القدس .. زهرة المدائن وريحانة العروبة


في يوم القدس تتجه القلوب إلى فلسطين حيث تتهيج الذكرى الأليمه فهي مازالت وجع الروح والضمير العربي والإنساني .
وماعساني أقول ومن أين أبدأ ؟ فما أوسع المعاني , وما أعجز الكلمات في قدرة التعبير عن وجع الروح وألم النفس والوجدان والضمير!!
ففلسطين مازالت جرحاً ينزف في جسد الأمة العربية , وثلماً كبيراً في كبريائها . ومأساة فلسطين هي مأساة العرب والإنسانية. مأساة كل العصور يعيشها العرب في أعماق وجدانهم , ووعيهم للتاريخ .
وقضية فلسطين كعقيدة هي قضية نصف العالم ولذا وجب أن يحمل مسؤوليتها كل مسلم ومسيحي , ومعهم كل الشرفاء والأحرار ودعاة حقوق الإنسان لأنها قضية إنسانية عالمية .
والقدس ريحانة الضمير العربي وعروس عروبتنا مكانها في الوجدان الديني والإنساني هي في عيوننا في نفوسنا في وعينا في إدراكنا في حلمنا في يقظتنا.
القدس مدينة السلام ,زهرة المدائن المقدسة , حوت الأماكن المقدسة للديانات الثلاث .هي مركز إشعاع روحي وحضاري وعلمي وفكري . أمّها الناس من كل أنحاء العالم للزيارة وأداء مناسك الحج , ورفعت السلاطين عنها المظالم وأثبتوا ذلك في نقوش رخامية ألصقوها على جدران الحرم القدسي وكنيسة القيامة .
* تهفو إليها قلوب المسلمين فهي قبلتهم الأولى,وإليها أُسري بالرسول "محمد"ص" ,وفي مسجدها الأقصى صلى بالأنبياء والرسل, ومنها عرج إلى السماء ,والمسيحيون في شتى أنحاء المعمورة يتجهون في صلاتهم إلى الأراضي المقدسة إلى القدس وقبر المسيح, ويطلبون أن تُدار رؤوسهم في لحودهم نحو الشرق لترتاح عظامهم الهامدة بتوجيهها إلى منبع إيمانهم, وقد كان لأهل الشام فخر التوسط بين الله والإنسان لتعليم الدين فعيون الإنسانية تتجه إلى تلك البلاد لأنها مهد الأديان , وأرضها التي ليس فيها شبر إلا وقد صلى فيها نبي .
بين دمشق والقدس قصة تاريخ , وقصة حب وعشق أبدي , فهما مدينتان تفاعلتا معاً منذ فجر التاريخ ومنذ أول وجودهما فوق هذه الأرض المباركة كأقدم مدينتين مأهولتين .
دمشق والقدس في الحروب والنكبات لم تتخلّ واحدة منهما عن الأخرى, بل أثبت التاريخ أنهما كانتا معا في الخطب دفاعا وتضحية وفداء, فعلاقة سورية بفلسطين ليست علاقة تضامن عربي فقط بل هي علاقة النضال المشترك والمصير الواحد . أربعة عشر قرنا بقيت فيها دمشق نبعاً لحضارة الأمة العربية مثلما كانت درعاً حصينا لها مدافعاً عنها ترفد العروبة بالمدافعين المجاهدين من جيوش ومتطوعين .
تحية للقدس في يوم القدس.. وليس للقدس غير دمشق التي انطلق منها صلاح الدين للتحرير.
وإننا لعائدون!!