كتَمْتُ هوايَ ثارَ القلبُ وانتَفَضا
أمامَ قاضي الودِّ قالَ مُعترِضا
ضاقَ النَّبضُ وعاشَ فيّا مُغترِباً
يبِثُّ الدِّفءَ في الخفقاتِ مُنفرِدا
يا قاضي الفُلِّ والأزهارِ والوردِ
لم يبقَ من نيسانَ فيّا مُنسَكَبا
يبِسَتْ وروداً نَمَتْ في خفقاتي
بعد أن رشَفَتْ العسَلَ والشَّهدا
أينَ الهوى؟ أَعَصْفُ الرِّيحُ بدَّدهُ
هل يملُّ الأريجُ ل يترُكَ الهَضَبَا
غداً يُقيمونَ حفلاً حين يسلوني
على يديكَ أطوي الشِّعرَ والكُتُبا
وعيونٌ كانت تبوحُ بأروعِ السُّورِ
كيف صارَ بوحُ عيونِهِم حَطبا
لمن أشكو ؟ والشّكوى ما نَطَقَتْ
تكادُ تنوءُ في الصَّدرِ الذي تَعِبا
وحنى لي الصَّبرُ ظهرَهُ لأعتلي
صار ظهرُ الصّبرِ منّي مُحْدَبَا
نهرٌ أنا وسُلافُ العشقِ رَافِدَهُ
لستُ أغلو إن قُلْتُ أنا البَرَدى
أين عَهْدُ العاشقين؟ دِلَّني
ذاك السُّها في أي فُلْكٍ شُرِّدا
شَدَّ الزّمانُ على فؤادي سيِّدي
تركَ في الحنايا الحُزنَ وانعَقَدا
كم تمنيتُ أن يأتوني بحِجَّتِهم
حتّى أُفَنِّدُ لمن وافاكَ وأحتَسِبا
يا سيّدَ الودِّ كُنْ أنتَ مُنصفي
ظلَمتُ نفسي والغدرُ لهُ الغَلَبَة
لا يَغُرَّنّكَ من المُحبينَ توبَتِهِم
ألا رأيتَ كَم من ظالمٍ سَجَدا..!