أشعار الإمام الحسين عليه السلام
الاعتبار بالماضين
* - قال الحسين ( عليه السلام ) : يا بْنَ آدَمَ ! تَفَكَّرْ وَقُلْ أَيْنَ مُلُوكُ الدُّنْيا وَأَرْبابُها ، الَّذينَ عَمَّرُوا ، وَاحْتَفَرُوا أَنْهارَها وَغَرَسُوا أَشْجارَها ، وَمَدَّنُوا مَدائِنَها ! ؟ فارَقُوها وَهُمْ كارِهُونَ ! وَوَرِثَها قَوْمٌ آخَرُونَ ! وَنَحْنُ بِهِمْ عَمّا قَليل لاحِقُونَ . يا ابْنَ آدَمَ ! اذْكُرْ مَصْرَعَكَ ، وَفي قَبْرِكَ مَضْجَعَكَ ، وَمَوْقِفَكَ بَيْنَ يَدَي اللهِ تَشْهَدُ جَوارِحُكَ عَلَيْكَ ، يَوْمَ تَزِلُّ فيهِ الاْقْدامُ ، وَتَبْلُغُ الْقُلُوبُ الْحَناجِرَ ، وَتَبْيَضُّ وُجُوهٌ وَتَسْوَدُّ وُجُوهٌ ، وَتَبْدُو السَّرائرُ ، وَيُوضَعُ الْميزانُ الْقِسْطُ ! يا ابْنَ آدَمَ ! اذْكُرْ مَصارِعَ آبائِك وَأبْنائِكَ كَيْفَ كانُوا وَحَيْثُ حَلُّوا ، وَكَأَنَّكَ عَنْ قَليل قَدْ حَلَلْتَ مَحَلَّهُمْ وَصِرْتَ عِبْرةً لِلْمُعْتَبِرِ ، وأنشد شعراً :
أَيْنَ الْمُلُوكُ الَّتي عَنْ حِفْظِها غَفَلَتْ حَتّى سَقاها بِكَأْسِ الْمَوْتِ ساقيها تِلْكَ الْمَدائِنُ فِي الآْفاقِ خالِيَةٌ عادَتْ خَراباً وَذَاقَ الْمَوتَ بانيها أَمْوالُنا لِذَوي الْوُرّاثِ نَجْمَعُها وَدُورُنا لِخَرابِ الدَّهْرِ نَبْنيها([1])
*-في فناء الانسان وموته
تَبارَك ذُو العُلاَ وَالكِبْريَاءِ تَفَرَّدَ بالجَلاَلِ وَبِالبَقَاء وَسَوَّى المَوْتَ بَيْنَ الخَلْقِ طُرّاً وَكُلُّهُمْ رَهَائِنُ لِلْفَنَاءِ وَدُنْيَانا وَإنْ مِلْنا إِلَيْهَا وَطالَ بِهَا المَتاعُ إِلىَ انْقِضاءِ أَلاَ إِنَّ الرُّكُونَ عَلى غُرُور إِلى دَارِ الْفَناءِ مِنَ الْفَناء وَقَاطِنُها سَريعُ الظَّعْنِ عَنْها وَإنْ كانَ الْحَرِيصَ عَلَى الثَّواءِ ([2])
*- في بيان نسبه ( عليه السلام ) وفضله
إِذَا اسْتَنْصَرَ الْمَرْءُ امْرَأً لا يَدَيَّ لَهُ فَناصِرُهُ والْخاذِلُونَ سَواءُ أَنَا ابْنُ الَّذِي قَدْ تَعْلَمُونَ مَكانَهُ وَلَيْسَ عَلَى الْحَقِّ المُبينِ طَخاءُ أَلَيْسَ رَسُولُ اللهِ جَدِّي وَوالِدِي أَنا الْبَدْرُ إِنْ خَلاّ النُّجُومَ خَفَاءُ أَلَمْ يَنْزُلِ الْقُرْانُ خَلْفَ بُيُوتِنا صَباحاً وَمِنْ بَعْدِ الصَّباحِ مَساءُ يُنَازِعُنِي وَاللهِ بَيْني وَبَيْنَهُ يَزِيدٌ وَلَيْسَ الأَْمْرُ حَيْثُ يَشاءُ فَيَا نُصَحَاءَ اللهِ أَنْتُمْ وُلاتُهُ وَأَنْتُمْ عَلَى أدْيانِهِ أُمَناءُ بِأَيِّ كِتَاب أَمْ بِأَيَّةِ سُنَّة تَنَاوَلَهَا عَنْ أَهْلِهَا البُعَداءُ
*- عند زيارته ( عليه السلام ) لمقابر الشهداء بالبقيع عن إسحاق بن إبراهيم ، قال : بلغني أنّ الحسين ( عليه السلام ) زار مقابر الشّهداء بالبقيع فقال :
نَادَيْتُ سُكّانَ الْقُبُورِ فَأُسْكِتُوا وَأَجابَنِي عَنْ صَمْتِهِمْ تُرْبُ الْحَصى قَالَتْ : أَتَدْرِي مَا فَعَلْتُ بِساكِني مَزَّقْتُ لَحْمَهُمْ وَخَرَّقْتُ الْكِسا وَحَشَوْتُ أَعْيُنَهُمْ تُراباً بَعْدَما كانَتْ تَأَذّى بِالْيَسِيرِ مِنَ الْقَذى أَمَّا الْعِظامُ فَإِنَّني مَزَّقْتُهَا حَتَّى تَبَايَنَتِ الْمَفاصِلُ وَالشَّوى قَطَعْتُ ذازاد مِنْ هذا كَذا فَتَرَكْتُها رَمَماً يَطُوفُ بِهَا البِلا
*- في القبر والحشر والحساب
