - عليه الصلاة والسلام - ولو بالقليل يضفي على جو البيت بهجة ويسعد الزوجة ويشعرها بتقدير زوجها لها فيسعدان معا بهذه المشاركة، عن عمرة: قيل لعائشة - رضي الله عنها -: (ما كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم يعمل في بيته قالت: كان بشراً من البشر يفلي ثوبه ويحلب شاته، ويخدم نفسه)
4- الثناء والمديح من الزوج لزوجته في ترتيب البيت أو اختيار أصناف الطعام أو إتقان الطبخ، وكذلك لبسها وعطرها وأسلوب تربيتها لأولادها أو أسلوب تعاملها مع الآخرين، كل هذا مما يدخل السرور والسعادة إلى نفسها، وقد ذكر الرسول - صلى الله عليه وسلم - في الحديث "إن أحب الأعمال إلى الله سرور تدخله على مسلم" فكيف بمن هي أحب الناس إليه زوجته فليحتسب الزوج كل هذا عند الله - سبحانه وتعالى.
5- الكلمة الطيبة والابتسامة المشرقة لها اثر عظيم في إسعاد الزوجة كما قال الرسول - صلى الله عليه وسلم -"الكلمة الطيبة صدقة" وقال - صلى الله عليه وسلم -"لا تحقرن من المعروف شيئا ولو إن تلق أخاك بوجه طليق" وقال - صلى الله عليه وسلم -"تبسمك في وجه أخيك صدقة" فكيف بالزوجة فإن الأجر أعظم وكم لهذه الابتسامة من الزوج من اثر على نفسية الزوجة وكم من الكلمات الطيبة التي تسعد الزوجة وتزيل ألامها وتشحذ همتها لمواصلة الجهد في إسعاد هذه الأسرة.
6- العناية بالنظافة الشخصية والاهتمام بحسن المظهر، فكما يحب الرجل أن يرى زوجته في صورة حسنة يحصن بها نفسه، فكذلك الزوجة، ورحم الله ابن عباس - رضي الله عنهما - فقد قال: (إني لأتزين لامرأتي كما تتزين لي، وما أحب أن أستنظف كل حقي الذي لي عليها فتستوجب حقها الذي لها على، لأن الله - تعالى -قال: " ولهن مثل الذي عليهن بالمعروف")
7- احترام أهلها، وإظهار التقدير والإكرام لهم، وعدم ذكرهم أمامها إلا بالخير، وقدوته في ذلك رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقد كان يكرم أهل خديجة - رضي الله عنها - حتى بعد وفاتها، عن عائشة - رضي الله عنها - قالت: (ما غرت على أحد من نساء النبي - صلى الله عليه وسلم - ما غرت على خديجة وما رأيتها، ولكن كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يكثر ذكرها وربما ذبح الشاة ثم يُقطعها أعضاء، ثم يبعثها في صدائق خديجة، فربما قلت له: كأنه لم يبق في الدنيا امرأة إلا خديجة؟! فيقول: إنها كانت وكانت، وكان لي منها ولد)رواه البخاري.
8- إذا أردت أن تعاتب أو تعاقب فلا تنفعل أمام الآخرين والأبناء على وجه الخصوص ولا توجه لها ألفاظ قد تجرح مشاعرها، أو تقارنها بغيرها من النساء، وأعلم أن مشاعر المرأة مثل الزجاج شفافة، حساسة، سهلة الخدش والكسر، لذلك قال - صلى الله عليه وسلم: (رفقا بالقوارير)
9- الحزم في القضاء على أي مشكلة قد تحدث بين زوجته وأهله وعدم السماح لأي طرف منهما التدخل في شؤون الطرف الآخر ولا يترك لهم فرصة في ذلك وضرورة احترام كل منهما للطرف الآخر، وذلك في بداية الحياة الزوجية حتى يسد باباً لا يغلق لو ترك، فيصم أذنيه عن السماع لهما ويقف موقف رجل، فإذا أحست الزوجة إخلاص الزوج لأهله وعدم السماح لها بأي كلام مهما كان وكذلك مع أهله يقطع عليهم أي فرصة للتدخل فيكون بذلك قد أزاح عن حياته كثيراً من المشاكل كما عليه إن يفرض كل منهما احترام الطرف الأخر.
10 - لا يجبرها على زيارة أهله بطريقة دورية وإنما يترك لها اختيار الوقت المناسب لزيارتهم
11- احرص على أن تحصل زوجتك على ما تحتاجه من العلوم الدينية والعلوم الدنيوية النافعة، لأن ذلك سينعكس على فكرها وسلوكها وعلى حسن تربيتها للأبناء، وقد حرص رسول الله على ذلك، عن الشفاء بنت عبد الله قالت: دخل عليّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأنا عند حفصة فقال " ألا تعلمين هذه رقية النملة كما علمتيها الكتابة" رواه أبي داود.
12- تقديم الهدية المناسبة للزوجة تعبيرا عن حبه لها وتقديره لها مما يقوي أواحد المحبة بين الزوجين وقد قال رسولنا الكريم - عليه الصلاة والسلام - "تهادوا تحابوا".
13- القيام برحلات أسبوعية مع الزوجة بمفردها مما يتيح لهما الجلوس سوياً بعيداً عن جو البيت فيوثق ذلك عرى المحبة بينهم.
(العمل...السفر ) أحلام يريد الشباب تحقيقها
عندما يصل الشاب الي مرحلة عمرية معينه يدرك حينها انه في حاجة شديدة لكي يحقق ذاته و يصبح فردا قويا في المجتمع الذي يعيش فيه لكي يكون الرجل الذي يخطط ان يكون.
فعندما يرى الشاب انه نضج و توسعت مداركه و انه قادر على تحمل المسؤولية يبدأ بالتفكير في العمل على الرغم أن في هذه المرحلة يكون معظم الشباب في مرحلة الدراسة الجامعية او ما يعادلها .
ففي هذه المرحلة يشعر الشاب ان الدراسة فقط لن تحقق له ما يحلم به لأن حلم الشباب في هذه المرحلة العمرية يرتكز في محاولة الاستقلال عن الأسرة فيصب الشاب معظم تفكيره في كيفية الاستقرار الفردي بعيدا عن جو العائلة الذي نشأ فيه .ولكن ما هي طرق الاستقلال و الاستقرار التي يتبعها الشباب وكيف يحققون أحلامهم بهذه الطريقة ؟
في الواقع هناك فروق فرديه بين الشباب و ينعكس ذلك في طريقة تفكيرهم في تحقيق الهدف و الحلم.فمحاولة الاستقلال عن السلطة الأسرية ليست تمرد و احتجاج على الأسرة و ما يدور فيها و لكنه شعور داخلي يدفع الشاب للاستقلال لأنه أحس انه نضج كفاية لتحمل مصاعب الحياة و أنه لم يعد طفلا يحتمي في أحضان أسرته. لذلك يحدد شعور الشاب في هذه المرحلة طريقة تحقيقه لحلمه ....فما هو حلم الشاب العادي الطبيعي...
شباب تدفعهم الصعوبات الكثيرة التي تواجههم في وطنهم الأم للسفر, من بينها عدم التكافؤ في الحصول علي فرص عمل, والدخل المحدود وتدني الخدمات الاجتماعية وغيرها إلى الهجرة بأي ثمن, رغم أنهم يواجهون ظروفا قاسية أثناء سفرهم وتضطر العديد من الأسر لبيع كل ما تملك لتمويل عملية السفر,
فيجدون أنفسهم يغادرون إلى المجهول من أجل تحقيق حلم لا يعرفون إن كان سيتحقق أم لا .. فما الذي يدفع البعض من الشباب رغم هذه الصعوبات لترك البلاد والهجرة للخارج؟!
مستوى معيشي جيد
ـ يقول وائل العفين 30 سنة : هناك بعض الشباب شغوف بالبحث العلمي يتطلع لأفق أوسع فيشد الرحال خارج البلاد لتلبية دعوة لمنحة دراسية, وهناك يجدون الفرصة والمناخ المناسب ليفجر كل طاقاته فيحصل علي مستوى معيشي عال ويتفرغ لأبحاثه لا للمشكلات المالية التي تؤدي إلى الانصراف عن البحوث العلمية والبعض الآخر يريد الهرب من الأوضاع الغير مناسبة له , مضيفا : إن انتشار الأخلاقيات غير الحميدة مثل الفساد والرشوة والواسطة في التعيين التي تؤدي الي وضع الرجل غير المناسب في المكان المناسب فيصبح معيار الاختيار في العمل ليس معيار الكفاءة بل معيار الواسطة والرشوة.
قلة فرص العمل
أما وائل الحسو27 سنة فيوضح أن قلة فرص العمل بل وانعدامها أحيانا تؤدي إلى ظهور أشكال متعددة للبطالة, والأزمات الاقتصادية والظروف المعيشية وفي حالة الحصول علي العمل, الراتب لا يكفي حتى لمواصلات اليوم التي يذهب بها للعمل فيجد الشاب نفسه بلا عمل ولا أموال ولا زواج. منوها إلى أن انعدام وجود قنوات ملائمة للحوار بين الباحثين وصناع القرار, لمعرفة أسباب انتشار وتوسع أزمة هجرة الشباب التي ظهرت في منتصف السبعينيات أدت إلى تفاقم الأزمة بدلا من احتوائها.
عدم تقدير الكفاءات :
عمار " مهندس معلوماتية " قال : ان هجرة العقول المفكرة الي الخارج ترجع الي عدة اسباب منها الأزمة الاقتصادية وهناك عوامل خاصة بالدولة الجاذبة حيث توفر للمهاجرين دخولا مرتفعة وفرص عمل متوافرة تتيح لهم بسهولة التنقل من عمل لآخر أكثر دخلا, وأفضل مستقبلا بالإضافة الي التسهيلات التي تمنحها بعض الدول في الحصول علي الجنسية. ومما لا شك فيه ان ظاهرة هجرة الكفاءات الشابة الي الخارج احد اهم العوامل المؤثرة علي تطور الاقتصاد القومي,
منوها إلى أن الشباب السوري لديه قدر من الذكاء والعبقرية ولكن النظام التعليمي يقضي علي المواهب أحيانا , فاليابان علي سبيل المثال تهتم بالتلميذ منذ مرحلة الروضة وتهتم بالمعلم في تلك المرحلة الصغيرة اكثر من مدرس الجامعة,
تحقيق الطموحات
أما مروة " موظفة" فلها رأي آخر فتقول : إضافة إلى البحث عن فرصة عمل وتحسين مستوى الدخل ، انخفضت نسبة طالبي الهجرة لأسباب تتعلق بمتابعة الدراسة والإحساس بالعجز عن تحقيق الطموحات العلمية أو المهنية، ما يدل على تراجع الرغبة بالتحصيل العلمي وتنمية القدرات الذاتية عند بعض الشباب ، وهذا يعني أن همّ الشباب الأول تركز في تحسين الوضع المادي له ولأسرته، وهذا يدفع الشباب إلى التفكير بشتى الوسائل المساعدة لتحسين وضعه المادي، ثم يفكر بالناحية العلمية وغيرها من الأهداف، إذ يصطدم الشباب بواقعه، فهو يرى تجارب الآخرين ممن حصلوا على شهادات عالية ولم يوظفوا طاقاتهم هذه في مجال اختصاصهم وإنما في مجالات بعيدة كل البعد عما تعلّموه.
بقي أن نقول :
إن حلم الشباب هو عبارة عن مستقبل اّمن لا يوجد به عوائق و خوف من الغد ويتحقق هذا عن طريق إعطاء الشباب الفرصة التي يستحقونها ليكونوا رجالا أقوياء قادرين على تحمل مصاعب الحياة...ولذلك مطالبة الشباب العمل داخل المجتمع آو خارجه هو حق يجب أن تكفله الدولة للشباب لأنهم جيل المستقبل القادم و يجب أن يكونوا قادرين على التعامل و العمل و كسب الرزق
واجب على الشباب
إنَّ المسؤولية – وإن كانت ملقاة على عاتق كل فرد – فهي منوطة على الشباب بالدرجة الأولى؛ لأنهم وقود عمليات التغيير في المجتمعات، وفي اتخاذهم قرار التنحي تراجعُ الأمة وسببُ تخلّفها... ونحن عندما نقول "شخص مسؤول" نعني بذلك مسؤوليته ذات الأبعاد المختلفة المتصلة به وببيئته وبمجتمعه ثم بأمته.
ولا ينبغي لشاب أو فتاة أن يرضيا العيش بسطحية دون أن يكون لحياة كل منهما بُعداً معنوياً يعمل لأجله؛ فيشعر بالإشباع الذاتي عندما يرى إنجازاته ذات القيمة العالية تُسهم في عملية النهوض... قال الله تعالى:
(مَنْ عَمِلَ صَالِحاً مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ)
وما أروع النماذج التي قدّمها القرآن لتكون من تجليات المسؤولية الاجتماعية...
نموذج للرجل الساعي في الخير..
قال تعالى:
(وَجَاء مِنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ رَجُلٌ يَسْعَى قَالَ يَا قَوْمِ اتَّبِعُوا الْمُرْسَلِينَ)
﴾... ولنركّز معاً على كلمة (يسعى) وما تحمله من معاني بذل هذا الرجل من جهده لإدراك قومه من الهلاك، وما تَحَمّله في سبيل ذلك من عذابات بلغت به مرتبة الشهادة بعد جهره بالحق ومجابهته الباطل: (إنِّي آمَنْتُ بِرَبِّكُمْ فَاسْمَعُونِ . قِيلَ ادْخُلِ الْجَنَّةَ قَالَ يَا لَيْتَ قَوْمِي يَعْلَمُونَ . بِمَا غَفَرَ لِي رَبِّي وَجَعَلَنِي مِنَ الْمُكْرَمِينَ)... ولنتأمل شخصية هذا المؤمن الصالح الإيجابية الفاعلة وما تتحلى به من معاني الشعور بالمسؤولية والرحمة والإشفاق وإرادة الخير للناس.
