رسالة من القلب إلى الشباب
فترة الشباب هي الفترة الحيوية في حياة المرء , وهي أهم فترة من عمر الإنسان.
وتكمن مشكلة هذه الفترة بأن الحيوية في أشدها مع ما يصاحبها من توتر وقلق ينتج عنه قرارات مستعجلة عند بعض الشباب , فينبغي أن تكون الصلة بالله قوية حتى يسير الشباب على دستور واضح في حياته حتى تكون قراراته غير مستعجلة , والصلة بالله تضفي على نفس الشاب الهدوء وطمأنينة البال .
أيها الشباب :
إننا نعيش في زمن صعب , زمن لا يرحم أحداً , زمن لا يعرف المهازيل الضعفاء , زمن لا يعرف إلاّ قوة العلم والعمل , ولن تصل للقمة إلاّ بهذين الأمرين .
أيها الشاب :
إما أن تكون في القمة في أخلاقك وأفعالك وأقوالك فترتفع في أعين الناس , وإما أن تكون غير ذلك فتقع تحت أقدام الناس , حتى أقرب الناس لا يلتفت إليك .
أيها الشاب :
إن أكبر قوة تمتلكها هي أن تثق بنفسك وبقدراتك , لا أقصد الثقة أن تغترّ بنفسك وأنت لا تمتلك أدنى شيء من العلم والثقافة فترتفع على الناس بكبريائك , أقصد من الثقة بالنفس أن تملك العزيمة والإرادة إلى أن تقتحم ميدان العلم والعمل معاً , ولا تعتقد أن من وصل إلى ما وصل إليه أفضل منك عقلاً وفهماً , إنهم ملكوا العزيمة والإرادة فوصلوا إلى ما وصلوا إليه من المكانة .
أيها الشاب :
إن من قدرتك على التميز أن تكتشف ذاتك وتتعرف عليها , وما تحبه من الأعمال وما تميل إليه من العلوم , ثم تحدد الوجهة التي تسير عليها في حياتك , أين تتجه وأين تسير وماذا تريد أن تحققه في المستقبل , ولا تجعل السلبية تؤثر عليك ( أنا ضعيف – الناس أحسن مني ) حذاري حذاري من هذه الوساوس , لا تجعل لهذه الوساوس طريق لتحطيم عزيمتك .
أيها الشباب :
إن الذي لا يمتلك الجديد ولا يمتلك التطوير والترقي إلى كل جديد لا يعيره الناس اهتماماً , فعندما تتقدم إلى جهة ما فكّر ما هو الجديد الذي تقدمه إلى هذه الجهة , كل الشباب يمتلكون المهارة في التعامل مع الكمبيوتر والإنترنت , ما هو الجديد الذي تتميز به عن هؤلاء ؟ ما هي البرامج التي تستطيع أن تمتلك المهارة فيها لتقديمها للناس حتى يقبل عليك الآخرون , ويتهافتون على طلبك والعمل معك .
أيها الشاب :
حاول تطوير ذاتك واستغل كل فرصة تهيأ لك في تطوير الذات ولا تحتقر شيئاً يقدم لك .
أيها الشباب :
إن المال عصب الحياة وبدون المال لا تكون هناك حياة مستقرة , فلابد أن يكون لك رؤية تجاه ما يدخل إليك من أموال فلا تكن مبذراً فتجعل غايتك في الحياة هي الاهتمام بمظهرك فقط وتركز عليه جل وقتك , وتصرف تجاهه الأموال الطائلة , وكذلك ما يسّره الله لك من المقتنيات التي لم تتيسّر لغيرك , مثل السيارة وغيرها , لا تجعلها معول هدم لحياتك ولحياة غيرك .
حافظ على أنظمة السير واعرف وأيقن أن الطريق لك ولغيرك من الناس , فكم من شاب وقع ضحية السرعة الطائشة والسياقة المتهورة , سيارة تشترى بالآلاف من الأموال تحطم في دقيقة واحدة , والمسكين الأب الذي سلمك هذه السيارة التي لم تراعي حق الوالد فيها , إننا نأسف ونحزن لشباب قضت أعمارهم بسبب التهور اللامحدود .
أيها الشباب :
إن كثيراً من الشباب اليوم يساوم والده إما الدراسة وإما السيارة , فهذا الشاب الذي يفكر في ذلك ويضع الشروط أمام والده لا يستحق أن تشتري له سيارة , بل قد تكون هذه السيارة وبالاً عليه , والعتب على الأب الذي أوصله لهذه المرحلة , ولا بد لكل أب أن يقيس مدى التزام ابنه بمسؤوليات القيادة قبل أن يسلمه مثل هذه السيارات الفارهة .
أيها الشباب :
ما هو معيار الرجولة لديكم ؟ هل هو بالألبسة التي تخالف أعراف المجتمع ؟ هل مقياس الرجولة بالتفحيط والتهور ؟ أظنكم في مستوى معرفة معيار الرجولة أيها الشباب , والإجابة لكم .
أيها الشباب :
أنتم زهرة الحياة ومحل اهتمام المجتمع والأنظار تتجه إليكم , الزمن الذي تعيشون فيه قليل الفرص مقارنة في السابق , فالمسؤولية أشد عليكم , في السابق قبل عشرين سنة أو ثلاثين سنة من حصل على منصب أو وظيفة كانت الأمور ميسرة والوظائف متوفرة , وقد وصل إليها أناس بسبب توفرها وليس بسبب ما يملكونه من قدرات , فأنتم اليوم تحتاجون إلى قدرات عالية مقارنة بقلة الفرص الوظيفية , والعمل ليس عيباً والله .
أيها الشاب :
قل لي من تصاحب أقول لك من أنت , إن الشاب يتأثر بأصحابه بالمخالطة , فالمدخنون – مثلاً – كان أول عودٍ أحرقوه تقليداً ومحاكاةً , وإن السؤال الذي يتحرج منه كثير من الشباب ويتضايقون من طرحه ولا يحبون سماعه : منهم أصدقاؤك ( أصحابك ) ؟ هل هم أصحاب سوء أم صلاح ؟ .
# رسالة من القلب إلى الشباب
من كتاب
السعادة والشباب
تأليف و إعداد
محمد صابر الحسين
رابط الكتاب : http://1335111.site123.me/