يُحَوَّلُ عَنْ قَرِيب مِنْ قُصُور مُزَخْرَفَة إِلى بَيْتِ التُّرابِ فَيُسْلَمُ فيِهِ مَهْجُورَاً فَرِيداً أَحَاطَ بِهِ شُحُوبُ الاِْغْتِرابِ وَهَوْلُ الْحَشْرِ أَفْظَعُ كُلِّ أَمْر إذَا دُعِيَ ابنُ آدَمَ لِلْحِسابِ وَأَلفى كُلَّ صَالِحَة أَتَاها وَسَيِّئَة جَناها في الْكِتابِ لَقَدْ آنَ التَّزَوُّدُ إِنْ عَقَلْنا وَأَخْذُ الْحَظِّ مِنْ بَاقِي الشَّبابِ
*- في بيان نسبه وبعض فضائل أبيه ( عليهما السلام )
أَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ أَبي طالِبِ الْبَدْرِ بِأَرْضِ الْعَرَبِ أَلَمْ تَرَوْا وَتَعْلَمُوا أَنَّ أَبي قاتِلُ عَمْرو وَمُبيرُ مَرْحَبِ وَلَمْ يَزَلْ قَبْلَ كُشُوفِ الْكُرَبِ مُجَلِّياً ذلِكَ عَنْ وَجْهِ النَّبِيِّ أَلَيْسَ مِنْ أَعجَبِ عَجْبِ الْعَجَبِ أَنْ يَطْلُبَ الأَْبْعَدُ ميراثَ النَّبِيّ وَاللهِ قَدْ أَوْصى بِحِفْظِ الأَْقْرَبِ
*- في زوجته ( عليه السلام ) الرباب وبنته سكينة
لَعَمْرُكَ إِنَّني لأَُحِبُّ داراً تَصَيَّفَها [ تَحُلُّ بِها ] سَكينَةُ وَالرَّبابُ أُحِبُّهُما وَأَبْذُلُ بَعْدُ [ جُلُّ ] مَالِي وَلَيْسَ لِلائِمي فِيها عِتابُ وَلَسْتُ لَهُمْ وَإِنْ عَتَبُوا مُطِيعاً حَياتي أَوْ يُغَيِّبُني التُّرابُ
*-في ذمّ البغي
ذَهَبَ الَّذِينَ أُحِبُّهُمْ وَبَقيتُ فِيمَنْ لاَ أُحِبُّهْ فِيمَنْ أَراهُ يَسُبُّني ظَهْرَ المَغِيبِ وَلاَ أَسُبُّهْ يَبْغي فَسادِي مَا اسْتَطاعَ وَأمْرُهُ مِمّا أرُبُّهْ حَنْقاً يَدُبُّ إِلَى الضَّراءِ وَذاكَ مِمّا لا أَدُبُّهْ وَيَرى ذُبابَ الشَّرِّ مِنْ حَوْلي يَطِنُّ وَلا يَذُبُّهْ وَإذَا خَبا وَغْرُ الصُّدُورِ فَلا يَزالُ بِهِ يُشِبُّهْ أَفَلا يَعِيجُ بِعَقْلِهِ أَفَلا يَثُوبُ إلَيْهِ لُبُّهْ أَفَلا يَرى أَنْ فِعْلَهُ مِمّا يَسُورُ إلَيْهِ غَبُّهْ حَسْبِي بِرَبِّي كَافِياً مَا أَخْتَشِي وَالْبَغْيُ حَسْبُهْ وَلَقَلَّ مَنْ يُبْغى عَلَيْهِ فَما كَفاهُ اللهُ رَبُّهْ
9
*- في كون عقبى كلّ شيء إلى الفناء
فَعُقْبى كُلِّ شَىْء نَحْنُ فِيهِ مِنَ الْجَمْعِ الْكَثيفِ إِلى شَتاتِ وَمَا حُزْناهُ مِنْ حِلٍّ وَحُرْم يُوَزَّعُ فِي البَنينِ وَفِي البَناتِ وَفيمَنْ لَمْ نُؤَهِّلْهُمْ بِفَلْس وَقيمةِ حَبَّة قَبْلَ المَماتِ وَتَنْسَانا الأْحِبَّةُ بَعْدَ عَشْر وَقَدْ صِرْنا عِظَاماً بَالِياتِ كَأَنّا لَمْ نُعاشِرْهُمْ بِوُدٍّ وَلَمْ يَكُ فِيهِمْ خِلٌّ مُؤاتِ
*-إعطائه ( عليه السلام ) لمعلّم ولده
وقيل : إنّ عبد الرحمن السلمي علّم ولد الحسين ( عليه السلام ) الحمد ، فلمّا قرأها على أبيه أعطاه ( عليه السلام ) ألف دينار وألف حلّة ، وحشا فاه درّاً ، فقيل له في ذلك ،
قال ( عليه السلام ) : وَأَيْنَ يَقَعُ هذا مِنْ عَطائِهِ - يعني تعليمه - وأنشد الحسين ( عليه السلام ) يقول :
إذَا جادَتِ الدُّنْيا عَلَيْكَ فَجُدْ بِها عَلَى النَّاسِ طُرّاً قَبْلَ أَنْ تَتَفَلَّتِ فَلا الجُودُ يُفْنِيها إِذَا هِي أَقْبَلَتْ وَلاَ البُخْلُ يُبْقِيها إِذَا ما تَوَلَّتِ
* - في حثّه ( عليه السلام ) على التقوى