نموذج آخر يقدّم للقضية بُعداً مختلفاً... مؤمن آل فرعون:
(وقالَ رجلٌ مؤمنٌ منْ آلِ فِرْعَوْنَ يَكْتُمُ إِيمَانَهُ أتقتلونَ رَجُلاً أَن يَقُولَ رَبِّي اللَّهُ وقد جاءكم بالبَيِّناتِ مِن رَبِّكُم وإن يَكُ كاذباً فعليهِ كَذِبُهُ وإن يَكُ صَادقاً يُصِبْكُمْ بعضُ الَّذي يَعِدُكُم إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي مَن هو مُسْرِفٌ كَذَّابٌ)
متوجِّهاً بخطابه العقلاني هذا لفرعون الذي كان يصادر الآراء ويحتكر الحكم لنفسه:
صورة ثالثة للمسؤولية الاجتماعية قدّمها أصحاب الكهف:
( (إنهم فِتيةٌ آمنوا بربّهم وزْدناهم هدى
حيث قادوا عملية التغيير الاجتماعي وساروا عكس التيار، وتحمّلوا العذاب من الطغمة الحاكمة بسبب دعوتهم لدين التوحيد ونبذهم الوثنية التي كان قومهم عليها
كلها صور خلّدها القرآن لأناس بعمر الشباب قادوا حركات التغيير في مجتمعاتهم إشفاقاً على أبناء أمتهم من العذاب في الدنيا والآخرة...
هكذا المؤمن فاعل إيجابيّ ينشر الخير أنّى حلّ أو ارتحل... كما وصفه رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن مثَل المؤمن كمثل النحلة؛ إن صاحبتَه نفعك، وإن شاورتَه نفعك، وإن جالستَه نفعك، وكل شأنه منافع" رواه البيهقي.
ولو أنّ طائفة من ركّاب السفينة لم يتحملوا مسؤوليتهم في الإنقاذ ولم يأخذوا على أيدي شركائهم فيها لغرقوا جميعاً، قال صلى الله عليه وسلم: "مَثَلُ القائِمِ على حُدُودِ الله والواقِعِ فيها كمَثَلِ قومٍ استهَمُوا على سفينةٍ، فأصابَ بعضُهم أعْلاها وبعضُهم أسفَلَها، فكان الذين في أسفَلِها إذا استَقَوْا من الماء، مَرُّوا على مَن فوقَهُم، فقالوا: لو أنَّنا خرَقْنا في نصيبِنا خرقًا ولم نُؤذِ مَن فوقَنا! فإنْ ترَكُوهم وما أرادوا هلَكُوا جميعًا، وإنْ أخَذُوا على أيدِيهم نجَوْا ونجَوْا جميعًا".
أيها الشاب... إنّ من أهم متطلّبات قيامك بالمسؤولية الاجتماعية تجاه أمتك:
• التعرّف على مجموعة من الأسس والمبادئ والقيم التي تُسهم في صياغة شخصيتك وصَقلها وتجعل من فاعليّتك الاجتماعية أساس نهضة الأمة.
العيش لهدفٍ أسمى وأرقى وأبعد من حدود "الدنيا" بعد أن فَهم الهدف الحقيقي من الحياة: (وما خلقتُ الجنَّ والإنس إلا ليعبدون)، ثم العمل على تحقيقه.
القيام بواجب الاستخلاف في الأرض وعمارتها وحُكمها وفق شرعه تعالى الذي أتاح كل الوسائل التي تعينك على تحقيق ذلك، فلا تكوننّ سائر المخلوقات أكثر انسجاماً مع مراد الله منك.
السعي لصَقل شخصيتك وتنمية قدراتك وتوظيف اختصاصك ومهاراتك في خدمة أمتك
استشعار هموم المسلمين، والسعي لتقديم كل أشكال الدعم المعنوي والمادي لهم ومعايشة قضاياهم، مع استحضار حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي يعتبر (مدرسة) في المسؤولية الاجتماعية: "مثَل المؤمنين في توادّهم وتراحمهم كمثل الجسد إذا اشتكى منه عضوٌ تداعى له سائر الأعضاء بالسهر والحمى"
العمل في إطارٍ جماعيٍّ يعينك على طاعة الله، ويتيح لك فرص العمل للدعوة لدينه، وينمّي فيك الشخصية الاجتماعية ومهارة التعامل مع الآخرين والاستفادة منهم، كما يفتح أمامك مجالات تطوير قدراتك واكتساب المزيد من الخبرات في ميادين مختلفة.
التحلي بروح المبادرة التي تُسهم في تطوير الأعمال داخل المجتمع.
• توطين النفس على أنّ كل ما تلقاه من تعبٍ ونَصبٍ هو لله ينبغي تحمّله والصبر عليه
هذا وإن كان الشباب معنيون بالدرجة الأولى بتحمّل مسؤولياتهم تجاه مجتمعهم وأمتهم، إلا أن كل فرد مسلم "مسؤول" بحسب موقعه من المسؤولية..
رسالة من القلب إلى الشباب
فترة الشباب هي الفترة الحيوية في حياة المرء , وهي أهم فترة من عمر الإنسان.
وتكمن مشكلة هذه الفترة بأن الحيوية في أشدها مع ما يصاحبها من توتر وقلق ينتج عنه قرارات مستعجلة عند بعض الشباب , فينبغي أن تكون الصلة بالله قوية حتى يسير الشباب على دستور واضح في حياته حتى تكون قراراته غير مستعجلة , والصلة بالله تضفي على نفس الشاب الهدوء وطمأنينة البال .
أيها الشباب :
إننا نعيش في زمن صعب , زمن لا يرحم أحداً , زمن لا يعرف المهازيل الضعفاء , زمن لا يعرف إلاّ قوة العلم والعمل , ولن تصل للقمة إلاّ بهذين الأمرين .
أيها الشاب :
إما أن تكون في القمة في أخلاقك وأفعالك وأقوالك فترتفع في أعين الناس , وإما أن تكون غير ذلك فتقع تحت أقدام الناس , حتى أقرب الناس لا يلتفت إليك .
أيها الشاب :
إن أكبر قوة تمتلكها هي أن تثق بنفسك وبقدراتك , لا أقصد الثقة أن تغترّ بنفسك وأنت لا تمتلك أدنى شيء من العلم والثقافة فترتفع على الناس بكبريائك , أقصد من الثقة بالنفس أن تملك العزيمة والإرادة إلى أن تقتحم ميدان العلم والعمل معاً , ولا تعتقد أن من وصل إلى ما وصل إليه أفضل منك عقلاً وفهماً , إنهم ملكوا العزيمة والإرادة فوصلوا إلى ما وصلوا إليه من المكانة .
أيها الشاب :
إن من قدرتك على التميز أن تكتشف ذاتك وتتعرف عليها , وما تحبه من الأعمال وما تميل إليه من العلوم , ثم تحدد الوجهة التي تسير عليها في حياتك , أين تتجه وأين تسير وماذا تريد أن تحققه في المستقبل , ولا تجعل السلبية تؤثر عليك ( أنا ضعيف – الناس أحسن مني ) حذاري حذاري من هذه الوساوس , لا تجعل لهذه الوساوس طريق لتحطيم عزيمتك .
أيها الشباب :
إن الذي لا يمتلك الجديد ولا يمتلك التطوير والترقي إلى كل جديد لا يعيره الناس اهتماماً , فعندما تتقدم إلى جهة ما فكّر ما هو الجديد الذي تقدمه إلى هذه الجهة , كل الشباب يمتلكون المهارة في التعامل مع الكمبيوتر والإنترنت , ما هو الجديد الذي تتميز به عن هؤلاء ؟ ما هي البرامج التي تستطيع أن تمتلك المهارة فيها لتقديمها للناس حتى يقبل عليك الآخرون , ويتهافتون على طلبك والعمل معك .
أيها الشاب :
حاول تطوير ذاتك واستغل كل فرصة تهيأ لك في تطوير الذات ولا تحتقر شيئاً يقدم لك .
أيها الشباب :
إن المال عصب الحياة وبدون المال لا تكون هناك حياة مستقرة , فلابد أن يكون لك رؤية تجاه ما يدخل إليك من أموال فلا تكن مبذراً فتجعل غايتك في الحياة هي الاهتمام بمظهرك فقط وتركز عليه جل وقتك , وتصرف تجاهه الأموال الطائلة , وكذلك ما يسّره الله لك من المقتنيات التي لم تتيسّر لغيرك , مثل السيارة وغيرها , لا تجعلها معول هدم لحياتك ولحياة غيرك .
حافظ على أنظمة السير واعرف وأيقن أن الطريق لك ولغيرك من الناس , فكم من شاب وقع ضحية السرعة الطائشة والسياقة المتهورة , سيارة تشترى بالآلاف من الأموال تحطم في دقيقة واحدة , والمسكين الأب الذي سلمك هذه السيارة التي لم تراعي حق الوالد فيها , إننا نأسف ونحزن لشباب قضت أعمارهم بسبب التهور اللامحدود .
أيها الشباب :
إن كثيراً من الشباب اليوم يساوم والده إما الدراسة وإما السيارة , فهذا الشاب الذي يفكر في ذلك ويضع الشروط أمام والده لا يستحق أن تشتري له سيارة , بل قد تكون هذه السيارة وبالاً عليه , والعتب على الأب الذي أوصله لهذه المرحلة , ولا بد لكل أب أن يقيس مدى التزام ابنه بمسؤوليات القيادة قبل أن يسلمه مثل هذه السيارات الفارهة .
أيها الشباب :
ما هو معيار الرجولة لديكم ؟ هل هو بالألبسة التي تخالف أعراف المجتمع ؟ هل مقياس الرجولة بالتفحيط والتهور ؟ أظنكم في مستوى معرفة معيار الرجولة أيها الشباب , والإجابة لكم .
أيها الشباب :
أنتم زهرة الحياة ومحل اهتمام المجتمع والأنظار تتجه إليكم , الزمن الذي تعيشون فيه قليل الفرص مقارنة في السابق , فالمسؤولية أشد عليكم , في السابق قبل عشرين سنة أو ثلاثين سنة من حصل على منصب أو وظيفة كانت الأمور ميسرة والوظائف متوفرة , وقد وصل إليها أناس بسبب توفرها وليس بسبب ما يملكونه من قدرات , فأنتم اليوم تحتاجون إلى قدرات عالية مقارنة بقلة الفرص الوظيفية , والعمل ليس عيباً والله .
أيها الشاب :
قل لي من تصاحب أقول لك من أنت , إن الشاب يتأثر بأصحابه بالمخالطة , فالمدخنون – مثلاً – كان أول عودٍ أحرقوه تقليداً ومحاكاةً , وإن السؤال الذي يتحرج منه كثير من الشباب ويتضايقون من طرحه ولا يحبون سماعه : منهم أصدقاؤك ( أصحابك ) ؟ هل هم أصحاب سوء أم صلاح ؟ .
أيها الآباء أيها المربون أيها المعلمون :
إن الشاب يريد منكم تقدير شخصيته واحترام ذاته , اجعلوا له هذه المكانة في المنزل وفي المدرسة , اسلكوا طريق الحوار معه في كل مشكلة تواجهه , افتحوا أبواب الحوار مع أبنائكم , واحترموا أقوالهم واسمعوها بغض النظر عن قناعتكم بها .
كيف تغير حياتك
تغيير حياتك يبدأ من تغيير تفكيرك
أنت تفكر سواء أبيت أم رضيت …المسألة هي كيف تفكر و فيما تفكر، فليس الهدف هو التفكير فقط…بل هو التفكير بطريقة إيجابية ، فالتفكير نشاط إنساني متصل ؛ فما وصلت إليه اليوم هو حصاد أفكارك بالأمس و ما ستصل إليه غدا تحدده بذرة تفكيرك اليوم و الفرق بين الإنسان الناجح و ما دون الناجح هو التفــكيــر.
قد يختلف الناس في حظوظهم و في ظروفهم لذا فهذه الأشياء لا تصلح مقياسا للنجاح .. أما التفكير فيمتلكه الناس بالتساوي منذ مولدهم ،لكن بعضهم يتجه به وجهة إيجابية فينجح ،و يتجه به آخرون وجهة سلبية فلا يصلون للنجاح بل ربما يفشلون. وحتى تنجح فيما تفعل سواء كنت تمارس وظيفة معينه ، تلعب رياضة معينه ، تلعب دورا سياسيا أو حتى تكتب مقالا اجتماعيا فإنه عليك أن تحافظ على لياقتك النفسية و الذهنية تماما بنفس الطريقة التي تحافظ بها على لياقتك البدنية و حذار من أن تخالط الخاسرين لأنهم سيقودونك إلى الخسارة.
السؤال هنا هو كيف يمكن للشخص أن يغير طريقة تفكيره( الياقة الذهنية) ؟؟؟
للإجابة على هذا السؤال نحن بحاجة إلى معرفة كيف يعمل العقل لنتمكن من تغيير طريقة التفكير إلى الأفضل ؟؟
قسم العلماء العقل افتراضيا إلى قسمين لكل منهما خصائصه و مهامه هما :
العقل الواعي ( المدرك)
العقل الباطن ( غير المدرك )
أولاً :العقل الواعي :
وهو يقوم على أساس المنطق ، فيحلل و يستنتج و يرجح و يختار و يصدر الأحكام إلى غير ذلك من أساليب التفكير .و أيضا العقل الواعي يستقي المعلومات عن طريق الحواس و بعد أن يعمل فيه بالتفكير يصدر الأحكام ثم يرسل المعلومة إلى العقل الباطن و الذي بدوره يأخذها . فمثلا العقل الواعي يقوم بأداء فريضة الصلاة خمس مرات يوميا يردد فيها الأدعية و العقل الباطن يسجل جميع الأدعية التي يرددها المؤمن في صلاته فيجد المؤمن نفسه يقول دعاء الاستفتاح أو الاستشهاد بشكل لاإرادي وسريع دائما. و بالتالي فإن العقل الواعي يتحكم في الحركات الإرادية .
