فتاتان تتغلبان بالصداقة على «الشمس»



نشرت صحيفة «ديلي ميل» البريطانية لقاء مع مراهقتين من مدينة «ملبورن» الأسترالية اصيبتا بداء «المَهَق»، الذي يعرف بأسماء أخرى منها: «البَهَق»، «البَرَص»، «غدر التلون» وانعدام لون الجلد. وهو اضطراب خلقي ينشأ عن غياب انزيم يشارك في إنتاج المادة الصبغية التي تمنح وجه الإنسان ألوانه الطبيعية. وبالتالي يصبح لون وجه المصاب بداء «المَهَق» أبيض تماماً، ونفس الشيء للون شعره وعينيه. ويُطلَق على المصاب بهذا الداء اسم «عدو الشمس»، حيث يصبح جلده حساساً للشمس إلى درجة هائلة.
وما زاد صعوبة الأمر، أن الفتاتين، لوسي كاربنتر، 14 عاماً، وسامي ماككومب، 13 عاماً، مصابتان بنوع نادر من «المَهَق»، يسمى «المَهَق عيني الجلد»، وهو يؤثر في العين بشدة فَيُضعِف إبصارها.
رضيت كاربنتر وماككومب بوضعهما الصحي الذي أراد أن يكون شكلهما وملامح وجهيهما مختلِفَين عن باقي الناس إلى حد ملفت للأنظار ومثير للاستغراب وللسخرية أحياناً عند من لا يراعون شعور البشر. إلا أن الفتاتين لم تفقدا ثقتهما بنفسيهما وأدركتا أنهما قادرتان على الحياة، والنجاح أيضاً كأي فتاتين طبيعيتين، بل ربما أفضل.
ولتحقيق هذا الإدراك، استعانت الفتاتان بصداقتهما الطويلة التي نشأت عن طريق العائلة حيث تعرفت والدتاهما على بعضهما البعض حينما كانتا تعالجان ابنتيهما من «المَهَق» وهما ما زالتا رضيعتين. كما استعانتا بشغفهما المشترك بالموضة، الأزياء وعالم الأناقة، لتشقا معاً طريقهما في الحياة.
وذكرت «ديلي ميل» أن الفتاتين أطلقتا حساباً مشتركاً يهتم بشؤون الأزياء على «انستغرام»، وله الآن أكثر من 10,000 متابع.
وقالت كاربنتر: «صداقتي أنا وسامي تعني لي ولها الكثير، فأنا وهي نفهم وندرك مشاكلنا التي قد لا يعيها الأصدقاء الآخرون».
وقالت ماككومب: «نشعر بأننا شقيقتان، بل إننا شخص واحد».