لِمَنْ يَا أَيُّهَا الْمَغْرُورُ تَحْوِي مِنَ الْمالِ المُوَفَّرِ والأَْثاثِ سَتَمْضِي غَيْرَ مَحْمُود فَريداً وَيَخْلُو بَعْلُ عِرْسِكَ بِالتُّراثِ وَيَخْذُلُكَ الوَصِيُّ بِلاَ وَفاء وَلاَ إِصْلاحِ أَمْر ذِي التِّياثِ لَقَدْ وَفَّرْتَ وِزْراً مَرَّ حِيناً يَسُدُّ عَلَيْكَ سِيْلَ الاِْنْبعاثِ فَمَا لَكَ غَيْرَ تَقْوَى الله حِرْزٌ وَلأَوِزْرٌ وَما لَكَ مِنْ غِياثِ
*- في التضرّع إلى الله وطلب العفو
تُعالِجُ بِالتَّطَبُّبِ كُلَّ دَاء وَلَيْسَ لِداءِ ذَنْبِكَ مِنْ عِلاجِ سِوَى ضَرَع إلىَ الرَّحْمنِ مَحْض بِنِيَّةِ خَائِف وَيَقِينِ راجِ وَطُولِ تَهَجُّد بِطِلابِ عَفْو بِلَيْل مُدْلَهِمِّ السِّتْرِ داجِ وَإظْهارِ النَّدامَةِ كُلَّ وَقْت عَلَى مَا كُنْتَ فِيهِ مِنِ اعْوِجَاجِ لَعَلَّكَ أنْ تَكُونَ غَداً عَظيماً بِبُلْغَةِ فائِز مَسْرُورِ ناجِ
*- في حثِّه ( عليه السلام ) على التوبة والإنابة قبل الموت
عَلَيْكَ بِظِلْفِ نَفْسِكَ عَنْ هَواها فَما شَىْءٌ أَلَذُّ مِنَ – الصَّلاحِ تَأَهَّبْ لِلْمَنِيَّةِ حِينَ تَغْدُو كَأَنَّكَ لا تَعِيشُ إِلىَ الرَّواحِ فَكَمْ مِنْ رائِح فِينَا صَحِيح نَعَتْهُ نُعاتُهُ قَبْلَ الصَّباحِ وَبَادِرْ بِالإْنَابَةِ قَبْلَ مَوْت عَلَى ما فِيكَ مِنْ عِظَمِ الْجُناحِ وَلَيْسَ أَخُو الرَّزانَةِ مَنْ تَجافَى وَلَكِنْ مَنْ تَشَمَّرَ لِلْفَلاحِ
*- في وصف الصّداقة ، وما تؤول إليه الدنيا
وَإنْ صافَيْتَ أَوْ خَالَلْتَ خِلاًّ فِفِي الرَّحْمنِ فَاجْعَلْ مَنْ تُؤاخِي وَلا تَعْدِلْ بِتَقْوَى اللهِ شَيْئاً وَدَعْ عَنْكَ الضَّلالَةَ والتَّراخِي فَكَيْفَ تَنالُ فِي الدُّنْيا سُرُوراً وَأيّامُ الحَياةِ إِلَى انْسِلاخِ وَإنَّ سُرُورَها فِيما عَهِدْنا مَشُوبٌ بِالْبُكاءِ وَبِالصُّراخِ فَقَدْ عَمِيَ ابْنُ آدَمَ لا يَراها عَمىً أَفْضَى إِلَى صَمَمِ الصِّماخِ
*- في تنبيه الغافلين عن الموت
أخِي قَدْ طَالَ لَبْثُكَ في الْفَسادِ وَبِئْسَ الزّادُ زَادُكَ للمَعادِ صَبا فيْكَ الْفؤادُ فَلَمْ تَزَعْهُ وَحِدْتَ إِلى مُتابَعَةِ الْفُؤَادِ وَقَادَتْكَ الْمَعَاصِي حَيْثُ شاءَتْ وَأَلْفَتَكَ امْرَءاً سَلِسَ الْقِيادِ لَقَدْ نُودِيْتَ لِلتَّرْحالِ فَاسْمَعْ وَلأَتَتَصامَمَنَّ عَنِ الْمُنادِي كَفاكَ مَشِيبُ رَأْسِكَ مِنْ نَذِير وَغَالَبَ لَوْنُهُ لَوْنَ السَّوادِ
*- التحذير من الدنيا وزخارفها
وَدُنْياكَ الَّتي غَرَّتْكَ مِنْها زَخارِفُها تَصِيرُ إِلَى انْجِذاذِ تَزَحْزَحْ عَنْ مَهالِكِها بِجُهْد فَما أَصْغى إِلَيْها ذُو نَفاذِ لَقَدْ مُزِجَتْ حَلاوَتُها بِسَمٍّ فَما كَالْحَذْرِ مِنْها مِنْ مَلاذِ عَجِبْتُ لِمُعْجَب بِنَعيمِ دُنْيا وَمَغْبُون بِأيّام لِذاذِ وَمُؤْثِرِ الْمَقامَ بأرْضِ قَفْر عَلَى بَلَد خَصِيب ذي رَذاذِ
*- قال ( عليه السلام ) في ذكر الموت ومصير الناس جميعاً إلى الفناء
هَلِ الدُّنْيا وَمَا فِيها جَميعاً سِوى ظِلٍّ يَزُولُ مَعَ النَّهارِ تَفَكَّرْ أَيْنَ أَصْحابُ السَّرايا وَأَرْبابُ الصَّوافِنِ والعِشارِ وَأَيْنَ الأْعْظَمُونَ يَداً وَبَأساً وَأَيْنَ السّابِقُونَ لِذِي الْفَخارِ وَأَيْنَ الْقَرْنُ بَعْدَ الْقَرْنِ مِنْهُمْ مِنَ الْخُلَفاءِ والشُّمِّ الكِبارِ كَأَنْ لَمْ يُخْلَقُوا أَوْ لَمْ يَكُونُوا وَهَلْ أَحَدٌ يُصانُ مِنَ البَوارِ
*- في ذمّ الاعتزاز بالمال وطلب الدنيا