ثانياً: العقل الباطن:
فهو طاقة جبارة محايدة يقبل كل ما يأتيه من العقل الواعي دون تمحيص فكل ما يرسله العقل الواعي يعتبر حقيقة لا يجادل فيها العقل الباطن فيتحكم في الحركات اللاإرادية والإرادية .والعقل الباطن يعمل على مستوى المشاعر و الأحاسيس و الانفعالات و العواطف و نحو ذلك فهو مخزن عظيم للذاكرة تخزن فيه الأصوات و الصور و الأسماء و الأحداث والتجارب السابقة.
الم يحدث أن تسأل عن شيء فتحاول أن تتذكره بعقلك الواعي و لكن دون جدوى رغم أنك متأكد أنك تعرف هذا الشيء!! و فجأة و دون مقدمات بعد أن تكون قد اهتممت بأمر آخر و إذا بك تتذكر هذا الشيء !! إن الذي ساعدك على تذكره ذلك هو عقلك الباطن.
ويستطيع العقل الباطن أن يمدنا بقدرات و طاقات هائلة جدا ، إذا وفقنا إلى إجادة استخدامه و قد يكون هذا الأمر بقصد منا كمن تعلم كيفية الاستفادة من قدرات عقله الباطن أو بدون قصد كمن نشأ في بيئة سليمة ناجحة فتعلم تلقائيا هذا الأمر ، مما يخلق في الإنسان الثقة و الشجاعة و التفاؤل و الإبداع و غير ذلك من الخصال الحميدة وفي المقابل قد يكون العقل الباطن عامل هدم خطير وذلك إذا أسيئ استخدامه كمن ينشأ في بيئة أو ظروف سيئة مما يشل حركة الإنسان و يدمر طاقاته و يسلمه للفشل و الإحباطات و الأمراض إذا فالعملية بكل بساطة هي برمجة أي أن كل إنسان قد تبرمج بالرسائل التي طبعت في عقله الباطن فكل إنسان يعمل ضمن معتقدات مطبوعة فيه مع مرور الزمن سواء شعر بذلك أم لم يكن يشعر مسبقا به .
دعونا نرى كيف يتم تنفيذ هذه البرمجة لدى الشخص الخجول
قد يدعى الشخص الخجول إلى مناسبة اجتماعية أو أن يطلب منه إلقاء كلمة أما م بعض الناس , قد يقول الخجول لا داعي للقلق ، ثم يذهب إلى هذه المناسبة و لكنه يفاجأ حين و وصوله للجمع أو عند بدأ كلمته أن الخوف بدأ يدب في عقله دون مقدمات و أن دقات قلبه قد زادت و أنه بدأ يرتجف أو تظهر عليه علامات الخجل فيزداد ارتباكه و يشعر بالفشل و الخيبة .ما لذي حرك كل هذه المشاعر السلبية و بهذه القوة التي لا تقاوم؟؟ إنه العقل الباطن لأنه طاقة محايدة قد طبع فيها مبدأ الإحساس بالخجل فشرعت في تنفيذه بقوة جبارة تحكمت في أعضاء الجسم و تفاعلاته.
كيف ترسخ هذا المبدأ ؟
إنها الرسائل التي كانت ترسل من العقل الواعي إلى العقل الباطن بطرق و أشكال مختلفة تكررت حتى طبعت كمبدأ .متى كان هذا ؟؟؟؟ ربما من الصغر جدا من خلال البيئة أو الأحداث السابقة التي خفضت ثقة الخجول بنفسه و كانت هذه الرسائل تمر و تدخل إلى العقل دون وعي منا إما بسبب صغر السن أو الجهل بخطورة هذه الرسائل . ( من أمثلة رسائل الخجل : أنه كان يسمع هذا طفل خجول ).
التفكير الإيجابي.. للبدء في تغير الواقع
يقول علماء النفس، عندما تطلق لخيالك العنان كي ترسم الصورة التي تحبها في حياتك فانك بذلك تستخدم قوة التفكير الإيجابي في تغيير واقعك الذي لا تريده. هناك عدة طرق لمساعدتك على تحويل خيالك إلى واقع.
حدد حلمك.. كثيرون يشعرون بالتعاسة في حياتهم لأنهم لا يعرفون ماذا يريدون. كما أن تحديد ما تريده أول خطوة على طريق النجاح وإذا أردت أن تنجز شيئا مهما عليك بالتركيز عليه ولا تدع أي شيء يبعدك عنه.
التكرار .. عليك أن تكرر بينك وبين نفسك ما تريده فهذا التكرار يصنع نوعا من الشعور الإيجابي داخل عقلك الباطن ويجعلك قادرا على فعل ما تريد.
التأمل .. و هو يجعلك تشعر بأنك اقوي وأكثر إيجابية من النواحي العاطفية والجسمانية والروحانية ويعيد لك شحن بطاريتك ويجعل تخيلك اقوي وأسهل.
التركيز .. التركيز الدائم أمر صعب لكن كي تستفيد من أفكارك الإيجابية التي تنبعث من عقلك عليك التخلص من أفكارك السلبية وهذا ما يسمي بعملية التطهير. طرد الأفكار المحبطة واستقبال الأفكار الإيجابية.
هذا ومن جانب آخر، فإن الحياة التي نحياها والطريقة التي نعيش بها الحياة هي عبارة عن انعكاس لسلوكنا في الحياة وفي كيفية تناولنا للحياة وتعاملنا معها. لذلك فبإمكاننا أن نتعلم بعض الأساليب التي من شانها أن تغير الطريقة التي نتعامل بها مع أنفسنا وبالتالي كيفية تناولها للحياة عندما نواجه المشاكل أو الفشل.
حسن التفاؤل:
الملحوظات التالية تساعد في تقوية حس التفاؤل عند الإنسان بحيث يستطيع التغلب على مشاكل الحياة بقوة شكيمة وبعزم اكبر.
حارب الأفكار السلبية: حاول محاربة الأفكار السلبية والسوداوية، كذلك لا تكثر من التفكير في المشاكل بل أبعدها قدر الإمكان عن تفكيرك و حاول دوما التفكير بالأمور الإيجابية.
حاول تعليم نفسك دروسا في التفاؤل: حاول إيجاد الأمور الإيجابية في الأوضاع السلبية. حاول دائما تقييم تجاربك حتى الفاشل منها على أنها خبرات تضاف لحياتك وأنها دروس تعلمت منها أن تكون أكثر صلابة.
حدد أهدافا منطقية لحياتك: إذا قمت بتحديد أهداف صعبة جدا فان احتمالات الفشل كبيرة وهذا يؤثر سلبا على نفسيتك. قم بوضع أهداف ممكنة لأنك كلما حققت هدفا زاد ذلك من تفاؤلك. ليس هنا المقصود أن لا تتطلع لإنجازات كبيرة بل أن تقوم بتقسيم أهدافك على مراحل بحيث يصبح تحقيقها يبدو ممكنا.
كف عن المبالغة: لا تبالغ في وصف المشكلة التي تواجهها بل حاول أن تقلل من شأن المشكلة.
تحسين المزاج:
هذه بعض الأمور التي تساهم في تحسين المزاج النفسي بحيث يشعر الإنسان بالتفاؤل فهي :
حاول تغيير المنظر عن طريق تغيير الأماكن بحيث لا تعتاد على نمط معين في الحياة.
حاول عمل شيء يدفعك إلى التحدي ، بحيث تتحدى قدراتك و تكتشف طاقاتك الدفينة.
حاول من وقت لآخر عمل شيء مختلف عن روتين حياتك لكي تكسر الملل.
حاول التعرف على أشخاص جدد كلما سنحت لك الفرصة لان ذلك يفتح أمامك آفاقا جديدة و معارف جدد قد يضيفون الكثير إلى حياتك.
حاول أن تبتسم أكثر، لان ذلك سنعكس على نفسيتك.
حاول أن تستمتع بما بين يديك بدلا من النظر إلى ما بيد الآخرين.
قصة من الواقع :
يذكر أن رجلاً تزوج، وكانت تسكن أمه معه في نفس المنزل ومع أيام الزواج الاولى ظهرت علامات الغيرة من الأم تجاه الزوجة، وإذا بهذه الزوجة تزاحمها في ابنها الذي بذلت جهداً كبيراً في تربيته وبدأت الزوجة بشدة تتضايق من تعامل الآم معها ومن محاولاتها المتكررة التدخل في شؤون حياتها وضغطها على ابنها ليبقى معها إذا انشغل عنها.
بعد أشهر من استمرار هذا الحال لم تعد الزوجة تطيق هذا الوضع فذهبت الى خالها الذي كان لديه محل عطور وشكت له حالها مع أم زوجها، وطلبت منه أن يزودها باعشاب سامة تساعدها على التخلص منها ولكن على مدى طويل حتى لا يكتشف أمرها.
حاول الخال جاهداً أن يثنيها عن هذه الفكرة الخطيرة، ولكن دون جدوى فما كان منه أمام إصرار ابنة أخته إلا أن أعطاها مجموعة من الأعشاب وقال لها ضعى هذه الاعشاب مع الطعام على جرعات متزايدة على مدى شهر حتى تؤدي مفعولها ولكن عليك ان تحسني إلى حماتك وتتوددي لها خلال هذه المدة حتى لا يكتشف أمرك ذهبت الزوجة فرحة إلى منزلها بهذه الأعشاب التي ترى فيها طريق الخلاص من معاناتها في حياتها الزوجية بدأت الزوجة في وضع جرعات صغيرة من الأعشاب مع الطعام، وفي نفس الوقت بدات تحسن من تعاملها وعلاقتها مع حماتها كما أوصاها خالها، فكانت تسألها عن أحب الطعام عليها وتقدمه لها، وتباشر خدمتها وقضاء حاجتها، وتتلطف معها في الحديث وترد الإساءة بالحسنى، وفي نفس الوقت كانت تزيد من جرعات الأعشاب وجبة بعد أخرى بعد اسبوع بدأت الأم تشعر بتغير تعامل زوجة ابنها معها، وتشعر في نفس الوقت بالأسفعلى ما كان يبدر منها تجاه هذه الزوجة الوفية، ومن هنا تغيرت مشاعر وسلوكيات الأم تجاه زوجة ابنها حيث أصبحت تحن عليها كابنتها وتشفق عليها، وتتعاون معها في شؤون البيت، وتراعي خصوصياتها مع ابنها. بعد أسبوع آخر شعرت الزوجة بتغير مشاعر وسلوكيات الأم تجاهها، وبدأت تشعر بالمودة الصادقة تجاه هذه الأم، وأنها وجدت أما أخرى في بيت زوجها، وأن وجودها معها في نفس البيت خفف عليها بعض أعمال المنزل إضافة إلى كسبها لزوجها الذي صفى ذهنه وانشرحت نفسيته نظراً لهدوء المنزل وخلوه من المشاكل المعتادة ولكن ماذا عن مفعول الأعشاب السامة الذي قد تظهر نتيجته خلال الآيام القادمة بفقد هذه الآم الحنون التي ملأت البيت رحمة وشفقة ومودة فلا يمكن ان يتصور البيت من دونها لا…. لا …. لا أريدها أن تموت وهنا اتجهت مسرعة إلى خالها أدركني يا خالي، قال ما الخبر .. هل ماتت العجوز؟ قالت لا ولكني لا أريدها أن تموت قال كيف وقد طلبتي ذلك من قبل قالت نعم ولكننا الآن على صفاء ومودة وتعطف على وتوجهني مثل امي فلا اريد أن افقدها فأرجوك أن تجد لي حلاً نظر الخال الحكيم إلى ابنة أخته وتبسم قائلا لها إن الاعشاب التي أعطيتك إياها في المرة السابقة عبارة عن فيتامينات لا تنفع ولا تضر وإنما أردت منك أن تغيري من أسلوب تعاملك مع حماتك لأنه هو الطريق إلى كسب قلبها وحينها ستبادلك الشعور بالمحبة والوئام.
ـــــــــــــ
من القصة السابقة يظهر لنا ما للمعاملة الحسنة من أثر في
كسب القلوبن وإضفاء أجواء التعاون والمودة سواء في العمل
أو في المنزل أو غير ذلك فعلينا جميعاً أن نحرص على تطوير
مهاراتنا في التعامل لما في ذلك من فوائد تعود علينا بشكل
إذا .....كيف تغير حياتك للافضل ؟
أن تتعلم كيف تغير حياتك للافضل باستمرار أمر ضروري في كل جوانب هذه الحياة. لأنها تتغير بخطى متسارعة .
إلا أنه يبدوا من أول وهلة صعبا جدا ، خصوصا إذا كنا نهدف تغيير كل واقع حياتنا ، لأننا نخشى الفشل أثناء المحاولة .
وربما نكون راضين على النتائج التي حصّلناها لحد الآن فنحس أننا غير محتاجين لأي تغيير . فيفوّت عليك هذا الإحساس الكاذب فرصا ثمينة لتغير حياتك للافضل . وفي القريب إن شاء الله سنتحدث عن معوقات النجاح والتغيير نحو الأفضل في موضوع مستقل .
اعمل بذكاء وليس بقوة:
في هذه الصورة نرى رجلين يقومان بنفس العمل لكن الأول استخدم عضلاته فهو بالتأكيد تعبان ووضعه غير مستقر . هذا الرجل استعمل ما يعرفه من وسائل وطرق تعلمها من قبل و اعتاد عليها فهي بالنسبة إليه السبيل الأمثل للقيام بهذا العمل .
والثاني استعمل عقله فوجد حلا آخر . وهذا الحل لن يختلف حوله اثنان أنه أفضل من أسلوب الرجل السمين . وهذا ما يفعله التغيير للافضل بصاحبه .
