بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وسهل مخرجهم
وصل اللهم على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها عدد ماأحاط به علمك
وعجل فرج يوسفها الغائب ونجمها الثاقب واجعلنا من خلص شيعته ومنتظريه وأحبابه يا الله
السلام على بقية الله في البلاد وحجته على سائر العباد ورحمة الله وبركاته
إن أغلب حياة المصلحين الذين وهبوا حياتهم لأممهم وشعوبهم تبقى مشعّة ثمارها ونتاجها للناس، ولكن في فترة خاصة ومحدودة من الزمن لمتلبث أن تتلاشى كما يتلاشى الضوء في الفضاء.
أما حياة الإمام الحسين "عليه السلام" فقد شقّت أجواء التاريخ وهي تحمل النور والهدى لجميع الناس، كما تحمل شارات الموت والدمار للمخربين والظالمين في جميع الأجيال.
لقد تفاعلت حياة الإمام مع أرواح الناس وامتزجت بعواطفهم ومشاعرهم، وهينديّة عطرة تتدفق بالعزة والكرامة، وتدفع المجتمع إلى ساحات النضال لتحقيق أهدافه وتقرير مصيره.
فإن حياة "ريحانة الرسول" ستبقى حيّة وخالدة إلى الأبد؛ لأنها استهدفت القضايا المصيرية لجميع الشعوب، فإن الإمام الحسين "عليه السلام" لم ينشد في ثورته الخالدة أي مطمع سياسي أو نفع مادّي، وإنما استهدف المصلحةالاجتماعية وعنى في ثورته بأمر الناس جميعًا، ليوفّر لهم العدل الاجتماعي.
وقد أعلن - سلام الله عليه - أهدافه المشرقة بقوله:
((إنّي لم أخرج أشِرًا، ولا بٓطِرًا، ولا ظالِمًا، ولا مُفسدًا، وإنما خرجت لطلب الإصلاح في أمّة جدّي، أُريد أن آمر بالمعروف وأنهى عن المنكر...)))
فمن أجل هذه المبادئ العليا خلدت قصة الإمام، واستوعبت جميع لغات الأرض ، وأخذ الناس يقيمون لها الذكرى مقتبسين منها الإيمان بالله، ومقتبسين منها العِبروالعظات التي تنفعهم في جميع ميادين حياتهم...
وتوضّح القصد أمام كل مٌصلِح يعمل من أجل صالح الإنسان.
السلام عليك يا أبا الأحرار يوم وُلدت ويوم استُشهدت ويوم تُبعث حيًا.