بكل الوسائل امرأة – مايا أنجلوبكل الوسائل امرأة (من كتاب لن آخذ شيئا لرحلتي الآن)
في سنوات صباي، كان تسمية الحظ بالسيدة مدعاة فخر لي. في الواقع، كان هناك القليل من الاعترافات العامة للحضور الأنثوي بحيث كنت أشعر بالامتنان الشخصي كلما أُشير إلى الطبيعة أو السفن الكبيرة بالأنثوية. ولكن بدأت وخلال نضجي بالامتعاض من اعتباري أختا لخوّانة متقلبة كالحظ، متحفظة كالمحيط، وهوجاء كالطبيعة. لقد لعبت عبارة “للمرأة الحق دائما في تغيير رأيها” بشكل موائم جدا مع الصورة السلبية للأنثى بحيث جعلتُ من نفسي ضحية لقرار لا يتزعزع. حتى لو قمت بخيار تافه وغبي، فإني لزمته عوضا عن أن “أكون مثل امرأة وأغير رأيي.”
أن تكون امرأة فذلك عمل شاق، لا يخلو من البهجة والنشوة إلا أنه يبقى عملا لا يلين ولا ينتهي. يتطلب كي تكون امرأة وجود العبقرية وتوظيفها. إن المرأة التي تنجو سعيدة وسليمة، رقيقةوصارمة في الوقت ذاته. يجب أنها أقنعت نفسها أو أنها في العملية اللامتناهية من اقناع نفسها بأن ذاتها وقيمها واختياراتها مهمات في عالم حيث يمسك الرجال بالنفوذ والحكم. إن الضغط مهول على النساء لتحصيل حق الوسيلة وتحت تلك الظروف بالذات يجب أن تكون صرامة المرأة جلية.
يجب أن تقاوم اعتبار نفسها نسخة أقل من ندها الذكر. هي ليست نحاتة، شاعرة، مؤلفة، يهودية، زنجية، أو حتى (وإن كان الآن نادرا) في لغة الجامعة موجهة. إن كانت شيئا، فمن أجل احساسها بذاتها ومن أجل تعليم من أُخبروا خطئا عليها أن تصر بنزاهة على أن تكون ذاك الشيء وأن تُنادى به.
المرأة المُناداة باسم مُصغّر ستضعف بسبب تلك التسمية الخاطئة. لذا ستحتاج أن تقدّر رقتها وأن تكون قادرة على استعراضه في أوقات ملائمة من أجل منع الصرامة من أن تمسك زمام الحكم الكامل وكي لا تكون صورة منعكسة لأولئك الرجال الذين يضعون السلطة فوق الحياة، والتحكم فوق الحب.
من الحتمي على المرأة أن تُبقي حسها المازح سليما وعلى أهبة الاستعداد. يجب أن ترى نفسها ولو سرا بأنها أخف من وطأ الأرض ظلا وأكثر نساء عالمها عتها، عالم يجب أن تراه من أسخف ما مر على الأزمنة. فقد قيل إن الضحك علاج وأن الظرافة تُنير العمر.
يجب على النساء أن يكن صارمات، رقيقات، يضحكن قدر المستطاع، وأن يعشن حياة مديدة. إن صراع المساواة مستمر غير خامد، ستكون المرأة المحاربة المتسلحة بالفطنة والشجاعة أول من يحتفل بالنصر.
ترجمة: فاطمة الشملان
*مايا أنجلو، شاعرة ومؤلفة وناشطة حقوقية أمريكية