ولكي تتعلم كيف تغير حياتك للافضل وكيف تتغلب على مخاوفك ، إليك هذه الخطوات الأساسية لتتبعها :
كيف تغير حياتك الخطوة الأولى :
أن تعي حجم المشكلة ، فإن عرفت أن أسلوبك الذي تتبعه لا يجدي نفعا. أي انه يعطيك نتائج ضعيفة . وبما أنك بحاجة إلى نتائج أفضل فعليك اتباع اسلوب آخر. فنفس الأسلوب سيعطيك نفس النتيجة. إذا غير أسلوب تفكيرك وطريقة تصرفك تنل أحسن النتائج وتتغير حياتك للافضل
كيف تغير حياتك الخطوة الثانية :
عليك الآن أن تعرف ما الخطأ الذي تفعله فيجعلك قليل الانتاجية؟ ما الذي يجعلك تضيع الكثير من الوقت والجهد مقابل نتائج ضعيفة؟ أجب عن هاته الأسئلة ، واعرف أخطائك لتتجنبها.
قد يقول لي قائل : " أنا لا أعرف ما الذي أقوم به خطأ كي اتجنبه. ولو كنت أعرف خطئي لما واصلت القيام به."
في هذه الحالة يجب عليك أن تبحث عن قدوة ، ابحث عن من سبق له أن نجح فيما تودّ النجاح فيه أنت واسأله كيف فعل ذلك؟
إن لم يجبك ، لأنه يريد أن يبقي الأمر سرّا ، فابحث في الأنترنيت فهو بحر لا ساحل له من المعلومات . ستجد فيه جوابا كافيا لأسئلتك . خصوصا في http://youtube.com
كيف تغير حياتك الخطوة الثالثة:
بعد أن تعرف ما الذي تقوم به خطأ وتتعلم كيف يقوم به الآخرون ليحصلوا على نتائج أفضل منك ، عليك الآن أن تقرر أن تغير سلوكك لتغير حياتك للافضل . اعط لهذه الخطوة أهميّة بالغة. فإن لم تحزم أمرك ستبقى دائم التردد ، وسرعان ما ستعود إلى أسلوبك القديم.
إن أحسست بالخوف من التغيير فاعلم أنك تريد أن تغير حياتك نحو الأفضل. لذا تقدّم بعزم وتوكّل على مولاك وصلي صلاة الاستخارة ليطمئن قلبك فتمضي نحو حياة مملوءة بالنجاح.
كيف تغير حياتك الخطوة الرابعة:
التخطيط ، هي الخطوة التالية . وإذا غاب التخطيط حضرت العشوائية والتي تجرّ معها خيبة الأمل بسبب النتائج الضعيفة أو الغير مرضية. قم بإعداد خطّة والتزم بها مع المرونة في التنفيذ ، راجعها باستمرار كي لا تنساها.
ولكي أساعدك على وضع خطة مدروسة ، كتبت كتابا بعنوان كيف تعد برنامجا ممتعا؟ وكيف تنفده بسهولة؟ يمكنك الاطلاع عليه من هنا .
نصائح :
1 ـ ابدأ بخطوات صغيرة لتغير حياتك للافضل ، في رياضة الجري يبدأ الناس مشيا ثم هرولة وبعد أن يسخن الجسد يسرعون خطاهم
2 ـ كافئ نفسك كلما حققت جزئا من خطتك، اذهب في رحلة أو اشتري لنفسك هديّة أو ... أنت تعرف ما يحفّزك لتستمرّ.
3 ـ لا تنتظر أن تكون الظروف مناسبة ، فهي حجة واهية . لن تكون مناسبة أبدا . انطلق نحو هدفك في الظروف الحالية واقتحم الصعاب وسترى كيف ستتلائم الظروف مع إرادتك رغما عنها.
ابتسم للحياة
﴿ أَلاَ بِذِكْرِ اللّه تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ ﴾
الصدقُ حبيبُ اللهِ ، والصراحةُ صابونُ القلوبِ ، والتجربةُ برهانٌ ، والرائدُ لا يكذبُ أهله ، ولم يوجدْ عملٌ أشرحُ للصدرِ وأعظمُ للأجرِ كالذكر﴿ فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ ﴾ وذكرُهُ سبحانهُ جنَّتُهُ في أرضِهِ ، من لمْ يدخلْها لم يدخل جنة الآخرةِ ، وهو إنقاذٌ للنفس من أوصابِها وأتعابِها واضطرابِها ، بلْ هو طريقٌ ميسّرٌ مختصرٌ إلى كلِّ فوزٍ وفلاحٍ . طالعْ دواوين الوحي لترى فوائدَ الذكرِ ، وجَرِّبْ مع الأيامِ بلْسمهُ لتنالَ الشفاءَ .
بذكره سبحانهُ تنقشعُ سُحُبُ الخوفِ والفَزَعِ والهمِّ والحزنِ . بذكره تُزاحُ جبالُ الكَرْبِ والغمِ والأسى .
ولا عجبَ أنْ يرتاح الذاكرون ، فهذا هو الأصلُ الأصيلُ ، لكن العَجَبَ العُجابَ كيف يعيشُ الغافلون عن ذكِرِهِ ﴿ أَمْواتٌ غَيْرُ أَحْيَاء وَمَا يَشْعُرُونَ أَيَّانَ يُبْعَثُونَ ﴾ .
يا منْ شكى الأرق ، وبكى من الألم ، وتفجَّع من الحوادثِ ، ورمتْهُ الخطوبُ ، هيا اهتفْ باسمه المقدس ،﴿ هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيّاً ﴾.
بقدرِ إكثارك من ذكرِه ينبسطُ خاطرُك ، يهدأُ قلبُك ، تسعدُ نفْسُك ، يرتاحُ ضميرك ، لأن في ذكره جلَّ في عُلاه معاني التوكلِ عليه ، والثقةِ به والاعتمادِ عليه ، والرجوعِ إليه ، وحسنِ الظنِّ فيه ، وانتظار الفرجِ منُه ، فهو قريبٌ إذا دُعِي ، سميعٌ إذا نُودِي ، مجيبٌ إذا سُئلَ ، فاضرعْ واخضعْ واخشعْ ، ورَدِّدِ اسمهُ الطيب المبارك على لسانِك توحيداً وثناءً ومدحاً ودعاءً وسؤالاً واستغفاراً ، وسوف تجدُ – بحولِهِ وقوتِهِ – السعادة والأمنَ والسرور والنور والحبورَ ﴿ فَآتَاهُمُ اللّهُ ثَوَابَ الدُّنْيَا وَحُسْنَ ثَوَابِ الآخِرَةِ ﴾ .
﴿ أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَى مَا آتَاهُمُ اللّهُ مِن فَضْلِهِ ﴾
الحسدَ كالأكلةِ الملِحَةِ تنخرُ العظمَ نخْراً ، إنَّ الحسد مرضٌ مزمنٌ يعيثُ في الجسم فساداً ، وقد قيل : لا راحة لحسود فهو ظالمٌ في ثوبِ مظلوم ، وعدوٌّ في جِلْبابِ صديقٍ . وقد قالوا : لله درُّ الحسدِ ما أعْدَلَهْ ، بدأ بصاحبهِ فقتَلَهَ .
إنني أنهى نفسي ونفسك عن الحسدِ رحمةً بي وبك ، قبل أنْ نرحم الآخرين ؛ لأننا بحسدِنا لهمْ نطعمُ الهمَّ لحومنا ، ونسقي الغمَّ دماءَنا ، ونوزِّعُ نوم جفوننا على الآخرين .
إنَّ الحاسد يُشْعِلُ فرناً ساخناً ثم يقتحمُ فيه . التنغيصُ والكدرُ والهمُّ الحاضرُ أمراضٌ يولّدها الحسدُ لتقضي على الراحةِ والحياةِ الطيبةِ الجميلةِ . بلِيَّةُ الحاسِدِ أنهُ خاصمَ القضاءَ ، واتهم الباري في العدْلِ ، وأساء الأدب مع الشَّرعْ ، وخالف صاحبَ المنْهجِ .
يا للحسد من مرضٍ لا يُؤجرُ عليهِ صاحبُه ، ومن بلاءٍ لا يُثابُ عليه المُبْتَلَى به ، وسوف يبقى هذا الحاسدُ في حرقةٍ دائمةٍ حتى يموت أو تذْهَبَ نِعمُ الناسِ عنهم . كلٌّ يُصالحُ إلاَّ الحاسد فالصلحُ معه أن تتخلّى عن نعمٍ اللهِ وتتنازل عن مواهِبِك ، وتُلْغِي خصائِصك ، ومناقِبك ، فإن فعلت ذلك فلَعَلَّهُ يرضى على مضضٍ ، نعوذُ باللهِ من شرِّ حاسد إذا حسدْ ، فإنه يصبحُ كالثعبانِ الأسودِ السَّام لا يقر قراره حتى يُفرِغَ سمَّهُ في جسم بريءٍ .
اقبلِ الحياة كما هي
حالُ الدنيا منغصةُ اللذاتِ ، كثيرةُ التبعاتِ ، جاهمةُ المحيَّا ، كثيرةُ التلوُّنِ ، مُزِجتْ بالكدرِ ، وخُلِطتْ بالنَّكدِ ، وأنت منها في كَبَد .
ولن تجد والداً أو زوجةً ، أو صديقاً ، أو نبيلاً ، ولا مسكناً ولا وظيفةً إلاَّ وفيه ما يكدِّرُ ، وعنده ما يسوءُ أحياناً ، فأطفئ حرَّ شرِّهِ ببردِ خيْرِهِ ، لتنْجُوَ رأساً برأس ، والجروحُ قصاصٌ .
أراد اللهُ لهذه الدنيا أن تكون جامعةً للضدينِ ، والنوعين ، والفريقين ، والرأيين خيْرٍ وشرٍ ، صلاحٍ وفسادٍ ، سرورٍ وحُزْنٍ ، ثم يصفو الخَيْرُ كلُّهُ ، والصلاحُ والسرورُ في الجنةِ ، ويُجْمَعُ الشرُّ كله والفسادُ والحزنُ في النارِ . في الحديث : (( الدنيا ملعونةٌ ملعونٌ ما فيها إلا ذكرُ اللهِ وما والاهُ وعالمٌ ومتعلمٌ )) فعشْ واقعكَ ولا تسرحْ من الخيالِ ، وحلّقْ في عالمِ المثالياتِ ، اقبلْ دنياكَ كما هي ، وطوِّع نفسك لمعايشتها ومواطنتِها ، فسوف لا يصفو لك فيها صاحبٌ ، ولا يكملُ لك فيها أمرٌ ، لأنَّ الصَّفْوَ والكمال والتمام ليس من شأنها ولا منْ صفاتِها .
. فينبغي أنْ نسدد ونقارب ، ونعْفُوَ ونصْفحَ ، ونأخُذ ما تيسَّرَ ، ونذر ما تعسَّر ونغضَّ الطَّرْف أحياناً ، ونسددُ الخطى ، ونتغافلُ عن أمورٍ .
سأروي ثلاث قصص ولنرى ماهي الفائدة :
القصة الأولى :
قصة الحاجب المنصور
التفاؤل
هذه القصة حدثت في الأندلس عندما كانت في أيدي المسلمين
كان هناك حمالي يحمل أمتعت الناس من السوق إلى بيوتهم بواسطة حمار له وكان كل يوم على تلك الحالة يعمل في حمل أمتعت الناس وفي إحدى الأيام وبعد تعب الدوام سأل صاحبنا أصحابه ماذا يتمنى كل واحد منكم ان يكون في المستقبل؟
لم يجبه احد منهم والسبب أنهم كانوا متعبين ولم يكن عندهم الاستعداد عن الاجابه عن السؤال فقال لهم : اما انا فأتمنى ان أكون حاكم للأندلس .. فأجابوه باستغراب .. حاكم للأندلس !!فقال نعم ( الرجال شكله بايعها الله يعينه بس لو سمعه الحاكم )فقال لصاحبه الذي عن يمينه ماذا تتمنى ان اصنع لك لو أصبحت انا حاكم للأندلس
قال إذا أصبحت أنت حاكم للأندلس أريدك ان تضعني على ظهر حماري وتجعل ظهري للخلف وتجعل جنودك يضربونني بالعصي ويقولون هذا الكذاب هذا الكذابفقال صاحبنا الحمالي حسنا
وسأل صاحبه الذي عن يساره ماذا تتمنى أنت قال انا أتمنى إذا أصبحت أنت حاكم للأندلس ان تعطيني قصراً كبير وحصانا ابيض وجواري حسان وبدأ صاحبنا يعدد أمانيهوتمر الأيام ويبدأ صاحبنا بوضع يده على الخطوة الصحيحة .. لن أطيل في هذا الجانب الذي يهمني ان صاحبنا استطاع ان يحقق حلمه ويحكم الأندلس بل هو الحاكم الذي توسعة فيه ارض الأندلس إلى اكبر سعه وحققت على يديه الفتوحات ووسعت المساجد انه الحاكم الحاجب المنصور وبعد مرور الأيام والسنين أمر الحاجب المنصور وزيرة ان يبحث عن صاحباه فوجدهم في السوق كل منهم يعمل في نقل الامتعه بحماره كما كان.
فلما حضروا للحاجب المنصور قال لصاحبه الأول الذي كان عن يمينه ماذا كنت تتمنى في أيامنا الغابر فقال انا أنا انما كانت أحاديث ولت وانتهت فقال لا لم تنتهي فقال هوا ذالك فقال لوزير اجعله على حماره وفعل به كما أراد.
وقال لصاحبه الثاني ماذا تمنيت فقال الجواري الحسان وان تعطيني قصرا وسط بستان وحصان ابيض فقال لوزيره أعطوه ما أراد
فسأل الوزير الحاكم الحاجب المنصور كأنك قسيت على صاحبك الأول بقدر ما عطفت وأكرمت الثاني
فقال ليعلم ان الله على كل شيء قدير
القصة الثانية
قصة قبيلة الاشانتي في غينيا
قبيلة الاشانتي هذه يسمون أبناءهم على حسب اليوم الذي يولدون فيه
كان لي صاحب اسمه اكواسي من غينيا واكواسي اي يوم الأحد وتعني عندهم ( اللطيف والحنون والعطوف ) وكان يظهر عليه ذلك فعلا انه عطوف وحنون فسألته عن التسميات في قبيلتهم فقال لي صحيح وقال من ضمن التسميات عندهم كواكو وهذا الذي يولد في يوم الأربعاء وتعني ( العدواني والشرير )
وفعلا في غينيا 60% من الذين يقومون بالجرائم أسماؤهم كواكو
ودعونا نتصور ام حامل وتدعوا الله ان لا يولد ابنها يوم الأربعاء او دعونا نتصور ابن ولد يوم الأربعاء وغلط غلطة ما فقال له أهله لاغرابه فأنت مولود يوم الأربعاء
وقال علماء علم الاجتماع ان تفسير هذه الحالة ان تفكير سلبي ينشأ في أذهان الأهل وأنهم يرسخون هذا التفكير في عقول أبناءهم( اي العطوف ليكون عطوف والشرير ليكون شرير )
ونستفيد من هذه القصة- غير تفكيرك يتغير واقعك.
