الجمعة العظيمة تُحيي الطّوائف المسيحيّة حول العالم الجُمعة العظيمة باعتبارها ذكرى اليوم الذي صُلب فيه النبيّ عيسى عليه السّلام، وهو يوم الجُمعة السّابق لعيد الفصح، وفي هذا اليوم يُعبّر المسيحيّون عن حُزنهم ويعمدون للتّوبة بالصيام، والقيام بالأمور التي تكفّر عن ذنبهم، كما يُذكر أنّ الطّوائف الأرثوذكسيّة، والكاثوليكيّة، والأنجليكانيّة تقوم بتطبيق الصّلوات الطقوسيّة في هذا اليوم والتي تقوم بأساسها على تقديس الصّليب والتّأمل بالأحداث التي أدّت لصلب المسيح عليه السّلام.[١] تاريخ الجمعة العظيمة تمّ اعتماد تاريخ الجمعة العظيمة أو الجُمعة الحزينة حسب ما يُشار إليها في بعض الأوقات، وِفقاً للاتّجاه السّائد لطّقوس الدّين المسيحيّ فقد، بحيث يكون في ليلة العشاء الأخير الذي جمع المسيح عليه السّلام مع تلاميذه في الليلة السّابقة لعيد الفصح عند اليهود، ممّا يجعل التّاريخ مُحدّداً بـ 15نيسان حسب التقويم اليهودي، بينما يعتبر التّقويم الغربيّ أن تاريخ الجمعة العظيمة هو 7 نيسان، وفي اختلاف ثالث يعتبر أنّ الفصح لم يكن قد بدأ بعد عندما أُقيم عشاء المسيح مع تلاميذه؛ وهذا يجعل التّاريخ في 14 نيسان؛ وتبعاً للاختلافات القائمة فإنّ الاحتفال بالجُمعة العظيمة يقع ما بين التّاريخ المتوقّع الأوّل لعيد الفصح 20 آذار (مارس)، وآخر تاريخ متوقّع له في 23 نيسان (أبريل).[٢] طقوس الجمعة العظيمة يشتمل إحياء الجُمعة العظيمة على تحضيرات طقوسيّة، ويُمكن ذكرها كما يأتي:[٣] التّجمّع: تبدأ الطّقوس بالتجمّع بالكنيسة بصمت وبحضور كبار رجال الدّين، وفي أثناء ذلك يتمّ طأطأة الرأس للأسفل أمام الصّليب؛ كطريقة للتعبير عن المشاعر الدّاخليّة المُمتزجة ما بين الحزن، والذّنب، والامتنان وما شابه ذلك. الكلمة:: تشتمل على قراءة الصّلوات اليوميّة والتّأمل في آلام المسيح. شعائر الشّفاعة: يقوم كبير الجلسة فيها بأداء الصّلاة باسم الجميع بحيث يبدأها بمدح المسيح عليه السّلام، والتذكير بصفاته، ثُم طلب نعمة مُعيّنة، ويرد الحاضرون بكلمة (آمين). توقير الصّليب: يتم توقير الصليب وتبجيله باعتباره تركة المسيح عليه السّلام بعد تخليصه لهم من الخطيئة، بالإضافة لاعتبارها وسيلة لإظهار الحُب الإلهي. الخميس المُقدّس: في الليلة السّابقة للجمعة العظيمة يتمّ الاحتفال بالخميس المُقدّس بصفته ليلة العشاء الأخير، ويُستخدم الخبز فيه كدلالة على تجدّد الحياة وحُب المسيح، وتُقام الصّلاة بعد تقديم القربان، ويتبعها المُغادرة بصمت مع إخلاء المذبح وترك الصّليب مع شمعتين.