حلولُك فى محلّ الضَّيمِ داما *** و حدُّ السَّيفِ يأبى أن يُضامى
وكيف تمسُّ جانِبَك الليالي *** بِذُلٍّ أو تحلّ به اهتضاما
ولم تنهض بأعباءٍ ثقالٍ *** بهنَّ سواك لَم يطق القياما
ولم تُضرم بحدّ السيفِ حرباً *** إلى كبد السما ترمي الضَراما
فيملأ طرفُك الآفاق نقعاً *** ويملأ سيفُك الأقطارَ هاما
أتبذلُ لَلخمول جنابَ حُرٍّ *** يحاذر أن يُعاب و أن يُذاما
وآلك بالضبا شرعوا المعالي *** وجيش الموتِ يزدحم ازدحاما
غداةَ طريدةُ المختار جاءت *** تقود لحربِهم جيشاً لُهاما
ورامت أن تسومَ الضيمَ ندباً *** أبى من عزَِه عن أن يُضاما
فأفرغَ جاشَهُ درعاً عليه *** ونقع الموتِ صيّره لِثاما
يؤازره أخو صدقٍ شمامٌ *** يساندُ من أباطِحه شماما
وصلٌّ في صريمتِه مُواسٍ *** لصلٍّ ينفث الموتَ الزؤاما
هو العباسُ ليثُ بني نزارٍ *** ومن قد كان للاّجي عصاما
هزبرٌ أغلب اْتخذَ اشتباك الـ *** ـرماح بِحومة الهيجا أُجاما
فمدّت فوقه العُقبان ظِلاًّ *** ليُقريها جسومَهم طعاما
و واجهت الضبا منه محيّا *** منيراً نورُه يجلو الظلاما
أخلاّءٌ تُصافحه يراها *** إذا اختلفت بجبهته لطاما
أبيٌّ عند مسّ الضيم يمضي *** بعزمٍ يقطع العضب الحُساما


السيد حيدر الحلى