- الإنسان يحصد مايزرعه من أفكار سلبيه وايجابيه في هذه الحياة.
القصة الثالثة
قصة ادسون ( الرغبة في النجاح )
قام ادسون بألف تجربه ليخترع المصباح وكان في كل مره تفشل فيها التجربة يأتون إليه أصحابه ويقولون له لقد فشلت يا ادسون فيقول لهم لم افشل بل تعلمت طريقه جديدة لاخترع المصباح بها
وادسون هو من قام باختراع المصباح
فن التعامل مع الاخرين
ولدى الغربيين معاهد خاصةٌ يُدرَّسُ فيها ما يسمى بالمهارات الاجتماعية. كيف يتحدث الإنسان؟ كيف يكسب الثقة بنفسه؟ كيف يكون لبِقاً في الحديث مع الناس؟. والإسلام فيه الكثير من كنوز الآداب ,ومنها آداب التعامل ,وقد أُعطينا القدوة من الأنبياء وخاتمهم رسول الله عليهم الصلاة والسلام جميعاً.
ولكن المسلمين لم يستطيعوا أن يستفيدوا منها ولم يتجاوزوا حتى الآن مرحلة التنظير (مرحلة الفكر) يقال: من آداب الصحبة كذا, ومن آداب العشرة كذا, ومن آداب الحديث كذا. وقليلٌ من الناس من يتدرب ويُدرِّب قومه. فليس هناك تدريبٌ عملي إلا نادراً فالقالب هو التعليم وليس التربية, والتدريب العملي هو المطلوب (1) .وهو محور الكلام في هذا البحث:
• اختلاف الطباع وأساليب التعامل .
• التعامل مع الإنسان .
• الدوافع التي تحرك المسلم إلى حسن التعامل .
• قواعد ثابتة في التعامل .
• الطُعم المناسب هو الذي يصطاد السمك.
• كيف تكسب الآخرين وتؤثر في الناس ؟ (أساليب التعامل).
أولاً : اختلاف الطباع وأساليب التعامل:
الناس منذ خلقهم الله وهم مختلفوا الطبائع والرغبات والميول. روى مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"الناس معادن كمعادن الفضة والذهب, خيارهم في الجاهلية خيارهم في الإسلام إذا فقهوا, والأرواح جنودٌ مجندةٌ, فما تعارف منها ائتلف وما تناكر منها اختلف"
وعن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال:"إن الله خلق آدم من قبضة قبضها من جميع الأرض, فجاء بنو آدم على قدر الأرض, فجاء منهم الأحمر والأبيض والأسود وبين ذلك, والسهل والحزن والخبيث والطيب"
وتمثل بعض الشعراء بهذا المعنى, فقال:
الناس كالأرض ومنها هُمُ ** فمن خَشنِ الطبع ومن ليِّنِ
فجنـدلٌ تدمـى بـه أرجـلٌ ** وإثـمدٌ يـُوضـع في الأعـينِ
ويُعلم بداهةً أن معاملة هذه الاختلافات معاملةً واحدةً لا يستقيم. فما يلائم هذا لا يناسب ذاك، وما يحسُنُ مع هذا لا يجمل مع غيره. لذا قيل:(خاطبوا الناس على قدر عقولهم ).
فكان شأنه صلى الله عليه وسلم في تربية أصحابه وتعليمهم أن يراعي أحوال من يتعامل معهم وينزل الناس منازلهم.ففي فتح مكة أمر الرسول صلى الله عليه وسلم المنادي أن يعلن في الناس أن من دخل المسجد الحرام فهو آمن, ومن دخل بيته فهو آمن, ومن دخل دار أبي سفيان فهو آمن..., ألا ترى أن دار أبي سفيان لم يكن لها ما يميزها عن دُور أهل مكة, وأن دخول هذه الدار أو غيرها سيّان ؟.
ومنها توزيعه صلى الله عليه وسلم بعض أموال الغنائم والفيء على أناسٍ دون أناس.وكذلك تقسيمه الأعمال والمهام على أصحابه كُلٌّ بحسبه، فما أوكل إلى حسان غير ما أوكل إلى معاذ ويصح ذلك مع أبي بكر وعمر و صهيب وخالد وبقية الصحابة رضي الله تعالى عنهم أجمعين.
إنها المعرفة بنفسيات الناس وما يطيقون وما يحبون ,ومعرفة الدخول إلى قلوبهم.
ثانياً :التعامل مع الإنسان:
الإنسان كما هو معلومٌ مكونٌ من عدة قضايا ,فهو ليس آلةً من الآلات, وإنما هو إنسانٌ بروحه وجسمه وعقله ومشاعره وهو محتاجٌ لتغذية هذه الأمور كلها .وبعض الناس يخطئون عندما يتعاملون مع الإنسان في الجانب الدعوي مثلاً: إذ يتعاملون مع الفكر فقط أو الفعل فقط دون أن يهتموا بمشاعر الإنسان الذي يتعاملون معه. كأصحاب المصانع الذين يتعاملون مع الجسم: كم ينتج ؟ كم ساعة يعمل ؟, ويهملون جانب الفكر وجانب العقل وجانب المشاعر.
كثيرٌ من الناس يهملون جوانب وقضايا من قضايا التعامل مع الإنسان, ولكن لابد من التركيز عليها كاملةً حتى يكون التعامل مع الإنسان شاملاً ومؤثراً. هذا التعامل الذي أكتب عنه يختلف الأثر الناتج عنه بحسب محتوى الكلام, أو طريقة الكلام, أو السلوك المصاحب للكلام, فقد يقول إنسانٌ كلاماً معيناً تحس منه أن هذا الإنسان يقوله من قلبه, وآخر يقول الكلام نفسه غير أنك تحس أنه يقوله من فمه . شخصٌ يقول: جزاك الله خيراً. وثانٍ يقول: الله يجزيك الخير. وثالثٌ يقول: جزاك الله خيراً
فستشعر أن الثاني والثالث يقولان الكلمة من قلبيهما, وهذا يحتاج إلى تدريبٍ و إلى ممارسةٍ, فإنسان يكلمك وهو ينظر إليك فـهو يحترمك ويقدرك, فهذا يختلف عن إنسانٍ يكلمك وهو ينظر إلى ورقة أمامه أو إلى مكان آخر, حتى إذا سكت عن الحوار قال لك : تفضل أكمل وهو ينظر إلى الأرض مثلاً. إن هذا غير مهتمٍ بك.
تلك أمثلةٌ متعلقةٌ بالسلوك المصاحب للكلام
وهناك أمثلةٌ تتعلق بمحتوى الكلام أو طريقته أو كيفية التعامل العملي مع الناس تأتي ـ إن شاء الله ـ ضمن البحث والمهم أن يتم التدريب العملي على كيفية التعامل.
ثالثاً : الدوافع التي تُحرِّك الشاب إلى حُسنِ التعامل:
أولاً: أن يكون من خير الناس أو خيرهم:
فالمسلم يبحث عن رضا الله ومحبته, وأن تتحقق الخيرية في نفسه ويكون من خير الناس أو خيرهم.يقول الرسول صلى الله عليه وسلم :"خير الناس أحسنهم خُلُقاً" فالمسلم لايُحسِّنُ خلقه ليكسب مصلحة,إنما لكسب رضا الله عز وجل, وهنا تستمر الأخلاق سواءاً رضي الناس أم لم يرضوا , تحسنت العلاقة أم لم تتحسن , كسب الود أم لم يكسب ,فالأجر ثابتٌ على أيَّة حالٍ, وهذا هو ضمان الاستمرارية. ويقول صلى الله عليه وسلم :" إن الرجل ليدرك بحسن خلقه درجات قائم الليل وصائم النهار " ,ويقول الرسول صلى الله عليه وسلم :"المؤمن يألف ويؤلف ولاخير فيمن لا يألف ولا يؤلف , وخير الناس أنفعهم للناس "
ثانياً: الأخلاق الحسنة مأمورٌ بها :
إن الله سبحانه وتعالى أمرنا أن نلتزم الحكمة في التعامل مع الناس وهذا عينُ العقل. يقول الله عز وجل: "ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن إن ربك هو أعلم بمن ضل عن سبيله وهو أعلم بالمهتدين ".
والموعظة الحسنة هي محتوى الكلام الذي يدعو إلى شيء طيب .
وقد وصف الله تعالى رسوله صلى الله عليه وسلم بأنه ليِّن الجانب, وهو إن لم يكن كذلك لخسر الناس ولانفضوا من حوله وهم الصحابة رضي الله عنهم وهو الرسول صلى الله عليه وسلم ,فلم يقل صلى الله عليه وسلم من أراد فليأت ,ومن لم يرد فلا يهمنا أمره,إنما كان حريصاً عليهم. يقول تعالى:"فبما رحمةٍ من الله لنت لهم ولو كنت فضاً غليظ القلب لانفضوا من حولك". أي لو كنت يامحمد يا رسول الله فضاً غليظ القلب لا نفضوا من حولك "فاعف عنهم واستغفر لهم وشاورهم في الأمر " فإن من وسائل المعاملة الحسنة: أن تعفو عنهم, وتستغفر لهم. أي: أن تتجاوز عن الأخطاء وتغض الطرف عنها وتستغفر لهم. فتلك وسيلةٌ من وسائل تشجيعهم وتنمية السلوك الطيب فيهم. وتشاورهم في الأمر أي: تحترم رأيهم وتقدرهم وتعطيهم شيئاً من القيمة عندما تتعامل معهم, فما أسهل الناس وأنت تشاورهم, وما أقربهم منك وأنت تقدرهم. يقول ميمون بن مهران:"التودد إلى الناس نصف العقل " فالذي يتودد إلى الناس يعتبر مسلكه هذا نصف العقل ولكن بشرط أن يكون ودوداً وعاقلاً .
رابعاً: قواعد ثابتة في التعامل:
هناك قواعد ثابتةٌ ومشتركةٌ بين كل شعوب العالم وهي تنطلق من الفطرة, يستوي التعامل فيها مع المسلم وغيره . لنتعلم هذه القواعد أو بعضها حتى نمارسها عملياً وقد تمتد تلك الممارسة إلى سنواتٍ حتى نتخلص من طبع سيءٍ يكرهه الناس, أو نكتسب طبعاً طيباً يحبه الناس فمن هذه القواعد المشتركة:
1ـ أن حديثنا وموضوعنا عن التعامل مع الأسوياء من الناس, أما الشواذ فتكون لهم معالجة فردية. فالسويُّ من إذا أكرمته عرف المعروف, والشاذ من يتمرد إذا أنت أكرمته.
إذا أنت أكرمت الكريم ملكته * وإن أنت أكرمت اللئيم تمردا
2ـ تختلف طريقة التعامل تبعاً لاختلاف العلاقة: الوالد مع ولده, الزوج مع زوجته, الرئيس مع مرؤوسه, والعكس.
3ـ أن التعامل يتغير باختلاف الأفهام والعقول. فالرجل الذكي الفاهم الواعي تختلف طريقة تعامله عن الشخص الآخر المحدود العقل المحدود الفهم المحدود العلم, فالحديث معه يكون مناسباً لطبيعته وقدرته على الفهم.
4ـ يختلف أسلوب التعامل أيضا باختلاف الشخصية. فطريقة التعامل من شخص شكَّاكٍ وحسَّاسٍ تختلف عنها مع شخصٍ سويٍّ, فالطريقة تختلف باختلاف الشخصيات والصفات التي تكون بارزةً فيهم.
خامساً: الطُعم المناسب هو الذي يصطاد السمك:
يقول المؤلف دايل كارنيجي:"من هواياتي أن اصطاد السمك, وبمقدوري أن أجعل الطُعم الذي أثبته في السنارة أفخر أنواع الأطعمة, لكني أفضل استعمالي طعوم الديدان على الدوام, ذلك أنني لا أخضع في انتقاء الطعوم إلى رغبتي الخاصة, فالسمك هو الذي سيلتهم الطُعم... وهو يفضل الديدان فإذا أردت اصطياده قدَّمت له مايرغب فيه .
والآن . لماذا لا نجرب الطُعُومَ مع الناس ؟
لقد سئل لويد جورج السياسي البريطاني الداهية, عما أبقاه في دفَّة الحكم مع أن معاصريه من رجال الدول الأوربية الأخرى لم يستطيعوا الصمود مثله, فقال: ( إنني أُلائم بين ما أضعه في السنارة وبين نوع السمك ).
والواقع أن "الطُعم" هذا مهمٌ للغاية... ذلك أن علاقتك مع الآخرين تُهمهم أيضا بقدر ما تهمك أنت, فحين تتحدث إليهم حاول أن تنظر بعيونهم, وتعبر عما في نفسك من زاويتهم وبمعنى آخر أبدِ لهم اهتمامك بهم , أكثر من اهتمامك بمصلحتك الشخصية, اجعلهم يتحمسون لما تريد منهم أن يفعلوه عن طريق اتخاذ الموقف من جانبهم "
سادساً: أساليب التعامل مع الناس :
في هذا العنصر أتطرق إلى بعض القضايا التي يحبها الناس وبعض القضايا التي يكرهونها, وتؤثر فيهم سلباً و إيجاباً وهذه الأساليب تجارب ناجحةٌ, لأن قدوتنا فيها هو نبينا عليه أفضل الصلاة والسلام . وهذه الأساليب لها شواهد من السنة ومن الواقع المُجرَّب أذكر منها مايناسب, فمنها:
1ـ الناس يكرهون النصيحة في العلن :
لا يختلف اثنان في أن النصيحة في العلن يكرهها الناس, لأن كل الناس يكرهون أن تبرز عيوبهم أمام غيرهم, كل الناس مسلمهم وكافرهم. ولكن أخذ الفرد ونصحه على انفراد أدعى للقبول وأدعى لفهم المسألة .
