( من غرض الرثاء )
أراكَ هجرتني هجراً طويلاً
وما عوّدتني من قبلُ ذاكا
عهدتك لاتطيق الصبر عني
وتعصي في ودادي من نهاكا
فكيف تغيرت تلك السجايا
ومن هذا الذي عني ثناكـــــــا
فلاوالله ماحاولت عذرا
فكل الناس تعذر ماخلاكـــــــا
وما فارقتني طوعًـا ولكن
دهاك من المنية مادهـــــــاكـــا
لقد حكمت بفرقتنا الليالي
ولم يكن عن رضاي ولا رضاكــا
فليتك لو بقيت لضعف حالي
وكان الناس كلهم فداكـــــــــا
يعز علي حين أدير عيني
أفتش في مكانك لا أراكــــــــــا
ولم أرَ في سواك ولا أراه
شمائلك المليحة أو حلاكــــــــــا
ختمتُ على ودادك في ضميري
وليس يزال مختومًا هناكـــــــــا
فو أسفي لجسمك كيف يبلى
ويذهب بعد بهجته سناكـــــــا
ومــالي أدّعي أني وفــيٌّ
ولستُ مشاركًا لك في بلاكا
تموت وما أموت عليك حُزنًـا
وحق هواك خنتك في هواكا
وياخجلي إذا قالوا مُـحِـبٌ
ولم أنفعك في خطبٍ أتاكـــــــــا
أرى الباكين معي كثيرًا
وليس من بكى مِـمَن قد تباكـــــى
فيا من قد نوى سفراً بعيداً
متى قـُـلّي رجوعك من نواكـــــا
جزاك الله عني كل خير
وأعلم أنه عني جزاكــــــــــــــا
فياقبر الحبيب وددت أنني
حملت ولو على عيني ثراكا
سقاك الغيث هتانـــــــاً وإلا
فحسبك من دموعي ماسقاكا
ولا زال السلام عليك مني
يرف مع النسيم على ذراكـــا
القصيدة .. لِــ ( بهاء الدين زهير)