أَيَعْتَزُّ الْفَتَى بِالمال زَهْواً وَمَا فِيها يَفُوتُ عَنِ اعْتِزازِ وَيَطْلُبُ دَوْلَةَ الدُّنْيَا جُنُونَاً وَدَوْلَتُها مُخالِفَةُ الَمخازِي وَنَحْنُ وَكُلُّ مَنْ فِيها كَسَفْر دَنَا مِنّا الرَّحِيْلُ عَلَى الوَفازِ جَهِلْناهَا كَأَنْ لَمْ نَخْتَبِرْها عَلَى طُولِ التَّهاني والتَّعازِيِ وَلَمْ نَعْلَمْ بِأَنْ لاَ لَبْثَ فِيهَا وَلاَ تَعْريجَ غَيْرَ الاْجْتِيازِ
* - في ذمّ المذنب وتذكيره بيوم القيامة
أَفي السَّبِخاتِ يَا مَغْبُونُ تَبْني وَمَا أَبْقَى السِّباخُ عَلَى الأْساسِ ذُنُوبُكَ جَمَّةٌ تَترْى عِظاماً وَدَمْعُكَ جامِدٌ وَالْقَلْبُ قاسِي وَأَيّاماً عَصَيْتَ اللهَ فِيها وَقَدْ حُفِظَتْ عَلَيْكَ وَأَنْتَ ناسِي فَكَيْفَ تُطِيقُ يَوْمَ الدِّينِ حَمْلاً لأوْزارِ الكَبائِرِ كَالرَّواسي هُوَ الْيَوْمُ الَّذِي لاَ وُدَّ فِيهِ وَلا نَسَبٌ وَلاَ أَحَدٌ مُواسِي
*- في وصف يوم القيامة
عَظيمٌ هَوْلُهُ وَالنّاسُ فِيهِ حَيارى مِثْلُ مَبْثُوثِ الْفَراشِ بِهِ تَتَغَيَّرُ الأْلْوَانُ خَوْفاً وَتَصْطَكُّ الفَرائِصُ بِارْتِعاشِ هُنا لِكَ كُلُّ مَا قَدَّمْتَ يَبْدُو فَعَيْبُكَ ظاهِرٌ والسِّرُّ فاشِ تَفَقَّدْ نَقْصَ نَفْسِكَ كُلَّ يَوْم فَقَدْ أَوْدى بِهَا طَلَبُ المَعاشِ أَلا لِمَ تَبْتَغِي الشَّهَواتِ طَوْراً وَطَوْراً تَكْتَسِي لِينَ الرِّياشِ
*- في أمره ( عليه السلام ) أصحابه بالصبر
يا نَفْسُ صَبْراً فَالْمُنى بَعْدَ الْعَطَشِ وَأنَّ رُوحي فِي الْجِهادِ مُنْكَمِش لا أَرْهَبُ الْمَوْتَ إِذِ الْمَوْتُ وَحَشْ جَدّي رَسُولُ اللهِ ما فيهِ فَحَشْ
*- ما يؤدّي إلى السلامة والخلاص
عَلَيْكَ مِنَ الأْمُورِ بِما يُؤَدِّي إلى سُنَنِ السَّلامَةِ والْخَلاصِ وَمَا تَرْجُوا النَّجْاةَ بِهِ وَشِيكاً وَفَوْزاً يَوْمَ يُؤْخَذُ بالنّواصِي فَلَيْسَ تَنالُ عَفْوَ الله إلاَّ بِتَطْهِيرِ النُّفُوسِ مِنَ الْمَعاصِي وَبِرِّ الْمُؤْمِنِينَ بِكُلِّ رِفْق وَنُصْح لِلأَْداني وَالأَْقاصِي وَإنْ تَشْدُدْ يَداً بِالْخَيْرِ تُفْلِحْ وَإنْ تَعْدِلْ فَما لَكَ مِنْ مَناصِ
*- في بيان سبل رضى الله تعالى
وَأَصْلُ الْحَزْمِ أَنْ تُضْحِىَ وَرَبُّكَ عَنْكَ فِي الْحَالاَتِ راض وَأَن تَعْتاضَ بِالتَّخلِيطِ رُشْداً فَإنَّ الرُّشْدَ مِنْ خَيْرِ اعْتِياض وَدَعْ عَنْكَ الَّذي يُغْوي وَيُرْدِي وَيُورِثُ طُولَ حُزْن وَارْتِماضِ وَخُذْ باللَّيْلِ حَظَّ النَّفْسِ وَاطْرُدْ عَنِ الْعَيْنَيْنِ مَحْبُوبَ الغِماضِ فَإنَّ الغَافِلِينَ ذَوِي التَّواني نَظائِرُ لِلْبَهَائِمِ في الغِياضِ
في بيان انحطاط الإنسان
كَفى بِالْمَرْءِ عاراً أَنْ تَراهُ مِنَ الشَّأْنِ الرَّفيعِ إِلَى انْحِطاطِ عَلَى الْمَذْمُومِ مِنْ فِعْل حَريصاً عَلَى الْخَيْراتِ مُنْقَطِعَ النَّشّاطِ يُشِيرُ بِكَفِّهِ أَمْراً وَنَهْياً إِلَى الْخُدّامِ مِنْ صَدْرِ البِساطِ يَرى أَنَّ المَعازِفَ والْمَلاهي مُسَبِّبَةُ الجَوازِ عَلَى الصِّراطِ لَقَدْ خَابَ الشَّقِيُّ وَضَلَّ عَجْزاً وَزالَ الْقَلْبُ مِنْهُ عَنِ النِّياطِ
*- في بيان حقيقة الزهد