2ـ لا تلُم أحداً عساكَ ألاّ تُلام ( لا تُكثر من لوم الناس ) :
الناس يكرهون من يؤنب ويوبّخ في غير محل التأنيب ومن غير تأنٍ ودون السؤال والاستفسار, بل من الخطأ أن يتمادى الإنسان في التأنيب بعد أن يعتذر صاحبه ومن يتحدث معه فالناس جميعاً ومنهم نحن عاطفيون أولاً, ثم أصحاب منطقٍ وعقولٍ في الدرجة الثانية . إن لنا نفوساً ذات مشاعر وأهواء, وهي تريد من الآخرين أن يحترموها كما هي. فلماذا تحاول مناقضة نفوس الآخرين, بينما تعرف أن نفوسنا من نفس النوع ؟ إن اللوم والتأنيب مُرُّ المذاق ثقيلٌ على النفس البشرية فحاول تجنبه حتى تكسب حُبَّ غيرك.
3ـ من الحكمة أن تُسلم بخطئك حين تخطيء:
إن الاعتراف بالخطأ يزيل التحامل الذي يمكن أن يتولد في صدر الخصم أولاً, ومن ثم يخفف أثر الخطأ ثانياً...فحين ترى أنك على خطأٍ اعمد إلى التسليم به, وهو كفيلٌ بأن يجعل الخصم يقف منك موقف الرحيم السريع العفو, وعلى العكس من ذلك إذا أصررت على الدفاع عن خطئك. وقديماً قيل :"المقر بذنبه كمن لا ذنب له".
4ـ إيَّاك والأنا :
الناس يكرهون دائماً من ينسب الفضل لنفسه, فإذا حدث إخفاقٌ ألقى بالتبعة على الآخرين وإذا حدث نجاحٌ نسبه لنفسه.جاء في بحثٍ إحصائيٍ قامت به مصلحة التليفونات في نيويورك: أنَّ كلمة (أنا) هي أكثر كلمةٍ ترِّن بها أسلاك شبكتها التليفونية. ومعنى ذلك أن اهتمام الناس كُلٌّ بنفسه, هو الصفة المسيطرة على البشر, فإذا كنت تهتم بنفسك أولاً, ولا تحاول اجتذاب الآخرين بالاهتمام بهم, فكيف تنتظر منهم أن يهتموا بك إذن؟.
5 ـ لا تُركِّز على السلبيات دون الحسنات:
خذ مثالاً: علاقة المرأة المسلمة بزوجها المسلم, والتي يمكن أن يُعممَ مغزاها في كل قضايا التعامل، يقول صلى الله عليه وسلم :"لا يَفْرَكْ مؤمنٌ مؤمنةً إن كره منها خلقاً رضي منها آخر" فما أحدٌ يسلم من العيوب فلا زوجة بلا عيوب, ولا صديق بلا عيوب, ولا رئيس ولا مرؤوس, يقول سعيد بن المسيب:"ليس من شريفٍ ولا عالمٍ ولا ذي فضلٍ إلا فيه عيب, ولكن من الناس من لاينبغي أن تُذكر عيوبه " فمن كان فضله أكثر من نقصه ذهب نقصه لفضله, ولاتذكر عيوب أهل الفضل تقديراً لهم.
وكم من الناس ننقدهم فإذا رأينا غيرهم حمدناهم.
بكيت من عمروٍ فلما تركته * وجربت أقواماً بكيت على عمرو
والرسول صلى الله عليه وسلم يعطينا المثل فيذكِّرُ بفضل الأنصار, لأن البشر بطبعهم ينسون الحسنات. فقد أخرج البخاري قوله صلى الله عليه وسلم :"أوصيكم الأنصار فإنهم كرشي وعيبتي (يعني بطانتي وخاصتي ), فقد قضوا الذي عليهم (يقصد أنهم وفوا بما تعهدوا به في بيعة العقبة), وبقي الذي لهم ، فاقبلوا من محسنهم وتجاوزوا عن مسيئهم ". إن هذا قمة الإنسانية والعدل .
6ـ الناس يكرهون من لا ينسى الزلات:
الناس يبغضون من لاينسى زلاتهم ولايزال يُذَكِّر بها ويمُنّ على من عفا عنه, فالناس يكرهون ذلك الإنسان الذي يُذَكِّرُ الناس بأخطائهم ويعيدها عليهم مرةً بعد مرةٍ. والله عز وجل يقول:"والعافين عن الناس". ويقول الرسول صلى الله عليه وسلم :"من ستر مسلماً ستره الله في الدنيا والآخرة " (15) فالذي يذكر ويعيد الخطأ يكره الناس الاجتماع به والارتياح إليه .
7ـ احذر من النقد المباشر:
الانتقاد لايحتاج إلى موهبةٍ خاصةٍ أو بذل نشاطٍ كبيرٍ, ففي وسع أي أحمقٍ أن يُشنِّع على رجلٍ ذي عبقرية وتميزٍ وأن يتهمه ويسخر منه. دعنا نحاول أن نفهم الأخرين ونتلمس لهم الأعذار حين تقصيرهم فهذا أمتع من النقد المباشر. فطبيعة البشر تأبى ذلك. نعم, قد ينفذ الشخص المنتقد المطلوب منه ولو كان الأسلوب مباشر وبنقدٍ حادٍ, ولكن لو كانت الطريقة ألطف كان ذلك أدعى للقبول. ولنا في رسول الله صلى الله عليه وسلم أسوةً حسنةً, ومن ذلك ما ورد في قصة القوم الفقراء والذين جاؤوا وكانوا كلهم من مُضَر, وتأثر الرسول صلى الله عليه وسلم لما لهم من الفقر فقام وخطب الناس, ثم قال:"تصدق رجلٌ من ديناره, من درهمه, من ثوبه, من صاع تمره". ولم يقل تصدقوا ولم يعاتبهم على عدم الصدقة, فانظر النتيجة: جاء رجلٌ من الأنصار بِصُرّة كادت تعجز يده عن حملها , بل عجزت, وقدمها للرسول صلى الله عليه وسلم فاستهل وجهه وقام الناس وتصدقوا فأصبح عنده كومة من الصدقات ,وفرح الرسول صلى الله عليه وسلم فقال :" من سَنَّ في الإسلام سُنةً حسنةً ..." وهكذا فاحذر من النقد المباشر الذي لاتكسب منه سوى إيغار الصدور .
8ـ الفت النظر إلى الأخطاء تلميحاً وبكُلِّ لباقةٍ:
أنت وأنا والناس جميعا يكرهون أن ينتقدهم غيرهم إلا أننا جميعاً كثيراً ما نفعل أفعالاً تستدعي الانتقاد , فإذا وددت انتقاد الغير وكان هناك موجبٌ حقيقيٌ لذلك ,فكيف نفعل ؟.
لنا في رسول الله صلى الله عليه وسلم وسلم قدوةً حسنةً, حينما قال لعبدالله بن عمر رضي الله عنه :"نعم الرجل عبد الله لو كان يقوم من الليل " فنجد أن الرسول صلى الله عليه وسلم عالج الخطأ بكل لباقةٍ بل وقدم المدح والثناء قبل لفت النظر إلى الخطأ.
إن المقصود بالانتقاد والتوجيه هو إصلاح الغير مع ضمان عدم إثارة البغضاء في قلبه, ولهذا كان على المنتقد أن يلجأ إلى التلميح بما يراه ناقصاً, ولكن من طرفٍ خفيٍ.
9ـ تكلَّم عن أخطائك أولاً, وقدٍّم اقتراحات مهذبة:
إن افعل هذا، ولا تفعل ذاك لا تعطي نتيجةً طيبةً كقولك : (أليس من الأفضل أن تفعل هذا ؟) أو (أليس من الأفضل أن لا تفعل ذاك ؟) ذلك أن الأمر الجازم صعبٌ على النفس أن تتقبله, وحتى لو تقبله الرجل الذي توجه إليه الأمر فإن توجيهك ذلك له يُبقي في نفسه جرحاً غائراً يطول قبل أن يندمل , أما الاقتراح (المهذب) فهو مستساغٌ لا يشعر المرء تجاهه بغضاضةٍ فينفذه راضياً محتفضاً بعزته وتقدير نفسه.
قبل بضع سنوات, قرَّرَ مجلس إدارة شركة (جنرال إلكتريك) إقالة رئيس قسم الحسابات في الشركة وكان مهندساً كهربائياً عبقرياً طالما انتفعت به الشركة, لكنه لم ينجح في إدارة قسم الحسابات أيَّ نجاحٍ, وكانت الشركة تقدر للرجل فضله لكن تود كفَّ يده عن قسمٍ حيويٍّ فيها, فكيف تبلغه ذلك؟.
لقد اخترعت له منصب " المهندس المستشار للشركة " وجعلته عليه ثم سلمت إدارة القسم لشخصٍ آخر... فحاول دائماً أن تحفظ ماء وجه الآخرين.
10ـ لا تعامل الناس باستعلاء:
الناس يكرهون من يعاملهم باحتقارٍ و استعلاءٍ مهما كان هذا الإنسان. روى هارون بن عبد الله الجمال, فقال: ( جاءني أحمد بن حنبل بالليل ـ انظروا كيف يكون التصرف يريد أن يصحح خطأً! ـ، فدقَّ علي الباب، فقلت: من هذا ؟ فقال: أنا أحمد، ـ لم يقل: الشيخ أحمد ـ فبادرت وخرجت إليه فمساني و مسِّيته. فقلت: حاجة أبي عبد الله ؟ ( أي: ما حاجتك ؟), قال: شغلت اليوم قلبي. فقلت: بماذا يا أبا عبد الله ؟, قال: جُزتُ عليك اليوم وأنت قاعدٌ تُحدِّث الناس في الفيء (الظل) والناس في الشمس بأيديهم الأقلام والدفاتر. لا تفعل مرة أخرى، إذا قعدت فاقعد مع الناس). انظر كيف كانت النصيحة والذي يرويها ليس الإمام وإنما ذلكم الشخص المتأثر بالنصيحة!.
11ـ احترم آراء الآخرين، ولا تقُل لأحدٍ: أنت مخطئ:
حين تبدأ كلامك مع رجلٍ بأن تقول له: (( أنت مخطئ )) أو(( اسمع يا هذا: سأثبت بطلان ما تقول))، أو باللهجة العامية: ((ما عندك سالفة )), أتدري أنك في تلك اللحظة تعني: أنك أيها الرجل تعوزك براعتي و ينقصك ذكائي، قف أمامي ذليلاً لكي أدلك على الطريق الذي بلغه ذهني المتوقد وحكمتي الأصيلة؟ هذا هو المعنى بالضبط... فهل تقبل بأن يوجه إليك أحدٌ مثل هذا القول ؟ كلا طبعاً . إذن, فلماذا توجهه إلى الآخرين ؟ .
قال اللورد شستر فيلد في رسالته إلى ولده: (( يابني... كُن أحكم الناس إذا استطعت، ولكن لا تحاول أن تقول لهم ذلك )). فلماذا يسارع الواحد منا بنشر التأكيد والجزم وحتى في أمورٍ غامضةٍ، لمجرد الادعاء بالعلم، أو مناكفة الغير، أفتظن أن قولك: (( أنت مخطئ )) سيوصلك إلى نتيجةٍ مع من تحدثه بنفس القدر الذي يوصلك إليه قولك: (( قد أكون أنا مخطئا ))، فلنفتش عن الحقيقة. إن إقرارك باحتمال أن قولك غير مصيب لا يُضعف موقفك كما قد يُخيلُ إليك، فالسامعون يتأثرون بك وبنزاهتك وحبك للإنصاف ، أما من قابلته مباشرة بتخطئته فيصعب عليك إقناعه بالخطأ بعد ذلك, فهذه طبيعة النفس البشرية فهي تتأثر انعكاساً . فاحترم آراء الغير مهما كانت وصغرت, يحبك الناس ويتأثرون بشخصك, وأكبر دليلٍ على ذلك صبره صلى الله عليه وسلم على جفاء الأعراب حين يخاطبوه, يدخل الرجل منهم مغضباً ويخرج وأسارير الرضا على وجهه .
11-( تقدير عواطف الآخرين وعدم جرح مشاعرهم ) :
روى ابن إسحاق عن ابن عباس: رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لأصحابه: (إني قد عرفت أن رجالاً من بني هاشم وغيرهم قد أُخرجوا كرهاً لا حاجة لهم بقتالنا فمن لقي أحداً من بني هاشم فلا يقتله، ومن لقي أبا البَخْتَريّ بن هشام فلا يقتله ومن لقي العباس بن عبدالمطلب فلا يقتله فإنه إنما أخرج مستكرهاً). فقال أبو حذيفة بن عتبة: أنقتل آبائنا وأبناءنا وإخواننا وعشيرتنا ونترك العباس, والله لأن لقيته لألحمنه أو لألجمنه بالسيف. فبلغت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال لعمر بن الخطاب: يا أبا حفص أيضرب وجه عمِّ رسول الله بالسيف, فقال عمر: يا رسول الله دعني فلأضرب عنقة بالسيف فوالله لقد نافق.
فكان أبو حذيفة يقول:ما أنا بآمنٍ من تلك الكلمة التي قلت يومئذٍ ولا أزال منها خائفاً. إلا أن تكفرها عني الشهادة، فقتل يوم اليمامة شهيداً. (الرحيق المختوم ص: 246)
12ـ الناس يحبون من يُصحح أخطائهم دون جرح مشاعرهم:
ويُضربُ مثلٌ في ذلك في أحد الكتب: أن شخصاً ألقى خطاباً ( محاضرةً ) في عددٍ كبيرٍ، ولكنها كانت طويلةٌ وفيها تفصيلٌ، فملّ الناس, ولما عاد المحاضر إلى منزله سأل زوجته, فقال: ما رأيكِ في المحاضرة ؟ قالت: هذا الموضوع يصلح مقالةً رصيفةً في مجلةٍ علميةٍ متخصصةٍ. وقد فهم المحاضر من كلام زوجته أن الموضوع لا يصلح للمحاضرة.
