من اهل الدار
Ozymandias
تاريخ التسجيل: January-2018
الجنس: ذكر
المشاركات: 4,575 المواضيع: 93
صوتيات:
17
سوالف عراقية:
0
آخر نشاط: 20/August/2021
مرحباً amice
بالحقيقة إستمتعت جداً بهذه الرواية الأكثر من رائعة نرسيس وغولدموند برغم أنني حين بدأتُ قرائتها كنتُ بقدر الإمكان أُحاول سحبي مِنها لكنني فشلتُ بنجاح..
الرواية صورت لنا عدة مفاهيم عن الحياة عن الحب عن الشهوة عن الموت عن الفكر عن الفروق عن المرض عن التشرد عن الله عن الفن عن اليأس عن الحرام عن الحيرة عن القناعة والخ ..
بالحقيقة الرواية جعلتني متعلقاً وأرى صورة كل شخصية بها حتى جواد غولدنموند بليس وحتى جل علاقاته إبتداءً من قُبلة تلك الخادمة التي هرب لها ذات ليلة مع رفاق الدير مروراً ب ليزا ل ليديا ل جوليا ل لنه ل آغنس وكل النساء اللاتي كان برفقتهِن عابثاً ومُحباً لكل واحدة منهُن..
ولأنني مللتُ تعدد تلك العلاقات وكنتُ أبحث عن واحدة على الأقل تستعصي عليه ، هُنا حضرت ريسبت والثائرة اليهودية السمراء ريبيكا..
في كُل محطة من سفرهِ وأيام التشرد والأحداث العصيبة التي مرت به مذ أن قتل فيكتور صار ال غولدموند شخصاً مُختلفاً ..
وهنا أجل كان يبحث عن ذاته وكلام نرسيس هذا الشخص الرائع كان لهُ مفعول السحر لديه ف لولاه ما عرف غولدنموند كيف يشعر بأمه وكيف يزيح من أعماقه صورة الساحرة الفاسدة التي رسمها له أباه كما قال نرسيس "الصنم الاجوف" ذاك الاب العديم المشاعر وهنا أقول هل من حق الأهل أن يختاروا طريق أبنائهم؟ ثم ما ذنب ذاك ال غولدموند أن يتحمل ذنب أمه التي صنعها أباه الفارس في رأسه ؟ ما ذنبه أن يكفر عن ذنوب أمه في أن يكون شيئاً هو لا يرغبه ؟هنا كان جميلاً وقتها ذاك الصراع مع شهواته الحسية ، أن يختار طريقه جيداً أن يعرف ما يريد أو كما أتذكر كلام نرسيس حين قال له أنك لا تمثل ذاتك كما يجب وكيف أنه حين عرف أو اكتشف ذاته الحقيقية صار أكبر سناً وأصغر سناً في آن واحد..
أحببت كيف أنه قلع ذكرى والده الذي قال عنه بأن التعليم يشبهه وكيف بدأ باسترجاع صورة أمه تلك التي قادته طرقه نحو الشهوة والموت كما في الرواية في حين اباه كان طريق العقل والارادة وماكان ملاذه اصلاً..
أذُهلت وأعجبت بتلك الطريقة التي بدأت بها مشاهد الموت حين دخل بيتاً ووجد تلك الجثث ال5 فيها وكم أن الوباء صار يقتلُ كل شئ وكيف أنه قد قتل حبيبته لنه بهجوم ذاك الموبوء وخدشها ..
أحببت أن تكون مغادرة روبرت أفضل من هذه الطريقة لكن لا الوم غولدنموند في صب غضبه عليه والتخلص منه لأنه إعتاد على أن يكون وحيداً..
فكرة رؤيته للأم العذراء وتعلقه بالفن كان رائعا جدا..
ولقاءه بالمعلم نيقولاس وكيف تعلم على يده ومااجمل وفاءه حين نحت يوحنا على شكل صديقه الصدوق نرسيس..كان عملاً شاعرياً جداً..