إِذَا الاْنْسانُ خانَ النَّفْسَ مِنْهُ فَما يَرْجُوهُ راج لِلْحِفاظِ وَلا وَرَعٌ لَدَيْهِ وَلاَ وَفاءٌ وَلا الاِْصْغاءُ نَحْوَ الاِْتِّعاظِ وَما زُهْدُ الفتى بِحَلْقِ رَأْس وَلاَ بِلِباسِ أَثْواب غِلاظِ وَلكِنْ بِالهُدى قَوْلاً وَفِعْلاً وَإدْمانِ التَّخَشُّعِ فِي اللَّحاظِ وَإِعْمالِ الَّذِي يُنْجِي وَيُنْمِي بِوُسْع وَالْفِرَارِ مِنَ الشُّواظِ
*- في الفراق عند الموت
لِكُلِّ تَفَرُّقِ الدُّنْيَا اجْتِماعٌ فَمَا بَعْدَ الْمَنُونِ مِنِ اجْتِماعِ فِرَاقٌ فَاصِلٌ وَنَوَى شَطُونٌ وَشُغْلٌ لاَ يُلَبَثُ لِلوَداعِ وكُلُّ أُخُوَّة لاَ بُدَّ يَوْماً وَإنْ طالَ الوِصَالُ إِلَى انْقِطاعِ وَإنَّ مَتاعَ ذِي الدُّنْيا قَليلٌ فَمَا يُجْدِي الْقَلِيلُ مِنَ الْمَتاعِ وَصَارَ قَلِيلُهَا حَرِجاً عَسِيراً تَشَبَّثَ بيْنَ أنْيَابِ السِّباعِ
*- في من يطلب الدنيا
وَلَمْ يَطْلُبْ عُلُوَّ الْقَدْرِ فِيها وَعِزَّ النَّفْسِ إِلاَّ كُلُّ طاغِ وإِنْ نالَ النُّفُوسُ مِنَ الْمَعالي فَلَيْسَ لِنَيْلِها طِيبُ المَساغِ إِذا بَلَغَ الْمُرادَ عُلىً وَعِزّاً تَوَلَّى وَاضْمَحَلَّ مَعَ البَلاغِ كَقَصْر قَدْ تَهَدَّمَ حَافَتاهُ إِذَا صارَ البِناءُ إِلَى الفَراغِ أَقُولُ وَقَدْ رَأَيْتُ مُلُوكَ عَصْرِي أَلا لا يَبْغِيَنَّ الْمُلْك باغِ
*- في من بلغ خمسين عاماً عاصياً
أَأَقْصُدُ بِالْمَلامَةِ قَصْدَ غَيْري وَأَمْرِي كُلُّهُ بادِي الخِلافِ إِذَا عَاشَ امْرُؤٌ خَمْسِينَ عَاماً وَلَمْ يُرَ فِيهِ آثارُ الْعَفافِ فَلا يُرْجى لَهُ أَبَداً رَشادٌ فَقَدْ أَرْدى بِنِيَّتهِ التَّجافِي وَلِمْ لاَ أَبْذُلُ الاْنْصافَ مِنِّي وَأَبْلُغُ طاقَتِي فِي الإِنْتِصافِ لِيَ الوَيْلاتُ إِنْ نَفَعَتْ عِظاتي سِوايَ وَلَيْسَ لي إِلاّ القَوافِي
في ذمّ لذّة الدنيا
يا أَهْلَ لَذّةِ دُنْيا لا بَقاءَ لَها إِنَّ اغْتِراراً بِظِلٍّ زائل حَمَقٌ
*- في الحثّ على الزهد وفعل الخير
أَلا إنَّ السِّباقَ سِباقُ زُهْد وَما فِي غَيْرِ ذلِكَ مِنْ سِباقِ وَيَفْنى مَا حَواهُ المُلْكُ أَصْلاً وَفِعْلُ الخَيْرِ عِنْدَ اللهِ باقِ سَتَأْلَفُكَ النَّدامَةُ عَنْ قَرِيب وَتَشْهَقُ حَسْرَةً يَوْمَ الْمَساقِ أَتَدْرِي أَيَّ ذاكَ اليَومِ فَكِّرْ وَأَيْقِنْ أَنَّهُ يَوْمُ الْفِراقِ فِراقٌ لَيْسَ يُشْبِهُهُ فِراقٌ قَدِ انْقَطَعَ الرَّجاءُ عَنِ التَّلاقي
*- في الدعوة إلى الالتجاء إلى الله تعالى
إِغنَ عَنِ الَْمخْلُوقِ بِالْخالِقِ تَسُدْ عَلَى الْكاذِبِ وَالصّادِقِ وَاسْتَرْزِقِ الرَّحْمنَ مِنْ فَضْلِهِ فَلَيْسَ غَيرُ الله مِنْ رازِقِ مَنْ ظَنَّ أَنَّ النّاسَ يَغْنُونَهُ فَلَيْسَ بِالرَّحْمنِ بِالْواثِقِ أَوْ ظَنَّ أَنَّ المالَ مِنْ كَسْبِهِ زَلَّتْ بِهِ النَّعْلانِ من حَالِقِ
*- في ذمّ الطلب من سوى الله تعالى
إِذا ما عَضَّكَ الدَّهْرُ فَلا تَجْنَحْ إِلى خَلْقِ وَلاَ تَسْأَلْ سِوَى اللهِ تَعالَى قاسِمُ الرِّزْقِ فلو عِشْتَ وَطَوَّفْتَ مِنَ الْغَرْبِ إِلَى الشَّرْقِ لَما صادَفْتَ مَنْ يَقْدِ رُ أَنْ يُسْعِدَ أَوْ يُشْقِي
*- تعجّبه ( عليه السلام ) من ذي التجارب
عَجِبْتُ لِذِي التَّجارِبِ كَيْفَ يَسْهُو وَيَتْلُو اللَّهْوَ بَعْدَ الاِْحْتِباكِ وَمُرْتَهَنِ الفَضَائِحِ وَالخَطايا يُقَصِّرُ بِاجْتِهاد لِلْفِكاكِ وَمُوْبقِ نَفْسِهِ كَسَلاً وَجَهْلاً وَمُورِدِها مَخُوفاتِ الهَلاكِ بِتَجْدِيدِ المَآثِمِ كُلَّ يَوْم وَقَصْد لِلْمُحَرَّمِ بِانْتِهاكِ سَيَعْلَمُ حِينَ تَفْجَؤُهُ الْمَنايا وَيَكْثُفُ حَوْلَهُ جَمْعُ البَواكِي