فإياك وقول: أنت لا تصلح لكذا ، أو أنت تصلح لغير ذلك .
13ـ اكسب الجدال بأن تتجنبه:
جاء في الحديث الصحيح: (( أنا زعيمٌ ببيتٍ في ربض الجنة لمن ترك المراء ولو كان محقاً ))
إن حُبَّ الظهور في معظم الأحيان هو الدافع الأول إلى المجادلة, فأنت تود أن تعرض سعة اطلاعك وحُسن تنقيبك في الموضوع المطروح للجدال, ومثل هذا يُحسِّسُ الرجل الآخر الذي تجادله، فإذا قهرته بمنطقك السليم وفزت عليه، فإنه لن يعتبر ذلك إلا إهانةً منك، وجرحاً لكرامته، وهو قلّما يغفر لك ذلك. بهذا تكون قد اشتريت خصومته دون نفعٍ يصيبك من الشراء.
14ـ ابدِ للناس اهتمامك بهم أكثر من اهتمامك بنفسك:
الناس يحبون ذلك الإنسان الذي يهتم بهم، وبما يفكرون، وما الذي يشغل بالهم وحينما يتحدثون ينصت إلى حديثهم وينظر إليهم ويلخص ما يقولون ويناقشهم فيه.
15ـ كُن في حاجة الناس:
إن الناس يُقدِّرون من يسعى في حاجتهم ويشفع لهم, والرسول صلى الله عليه وسلم يقول : ( أحب الناس إلى الله عز وجل أنفعهم للناس، وأحب الأعمال إلى الله سرورٌ تدخله على مسلمٍ ، تكشف عنه كرباً ، أو تقضي عنه ديناً ، أو تطرد عنه جوعاً ، ولو أن تمشي مع أخيك في حاجته أحبُّ إليَّ من أن تعتكف شهراً ) .
ولو أدرك العامل والموظف عظم هذا الحديث لأنهى المعاملات في وقتها.
16ـ قدِّم خدماتٍ للآخرين قبل أن يأمروك:
إن الناس يشيرون بالبنان لمن يعمل ويخدم ويقدم للآخرين لأنه يأسر قلوبهم بفعله, ويكفينا في ذلك قول النبي صلى الله عليه وسلم : ( وعليَّ جمع الحطب ) .
17ـ نادِ الناس بأحب أسمائهم, وتعرَّف على أنسابهم:
كان صلى الله عليه وسلم ينادي الناس بأحب أسمائهم, حتى الأطفال الصغار كان يكنيهم أحياناً ( يا أبا عمير ما فعل النغير ؟) وأبو عمير طفلٌ صغير .
"جيم فارلي" ما إن بلغ الأربعين من عمره حتى منحته أربع جامعاتٍ درجاتها الفخرية, وتم تعينه مدير البريد العام في الولايات المتحدة... فما سر نجاحه ؟؟ كان يتملك مقدرةً فائقةً على تذكُّر أسماء الناس. كان يلقى الرجل فيتعرف على اسمه الكامل, وأسماء أولاده وأهله المقربين, ويستفسر عن عمله, وميوله السياسية، ونزعاته الفكرية، ثم يختزن كل ذلك في ذاكرته حتى إذا التقى به ثانية سار الحديث بينهما وكأنه لم ينقطع عنه. فيسأله "جيم" عن أولاده وزوجته وأزهار حديقته, وفي لغة يشعر معها المسئول بقرابته الفعلية من قلب "جيم" وعواطفه. وهكذا إذا أردت أن يحبك الناس فاذكر أسماءهم لأن اسم الرجل هو من أقرب الطرق لكسبه.
18ـ أخلق في الآخر رغبةً جامحةً في أن يفعل ما تريد منه:
وهي أن تشعر الإنسان بمحبة الأمر حين تعطيه إياه وكان ذلك هو دأب الرسول صلى الله عليه
إذا أراد إنسانٌ أن يصرف شخصاً عن طبع سيئ مثلاً فمن الخطأ أن يقف موقف المرشد الناصح في الوعظ، فتِّش عن رغبةٍ يود هذا الشخص بلوغها ثم اربط تلك الغاية بالإقلاع عن هذا الطبع السيئ, وستجده ينصرف عنه فعلاً؛ طمعاً في الوصول إلى الغاية لا تأثراً بصواب رأيك ابتداءاً. (ولا يُفهم من هذا التقليل من شأن الوعظ).
19ـ البراعة في الحديث:
إن الناس لا يريدون منك أن تتحدث عن تجاربك وخبراتك,فلهم خبرات أيضاً,وخير مُحدِّثٍ هو من يستمع بشغفٍ إلى الآخرين، اسأل مقابلك سؤالاً ودعه يتحدث في تخصصه، بذلك يشعر بالامتنان لك وتظفر بصداقته سريعاً، إذا أتحتَ له فرصة التحدث عن تجاربه وظللت مصغياً له باهتمامٍ، إن الاستماع المشغف هو أعلى ضروب الثناء الذي يمكن أن تضفيه على محدثك فالناس يحبون من يفتح لهم المجال لتحقيق ذواتهم .
20ـ قدّر غيرك تفز بتقديره لك:
إن التقدير من الغير غذاءٌ للنفس كما هو الطعام للجسد، بل إن النفس أرهف حساسيةً وأحلُّ شأناً؛ قد يصوم المرء وينقطع عن الطعام والشراب، أما عن حاجته إلى تقدير الغير له فلن يستطيع. إذاً... لماذا لا ندع الآخرين يختزنون في ذاكرتهم أنغاماً حلوةً وكلماتٍ محببةٍ عن تقديرنا لهم وشعورنا بأهميتهم ؟ .
21ـ تكلم فيما تظن أنه يسر محدثك:
إذا أردت إدخال السرور إلى قلوب الناس حدِّثهم فيما تظنهم يودون الاستماع إليه أولاً، وبذلك تستدرجهم إلى التحدث, والحديث الشيِّق اللذيذ فتصغي إليهم بشغف، ويعتبرونك محدثاً بارعاً تستطيع جلب مسرتهم.
22ـ امتدح الناس فيما يجيدونه:
اختر شيئاً جميلاً فيهم وحدثهم عنه ولن تُعدمَ ذلك الشيء الجميل. فالناس يختلفون ويتفاوتون، ولكنه لا يمكن إلا أن تجد شيئاً جميلاً في كل فردٍ منهم, فالناس يحبون أن تمدح الناحية الجميلة فيهم.
23ـ الناس يحبون الشكر والتشجيع:
وإن كان الأصل في المسلم أنه يعمل العمل ابتغاء رضا الله ولا ينتظر شكر الناس، ولكن ذلك طبعٌ في البشر وذلك لا بأس منه شرعاً. روى أحمد والترمذي: (( من لم يشكر الناس لا يشكره الله ))
24- ( التشجيع يسر الآخرين ):
في روايةٍ أن سعد بن معاذ رضي الله عنه قال لرسول الله صلى الله عليه وسلم : (لعلك تخشى أن تكون الأنصار ترى حقاً عليها ألا تنصرك إلا في ديارهم, وإني أقول عن الأنصار وأجيب عنهم, فأضعن حيث شئت ، وصِل حبل من شئت ، واقطع حبل من شئت ، وخُذ من أموالنا ما شئت, واعطنا ما شئت, وما أخذت منا كان أحبَّ إلينا مما تركت, وما أمرت فيه من أمرٍ فأمرنا تبعٌ لأمرك, فوالله لئن سرت حتى تبلغ البَركَ من غمدان لنسيرنّ معك, و والله لئن استعرضت بنا هذا البحر فخضته لخضناه معك). فسُرَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم بقول سعدٍ ونشطّه ذلك, ثم قال:(سيروا و أبشروا فإن الله تعالى قد وعدني إحدى الطائفتين) . (الرحيق المختوم ص:232)
24ـ ابتسم للناس, يبتسمون لك :
إن قسمات الوجه خيرُ معبِّرٍ عن مشاعر صاحبه, فالوجه الصبوح ذو الابتسامة الطبيعية الصادقة خير وسيلةٍ لكسب الصداقة والتعاون مع الآخرين، قال صلى الله عليه وسلم في الحث على البشر والتلاطف: (( تبسمك في وجه أخيك لك صدقة )).
25ـ تهادوا تحابوا:
الهدية قد تكون بسيطةً جداً في قيمتها ولكنها تُدخل سروراً وتُظهر مدى الاهتمامِ بالمهدى إليه, ففي حديث أبي هريرة رضي الله عنه عن المصطفى صلى الله عليه وسلم :((تهادوا تحابوا)) .
26ـ دع الغير يظنُ أن الفكرة هي فكرته:
إذا أردت أن تكسب روح التعاون عند الآخرين فاجعل الشخص الآخر يحس أن الفكرة هي فكرته ؛ فالرجل العاقل إذا أراد أن بتصدر الناس جعل نَفْسَه خلفهم .
27ـ تفهَّم عواطف الآخرين، واستثر عواطفهم النبيلة:
كما أن لك عاطفة تسوقك في كثيرٍ من الأحيان إلى اتخاذ موقفٍ معينٍ، أو تبني رأيٍ خاصٍ, فإن للآخرين عواطف أيضاً، وكما يسرك بأن يراعي الآخرين عاطفتك، فإنهم يسرهم أن تراعي عواطفهم بنفس المقدار.
مهما بدا الناس عتاةً قساةَ القلوب أو لامنطقيين، فإن طبيعتهم الإنسانية هي التي تسود آخر الأمر، إنهم ضعفاء، إنهم يطلبون التعاطف معهم بل والعطف عليهم فإذا قلت لمحدثك:إني لا أوجه إليك اللومَ، إذ إنني سأفعل مثل ما فعلت، لو كنتُ مكانك. فإن هذا كفيلٌ بضمان انجذابه إلى جانبك، واستلالِ كل حقدٍ أو تصورٍ كان من الممكن أن ينشأ بينكما، إذا كنتما مختلفين على أمرٍ من الأمور.
إن استثارة العواطف النبيلة في قلوب الآخرين طريقةٌ ناجحةٌ تماماً في كسب الناس إلى وجهة نظرك، كما أنها لن تؤدي إلى مضرَّةٍ لو قُدِّر لها الفشل.
وخـتـامـاً:
ليس المقصود من هذا البحث أن تلُّمَ ببعض الحقائق العامة حول السلوك الإنساني، بل إن التطبيق العملي لتلك الحقائق والأساليب هو ما أبتغيه من كتابة البحث.
ولكن لمّا كان اكتساب العادة صعباً، نظل في حاجةٍ إلى يقظةٍ ذاتيةٍ ومحاسبةٍ دائمةٍ فاجعل من نفسك رقيباً على نفسك ، وجاهد نفسك ألا تميل مع التخاذل, وطبِّق ذلك مع أبيك, وأمك، وإخوانك، وأقربائك, وأصدقائك ؛ لأنهم ألصقُ الناس بك ومن ثم تتحول هذه الحقائق والأساليب إلى مهاراتٍ اجتماعيةٍ عملية
عشرين مهارة تجعلك محبوبا بين الناس! !!!!
1- أبدأ الآخرين بالسلام والتحية , ففي السلام تهيئة وتطمين للطرف الآخر
2- ابتسم ,فالابتسامة مفعولها سحري وفيها استمالة للقلوب
. 3- أظهر الاهتمام والتقدير للطرف الآخر وعامل الناس كما تحب ان يعاملوك .
. 4- للناس أفراح وأتراح فشاركهم في النفوس.
5- اقض حاجات الآخرين تصل إلى قلوبهم فالنفوس تميل إلى من يقضي حاجاتها .
6- عليك بالعفو عن الزلات وتغليب نفسية التسامح.
7- في تفقد الغائب والسؤال عنه ضمان لكسب الود واستجذاب القلوب.
8- لاتبخل بالهدية ولو قلّ سعرها ,فقيمتها معنويه اكثر من مادية.
9- اظهر الحب وصرّح به فكلمات الود تأسر القلوب .
10- تفنن في تقديم النصيحة ولاتجعلها فضيحة.
11- حدث الآخرين بمجال اهتمامهم فالفرد يميل إلى من يحاوره في مدار اهتمام
12- كن ايجابياً متفائلاً وابعث البشرى لمن حولك .
13- امدح الآخرين إذا احسنوا فالمدح أثره في النفس ولكن لاتبالغ
. 14- انتق كلماتك , ترتفع مكانتك فالكلمة الحسنه خير وسيلة لاستمالة القلوب.
15- تواضع فالناس تنفر ممن يستعلي عليهم .
16- تجنب تصيُّد عيوب الآخرين وانشغل بإصلاح عيوبك
17- تعلم فن الإنصات فالناس تحب من يصغي لها .
18- وسع دائرة معارفك واكسب في كل يوم صديق.
19- اسع لتنويع تخصصاتك واهتماماتك تتسع دائرة معارفك وصداقاتك .
20- اذا قدمت معروفاً لشخص ما لا تنتظر منه مقاب. قائمة من الأصناف العشرة من الناس غير مرغوب بهم ...... وكيف تعاملهم
يحتوى مستودع مهارات الاتصالات التي تملكها على درجات متفاوتة من المعرفة والجهل مع ما ينتج عنهما من أسباب القوة والضعف، وتبعًا لذلك فإنك لن تجد عناءً في التعامل مع شخص ممن لا يطيق أحد التعامل معه؛ لكون ذلك الشخص مجردًا من الأحاسيس والعواطف ، وربما تجد صعوبة أكبر في التعامل مع أناس سلبيين ممن هم كثيرو الضجة والإزعاج، ولربما تبيَّن لك أن التعامل مع من يتَّصفون بالعدوانية من الناس هو أمر يرقى إلى مصاف أعلى درجات التحدِّي ، وقد تصاب بالإحباط جرَّاء تعاملك مع الكسالى من الناس ، وربما فقدت القدرة على التحمل لو تعاملت مع المتبجحين والمتعجرفين .
