علي عدنان: مشوار الاحتراف شائك والتفاصيل ستفرق أمام رونالدو
لاعب الكرة العراقي علي عدنان
نهى عمر - أبوظبي - سكاي نيوز عربيةكشف اللاعب العراقي علي عدنان، تفاصيل وخبايا مشواره للوصول إلى عالم الاحتراف في الدوري الإيطالي حتى بلوغ نادي أتالانتا، لافتا إلى أن الرحلة كانت صعبة ومحفوفة بالعقبات، مشيرا إلى أن "الثواني" ستحدث فرقا كبيرا في مباراته المرتقبة أمام نجم الكرة البرتغالي كريستيانو رونالدو.
وفي حوار مع سكاي نيوز عربية، قال عدنان إنه بدأ مشواره مع كرة القدم منذ الصغر في مدرسة أسطورة كرة القدم العراقية عمو بابا، ثم نجح في الوصول إلى نادي بغداد، الذي يعد بمثابة أول خطوة حقيقية له في عالم كرة القدم، إذ لعب في الفريق الأول وهو في الـ18 من عمره، ليكون أصغر لاعب في الدوري العراقي.
وسطع نجم عدنان في كأس العالم للشباب بتركيا عام 2013، عندما حل منتخب العراق في المركز الرابع، وكان عدنان أحد نجوم البطولة، التي ضمت لاعبين كبار مثل هاري كين وبول بوغبا.
"رفضت عرضا من روما"
وأشار عدنان إلى أنه تلقى العديد من العروض من أندية كبيرة بعد تلك البطولة، مثل فريق روما الإيطالي وغلطة سراي التركي، موضحا أنه رفضها وفضل اللعب مع ناد صغير.
وقال لسكاي نيوز عربية: "لم أرد الانضمام لناد كبير مثل روما في ذلك الوقت لأنني سأجلس على دكة الاحتياط، ففضلت أن أنضم لناد أصغر لأحصل على فرص أكثر للعب، ولأتمكن من تطوير نفسي".
وانضم عدنان حينها لنادي "ريزا سبور" التركي، معتبرا أنها كانت "تجربة ممتازة"، قبل أن ينتقل إلى نادي "أودينيزي" الإيطالي، حيث وقعت خلافات بينه وبين النادي.
وعن تلك الخلافات، قال عدنان: "السنة الأولى لي مع النادي كانت ممتازة، ولكن بعد فترة تم تغيير المدرب وهنا بدأت الخلافات، لأنني لم أكن قادرا على التفاهم معه على الصعيد العملي، فقررت ترك الفريق لكن إدارة النادي لم توافق، ثم تم تغيير المدرب مرتين، ولم أكن متوافقا أيضا مع المدرب الأخير".
"رحلة احتراف شائكة"
وتحدث عدنان عن الصعوبات التي واجهها خلال رحلة احترافه خارج العراق، قائلا: "واجهت صعوبات كبيرة، أبرزها المدربين الذين لم يرغبوا في إشراكي بالمباريات، واستهداف بعض الصحفيين لي داخل العراق وخارجها، إلى جانب الانتقادات الشرسة التي أتلقاها في حال عدم مشاركتي بالمباريات".
وتابع: "عائق اللغة أيضا صعب علي الحياة خارج العراق، كوني لم أكن أتحدث أي لغة سوى العربية، وكنت أحتاج إلى مترجم طوال الوقت"، مشيرا إلى أنه نجح في تعلم اللغة التركية بمفرده خلال أقل من سنة، دون أي مساعدة أو دروس.
وأضاف: "في إيطاليا كان لا بد من تعلم الإنجليزية لأن معظم زملائي كانوا أجانب، فنجحت في إتقانها، وفي السنة الثانية هناك قررت تعلم الإيطالية لتصبح حياتي أسهل، وهو ما فعلته أيضا بمفردي خلال أقل من عام".
وعن السبب الذي أدى إلى قلة تسجيله للأهداف خلال الفترة الأخيرة، قال عدنان: "كنت أصنع وأسجل الكثير من الأهداف مع المنتخب العراقي، لكن طبيعة اللعب في الدوري الإيطالي مختلفة، إذ يتم الاعتماد على التكتيك الدفاعي بشكل أكبر، لكن إذا أتيحت لي الفرصة للعب بشكل هجومي، فبالتأكيد سأحرز مزيدا من الأهداف".
ومن المواجهات المهمة التي تنتظر اللاعب العراقي، هي مباراة فريقه أتالانتا مع يوفنتوس، الذي ضم النجم البرتغالي كريستيانو رونالدو، في ديسمبر المقبل، ضمن الدوري الإيطالي.
وقال عدنان: "أسلوب التكتيك الخاص بالمدرب قد يُفرض على اللاعب في مباراة مهمة كهذه، لكن يجب توخي الحذر أمام لاعب مثل رونالدو".
وتابع: "لابد من التركيز على أدق التفاصيل والسرعة والقوة البدنية أمام رونالدو، فالثواني القليلة تحدث فرقا مع لاعب بقوته.. قد يستغرق الأمر ثانية واحدة منه لإحراز هدف".
عدنان: عائلتي أغلى ما أملك
"أشتاق إلى العراق وعائلتي أغلى ما أملك"
ورغم طبيعة الحياة المرفهة في أوروبا، فقد شدد عدنان على حبه وتعلقه الشديد بالعراق، لافتا إلى أنه "مرتبط جدا" بعائلته، وقال: "تربطني علاقة صداقة مقربة جدا بوالدي، فهو مثلي الأعلى، وأدين له بالفضل في نجاحي".
وأشار عدنان إلى أن لديه 3 أشقاء حاولوا احتراف كرة القدم، لكنهم لم يفلحوا وفضلوا الزواج والاستقرار في العراق.
وعن خططه للزواج وتأسيس عائلة، رد عدنان مازحا بالقول: "لا قدر الله"، ثم استطرد قائلا: "إن الزواج فكرة مؤجلة، إذ يجب أن أركز على مسيرتي المهنية لأحقق حلمي في الانتقال إلى فرق أوروبية كبيرة"، مشيرا إلى حبه لنادي ريال مدريد الإسباني.
مباراة جمعت منتخي العراق والدنمارك
"نصيحة لشباب العراق الحالمين باحتراف الكرة"
وفيما يتعلق بمنتخب بلاده، وحظوظه في كأس آسيا المقبل، الذي سيقام في يناير بدولة الإمارات، أعرب عدنان عن تفاؤله، لافتا إلى أن المنتخب العراقي يضم لاعبين موهوبين، إلى جانب مدرب جديد يسعى لتحقيق مزيد من الإنجازات.
وقدم عدنان نصيحة للشباب في العراق، الذين يطمحون في تحقيق النجاح في مجال الكرة، قائلا: "العراق يعيش ظروفا صعبة، وطبيعة الحياة هناك ليست سهلة، لذا لا بد للعراقيين أن يعملوا بمجهود أكبر ويتمسكوا بأحلامهم دون استسلام".
وتابع: "أهم عامل للنجاح هو الطموح، والإيمان بالنفس وبقدرة الشخص على تحقيق رغباته رغم أي عقبات.. تمسكوا بأحلامكم".