*- في وصف المغرور ونسيانه ليوم الحساب
فَإنَّ سُدُورَهُ أَمْسى غُرُوراً وَحَلَّ بِهِ مُلِمّاتُ الزَّوالِ وَعُرِّيَ عَنْ ثِياب كانَ فِيهَا وَأُلْبِسَ بَعْدُ أَثْوابَ انْتِقالِ وَبَعْدَ رُكُوبِهِ الأَْفْراسَ تَيْهاً يُهادى بَيْنَ أعْناقِ الرِّجالِ إِلى قَبْر يُغادَرُ فِيهِ فَرْداً نَأى مِنْهُ الأَقارِبُ وَالْمَوالِي تَخَلّى عَنْ مُوَرِّثِهِ وَوَلّى وَلَمْ تُحْجِبْهُ مَأْثَرَةُ الْمَعالِي
*- في بيان نسبه وأحقّيّته للخلافة
أَبي عَلِيٌّ وَجَدّي خاتَمُ الرُّسُلِ وَالْمُرْتَضُونَ لِدينِ اللهِ مِنْ قَبْلي وَاللهُ يَعْلَمُ وَالْقُرآنُ يَنْطِقُهُ أَنَّ الَّذي بِيَدَيْ مَنْ لَيْسَ يَمْلِكُ لي ما يُرْتَجَى بِامْرِءٍ لا قائِل عَذَلاً وَلا يَزيغُ إِلى قَوْل وَلا عَمَل وَلا يُرى خائِفاً في سِرِّهِ وَجِلاً وَلا يُحاذِرُ مِنْ هَفْو وَلا زَلَل يا وَيْحَ نَفْسي مِمَّنْ لَيْسَ يَرْحَمُها أَما لَهُ في كِتابِ اللهِ مِنْ مَثَلِ أَما لَهُ في حَديثِ النّاسِ مُعْتَبَرٌ مِنَ الْعَمالِقَةِ الْعادِيّةِ الأُْوَلِ يا أيُّهَا الرَّجُلُ الْمَغْبُونُ شِيْمَتُهُ إِنّي وَرِثْتُ رَسُولَ اللهِ عَنْ رُسُلِ أَأَنْتَ أَوْلى بِهِ مِنْ آلِهِ فَبِما تَرى اعْتَلَلْتَ وَما فِي الدّينِ مِنْ عِلَل
*- في توالي النكبات عليه
يا نَكَباتِ الدَّهْرِ دُولي دُولي وَأَقْصِرِي إِنْ شِئْتِ أَوْ أَطِيلي رَمَيْتَني رَمْيَةَ لاَ مَقيلِ بِكُلِّ خَطْب فادِح جَليل وَكُلُّ غَبء [ عِبْء ] أَيَّد ثَقِيل أَوَّلُ ما رُزِئْتُ بِالرَّسُولِ وَبَعْدُ بِالطّاهِرةِ البَتُولِ وَالوالِدِ البَرِّ بِنَا الوَصُولِ وَبِالشَّقِيقِ الْحَسَنِ الْجَليلِ وَالبَيْتِ ذِي التَّأْوِيلِ وَالتَّنْزِيلِ وَزَورُنا الْمَعْرُوفُ مِنْ جِبْريلِ فَما لَهُ فِي الرَّزْءِ مِنْ عَديلِ ما لَكَ عَنِّي الْيَوْمَ مِنْ عُدُولِ وَحَسْبِيَ الرَّحْمنُ مِنْ مَنيلِ
*-في ذمّ ازدياد المال
كُلَّما زِيدَ صاحِبُ المالِ مالاً زِيدَ فِي هَمِّهِ وَفِي الاِْشْتِغالِ قَدْ عَرَفْناكِ يا مُنَغَّصَةَ العَيْ شِ وَيا دارَ كُلِّ فان وَبالي لَيْسَ يَصْفُو لِزاهِد طَلَبُ الزُّهْ دِ إِذَا كانَ مُثْقَلاً بِالْعِيالِ
*- قوله ( عليه السلام ) حينما رأى القبور :قال ( عليه السلام ) : ما أَحْسَنَ ظواهِرَها ، وَإِنَّما الدّواهي في بُطُونِها ، فَاللهَ اللهَ ، عِبادَ اللهِ ! لا تَشْتَغِلُوا بِالدُّنْيا ، فَإِنَّ الْقَبْرَ بَيْتُ الْعَمَلِ ، فَاعْمَلُوا وَلا تَغْفُلُوا ، وَأَنْشَدَ ( عليه السلام ) قائلاً :
يا مَنْ بِدُنْياهُ اشْتَغَلْ وَغَرَّهُ طُولُ الأْمَلِ الْمَوْتُ يَأْتي بَغْتَةً وَالْقَبْرُ صُنْدُوقُ الْعَمَلِ
*- من الاغترار بالدنيا
يُبَدِّرُ ما أَصابَ وَلا يُبالِي أَسُحْتاً كانَ ذَلِكَ أَمْ حَلالا فَلا تَغْتَرَّ بِالدُّنْيا وَذَرْها فَما تُسْوَى لَكَ الدُّنْيا خِلالا أَتَبْخَلُ تَائِهًا شَرِهاً بِمال يَكُونُ عَلَيْكَ بَعْدَ غَد وَبالا فَما كانَ الَّذِي عُقْباهُ شَرٌّ وَما كانَ - الخَسِيسُ لَدَيْكَ مالا فَبِتَّ مِنَ الأُمُورِ بِكُلِّ خَيْر وَأَشْرَفِها وَأَكْمَلِها خِصالا
