جامع القيروان.. أقدم المحاريب والمآذن الباقية في العالم
مسجد القيروان
مدينة القيروانهي واحدة من أهمالمدن السياحية التي ينبغي أن تزورها في تونس وهي من أهم المدن التاريخية الإسلامية التي يمكنك زيارتها حول العالم، فالقيروان أولى الحواضر الإسلامية في شمال إفريقيا ورابع الحواضر التي يشيدها الفاتحون العرب بعد الكوفة والبصرة في العراق والفسطاط في مصر.
وفي مدينة القيروان التي أسسها الصحابي الجليل عقبة بن نافع العديد من المعالم الأثرية التاريخية، وأهمها من دون شك هو جامع القيروان الذي أسسه الفاتح عقبة بن نافع سنة 670 للميلاد كأول مسجد جامع في المغرب العربي، ولا يزال هذا الصرح العظيم قائما إلى اليوم كواحد من أقدم الجوامع في العالم.
استغرق تشييد مسجد القيروان خمس سنوات كاملة لتنتهي عملية البناء بالكامل سنة 675م، ورغم العديد من التجديدات التي طالت المسجد إلا أن المجددين من الولاة والأمراء حرصوا على الاحتفاظ بهيئته الأولى وخاصة المحراب الذي دافع عنه الفقهاء دومًا، وقد قام الأمير زيادة الله بن الأغلب بتغطيته بجدار مبني وبناء محراب جديد للمسجد، فبقي محراب عقبة بن نافع هو أقدم المحارب القائمة إلى غاية اليوم.
وشهد الجامع العديد من الإضافات والتوسعات بعد ذلك، ليحتفظ اليوم بمقاييسه التي كان عليها في عهد دولة الأغالبة، حيث يبلغ طول جدار القبلة 72 متراً أما عمق ظلة القبلة فيصل إلى 36 متراً تنقسم إلى 7 أروقة توازي جدار القبلة، ويوجد به 8 أبواب من أبرزها "باب لله رجانا" الذي تعلوه قبة.
يشبه الجامع في بنائه الحصون الحربية من حيث جدرانه السميكة العالية، ومن خلال المئذنة أو "الصومعة" التي تشبه أبراج الحروب الحصينة، وهي مئذنة بنيت بين عامي 105 و109هـجرية من طرف بشر بن صفوان وتعتبر أقدم المآذن الإسلامية الباقية على حالها إلى اليوم.