صدرت عن دار "سؤال" اللبنانية للنشر أول ترجمة عربية لرواية الكاتب الروسي أناتولي بريستافكين (1931-2008) بعنوان "أفراخ الوقواق" بترجمة خيري الضامن.
قد يكون أناتولي بريستافكين مجهولا للقارئ العربي، على الرغم من رواياته العشرين، وكتبه الأخرى التي صدرت في عشرات الطبعات، وحملت له شهرة واسعة، وبخاصة "السحابة الغافية على صدر الجبل" و"قامت القيامة" و"الجندي والصبي" و"يوم الخليقة الأول والأخير" وروايات أخرى.
صدرت رائعة بريستافكين "أفراخ الوقواق" قبل 30 عاما، لكنها لم تر النور في نسختها العربية إلا الآن، بفضل جهود ودعم دار "سؤال" اللبنانية للنشر، ومعهد الترجمة في روسيا.
ويؤكد المترجم العراقي البارز خيري الضامن، أن هذه الرواية الأصيلة تضاهي من عدة وجوه رواية "أرخبيل" لألكسندر سولجينيتسين (الحاصل على جائزة نوبل للآداب لعام 1970)، بل ربما هي خط ممتد يكمل رائعة أديب نوبل الروسي الشهير، فبينما تتناول "أرخبيل غولاغ" معاناة الإنسان في معسكرات الاعتقال المخصصة للكبار، تحكي "أفراخ الوقواق" عن معاناة الصغار في إصلاحية للأحداث، تمثل نسخة من معسكرات الكبار. يكمن الفارق بينهما في أن كتاب سولجينيتسين عبارة عن مدونة أدبية تاريخية ضخمة، في ثلاثة مجلدات، تقوم على رسائل وإفادات من 257 سجيناً، واستنادا إلى تجربة شخصية للمؤلف، بينما تمتد رواية بريستافكين المثيرة، المؤثرة، محكمة البناء عبر 340 صفحة من الأحداث التي لا يمكننا التحقق مما إذا كانت حقيقية أو من خيال المؤلف.
بالنسبة لنا، كعرب، فالرواية تذكرة بليغة بمأساة أطفالنا المشردين في شتى أنحاء الوطن العربي في العراق وسوريا وليبيا واليمن جراء حروب "الربيع العربي".
جاء في دراسة تحليلية للرواية أنها تحفة فريدة من نوعها، حيث أن موضوعها "عصيان الأولاد في الجحيم" هو موضوع غير مطروق في الأناجيل أو في المصادر الأخرى، ذلك أن الأطفال في جهنم، بحسب تلك المصادر، لم يتعرضوا يوما للأذى والعذاب، مثلما حدث في "جحيم" بريستافكين.