*- وصف يوم الحشر
وَلَمْ يَمْرُرْ بِهِ يَوْمٌ فَظِيعٌ أَشَدُّ عَلَيْهِ مِنْ يَوْمِ الْحِمامِ وَيَوْمُ الْحَشْرِ أَفْظَعُ مِنْهُ هَوْلاً إِذَا وَقَفَ الخَلائِقُ بِالمَقامِ فَكَمْ مِنْ ظالِم يَبْقى ذَلِيلاً وَمَظْلُوم تَشَمَّرَ لِلْخِصامِ وَشَخْص كانَ فِي الدُّنْيا فَقِيراً تَبَوَّأَ مَنْزِلَ النُّجْبِ الْكِرامِ وَعَفْوُ اللهِ أَوْسَعُ كُلِّ شَىْء تَعالَى اللهُ خَلاّقُ الأْنامِ
* - في وصف فضله وسبقه إلى المعالي
سَبَقْتُ الْعالَمينَ إِلَى الْمَعالي بِحُسْنِ خَليقَة وَعُلُوِّ هِمَّه وَلاحَ بِحِكْمَتي نُورُ الْهُدى في لَيال فِي الضَّلالَةِ مُدْلَهِمَّه يُرِيدُ الْجاحِدُونَ لِيُطْفِئُوهُ وَيَأْبَى اللهُ إلاّ أَنْ يُتِمَّه
*- التوحيد والشكر الله تعالى
إِلهٌ لا إِلَهَ لَنا سِوَاهُ رَؤُوفٌ بِالْبَرِيَّةِ ذُو امْتِنانِ أُوَحِّدُهُ بِإِخْلاص وَحَمْد وَشُكْر بِالضَّمِيرِ وَبِاللِّسانِ وَأَفْنَيْتُ الْحَياةَ وَلَمْ أَصُنْها وَزُغْتُ إِلَى البَطالَةِ وَالتَّوانِي وَأَسْأَلُهُ الرِّضا عَنِّي فَإنِّي ظَلَمْتُ النَّفْسَ في طَلَبِ الأَمَانِي إِلَيْهِ أَتُوبُ مِنْ ذَنْبِي وَجَهْلِي وَإِسْرافي وَخَلْعِي لِلْعَنانِ
*- تفويض الأمر إلى الله تعالى
مَا يَحْفَظْ اللهُ يُصَنْ مَا يَصْنَعُ اللهُ يُهَنْ مَنْ يُسْعِدِ اللهُ يَلِنْ لَهُ الزَّمانُ إِنْ خَشَنْ أَخِي اعتَبِرْ لاَ تَغْتَرِرْ كَيْفَ تَرىَ صَرْفَ الزَّمَنْ يُجْزى بِمَا أُوتِىَ مِنْ فِعْل قَبيح أَوْ حَسَنْ أَفْلَحَ عَبْدٌ كُشِفَ الْغِطاءُ عَنْهُ فَفَطَنْ وَقَرَّ عَيْناً مَنْ رَأى أَنَّ البَلاءَ فِي اللَّسَنْ فَمَازَ مِنْ أَلْفَاظِهِ فِي كُلِّ وَقْت وَوَزَنْ وَخَافَ مِنْ لِسانِهِ عَزْباً حَدِيَداً فَحَزَنْ وَمَنْ يَكُ مُعْتَصِماً بِا اللهِ ذِي العَرْشِ فَلَنْ يَضُرَّهُ شَىْءٌ وَمَنْ يَعْدِي عَلَى اللهِ وَمَنْ مَنْ يَأْمَنِ اللهَ يَخَفْ وَخائِفُ اللهِ أَمِنْ وَمَا لِما يُثْمِرُهُ الْ خَوْفُ مِنَ اللهِ ثَمَنْ يَا عالِمَ السِّرِّ كَمَا يَعْلَمُ حَقَّاً مَا عَلَنْ صَلِّ عَلَى جَدِّي أَبِي الْقَاسِمِ ذِي النُّورِ الْمُبَنْ أَكْرَمُ مِنْ حَيٍّ وَمِنْ لُفِّفَ مَيْتاً فِي الْكَفَنْ وَامْنُنْ عَلَيْنا بِالرِّضى فَأَنْتَ أَهْلٌ لِلْمِنَنْ وَأعْفِنا فِي دِينِنا مِنْ كُلِّ خُسْر وَغَبَنْ مَا خَابَ مَنْ خَابَ كَمَنْ يَوْماً إِلَى الدُّنْيا رَكَنْ طُوبى لِعَبْد كُشِفَتْ عَنْهُ غِياباتُ الوَسَنْ وَالْمَوْعِدُ اللهُ وَما يَقْضي بِهِ اللهُ مَكَنْ
*- بيان وقوع الناس في الخطايا
وَقَعْنا فِي الخَطايا والبَلايا وَفِي زَمَنِ انْتِقاض وَاشْتِباهِ تَفانَى الخَيْرُ ، وَالصُّلَحاءُ ذَلُّوا وعَزَّ بِذُلِّهِمْ أَهْلُ السَّفاهِ وَباءَ الآْمِرُونَ بِكُلِّ عُرْف فَمَا عَنْ مُنْكَر فِي النّاسِ ناهِ فَصارَ الْحُرُّ لِلْمَمْلُوكِ عَبْداً فَمَا لِلْحُرِّ مِنْ قَدْر وَجَاهِ فَهَذا شُغْلُهُ طَمَعٌ وَجَمْعٌ وَهذا غَافِلٌ سَكْرانُ لاهِ
*- مناجاته عند وقوفه على قبر جدّته خديجة ، عن عيون المجالس ، أنّه ( عليه السلام ) ساير أنس بن مالك فأتى قبر خديجة فبكى ، ثمّ قال : إِذْهَبْ عَنّي ! قال أنس : فاستخفيت عنه فلمّا طال وقوفه في الصلاة سمعته قائلا .