ومن طبيعة الأشياء أنك أنت نفسك قد تتسبَّب في الإحباط لكثيرين من الناس؛ لأن أي شخص قد يسبب عبئًا على شخص آخر على الأقل في بعض الأوقات إن لم يكن في جلِّها.
ومن المحتمل أن تتفق أو تختلف مع هذا الشخص أو ذاك في وجهات النظر حول من هو الشخص الصعب ومن هو الهيِّن، ومن هو الصالح ومن هو الطالح، ورغم ذلك فإنَّ المجتمعات المهذبة لديها إجماع معيَّن في الرأي عن الناس الذي يتميَّزون بالصعوبة، وعن الصعوبات التي تجدها تلك المجتمعات في تصرفاتهم، ولقد حددنا عشرة نماذج من السلوكيات المعينة التي يلجأ إليها العقلاء من الناس حين يشعرون بالتهديد أو المعارضة مما يمثل مقاومتهم للتهديد أو الانسحاب من تلك المواقف المكروهة، ونورد فيما يأتي عشرًا من حالات السلوك الحرجة التي يصل فيها أناس عاديون إلى أسوأ حالاتهم
1- العدواني
إن الشخص العدواني دائمًا يجعل سلاحه سلاح تحدٍّ وتصويب وغضب، وهذا هو ذروة الضغط والسلوك العدواني.
2- المتهكم:
إن التعليقات الوقحة والتهكم المؤذي والتوقيت الجيد لدوران العيون، وكذلك اختصاص المتهكم هي التي تضعك في موقف الغبيّ فتقتل إبداعك ومواهبك.
3- الهائج بلا سبب مقنع :
بعض الناس يتعامل معك بهدوء ، ثم ينفجر ويهيج بسبب أشياء لا تمت بصلة إلى الحالة الراهنة.
4- المتعالم الذي يدعى المعرفة
مما لا شك فيه أن المتعالم الذي يدعي المعرفة قل أن يحتمل الصواب والخطأ، وعند حدوث خطأ ما فإنه يحاول أن يظهر معرفته به .
5- المغرور
إن المغرورين لا يستطيعون خداع جميع الناس إلى الأبد، لكنهم يستطيعون خداع بعض الناس لمدة ما، ويستطيعون خداع الناس البسطاء لوقت طويل، لا شيء إلا للاستحواذ على انتباههم واهتمامهم.
6- الإمَّعة:
دائمًا يسعى الإمَّعات من الناس لإرضاء أناس آخرين تجنبًا للمواجهة معهم، يقول الإمعات دائمًا [نعم] دون التفكير بما يلزمون به أنفسهم من أعمال، وهم يستجيبون لجميع الطلبات على حساب وقتهم ، وعلى حساب التزاماتهم السابقة، ويحمِّلون أنفسهم ما لا طاقة لهم به من الالتزامات إلى أن يضيعوا ما لأنفسهم عليهم من حق، وبذلك تصبح حياتهم نوعًا من المآسي.
7- المتردد :
في اللحظة التي يجب أن يتخذ فيها القرار؛ يلجأ المتردد إلى التسويف والمماطلة على أمل أن يتاح له خيار آخر، ومن المحزن بالنسبة لمعظم القرارات أنه قد تطرأ فكرة صغيرة جدًا في وقت متأخر جدًا من شأنها أن تجبر القرار على أن يُتَّخَذَ بنفسه.
8- الشخص العدمي / اللامبالي :
كم كان هناك نوع من رغبات وأمنيات ؛ بل حقائق ووقائع قتلها الشخص اللامبالي ببروده وموت حماسته.
9- الشخص الرافض :
قد يكون لكلمة أثر حاسم في رفع المعنويات أو هدمها، وفي هزيمة الأفكار الكبيرة أو دعمها، أثر أكبر من رصاصات طائشة قاتلة، أو أثر أقوى من الأمل.
إن الشخص السلبي الرافض؛ مثله مثل شخص مخادع مائع السلوك يحارب دائمًا معركة لا تنتهي . معاركه عقيمة لا طائل تحتها، ولا أمل له بكسبها.
10- الشاكي الباكي :
إن الشكاة من الناس تُشْعر دائمًا بالبؤس ، وبأن الشاكين محاطون بعالم ظال م، وأن الصواب هو مقياسهم ؛ ولكنَّ أحدًا لا يقدِّرهم حق قدرهم، وحين تقدم لهم النصائح والحلول تصبح صديقًا غير مرغوب فيه، وبذلك يزداد تذمرهم.
هؤلاء هم من يتميزون بالصعوبة من الناس، والذين لا يتحمل معظم الناس التعامل معهم، أو العمل معهم أو الحديث معهم، فلا تيأس إذا ما مللت من الكسل، أو أحبطت من التبجح، أو أصابتك طبيعة البشر بخيبة أمل، بدلاً من ذلك تذكر دائمًا أنك صاحب الخيار، بل صاحب أربعة خيارات عندما تتعامل مع صعبي الممارسة من الناس:
1 - يمكنك أن تبقى ولا تعمل شيئًا، ويتضمن ذلك بالنتيجة المعاناة والشكوى إلى البعض ممن لا يستطيعون أن يعملوا لك شيئًا.
إن البطالة هي أمر خطير؛ لأن الإحباط الناتج من التعامل مع صعبي المراس من الناس يزداد سوءًا مع الزمن. أما الشكوى إلى الناس الذين لا يقْدرون على عمل شيء فمن شأنها أن تثبط العزائم، وتدني مستوى الإنتاجية، وتؤدي إلى تأجيل الأعمال الهامة.
2- يمكنك أن تفارق بالتي هي أحسن، وفي بعض الأحيان يكون الرحيل أفضل الخيارات، فليس جميع المشاكل قابلة للحل، وبعضها لا يستحق الحل.
إن النجاة يصبح لها ما يبررها عندما يصبح تعاملك مع شخص ما غير ذي فائدة، وعندما يتدهور الموقف ويؤدي كل ما تقوله أو تفعله من سيئ إلى أسوأ.
3- باستطاعتك تغيير رأيك في الشخص الصعب الذي تتعامل معه، حتى لو استمر ذلك الشخص في التمسك بموقفه الصعب، يمكن أن تتعلم كيف تراهم ، وتستمع إليهم ، وتشعر بهم كل على حدة، وبمواقف مختلفة، وبإمكانك أيضًا القيام بعدة تغييرات داخل نفسك لكي تتحرر من ردود الفعل التي أحدثها ذوو المشاكل من الناس.
4 - بإمكانك تغيير سلوكك عندما تغيِّر أسلوب تعاملك مع الصعبين من الناس؛ فإنه يتعيَّن عليهم أن يتعلموا وسائل جديدة من أجل التعامل معك، فبقدر ما يستطيع بعض الناس إظهار أحسن ما فيكم من خصال، وأسوئها فإنَّ لديك القدرة على إظهار ما في الآخرين من خصال ومزايا مماثلة، وهناك استراتيجيات فعَّالة يمكن تعلمها من أجل التعامل مع السلوكيات المعقدة، فعندما تعرف ما يجب عمله وكيف تقوم بعمله؛ تستطيع السير على درب معبَّد يؤدي بك إلى السيطرة على الموقف، ثم توجيه الموقف إلى جادة الصواب.
عدسة الفهم
لقد خصص هذا الفصل لموضوع الفهم... نوع الفهم الذي سيساعدك على القيام بالاتصالات الفعَّالة ويحول دون حدوث نزاع في المستقبل، ويؤدي إلى حلِّ الخلافات القائمة حاليًا قبل فقدان السيطرة عليها... نوع الفهم الذي ينتج عندما تصبح سلوكيات شخص صعب المراس تحت المجهر، ثم تنظر داخل العدسة وتفحص عن كثب ذلك السلوك الصعب إلى أن تكتشف ما يكون وراءه من دوافع.
ما الذي يحدِّد التركيز والإصرار؟
لكل سلوك من السلوكيات هدف؛ ذلك لأن السلوك هو محاولة للإنجاز والتنفيذ، وتقاس تصرفات الناس وسلوكياتهم حسب نيَّاتهم، ويقومون بالعمل الذي يعملون بناءًا على ما قد يبدو في غاية الأهمية في أي لحظة سانحة، ومن أجل أهدافنا نحدد فيما يلي أربعة من المقاصد العامة التي تحدد سلوكيات الناس في أي فرصة سانحة، ومع أنه من الواضح أنَّ هذه ليست المقاصد الوحيدة التي تحرض على سلوك معين؛ إلا أننا نعتقد أنها تمثل إطارًا عامًا من المرجعية التي تحدد مواقع المقاصد الأخرى على وجه الخصوص، وهذه النيات [المقاصد] التي هي إطار تنظيمي للإدراك والفهم والتعامل مع السلوكيات الصعبة هي:
1- إنجاز العمل:
إذا احتجت لإنجاز ذلك العمل فركِّز على العمل الذي بين يديك، وعندما ترغب حقيقة في إنجاز عمل ما فإنك تميل إلى الإسراع في تنفيذه بدلاً من الإبطاء والتكاسل، وتميل إلى إثبات وجودك بدلاً من الانسحاب، وحين يصبح إنجاز العمل حاجة ملحة فإنه يعتريك الإهمال والعصبية؛ فتقفز دون أن تنظر أمامك ثم تتكلم دون أن تفكر أولاً.
إن إنجاز العمل ليس أمرًا مهمًا فقط، وإنما المهم أيضًا أن لا نقع في الأخطاء، ونتأكد من دقة التفاصيل ووضعها في المكان الصحيح.
2- إتقان العمل :
عندما تضع إتقان العمل في مقدمة أولوياتك فمن المحتمل أن تضطر للإبطاء في تنفيذه آخذًا في الاعتبار أهمية التفاصيل، وهكذا يزداد الانهماك والتركيز على العمل الذي تقوم به، وربما أحجمت عن القيام بعمل ما تحسُّبًا للنتائج.
أحيانًا يكون الوقت هو المشكلة:
من المهم طبعًا أن تقيم توازنًا بين هذين القصدين، ويجب أن نأخذ في الاعتبار أن أي عدد من المتغيرات يمكن أن يُخلَّ بهذا التوازن؛ مثلاً: إذا ما أعطيت مهلة أسبوعين لإتمام عمل معين؛ فأنت تميل أولاً أكثر ما تميل إلى إتقان هذا العمل وإلى تنفيذه بتمهُّل وعناية، وعندما يقترب موعد انتهاء المهلة أو الليلة التي قبل الموعد، يميل التوازن ميلاً مسرحيًا نحو الاعتقاد بأنَّ العمل قد أنجز، وفجأة تتولَّد عندك الرغبة في التضحية من أجل تقديم تفاصيل لم تفكر بها من قبل.
3- الانسجام مع الناس من خلال العلاقات الحسنة:
إن الانسجام مع الناس يشكل هدفًا آخر من تلك الأهداف التي تقف وراء السلوك، وهو هدف ضروري إذا أردت أن تقيم علاقات مع الناس وتنميها ، وعندما يوجد أناس تريد الانسجام معهم يجب عليك أن تقلل من التأكيد على نفسك ، كما يتعيَّن عليك أن تضع مصالحهم فوق مصلحتك.
4- الحصول على إعجاب الناس:
إن الحصول على إعجاب الناس يتطلب درجات أعلى من الحرص وانتباه الناس لكي يروك ويسمعوك ويعرفوك.
إن الرغبة في الانسجام مع الآخرين والحصول على تقديرهم وإعجابهم بذلك الإسهام هو من أقوى العوامل المؤثرة المعروفة. وتبيِّن الدراسات أن الناس الذين يحبون أعمالهم وكذلك الأزواج والزوجات الذين ينعمون بالسعادة في حياتهم الزوجية يشعرون باستحسان الناس لأعمالهم وبإعجاب الناس بشخصياتهم.
ماذا يحدث عندما تخيب النيَّات:
دعنا نرى ماذا يحدث عندما يخيب قصد شخص معين .
عندما يهدف الناس إلى إنجاز العمل ويخشون من عدم إنجازه؛ فإن سلوكهم يزداد تحكمًا عندما يتولون أمر العمل ودفعه للأمام، وعندما يسعون إلى إتقان العمل ويخشون الخطأ في تنفيذه؛ تزداد الكماليات في سلوكياتهم كلما وجدوا أي عيب أو خطأ محتمل في العمل، وعندما يسعى بعض الناس للانسجام مع بعضهم الآخر ويخشون الصد فإن سلوكياتهم تزداد بحثًا عن الإطراء والاستحسان ، وذلك بالتضحية بحاجاتهم الشخصية بغية إسعاد الآخرين، وحين يسعى الناس لنيل التقدير والإعجاب ثم يخشون من الفشل فإن سلوكهم يصبح لافتًا للانتباه، وذلك من خلال إجبار الآخرين على ملاحظاتهم، وهكذا تبدأ المتغيرات وهذه التحولات الأربعة هي فقط بداية التعمق في الناس غير المرغوب فيهم. وإذا ما استعملنا المجهر نرى أن هذه التحولات تقع خارج نطاق المنطقة العادية.
تم بحمد الله وعونه هذا وما فيه من خطأ فمني ومافيه من صواب فمن الباري عز وجل.
وإن هذا الكتاب يعتمد على التطبيق في الحياة اليومية وكما ذكرت لكم في مقدمته إنه لم يكن تأليفا بقدر ما هو إعداد .
فعندما تقوم بالتطبيق يوما تلو الآخر فستجد تغيرا حقيقيا في حياتك إن شاء الله تعالى .
سائلا المولى سداد الخطى وصواب الرأي والتوفيق لي ولكم أجمعين
محمد صابر عبد الحميد الحسين
توصيف: #تأليف و إعداد : محمد صابر الحسين