وحتى لا أُطيل عليكم أصدقائي أكثر كان غولدنموند هو الفتي حتى حين مات هو الفتي الحالم ذاك الذي كانت تقوده صورة أمه نحو الحياة الحقيقية بعيدا عن الدير وان يكون راهبا او كاهنا بحق انه فعلا كان يحيا في الحلم حياة اكثر واقعية من الواقع..
كان مشهد التقاءه ب نرسيس في قصر الكونت باهر والحديث الذي دار بينهم حتى عودتهم كان جميلاً وكأن شريط الذكريات تعود بنا معهم حين مروا ونزلوا في قصر جوليا تلك التي رغبها ولم يظفر بها..
وكيف وصلوا للدير وكون عمله الذي اتقنه هنا وكيف انه يرى في ايريش العامل المبتدئ صورة منه حين كان مبتدئا لدى نيقولاس..
الرواية كانت رائعة وحقاً إستمتعت كثيراً في كل تفاصيلها رغم أني كنتُ متذمراً من تسارع الأحداث فيها لكن لو لم يكن هذا التسارع لما أصبحت رائعة بهذا الشكل وهذا يحسب للرائع هرمان هسه..
كثير من المكاسب حققتها بهذه الرواية حتى لو كنتُ مؤمناً وعارفاً لها ، لكنها زادتني إصراراً وإدراكاً لقيمة هذهِ الحياة أكثرَ ف أكثر ..
اما عن الاقتباسات التي اعجبتني ودونتها
"العلم ليس أكثر حذاقة من طفل ، إلا أنه أشد صبراً ، وهو يعمل بدقة أكبر ويرى ماهو أبعد من مجرد فروق واضحة"
"كيف يمكننا أن نحب دون أم ؟إننا بدون أم لا نستطيع أن نموت.."
"أن أقصر الطرق إلى القداسة قد تكون عيش حياة عربدة شهوانية"
"ان الطفل المتوقد الذكاء ليس بحاجة الى أن يكون أغبى من إنسان مثقف . فقط عندما يتكلم الأطفال عن العلم يحتاج المثقفون إلى أن ينصتوا إليهم بجدية.."
"اننا نحن المفكرون نكافح لنصل إلى ربنا بإبعاد العالم من أمام وجهه . إنك تأتي إليه ، تحب خلقه ، وتعيد تشكيله من جديد . وكلا الإثنين هما عملان إنسانيان ناقصان ، ولكن من بين الإثنين الفن هو الأكثر براءة .."
"إن الحالمين والعشاق والشعراء يتفوقون في أغلب الأشياء على أمثالي من المفكرين ، لقد ورثت طبيعتك من أمك ، وأنت تحيا الحياة حتى الثمالة .لقد خلقت كي تحب بكل قواك ، كي تعرف الحياة وتتذوقها بكاملها . أما نحن المفكرون ، فغير قادرين على أن نحيا بنصف إستمتاعكم أنتم وبواقعية كلية ، على الرغم من أننا غالباً ما نبدو أننا نهديكم . إن حياتنا هي حياة هزلية مجدبة ، أما إكتمال الوجود فمن نصبيبكم ، من نصيبكم نسغ الثمار ، وحديقة العشاق ، ومباهج الجمال الممتعة . بيتكم هذه الأرض ، ومنزلنا هو فكرتنا عنها ، الخطر الذي يداهمكم هو أن تغرقوا في عالم الأحاسيس ، وخطرنا هو تلهفنا إلى أن نتنفس في أصقاع خالية من الهواء ، أنت شاعر . وأنا مفكر، أنت تنام على صدر أمك ، وأنا أبقى ساهراً في البراري . علي تشرق الشمس ، وعليك يشرق القمر ، وبصحبته كل النجوم . أحلامك كلها فتيات وأحلامي ملأى بفتيان .."
أتمنى أنني وافيت حق قرأتي
اصدقائي
لروحكم هذه