يا رَبِّ ، يا رَبِّ ، أَنْتَ مَوْلاهُ فَارْحَمْ عُبَيْداً إِلَيْكَ مَلْجاهُ يا ذَا الْمَعالي عَلَيْكَ مُعْتَمَدي طُوبى لِمَنْ كُنْتَ أَنْتَ مَوْلاهُ طُوبى لِمَنْ كانَ خائِفاً أَرِقاً يَشْكُو إِلى ذِي الْجَلالِ بَلْواهُ وَما بِهِ عِلَّةٌ وَلا سَقَمٌ أَكْثَرُ مِنْ حُبِّهِ لِمَوْلاهُ إِذَا اشْتَكى بَثَّهُ وَغُصَّتَهُ أَجابَهُ اللهُ ثُمَّ لَبّاهُ إِذا ابْتَلى بِالظَّلامِ مُبْتَهِلاً أَكْرَمَهُ اللهُ ثُمَّ أدْناهُ
*نودي عليه السلام بهذه الأبيات
لبّيك لبّيك أنت في كنفي وكلّما قلت قد علمناه صوتك تشتاقه ملائكتي فحسبك الصوت قد سمعناه دعاؤك عندي يجول في حجب فحسبك الستر قد سفرناه لوهبّت الريح في جوانبه خرّ صريعاً لما تغشّاه سلني بلا رغبة ولا رهب ولا حساب إنّني أنا الله
*- دخل أعرابي مسجد الرسول الأعظم ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ، فوقف على الحسن بن عليّ وحوله حلقة مجتمعة من الناس فسأل عنه ، فقيل له : إنّه الحسن بن عليّ [ ( عليهم السلام ) ] ! فقال : إيّاه أردت . بلغني أنّهم يتكلّمون فيعربون في كلامهم ، وإنّي قطعت بوادي وقفاراً وأودية وجبالاً ، وجئت لأطارحه الكلام وأسأله عن عويص العربيّة ! فقال له أحد جلساء الإمام : إن كنت جئت لهذا فابدأ بذلك الشابّ ، وأومأ إلى الحسين ( عليه السلام ) . فبادر إليه ، ووقف فسلّم عليه ، فردّ الإمام ( عليه السلام ) ، فقال له : ما حاجَتُكَ ؟ قال : جئتك من الهرقل والجعلل والأينم والهمهم ! فتبسّم الإمام الحسين ( عليه السلام ) ، وقال له : يا أَعْرابي ! لَقَدْ تَكَلَّمْتَ بِكَلام ما يَعْقِلُهُ إِلاَّ الْعالِمُونَ . فقال الأعرابي : وأقول : أكثر من هذا ، فهل أنت مجيبي على قدر كلامي ؟ فقال له الحسين ( عليه السلام ) : قُلْ ما شِئْتَ فَإِنّي مُجيبُكَ ! قال : إنّي بدويّ ، وأكثر مقالي الشّعر ، وهو ديوان العرب . فقال ( عليه السلام ) : قُلْ ما شِئْتَ فَإِنّي مُجيبُكَ ! وأنشأ الأعرابيّ يقول :
هفا قلبي إلى اللّهو وقد ودّع شرخيه وقد كان أنيقاً عصر تجراري ذيليه عيالات ولذّات فيا سُقياً لعصريه فلمّا عمّم الشيب من الرأس نطاقيه وأمسى قد عناني منه تجديد خضابيه تسلّيت عن اللهو وألقيت قناعيه وفي الدهر أعاجيب لمن يلبس حاليه فلو يعمل ذو رأي أصيل فيه رأييه لألفى عبرةً منه له في كرِّ عصريه
* - فاجابه الإمام الحسين ( عليه السلام ) ارتجالا :
فَمَا رَسْمٌ شَجاني قَدْ مَحَتْ آياتِ رَسْمَيْهِ سَفُورٌ دَرَّجَتْ ذَيْلَيْنِ في بَوْغاءَ قَاعَيْه هَتُوفٌ حَرجَفٌ تَتْرَى عَلَى تَلْبيدِ ثَوْبَيْهِ وَوَلاّجٌ مِنَ المُزْنِ دَنَا نَوْءُ سِماكَيْهِ أَتَى مُثْعَنْجِرَ الوَدْقِ بِجُود في خَلاليهِ وَقَدْ أَحْمَدَ بَرْقاهُ فَلا ذَمٌّ لِبَرْقَيْهِ وَقَدْ جَلَّلَ رَعْدَاهُ فَلاَ ذَمٌّ لِرَعْدَيْهِ ثَجيجُ الرَّعْدِ ثَجَّاجٌ إِذَا أَرْخى نِطاقَيْهِ فَأَضْحَى دارِساً قَفْراً لِبَيْنُونَةِ أَهْلَيْهِ
فلمّا سمع الأعرابيّ ذلك بهر وانطلق يقول : ما رأيت كاليوم أحسن من هذا الغلام كلاماً وأذرب لسانا ولا أفصح منه نطقاً
*- في ذمّ يزيد
اللهُ يَعْلَمُ أَنَّ ما يُبْدِي يَزيدُ لِغَيْرِهِ وَبِأَنَّهُ لَمْ يَكْتُبْ هُ بِخَيْرِهِ وَبِمَيْرِهِ لَوْ أَنْصَفَ النَّفْسَ الخَؤُو نَ لَقَصَّرَتْ مِنْ سَيْرِهِ وَلَكانَ ذَلِكَ مِنهُ أَدْ نَى شَرّهِ مِنْ خَيْرِهِ
* - في كيفيّة معاشرة الناس
وَكُنْ بَشّاً كَرِيمَاً ذَا انْبِساط وَفِيمَنْ يَرْتَجيكَ جَميلَ رَأْي بَعيداً عَنْ سَماعِ الشَّرِّ سَمْحاً نَقِىَّ الكَفِّ عَنْ عَيْب وَثَأْى مُعيناً لِلأرامِلِ وَالْيَتامَى أَمِينَ الجَيْبِ عَنْ قُرْب وَنَأْي وَصَوْلاً غَيْرَ مُحْتَشِم زَكِيّاً حَمِيدَ السَّعْيِ في إنْجازِ وَأْيِ تَلَقَّ مَواعِظِي بِقَبُولِ صِدْق تَفُزْ بِالأَْمْنِ عِنْدَ حُلُولِ الأْي
*- في التوبة
فَإِنَّ الله تَوّابٌ رَحِيمٌ وَلِىُّ قَبُولِ تَوْبَةِ كُلِّ غاوِي أُؤَمِّلُ أَنْ يُعافِيَني بِعَفْو وَيُسْخِنَ عَيْنَ إبْلِيسَ المُناوِي وَيَنْفَعَني بِمَوْعِظَتِي وَقَوْلِي وَيَنْفَعَ كُلَّ مُسْتَمِع وَرَاوِي ذُنُوبِي قَدْ كَوَتْ جَنْبيَّ كَيّاً ألا إنَّ الذُّنُوبَ هِيَ المَكاوِي فَلَيْسَ لِمَنْ كَواهُ الذَّنْبُ عَمْداً سِوَى عَفْوِ المُهَيْمِنِ مِنْ مُداوِي
([1])موسوعة كلمات الإمام الحسين ص 924
([2]) ديوان الامام الحسين ص115