السيجارة الالكترونية: هل هي حل أم مشكلة؟
للإقلاع عن التدخين، يلجأ الكثير من المدخنين إلى إتباع عدة طرق، على غرار “العلكة” أو اللبان، لنسيان التدخين على حد تعبير الكثير منهم، وفيهم من أصبح يستعمل ما يعرف اليوم، بالسيجارة الإلكترونية، أو الشيشة الالكترونية، كما تعرف في بعض البلدان العربية، والتي قامت في الأساس على مبدأ الإقلاع عن التدخين، لذا لقيت ترحيبا كبيرا بين المدخنين، الراغبين في تخفيف اثر السيجارة العادية على صحتهم، فانتشرت بسرعة كبيرة في كل البلدان، ويزيد عدد مستهلكيها من يوم لآخر.
قبل الحديث عن موضوع السيجارة الالكترونية، يجب أن نشير إلى أن طرح هذا الموضوع، ليس بغرض مناقشة أضرارها أو محاسنها مقارنة بالسيجارة العادية، أو التسويق لمنتج على حساب آخر، نريد فقط عرض الكثير من الآراء وبعض التجارب الخاصة في هذا المجال، وإلى حد كتابة هذه الأسطر، مازالت السيجارة الالكترونية محل خلاف بين الأشخاص، بين مدافع عليها وآخر محذر منها، لهذا نقف على موقفين في التجاوب مع هذه السيجارة، أولهما، من اعترض عليها، ودعا إلى ضرورة الإقلاع عن التدخين كليا، أما ما يسمى بالسيجارة الالكترونية، فهي مجرد أكذوبة في اعتقادهم، وهذا من أجل الترويج لسلع أخرى على حساب السجائر العادية، وهما وجهان لعملة واحدة اختلفتا في الشكل واجتمعتا في الأضرار، على حد تعبيرهم، حيث اشتكى بعضهم من أن لها آثارا ثانوية، خاصة على مستوى الحنجرة، جراء الزيت الذي تحتويه.
أما المدافعون عنها، فقد احتكموا إلى الأبحاث العلمية، التي تقوم على التجارب، التي ذهبت عكس الاجتهاد الشخصي للأفراد، فبعد الفحوصات والتحاليل الخاصة بـ”اللعاب” أو ” البول” التي قام بها شخصان، أحدهما يدخن السيجارة العادية وآخر يدخن السيجارة الالكترونية، ظهرت هناك نتائج جد مختلفة، وتبين في الأخير أن السيجارة الالكترونية أقل ضررا بكثير من السيجارة العادية، ونسب السموم متفاوتة بينهما.
ما هي محتويات السيجارة الالكترونية؟
هي عبارة عن اسطوانة مصنوعة من الفولاذ، أي قادرة على مقاومة الصدأ، وتحتوي كذلك على خزان يوضع فيه سائل يسمى بالسائل الالكتروني “بروبايلين كلايكول”، مكون من عنصر نباتي ومادة كحولية، يضاف إليها في الغالب بعض المواد العطرية، وقد يضاف إليها النيكوتين كذلك، الذي يتدرج في السائل الإلكتروني من درجة الصفر إلى مستويات عالية، بالإضافة إلى أنها تحتوي على بطارية قابلة للشحن، مهمتها تسخين هذا السائل الالكتروني، عند عملية الاستهلاك.
الانتقال من عملية الاحتراق إلى التسخين.. سهل عملية بيعها
أما الفرق بين التدخين العادي والالكتروني، فإن عملية تدخين السيجارة العادية، تقوم في الأساس على الاحتراق، عكس السيجارة الالكترونية التي تقوم على مبدأ التسخين، لهذا نجد أن الهدف الأول من صناعة هذه السيجارة سنة 2004 في الصين، هو الانتقال من عملية الاحتراق إلى التسخين، لأنه أقل ضررا، وهي العملية التي سهلت تسويق هذه السيجارة.
تبقى جدلية السيجارة الالكترونية قائمة إلى حد الساعة، خاصة في غياب دراسة محايدة في هذا المجال لمعرفة آثارها الحقيقية.