كل أمة من الأمم بلا شك لها عماد تعتمد عليه، وقوى فاعلة في المجتمع (فكرية، علمية، قوة السلاح، قوة المادة.. إلخ ).
فلابد لأي مجتمع من قوى! وفي وجهة نظري أن هذه القوى لا تكتمل إلا بتوافر جيل ناضج يساهم في بناء الأمة.
ولا شك في أن عماد الأمة شبابها.. فهم - على اختلاف أشكالهم وألوانهم وتعدد بلدانهم - يمثلون قوى وواجهة لهذه المجتمعات.
فالشباب فقط هم من سيرقى بالأمة، أو يهوي بها.. ولكن هل الواقع يبشر بغد واعد للشباب
من وجهة نظري أن الشباب في كل زمان ومكان يمثلون أنموذجاً فعالاً وقوياً في المجتمع.. والحمد لله لا تخلو الأمة من الشباب الأخيار الذين يبنون ولا يهدمون.. ومن الإجحاف الحكم على الجميع بالبطالة الفكرية والإنتاجية والمساهمة بالمجتمع الفعال القلة منهم، والتي تكون على النقيض من ذلك.
فالشباب - بحمد الله- لا يزالون على خير عظيم وكبير.. وخصوصاً أن قواهم الفكرية والعقلية مستمدة أولاً من الكتاب والسنة..
ولكن في الجانب الآخر والأسوأ! نجد جانباً من الشباب غارقاً في الملهيات، راكضاً خلف المتغيرات..! لا يدرك قيمة وجوده في الحياة أو متجاهلاً لها ..
اهتماماته سطحية، وأحلامه خيالية، ومحاكاته غربية، يعيش بلا هوية
فمن المسؤول عن إفساد عقول شبابنا، وإخراجه جيلاً لا يتحمل المسؤولية؟؟
إن هموم الشباب المتعددة، من بطالة، وعنوسة، وفراغ، وغيرها من الأمور المسببة لإدمان المخدرات، وارتكاب الجرائم، والفساد الأخلاقي.. إلخ.
كلها هموم مشتركة يتسبب في إيجادها المجتمع والفرد.
إن أتينا إلى الفرد، ففي أحيان كثيرة تتوافر للفرد جميع سبل الحياة الكريمة، وجميع مقومات الإعداد النفسي والاجتماعي.. ونجد أن الدول تبذل جهداً عالياً في تقديم كل الإمكانيات للشاب غير أن الشاب ذاته لا يوجد لديه الاستعداد الكامل لتحمل أعباء الحياة.. فهو غارق في الاتكالية الزائدة، والاعتماد على الآخرين، متعللاً بأمور قد تكون واقعية ولكن يستطيع تداركها بالجد والسعي خلف المصلحة الذاتية دينية كانت أم دنيوية، غير أنه ألف إلقاء التهم على الغير لأسبابه الواهية!
ومن مشكلات الشباب ما يتسبب فيه المجتمع كالمساهمة في إفساد عقولهم بالملهيات من فضائيات ذات رسالة محتقرة، وغلاء المهور، وتهميش صاحب القدرة وتفضيل الأدنى على الأعلى بفعل الوساطة غير المجدية أحياناً، وتهميش دور الشباب بالمجتمع وعدم استغلاله كمصدر قوة فكرية وعملية.. وغيرها من مظاهر يتسبب في إيجادها المجتمع.
وكذلك عدم تفكير المجتمع الجاد في حل مشكلات الشباب المتعددة على نقيض المجتمع الغربي فإنه يعطي الشباب الأولوية في كل شيء!
وبالطبع لمشكلات الشباب الإسلامي حلول متعددة..
وحبذا لو كان منها الاهتمام بتقارب الشباب العربي والإسلامي، وإبعاده عن دائرة العنصرية والاهتمام بالتوافه، وتنمية مهاراتهم الفكرية بإنشاء النوادي الأدبية والمسابقات، وفتح باب الحوار مع الشباب لتدارس همومهم وقضاياهم والسعي في حلها.. وجميل أن يكون ذلك بإنشاء منظمة عربية تهتم بقضايا الشباب العربي من الجنسين..
فمشكلات الشباب وهمومهم تتعدد وتتزايد كلما اتسعت دائرة التكنولوجيا والتقارب بين الشرق والغرب، فاختلطت المفاهيم، وكثر أهل العلمنة ووسائل الإعلام، وزادت تكاليف الحياة المالية والاجتماعية، وسُدت الأبواب في أوجه الشباب ..