حياة جديدة للمتقاعدين في الصين
أكثر من 70 ألف جامعة للمسنين في الصين مع أكثر من 8 ملايين طالب ــ من المصدر
المصدر: إعداد: اليازية البدواوي
الشعور بالملل يطغى على حياة المتقاعد، ومن هنا لاقت جامعات المتقاعدين رواجاً في الصين ليزداد عدد المسنين المسجلين في جامعات كبار السن، طلباً لحياة جديدة يكثر فيها الأصدقاء الجدد وتزخر بتعلم مهارات لم يسبق التعرف عليها، لذا يمكن القول إن هذه المؤسسة التعليمية، أصبحت بمثابة المنقذ للكثير من أفراد العائلة الذين قد يقعون تحت سطوة «مزاجية» المتقاعد.
ووفقاً لصحيفة «تشاينا ديلي»، فإن أقل عمر للانتساب في هذه الجامعات هو 50 عاماً، وأن معظم المتقدمين لها رفضوا قضاء أوقاتهم في مشاهدة التلفاز ورعاية الأحفاد، ليختاروا الإمعان في الماضي وإعادة النظر فيما قد تركوه مهملاً خلفهم قبل عقود، وهي الدراسة، حيث يتعلم المتقاعدون الصينيون في هذه الجامعات، اللغات الأجنبية والرقص والغناء والخط والفن والتسوق عبر الإنترنت والرياضة، وغيرها من المهارات، وذلك بمجمل لا يقل عن 4 فصول دراسية أسبوعياً.
وذكرت سيدة ستينية بعد تجربتها الجامعية، أنها انتسبت لإضفاء معنى لحياة ما بعد التقاعد، قائلة: «أشعر أن شغفي بالحياة أصبح أقوى منذ أن كنت في الجامعة. في الواقع، إنه قوي لدرجة أن أصدقائي شعروا بأني قد أصبحت شخصاً مختلفاً تماماً، وسعيداً دوماً».
لا تعتبر جامعات كبار السن حديثة العهد، فالزيادة السريعة في أعداد المسنين في الصين والمطالب المتزايدة لتحسين نوعية الحياة أدت لزيادة عدد معاهدهم، مثل جامعة شنغهاي للمسنين. ووفقاً للجمعية الصينية لمعلمي كبار السن، يوجد هناك حالياً أكثر من 70 ألف جامعة للمسنين في البلاد، مع أكثر من 8 ملايين طالب مسجل.
الجدير بالذكر أن هذه الجامعات تثبت أنها تحظى بشعبية كبيرة بحيث يواجه الناس في كثير من الأحيان مشكلات عند التسجيل، حيث يتم حجز العديد من الدورات في غضون ثوانٍ من إطلاقها على الإنترنت، لذلك يضطر كثر للبقاء متيقظين حتى منتصف الليل عند بدء التسجيل عبر الإنترنت لضمان حصولهم على مقعد.